أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - هويات متناحرة














المزيد.....

هويات متناحرة


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3493 - 2011 / 9 / 21 - 21:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هويات متناحرة
كتب مروان صباح/عندما يُبتلى المرء في حالة المراجعة الذاتية التى يقوم بها من حين إلى آخر قد تكلفه عبئاً غير طبيعياً لا يدركه إلا من لديه بعداً أخلاقياً وشكلت عنده نمط حياتياً ادى إلى حملها على كتفيه لتصبح تئن تحت وطأة المسؤولية ، كثير هم من يذهبوا إلى سكونهم حين يطل الليل بهدوئه وسرعان ما يخلع الإنسان لباس النهار وما يحمل من حكايات ويلتحف بالسماء ويفترش الأرض ليتدفأ بعيداً عن عراة النهار واضعاً رأسه على وسادته ويبدأ بتناول ضميره ومحاسبته بسوأله إذ كان أجرى في ذلك اليوم عملية جراحية أخلاقية سريعة لإستئصال الضمير أو مازال يحتفظ به أو جزء منه .
تساؤلات تبقى تراوح دون إيجابات وتتحول طيلة الحياة كمعلقة في الهواء مصحوبة إلى حافة القبر ، عن ما تكون فينا منذ ولادتنا بعيداً عن عناصر الفطرية واللون والجنس أقصد تلك التى تسمى بالبيئة الإجتماعية والتى تحدد من خلالهما هويتنا الإنسانية ، في عهد الرئيس كلينتون أثبت العلم من دون لُبس أن الجينات ليس لها علاقة بالسلوكيات أي بمعنى إذا تصورنا طفل فصل عن محيطه منذ ولادته ونقل إلى بيئة مختلفة عن بيئته التى ولد فيها وكان أبوه شيخاً ملتزماً ثم إنخرط في بيئة المثليّن الشواذ فقد يكتسب سلوكاً منحرفاً ولا يتذكر شيئاً قط من تربية بيته الأول ، بل ممكن أن يدافع عن فكرته بضراوة وبعزم وقد تفقده حياته أو الزج بنفسه في السجن ، فإن صحة ما نقول تستند على العلم وتُدحض كل ما يبرر في هذا النطاق لأكاذيب باتت مكشوفة إلى الملأ بصورة واضحة .
كما يُمتحن الضمير تُمتحن الهوية فلا بد للمرء أن يأتي يوماً وينبش في الذاكرة لكي يضع ما يحمله من إنتماءات إجتماعية أو غيرها تراكمة عبر سنوات عديدة بحيث لا ينبغي أن ينكر منها شيىء بل يتعامل معها كما ترسخت وتوسعت وأخذت شكلاً شديد الخصوصية ، فقد قال سقراط أعرف نفسك بنفسك كأنك عالم نفسي أو إجتماعي لتتمكن من تفكيك وتحليل الهوية بدءاً من البحث عن جذورها الدينية والثقافية والسياسية والقبائلية واللغوية وأن تلقي الضوء على أطرافها المختلفة وعلى سلبياتها وإيجابياتها وعن مشكلاتها المتباينة ، وعليه لا بد من الخروج عن الخط المقرر لكي نعطي أنفسنا فرصة وهامش التحرك في الجهة الآخرى ووضع أجسادنا في هويات مختلفة وننطلق من حيث ينطلق الآخر لنرى كيف يشارك الإنسان الآخر وأين يلتقي معه باللغة أو الدين أو الثقافة ، وإن من كان البارحة يشاركه الجغرافية اليوم باتوا يتخندقان بعد عملية قاسية أنانية لتضاريس جديدة أدت إلى تشكيل هويات وإنقسامات تأسست على الطائفية مثل ما حصل بين العراق وإيران أو العديد من المواقع الآخرى .
لحسن الحظ لم يعد أكثر الناس وهنا أوكد ليس الجميع ، بتلك السذاجة للتلاعب على هذا الوتر الخطير والإتاحة لمن يريد السباحة على الرمل أن يفوز بتحويل الماء إلى دم ، وعندما تعاني إحدى الأقليات من القمع وتُضيق عليها الخناق ويرتكب بحقها الفظائع من الأنظمة المستبدة تحت أسم العدالة والمساواة والإستقلال يتم العمل معها بمفهوم الأقلية الدين أو اللون بالوقت الذي يشمل المفهوم العديد من المعايير التى يصعب أحياناً أن نتناولها بإرتياح أو حرية تامة ويبدو أن أرض البشر حكم عليها بأسم تناحر الهوية إلى ما لا نهاية لتبقى في توتر وتصاعد للعنف وذلك يأتي لرفض الإنسان القبول بالتعايش مع اخوه الآخر كون أنهم يختلفان في الهوية الشخصية .
والسلام
كاتب عربي
عضو اللجنة الدولية لتضامن مع الشعب الفلسطيني



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا الطفولة ولا الشيخوخة محصنة
- حنيناً إلى الحرية
- ذوي القربى أشد جوعاً
- أقذام إحتلوا حياتنا
- الديمقراطية الناقصة
- التلفح في الماضي
- أنت في عداد الهالكين
- موجات تتسابق نحو الشاطىء ... لا تمكث
- عصيّ على الخداع
- لا قوة كقوة الضمير
- ويمكرونَ ويمكرُاللهُ واللهُ خيرُ الماكِرِينَ
- ما حدا أحسن من حدا
- تساوا في الجنون
- اوباما وخطابه المتكسر
- نكبتنا ولبكتهم
- المصالحة رغم أنف بيبي نتنياهو
- التحرر الفطري
- لك الويل إذا نهض المستضعفون وصمّموا
- سيكالوجيات نادرة
- خطاب أقل حدةً


المزيد.....




- -حظا سعيدا- و-استمر-.. ترامب يوجه رسالتين منفصلتين إلى خامنئ ...
- متى تندلع الحرب؟ عند عامل توصيل البيتزا الخبر اليقين!
- إصبع طهران على الزناد: هذه خطة إيران لمواجهة حرب محتملة مع أ ...
- ترامب: سئمت من الوضع في إيران وأريد استسلاما غير مشروط
- واشنطن بوست: ترامب يسعى لتفادي أي صراع مع إيران
- وزير الدفاع الإسرائيلي: سلاح الجو دمر مقر قيادة الأمن الداخل ...
- انقسام داخل إدارة ترامب بشأن التدخل في الحرب الإسرائيلية الإ ...
- استراتيجية إسرائيل في حربها ضد إيران: تدمير القدرات النووية ...
- صحة الفم، كيف تؤثر على صحتنا الجسدية والنفسية؟
- الإقطاعيون الرقميون.. من فلاحة الأرض إلى حرث البيانات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - هويات متناحرة