أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - لا الطفولة ولا الشيخوخة محصنة














المزيد.....

لا الطفولة ولا الشيخوخة محصنة


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3486 - 2011 / 9 / 14 - 20:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا الطفولة ولا الشيخوخة محصنة
كتب مروان صباح / مشهد مثيراً للأسى طلاب وطالبات يذهبنا إلى مدارسهم ويعودون كما ذهبوا بل نجح خروجهم من بيوتهم في دفع إلى إنزلاقهم على قشرة موز أسمها التخلف ، هذا النهج الغير مفهوم لدينا ، لم يعد يدل فقط على ضيق الأفق في التعليم بل يشير إلى أن التلاعب في أهم سنوات عمر الإنسان البنيوية التى يفترض منها أن يُأسس إلى مستقبل بات أشبه بكمين يُخاف منه .
لا نفهم كيف حدث هذا الإنقلاب في التعليم رأساً على عقب دون أي مقدمات بحيث جاء الإفراغ التعليمي بكل ما فيه من ألغام لتكرس هذا الإنقلاب ليصبح الماضي منعوتاً بقلة المعلمين ووفرة في التعليم والحاضر بكثرة المعلمين وقلة في التعليم بل تباعاً للمعادلات التعليمية العرجاء فالمشهد مسرحي بإمتياز كأنه تقمص بدرجات عالية لخشبة مسرح مدرسة المشاغبين ليتحول الداخل فيها مصاب لا مُحّال بالسخونة بسبب الإهمال ليتحول إلى التهاب سحايا .
أن المقارنة التى تتيح لنا أن نفرق ما بين زمن ليس ببعيد وحاضرنا تتطلب بالضرورة نقداً مقنعاً ، علماً أن المسألة واضحة كوضوح النهار ومعاينتها وملامستها يمكن وبسهولة بل لا بد من الإعتراف بوجود حقائق أصابة المجتمعات بالعمق لتجد أن من يتخرجون من الثانوية العامة والجامعات مازالوا يلثغون بالقراءة والكتابة بل غير قادرين على تركيب جملتين على بعضهم البعض وإن تمكنوا ، تدخل في تعقيد كأنك تتعامل مع مربع كلمات متقاطعة من غزارة الأخطاء الإملائية التى لا تنتهي .
بينما كانت ترتكز المرحلة التعليمية الاولى في السابق والتى أُستبدلت بالروضات على شيىء يسمى بالكتاتيب والشيخ المحفظ التى أنتجت ثقافة غنية لدى المتلقي مما أدى إلى تفاعل قد أخرج إلى الساحة الثقافية العديد من أستطاع العزف على الأوتار بأصابع جديدة ومتنوعة ومهارات مختلفة ، لكن الحقيقة كما في أغلب الأحيان نسبية وليس من السهل دائماً إكتشاف الحد الفاصل بين ما هو حق وهو باطل ، أما في هذا السياق لا يصعب ملامسة الحد بين العلم والجهل ، فالمسألة أبعد من ثنائية التفاؤل والتشاؤم وما بينهما كما يبدو أعقد ممن كنت أعتقد بحيث التشوه بلغ زروته في مختلف المجالات وباتت الوفرة بين الأطباء والمهندسين والصناعيين ، في حين الإنحدار في المهارات والإتقان والإنتاج بحيث أصبح السائد هو نهج الترقيع ، بينما في الجهة الأخرى وضعوا شفافية سهلة المشاهدة أدت إلى نموذجاً غير مسموح العبث به منذ بداية القرن الماضي بحيث تطور تدريجياً حتى وصل إلى وقف نزيف الأمية ، عكسنا تماماً ففي منتصف القرن السابق وصولاً إلى يومنا هذا هدمنا بيوتنا كان يمكن الحفاظ عليها وتطويرها والتعافي من جراح تحولت إلى عميقة مما دفعنا الكسل إلى الإدمان عليه الذي بدوره كسر أهم ما نملك نحن كعرب ( اللغة )
لا أحد قادرعلى تقديم وصفة علاجية سريعة المفعول لهذه الظاهرة الوبائية ، لكن يمكن بشكل مبدئي ومن السهل إعادة إنتاج الماضي بشروط الراهن والإبتعاد عن من خسِرنا في الحقبة الماضية والإلتفات إلى من يبدأ اليوم كي لا يمتد إلى ذات السلالة التى تعلمت فقد فقه الفهلوة والفهلوة لا غير .
ما يصنع من تجهيل لأبناء الأمة يهزنا من الأعماق ويدفعنا إلى مراجعة أنفسنا كي نتعرف على من يتلاعب بحاضرنا ليشوه مستقبلنا ، انها مهزلة تؤدي إلى تدجين كامل وتقزيمه من الناحية التعليمية لتصبح أخطاء الطبيب تشابه من يصعب عليه الكتابة والقراءة وهو صاحب شهادات قد يقف من يراها معلقة على الحائط بالذهول ، التجاهل والإمعان في هذا الواقع اللئيم والخوف من المواجهة بحيث يدفن من يعمل في السلك التعليمي رأسه في الرمال كما تفعل النعامة لتتعثر الحلول والمخارج من الأزمات وتُفرِض وقائع تكون أقصى مما نحن عليه بحيث تنمو الأزمة داخل المجتمعات لتتغذى منه وتنتشر أفقياً وتتعقد وتتراكب .
لا تزال مؤسساتنا التعليمية ومعها المجتمعات الأهلية تعانيان من أمية مزمنة في قراءة ما يجري من أسقاطات تشويهية تؤدي إلى تجهيل وفي ذات الوقت يستبعدون المؤامرة من سياساتهم بل من كل معادلاتهم وقد يأتي اليوم ليتضح بعد فوات الأوان بأن تهجيرهم للغة العربية قد قدموا خدمة جليلة لمن يتصيد بالماء العكر بمعزل عن النوايا ، لتكتشف بأن لم يكن شيىء على الأطلاق محصن في مجتمعاتنا لا الطفولة ولا الشيخوخة .
والسلام
كاتب عربي
عضو اللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حنيناً إلى الحرية
- ذوي القربى أشد جوعاً
- أقذام إحتلوا حياتنا
- الديمقراطية الناقصة
- التلفح في الماضي
- أنت في عداد الهالكين
- موجات تتسابق نحو الشاطىء ... لا تمكث
- عصيّ على الخداع
- لا قوة كقوة الضمير
- ويمكرونَ ويمكرُاللهُ واللهُ خيرُ الماكِرِينَ
- ما حدا أحسن من حدا
- تساوا في الجنون
- اوباما وخطابه المتكسر
- نكبتنا ولبكتهم
- المصالحة رغم أنف بيبي نتنياهو
- التحرر الفطري
- لك الويل إذا نهض المستضعفون وصمّموا
- سيكالوجيات نادرة
- خطاب أقل حدةً
- عميد المجانين العرب


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - لا الطفولة ولا الشيخوخة محصنة