أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - نماذج مستقبلية للتطور














المزيد.....

نماذج مستقبلية للتطور


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3568 - 2011 / 12 / 6 - 08:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تتشكل بُنى اقتصادية منفتحة متطورة في الوطن العربي، وقد اُعتبر من أقل المناطق تقدماً ووضع قبل مستوى الدول الافريقية.
لم يَعرف النهضات بطرق الرأسماليات الحكومية الكبرى كروسيا والصين وروافعها الاقتصادية الشاملة في التغيير، ولا طرق الرأسماليات الحرة كاليابان والهند وجنوب افريقيا وجنوب شرقي آسيا في الانفتاح والتعددية والمساواة بين الرجال والنساء.
وبهذا فإن الطرق القادمة شائكة، وقد صرح نائب رئيس جماعة الاخوان المسلمين للجزيرة بأن التيار يعمل للاستفادة من الاقتصادات الحرة الثورية التصنيع والجماهيرية لكنه جمع بين الهند وجنوب شرقي آسيا والبرازيل و(الصين) كذلك.
فتظل خطوط الاستفادة والعلاقة بين القطاعين الخاص والعام غائمة وغير محددة ومفتوحة في ظل التجريب الاقتصادي السياسي للجماعات الدينية السياسية.
فالوصول إلى السلطات يتيح توجيه القطاع العام، كما أن علاقات هذه الجماعات بالقطاع الخاص وبدول المنطقة جيدة، وهي كلها أمور تشجع توجيه القطاعين لاحداث نقلات اقتصادية تصنيعية كبرى.
إن المنزلقات عديدة في المسارات البكر في هذا الطريق العربي نحو تجارب النمور، فمحافظة هذه الجماعات ستضر ولا شك بجوانب عديدة من الاقتصاد إذا قامت بإدخال هذه الجوانب في الحياة السياسية الاقتصادية الاجتماعية، وهي أمور تقل في تونس وتكبر في مصر وتتعاظم في الجزيرة العربية.
حيث نرى الشريحتين السلفية والاخوانية، المعبرتين عن التشدد الديني والمرونة، تجسدان مستوى الفئات الوسطى الغارقة في المحافظة والتقاليد المتشددة في الأولى، والقريبة من الليبرالية في الثانية.
فئات بدوية صحراوية، وفئات مدنية لاتزال لها خيوطُها بالنظام التقليدي، فئات ذات حرفية نصوصية، وفئاتٌ لها قدرة على التأويل والقياس وتجديد النصوص تبعاً للتطور إلى حدود، في ظل فهم للتجربة الدينية كإنتاج جرى في الجزيرة العربية بخصائصها البدوية القديمة خاصة وامتداداتها في المشرق.
المسلمون عادة خاصة السنة اعتبروا التجارة والإنتاج الحر أساسيين في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وتشكلت فئات وسطى كبيرة في ظل الدول القديمة، وتمت معالجة مسائل مثل الربا بحلول معينة، ولكن مسائل أخرى مهمة في الاقتصاد السياحي خاصةً لم تُعالج، ومع دخول الدينيين المتشددين في الحياة السياسة المسؤولة رأينا أمثلة مبكرة على سوء التدخلات في الاقتصاد السياحي والفنون والحريات.
إن أقوى عوائق (الرأسمالية البدوية) إذا صحت التسمية هي اعتبار القبيلة أو العائلة أو الثقافة خارج التطور الحتمي للاقتصاد الحر، وبالتالي كان التطور الاسلامي المبكر يعالج هذه الحريات الإجبارية في العلاقات الاقتصادية الحرة الجنينية حينذاك بجلب الجواري وحجب النساء الحرائر ومنع الغناء والفنون.
ولا شك أن مسائل الحريات سوف تشهد صراعات ومعارك خاصة من جانب المتشددين وهي أمور ستؤدي إلى الكثير من الاستنزاف وتضييع الأوقات وحرف المهام المحورية للثورة الاقتصادية الثانية المطلوبة بعد الثورة الاقتصادية الأولى التي قامت بها الأنظمةُ الرأسماليةُ الحكومية السابقة التي لم تنته بعد من سيطرتها ومن آثارها المعرقلة ومن المصانع الرثة التي تركتها.
لم يَعُدْ عهدُ الجواري ممكناً، ولا عرقلة الخدمات السياحية والمالية، ولا تجميد الجامعات عن البحث الحر، ولا توقيف الحريات السياسية، فإذا حدث ذلك فهي شموليات مذهبية تؤدي إلى صراعات أهلية خطرة.
إذا كانت الأنظمة الجديدة تسترشد بالتجربة التركية فالتجربة التركية سبقتها فترة علمانية متشددة متصحرة في جوانب عدم فهم الإرث الإسلامي، ومفيدة في جوانب فتح الفضاء للحريات، ولم تكن ممكنة من دون دعم الغرب الديمقراطي، والدخول في فضائه الذي لم يكتمل للتجربة التركية بسبب غياب الحريات للقومية الكردية واضطهادها من قبل القومية السائدة، وعدم إتاحة تقرير المصير للأكراد.
ولهذا فإن احتذاء التجربة التركية صعب رغم محدودية هذه التجربة في الفضاء الديمقراطي العالمي، ولن تستطيع الأنظمة الجديدة حتى أن تقوم به، إلا مع وجود قيادات ديمقراطية تحديثية في الرئاسات والبرلمانات.
إن صعود هذه التنظيمات من قبل فئات سكان محدودة التعليم ومن مناطق محافظة، سيؤثر في قدراتها على القيادة الطليعية للثورة الاقتصادية المطلوبة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعاونٌ شمولي ضد الثورة السورية
- شبابُ الثورةِ.. شبابُ الخسارةِ!
- هواجس خليجية
- تطرفُ اليسارِ واليمين
- خطابٌ دينيٌّ رأسمالي صغير
- مذهبيو المشرقِ والتوحيد
- من أسبابِ الجمودِ السياسي
- الحربُ وسيناريو التفتيت
- روحُ الأمة!
- غربة شباب
- الثوراتُ العربيةُ: التقاربُ الفكري أولاً
- التحالفات في زمن الاضطرابات
- الربيع من دون يسار
- لماذا لا تتشكل عقلانية سياسية؟
- الصراعاتُ الفكريةُ بدلاً من التغيير
- تناغمُ التطورِ بين المذهبين
- فشلُ الطائفيين المحافظين في صنعِ ثورة
- وجهانِ لميداليةٍ عتيقةٍ واحدة
- المتنبي أميرٌ منافسٌ
- الثورةُ السوريةُ واعترافٌ عربي واسع


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - نماذج مستقبلية للتطور