أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - العودة للجذور بشكل حديث














المزيد.....

العودة للجذور بشكل حديث


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3570 - 2011 / 12 / 8 - 08:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُدهش الناسُ من التحولات حيث عادوا إلى افكار قديمة لديهم، وتطرح التقييمات السريعة كلمات مثل عاد الناس إلى جذورهم وأصالتهم ولفظوا الملابس الفكرية الأجنبية عنهم!
وهذا ما يترددُ الآن بقوة حول التحولات السياسية العربية وانتصار التيارات السياسية الدينية.
لكن الناس في الواقع لم يتبدلوا، الشعوب والأمم تصيبها التياراتُ الفكريةُ على السطوح، أي لدى مثقفين، ومن يتأثرُ بهم من العامة، أما العامةُ الغالبةُ المستمرة فهي تظل في أديانها ومذاهبها، والتغير في ذلك يصير عبر القرون.
الحراكُ السياسي المسيطرُ في حقبة ما من التطور الذي يدفع الأمة دفعاً لأن تتوجه إلى طريقٍ معينٍ هو طريقها الضروري الذي تكرسهُ أسبابٌ داخليةٌ وتحفزهُ وتساعده ظروفٌ خارجية، فيؤثر ذلك كله في الصراعات السياسية ويوجهها نحو تغيير الظروف الاقتصادية المأزمة لأوضاع الناس، وينقلهم التغييرُ نقلةً اجتماعية اقتصادية حسب طاقة المؤثرات وبرامج المجموعات السياسية ذات الحضور الجماهيري.
وتقوم المؤثرات الفكرية السياسية المتداخلة بتغيير نمط الناس المعيشي والملابس والديكورات الخارجية لأشيائهم وأشكالهم لكنها لا تصل إلى تغيير عقائدهم تغييراً جوهرياً شاملاً، لأن هذه العقائد لم تظهر في سنوات بل تشكلت عبر قرون وصاغت الشعوبَ صوغا مختلفاً عما كان سائداً في حقب سابقة.
وحتى هذه العقائد الجديدة لم تغير تغييراً ساحقاً الناسَ، بل غيرتْ بعضَ العادات والممارسات والأشكال الإيمانية، بينما جوهرُ الأديانِ متقاربٌ يقومُ على مبادئ كليةٍ متشابهة وشعائر وعادات مختلفة.
ولهذا حين تقول العقائدُ الثوريةُ أنها بصددِ اكتساح مبادئ الناس القديمة وأديانهم تؤدلجُ العمليةَ السياسيةَ بقصد حشد الجمهور لأعمالها السياسية التحولية المؤقتة، وإحداث تلك التحولات الاقتصادية الاجتماعية التي تكون مفيدةً لجماعة منها، أو طبقة مميزة فيها، لكنها لا يمكن أن تكون معبرةً عن كل الناس.
والجمهورُ في حماسة يتصور ان الجماعةَ السياسية سوف تقوده إلى النصر أو إلى التحول الذي يصيبها كلها بالنِعم، لكن ذلك مرتبط بجذورِ هذه الجماعة وبأي فئة أو طبقة تمثل، أما كلمات الشعب كله، والأمة كلها فهي ألفاظ تعميمية غير دقيقة.
ولهذا حين يقولون ان هذه الجماعة تمثل الإسلام، أو تمثل المذهب الفلاني، فهو تعبيرٌ ايديولوجي، هو تسييسٌ دعائي، بغرضِ الحصول على مكاسب سياسية وانتخابية واقتصادية لها وللفئة التي تمثلها.
الأديانُ والمذاهبُ تبقى مثل البحار الواسعة، بينما عمليات التسييس والتحشيد لها هي موجات مؤقتة، تتبدل حسب تيارات الرياح.
وحين تغدو المذاهب الآن بين المحافظة والليبرالية على درجات مختلفة، سنجد أنها تعبرُ عن السكان وتنوع انتماءاتهم، ففقه أبي حنيفة النعمان لم يصلح للحجازيين كما أن مذهب مالك بن أنس لم يلائم العراقيين في زمنيهما، مثلما أن البلشفية لم تصلح للغربيين الديمقراطيين وتغلغلت في الشرقيين الشموليين، مثلما أن المذهبية السنية لاءمت البدو والحضر، والريفيين في بعض مناطق المشرق الإسلامي لاءمتهم الإثناعشرية، حسب ظروف الناس وتقاليدهم القديمة غير المرئية.
إن كل موجة سياسية لها اسباب عميقة في البنى المتكونة، فحكم الخلفاء الراشدين لاءم عرب القبائل شبه المتساوين في الجزيرة العربية، في حين جاءت الإمبرطوريات الإسلامية الأموية فالعباسية لظروف وتشكل بنية جديدة للمسلمين في كل من هاتين الدولتين، ولم تكن الرأسماليات الحكومية الشمولية التي بدأت النهضات المركزية العربية الوطنية الحديثة إلا وليدة وجنين لظروف ومرحلة، والآن بُنى جديدة، والقصد من هذا إنه يجب درس البُنى المتشكلة التي هي أشكالٌ لتطور قوى الإنتاج في مراحل من البناء والتراكم والتحول.
كلُ شكلٍ سياسي هو جنينُ مرحلةٍ يُولد ثم يكبر ثم يصل إلى استنزاف نفسه، فليست مرحلة تصاعد الرأسماليات الخاصة بشكلٍ ديني إلا مرحلة ستعقبها مراحل أخرى.
الأهم دراسة قوانين وسببيات هذه البنية وكيفية تطويرها وتحقيق أهدافها ورؤية تناقضاتها وكيف تجاوزها كذلك. فالتاريخ لا يتوقف. فممن الممكن أن تعود الرأسماليات الحكومية بأشكال ديمقراطية وقيادية للاقتصاد، خاصة إذا كانت اقتصاديات الرأسماليات الخاصة محافظة ومتوجهة للاستهلاك والرساميل غير الصناعية التقنية العلمية القيادية. وإذا قادت إلى تبعيات أكبر للاقتصاد الغربي.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراعٌ طائفي إقليمي عالمي
- نماذج مستقبلية للتطور
- تعاونٌ شمولي ضد الثورة السورية
- شبابُ الثورةِ.. شبابُ الخسارةِ!
- هواجس خليجية
- تطرفُ اليسارِ واليمين
- خطابٌ دينيٌّ رأسمالي صغير
- مذهبيو المشرقِ والتوحيد
- من أسبابِ الجمودِ السياسي
- الحربُ وسيناريو التفتيت
- روحُ الأمة!
- غربة شباب
- الثوراتُ العربيةُ: التقاربُ الفكري أولاً
- التحالفات في زمن الاضطرابات
- الربيع من دون يسار
- لماذا لا تتشكل عقلانية سياسية؟
- الصراعاتُ الفكريةُ بدلاً من التغيير
- تناغمُ التطورِ بين المذهبين
- فشلُ الطائفيين المحافظين في صنعِ ثورة
- وجهانِ لميداليةٍ عتيقةٍ واحدة


المزيد.....




- فيديو مرعب.. انزلاق طيني هائل يحاصر سائق سيارة فجأة في كاليف ...
- خارج مصر.. اكتشاف أقدم سجل للتحنيط يغيّر فهم نشأة هذه الممار ...
- اليوم الـ715 للحرب على غزة: إسرائيل تكثّف هجماتها وحصيلة الق ...
- أييلِت غوندار غوشِن: أديبة إسرائيلية تتحَسس أوجاع طرفي حرب غ ...
- روسيا تنفي انتهاك مقاتلاتها المجال الجوي الإستوني
- باغرام قاعدة عسكرية أفغانية بناها السوفيات ووسعها الأميركان ...
- تيك توك.. تطبيق فيديوهات خرج من الصين وغزا العالم
- بينهم ميرتس.. القضاء الألماني يلاحق مسؤولين كبارا بتهم مساعد ...
- موسكو تنفي اختراقها المجال الجوي لإستونيا
- إسرائيل تؤسس مليشيات محلية مسلحة في قطاع غزة على غرار أبو شب ...


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - العودة للجذور بشكل حديث