أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبدالله خليفة - التحالفات في زمن الاضطرابات














المزيد.....

التحالفات في زمن الاضطرابات


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3555 - 2011 / 11 / 23 - 09:17
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


الأراضي العربية السياسية زلقة وتتشكلُ حديثا وتنخفضُ بحدة وترتفع فجأة، والسير السياسي فوقها محفوف بالمخاطر وواعد بالانجازات والتحولات البعيدة!
إنها عمليات معقدة، وكل جماعة سياسية تمضي من خلال قياداتها المتحكمة في أغلب الأشياء، ومحدودية عمل القواعد وأدوارها.
كذلك فإن الأوضاعَ العربية تزخرُ بمواد سياسية هائلة من رؤى أحزاب وحراك الناس وضخامة حضور وسائل الإعلام ومشاركتها في الحراك والمظاهرات وتدخلها اليومي في قرارات الأحزاب وأعضائها!
غليان الجماهير التي هي نفسها محافظة يدعو الدول والأحزاب لسرعة الخطوات والأفعال، مما يؤدي إلى بروز تحالفات كانت خامدة، أو ظهور تحالفات غريبة متناقضة!
التحالفات التي أنتجت ثمارا سياسية مفيدة للبلدان هي التي كانت متقاربة في تقبلها للحداثة والتعددية والديمقراطية، فأحزاب دينية كانت فيما مضى متشددة تجاه الدولة المدنية قبلت بها، وأحزاب علمانية متشددة خففت من شروطها عبر التحالفات المؤدية لتغيير ديمقراطي واسع. فالقانون هنا إنه كلما تقاربت الجماعات باتجاه الحداثة والتعاون الديمقراطي المشترك حدث تحول مهم.
القضية المحورية التي تواجهها مسألة التحالفات هي أن لا تنزلق الثورات والتحولات العربية من نموذج الدولة العسكرية والمحافظة إلى نموذج الدولة الدينية الشمولية.
وخاصة أن مسألة الخلط هذه تتوسع وتتعمق لدى الجماهير العادية غير المدركة للتلاوين الفكرية السياسية، ولتجربة المنطقة عبر النموذج الإيراني الذي يعاني احتداما داخليا يهدد بالانفجار الكوني، أو بالنموذج السوداني المتفتت جغرافيا ودولا ودويلات أو النموذج العراقي السائر على هذه الخطى مجتمعة!
مسألة التحالفات تُؤخذ بهشاشة شديدة من قبل القوى السياسية العربية، فالإدارات العربية الفردية المهيمنة على الأحزاب العربية لا تتمتع بثقافات سياسية وفكرية عميقة، وقد جاءت من خلال التنظيمات المحطمة والممزقة والجامدة خلال عقود، وغياب المؤتمرات المتعددة الغنية بموادها الحوارية والبرامجية هو أبرز ما يميز أغلبها، والرغبات في الظهور والحضور والارتفاع هو ما يشغل الكثير منها، ولا عجب في مثل هذه الظروف أن تظهر تحالفات شديدة الغرابة، مضادة للقوانين الموضوعية لتطور المجتمعات ولتطور الأحزاب معا.
أي أن التحالفات بين أحزاب معادية للديمقراطية وأحزاب ديمقراطية تغدو تحالفات خطرة، وهي تقوم بتدمير الثقافة الديمقراطية الهشة في المجتمعات العربية، وتجعل الجماهير تستحضر النفعية والانتهازية في حياتها وسلوكها السياسي.
عندما يتخلص الحزب الديني من تكريسه لسيطرته عبر ادعائه الهيمنة على المذهب أو الدين، ويغدو حزبا سياسيا محضا ويكشف هويته الاجتماعية يغدو حزبا حديثا، ويكون التعاون معه من أجل تغييرات مفيدة للجمهور معقولا، ومدروسة في حينها وفي دورها في تصعيد النظام الديمقراطي الحديث المأمول، أما أن أتعاون مع حزب ديني يفرض سطوته في كل لحظة، وينمي دكتاتوريته فهذا أمر خطير.
لقد وجدنا أن الأحزاب الليبرالية واليسارية التي كونت تحالفات نهضوية ديمقراطية عبر خطوات متدرجة كانت أكثر تأثيرا وإفادة، من الأحزاب التي تتحالف وتتعاون على أسس سياسية هشة ولأوقات محدودة ومتناقضة.
العالم العربي الإسلامي بانقسامه الراهن بين الدول (المعتدلة) والمحور الإيراني - السوري لا يتيح تحالفات ليبرالية ديمقراطية يسارية متصاعدة لبناء مجتمعات ديمقراطية حديثة في كل الدول، وحتى الدول العربية التي أسست بداية التحول فإن التحالفات الديمقراطية هشة، لأن النموذج العسكري أو النموذج الشمولي الديني، لايزالان قويين في التُرب الاجتماعية وأعماق الأنظمة ومناخ العالم العربي الإسلامي.
ومن دون انتشار التحالف الديمقراطي الأسبق الذكر في أغلبية الدول العربية الإسلامية فإنه من الصعب أن تعمم تجربة النضال الجبهوي الديمقراطي التحديثي وتصعد هذا العالمَ العربي لمرحلة جديدة شاملة.
فهناك تدخلاتُ المحور وهناك تخلف واستبداد في العديد من الدول العربية (المعتدلة) فهي لا تقدمُ نماذج ديمقراطية متكاملة مؤثرة في جيرانها وعلى الشعب الإيراني الذي يستطيع بنضاله أن يعمم التجربة الديمقراطية ويوسع نطاقها فوضعه الآن هو معرقلٌ لتوحدِ المسلمين على أسسٍ ديمقراطية متنامية.
الترابط العربي الإسلامي نجده في مستويات القوى الدينية والسياسية اليمينية التي تعيش على أسس اجتماعية ذكورية استبدادية وغير عقلانية في الإرث فكيف يمكن أن تُبنى أنظمة ديمقراطية بهذه الأسس وهي الغالبة على الناس؟!
إن معيشة الطوائف والأمم والشعوب والقبائل تقوم على أسس تقليدية عتيقة يصعب التحول الديمقراطي فيها وتحتاج الشعوب هنا إلى عدةِ عقود من التطور من أجلِ أن تتحول الأسسُ القاعدية الإنتاجية والثقافية للأنظمة، وكثرة المغامرين السياسيين والفوضويين والشموليين هو مظهر لغياب أسس الحداثة، ومن هنا فالتحالف الديمقراطي الليبرالي اليساري القوي المتصاعد يحتاج إلى مواكبة هذه التحولات وتعزيزها خلال سنوات طويلة وبالتالي فهو تحالف غير نجومي ولكن الكثيرين من السياسيين نجوميون وذاتيون ويخرقون أسسَ التحالف الحديث .



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع من دون يسار
- لماذا لا تتشكل عقلانية سياسية؟
- الصراعاتُ الفكريةُ بدلاً من التغيير
- تناغمُ التطورِ بين المذهبين
- فشلُ الطائفيين المحافظين في صنعِ ثورة
- وجهانِ لميداليةٍ عتيقةٍ واحدة
- المتنبي أميرٌ منافسٌ
- الثورةُ السوريةُ واعترافٌ عربي واسع
- غيابُ هزيمةِ يونيو من الذاكرةِ الإيرانية
- تحولُ القضايا إلى أورام سرطانية
- الإخوانُ والرأسماليةُ الخاصة في مصر
- الفضائيات والبرجوازية الإسلامية في تونس
- منطقة تقليدية
- فرصة لقوى الوسط
- البرلمانات وغياب الطبقة الوسطى
- العولمةُ والسيطرة على الثوراتِ العربية
- جناحان يتصادمان
- مستويان من الحياة التقليدية
- مستقبلٌ كبيرٌ للرأسماليةِ الخاصة
- سقوط هارونَ الرشيد السياسي


المزيد.....




- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- استطلاع يورونيوز: تقدم اليمين المتطرف في إيطاليا قبل الانتخ ...
- بعد أن تعهد رئيسها بتوظيف الطلبة المتظاهرين.. شركة أمريكية ت ...
- أصالة وأهمية الندوة العالمية الأولى لمناهضة الفاشية المرتقب  ...
- الفصائل الفلسطينية تدين دعوات لرفع الأعلام الإسرائيلية بالمس ...
- موقف لافت من حزب الشعب الجمهوري التركي بشأن فلسطين
- العدد الأسبوعي (554 من 2 إلى 8 ماي 2024) من جريدة النهج الدي ...
- الاستشراق والإمبريالية والتغطية الإعلامية السائدة لفلسطين
- نتائج المؤثمر الجهوي الثاني لحزب النهج الديمقراطي العمالي بج ...
- ب?ياننام?ي ??کخراوي ب?ديلي ک?م?نيستي ل? عيراق ب? ب?ن?ي م?رگي ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبدالله خليفة - التحالفات في زمن الاضطرابات