أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الضحية تبحث عن جلادها














المزيد.....

الضحية تبحث عن جلادها


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3514 - 2011 / 10 / 12 - 21:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قلناها مراراً وتكراراً وعندما نعاود قولها نؤكد على خوفنا من تأويل يصل حد التقويل ، ليس هكذا تورد الأبل يا حكام العالم ، أعتقدَ البعض بأن التنقل بحقائب دبلوماسية ونظارات سوداء أو الذهاب إلى المقاهي والجلوس ووضع ساق فوق الاخرى وتناول حقوق المرأة أين تبدأ وأين تنتهي متناسياً بأن قبل سنوات ليست ببعيدة كان يرضع من ثدي أمه بالفطرة ليس بذكائه ، وبعنايتها له من الآلف إلى الياء أوصلته إلى ذلك المجلس ، مما جعله يتصور أنه يمكن بقوة عضلاته أن يعيد تشكيلها ، بينما في أول إختبار حقيقي يتحول إلى طفل ويتسلل حتى يصل إلى حضن من تطبطب عليه .
لا أخفيكم سراً أن التعامل مع الأنظمة التى أُسقطت عن عروشها بفعل الحراك الشعبي كانت أسهل وأوضح بحيث فسادها وإستبدادها ومن يحيط بها من مصاصين دماء الفقراء وإنتاجاتهم المدمرة عبر السنوات المنصرمة كانت مكشوفة ومن السهل تحديدها ، كما أن قراءة وتحليل مرحلة الثورة بتظاهرتها وقمع الأنظمة لها والإحتكام للقرائن وإستقراءها ليس صعباً بل تعطي إضاءات إلى أين يمكن ارتفاع سقفها أو اتساع مداها ، ولكن ما يأتي إتباعاً لمحاولات تذليل العقبات بهدف وضع نظام سلطوي أو دستوري يحتكم إليه الحاكم والمحكوم تبدو نتائجها عكسية تماماً ، لأن الواقع إرتُهن بإصابات قد تأقلم عليها عامة الشعب وأصبح ليس ببساطة الخروج منها لأسباب بنيوية بحيث تكالبت على الأوطان مجموعة من المقهورين الساديين أنتجوا أزمات تفاقمت ، مما ينذر صعوبة لأي إنفراج في المدى المشهود وجميع الموجات الرامية في التحول تنكسر تدريجياً بعد أن تلتطم بقوة أمام صخرة الإستبداد وتبعاته .
الديمقراطية في شكلها الإقتراعي والتعددي دون تأهيل الفرد وتربيته وعلاجه من إصابات وصلت حتى النخاع لن تعطي نتائج إيجابية بل تنطوي على إخفاقات بالغة التعقيد ، فالأسد حين يُجلب من الغابة ويوضع في حديقة حيوانات يعتبر نفسه سجين وإغتصبت حريته ومورس عليه الإذلال فيحاول التعبير عن رفضه للخضوع لذلك فيموت مقهوراً ، جاء تلاعب الإنسان على هذه الفئة من الحيوانات بأن يأُخذ شبلاً كي يتأقلم من الصغر على الخنوع والتعايش مع واقع ترفضه الطبيعة ولكن ما أن يستوطن في داخله حتى يستمرءه .
مهما وصلت حدة الإختلاف بين المفكرين والدارسين لعلم النفس والإجتماع حول عديد من القضايا إلا أن هناك شبه إتفاق بأن الإنسان مقياس كل شيىء فهو مقياس الوجود ، لذلك فأن النظام الذي لا يتمحور حول الإنسان ويجعل منه الوسيلة والغاية يخفق كالتى رأيناها ونراها كل يوم تتساقط .
تباعاً لما قلناه أن النظم الإستقوائية لا تكشف هشاشة حكمها فقط وإنها تكشف عن قصر نظرها وإصرارها على استعّداء قطاع كبير من الشعب بحيث الإستبداد والقمع ينتج خنوع وخضوع لتصبح ثقافة متغلغلة في جسد الأمة ويدخل الذل في باب التوريث مما يجعل العائلة تتبنى من حيث لا تدري لقانون يتحول إلى مكتسب من الصعب التنازل عنه بل يتطور إلى ان يصل موصل الإستمراء عند المرء والتلذذ لدرجة أن الضحية يتحول إلى باحث عن جلاده وإن لم يتمكن من العثور عليه يصنع له آخر .
عهد الفلهوة وتمشاية الحال ونقل المعلومة من دون أن تدرس وتُفهم يجب أن يولىّ من غير رجعة وجميع الخطابات التى ترتكز على أسس الديمقراطية المختزلة العارية من مضمونها وجوهرها والتى تأتي بعيدا عن إعادة بناء الإنسان تبقى ضمن من بشروا في السابق بالوعود وقطعوا العهود ، فهي ما عادت تنطلي وتنحصر في مربع جعجعة الحناجر .
لا أحد يستطيع أن يقدم وصفة علاجية بلمح البصر لهذا الوباء لأن المستهدف هو الإنسان والتربية هي جوهر المسألة والتى حُرِّمَ منها لعقود ، فالأمة أدمنت من حيث لا تدري على الخضوع فأصبح كالجرب لا تستريح إلا بحكه .



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيتو يحلل القتل ويؤخر الحرية ...
- من لا يؤتمن على أبيه لا يؤتمن على تراب بلاده
- التحالف بلغ ذروته بين الشقاء والشعور بحرقة القلب
- خطاب أسمع من في القبور
- هويات متناحرة
- لا الطفولة ولا الشيخوخة محصنة
- حنيناً إلى الحرية
- ذوي القربى أشد جوعاً
- أقذام إحتلوا حياتنا
- الديمقراطية الناقصة
- التلفح في الماضي
- أنت في عداد الهالكين
- موجات تتسابق نحو الشاطىء ... لا تمكث
- عصيّ على الخداع
- لا قوة كقوة الضمير
- ويمكرونَ ويمكرُاللهُ واللهُ خيرُ الماكِرِينَ
- ما حدا أحسن من حدا
- تساوا في الجنون
- اوباما وخطابه المتكسر
- نكبتنا ولبكتهم


المزيد.....




- ترامب يشعل ضجة بفيديو وأغنية -سأضع آية الله في صندوق وأحول إ ...
- قطر.. جملة قالها وزير الخارجية لأشخاص -يتحججون بسبب الحرب- و ...
- إيران تعلن نهاية الحرب مع إسرائيل بعد الاتفاق على هدنة بوساط ...
- جيش الاحتلال يقر بمقتل ضابط و6 جنود في كمين خان يونس
- طيارو القاذفات B-2 -الشبح- يروون لـCNN كواليس عملياتهم: -تخت ...
- نائب ترامب عن ضرب إيران: -لا أحد يريد أن يمتلك أسوأ شعوب الع ...
- ترامب ردا على تقرير CNN: الغارات على إيران -من أنجح الضربات ...
- رغم وقف إطلاق النار مع إسرائيل.. أمريكا تراقب أي تهديدات من ...
- -نصران- في حرب واحدة: ما نعرف عن النتائج الأولية للمواجهة بي ...
- إيران لم تسقط وإسرائيل تجاهلت دروس التاريخ


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الضحية تبحث عن جلادها