أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - سقوط هارونَ الرشيد السياسي














المزيد.....

سقوط هارونَ الرشيد السياسي


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3535 - 2011 / 11 / 3 - 08:01
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


نحنُ في العصرِ الوسيط مازلنا بعد، من حيث الهياكل الاقتصادية - الاجتماعية، والثوراتُ التي جرتْ، حلقةُ تطورٍ مهمة لكنها ليست كل شيء.
هارون الرشيد السياسي سقطَ لكن هارون الاجتماعي لم يزل موجوداً. الفئاتُ الرأسماليةُ الحكومية التي منعت الفئات الرأسمالية المدنية من أخذِ نصيبها من الأسواق والفوائض الكبيرة زالتْ سيطرتها من أكثر من دولة، ولكن الفئات المدنية هي من الطبقة نفسها وكانت مهمشة وكانت ريفية في طابعها الغالب.
هارونُ الرشيد الاجتماعي المهيمن على الدينِ والنساء والأطفال والعقول لم يزل موجوداً، بل هو يتقدمُ للحكم. لم تهمهُ السلطةُ كثيراً لكنها حين راحت تتدخل في نسائه وعقله النصوصي وتحاول تربية أولاده تربية غير تقليدية دينية انتفض غاضباً.
الطبقة البرجوازية بأجنحتها في زمن التطور تتحول إلى فئات مختلفة، ومتناقضة وأحياناً متناحرة.
هناك قسمٌ يستولي على قلبِ المدينة وعلى الشركات العامة والمصارف العامة، وهناك أقسامٌ تحبو على الأطراف، في جوانب اقتصادية وملكيات صغيرة وحرفية وريفية وهي تتدفق على المدن المضطربة النمو.
السبب الرئيسي للصراع بين علمانية زائفة أو شكلية سطحية، ومذهبيات جامدة محافظة، أو مدعية النهضة، هو مستوياتُ هذه الفئات البرجوازية الاقتصادي.
لم تستطع هذه الفئات أن تثوّرَ البنيةَ الاجتماعية، وأن تجعلها صناعيةً تقنيةً متقدمة، لو فعلت ذلك ما كانت دينيةً، بل علمانيةً ديمقراطية ذات جذور إسلامية ومسيحية ويهودية.
حينئذ تكونُ ما ترتعبُ منه وهو حرياتُ النساءِ ونصوصيات الأديان تكون قد حُلت.
فحين تدخلُ النساءُ والرجالُ بكثافةٍ في الصناعة لا يعدلا الرعبُ الجنسي موجوداً.
هذا الرعبُ هو الذي سبّب تخلفَ الأرياف وحشود النساء العاطلات في البيوت، ومن هنا فإن الفئات البرجوازية الريفية التي تخشى على النساء خشيةً كبرى ترتعبُ من (مناكر) المدن، أي من سياسات البرجوازيات الحاكمة في المدن ذات التحديث الشكلاني الذي لا يغيرُ الفقرَ والأمية والبطالة.
البديلُ للرأسمالياتِ الحكومية الأقرب للتنظيم هو الفئاتُ الدينية المُنظَّمة حسب المؤسسات الدينية وجمعيات البر التي كونتْ رأسَ المال المنافس، ومن المنطقي أن يكونوا أقرب للسلطات من العمال واليسار، كما أنهم يواصلون مسيرة الرأسماليات العربية، لكن كيف؟ هذا هو السؤال المحير، لأن هارون الرشيد الاجتماعي الصاعد الآن يعتقل النساء، وهن من أكبر القوى المنتجة، ووجودهن في المصانع هو الشرط الأساسي للثورة الجديدة.
المطلوب لعجلات التنمية فئات عمالية نسائية واسعة وذلك يتطلب حريات واسعة في الأسرة، وتغيير قوانين الزواج والطلاق والإرث، وهي البيضة المحروسة جيداً من قبل الرأسماليات الريفية والتقليدية ذات الإرث المحافظ، وهذه هي أهم شروط التغيير الأسري- الصناعي.
في دول الخليج حلوا المشكلة بالاستيراد الواسع للعاملات الأجنبيات، ولاتزال المصانع ذكورية ولاتزال فوائض هائلة تذهب للخارج.
القوى المنتجة في الجزيرة العربية تستعيرُ قوى عاملة أجنبية لأنها متأخرة في الحريات الاجتماعية كثيراً.
سقوط هارون الرشيد السياسي سهل ولكن سقوط هارون الرشيد الاجتماعي وانتفاء عصر الحريم صعب، وتقود العمليات التحولية فئاتٌ طالعة من نفس عصر الحريم وأبناء أسر الأرياف والاخوان المسلمين الذين تشكلوا على الإرث الإقطاعي الاجتماعي.
وأمامهم نصوص لا يعرفون كيف يقرأونها اجتماعيا، وثمة فئات قاعدية واسعة منهم أكثر جموداً، وتؤكد محافظة شديدة وترفع القبضات.
القوى المنتجة في مصر وسوريا والعراق وتونس كبيرة لكنها تعطل النساء وهي متخلفة تقنيا كذلك، فثمة سنوات رهيبة تنتظر الرأسماليات الخاصة الديمقراطية السياسية والشمولية الاجتماعية الصاعدة، جناحٌ في الفضاء وجناحٌ على التراب، كيف سيتم الطيران الاجتماعي النهضوي الكبير؟
صارت الثورات المنتصرة تواجه قضايا شديدة التخلف، بدلاً من التوجه إلى المشروعات العامة الوردية التي طرحها بعضُ القادةِ الإخوانيين كالاستفادة من تجارب جنوب شرقي آسيا والصين في الثورة الصناعية التقنية الجماهيرية، من دون أن يذكروا أن تلك الثورات تمت مع مساندة كبرى من الحركات النسائية.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقدمٌ بوعي متخلف
- من أجلِ الشعبِ أولاً! (5-5)
- من أجل الشعبِ أولاً (4-5)
- من أجلِ الشعبِ أولاً! (3-5)
- من أجلِ الشعبِ أولا! (2)
- من أجل الشعب أولاً! (1)
- الوعي الطائفي والوعي الطبقي (3-3)
- الوعي الطائفي والوعي الطبقي (2-3)
- الوعي الطائفي الوعي الطبقي (1-3)
- الرأسمالياتُ والدول
- تحليلٌ لكلامٍ مغامرٍ (2-2)
- تحليلٌ لكلامٍ مغامر (1-2)
- ثلاثُ تشكيلاتٍ وسياساتٌ متصادمة
- اليسارُ الديمقراطيلا واليسارُ المغامر(4-4)
- اليسارُ الديمقراطيلا واليسار المغامر (3- 4)
- اليسارُ الديمقراطيلا واليسارُ المغامر (2)
- اليسارُ الديمقراطيلا واليسارُ المغامر (1)
- العرب والقوميات الأخرى
- تطوراتٌ متسارعة وقفزات
- الشعبُ السوري افترسوهُ وحيدا


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - سقوط هارونَ الرشيد السياسي