|
فيتو يحلل القتل ويؤخر الحرية ...
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 3511 - 2011 / 10 / 9 - 21:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فيتو يحلل القتل ويؤخر الحرية ... كتب مروان صباح / لكثرة إستخدام الولايات المتحدة حق الفيتو بات يعتقد أنه محتكر عليها دون الدول الأخرى خصوصاً عندما قامت بغزو وإحتلال العديد من الدول العالم تحت قناع الديمقراطية ، إلا أن جاء إستخدامه من قبل أعضاء عرفوا بصمتهم القاتل في وقت كانت الشعوب بأمس الحاجة لعدالة صوتهم الذي غُيب في أحنك المحن وكان سينقذ ملايين الأرواح من القتل . الغريب أن الصين وروسيا كانتا تقيمان علاقات عرفت بالحميمة الإقتصادية مع العراق بحيث بلغ حجم التجارة بين العراق وروسيا قبل الإحتلال الامريكي ما يعادل 40 مليار مما جعل البعض أن يعتقد بأن خيطت شفتين من يجلس في قاعة المجلس الأمن عندما أصرت الولايات المتحدة بإنهاء النظام الصدامي وإقتلعت القرار الدولي بشن هجوم غير مبرر التى فقد العراق فيه أكثر من مليون إنسان ناهيك عن الجرحة والمعتقلين والمفقدين والمتشردين داخل وخارج الوطن التى دُمرت بنيته التحتية بالكامل . مخطىء أشد الخطأ من يظن أنه بإمكانه إنقاذ هذا النظام المجرم من الإسقاط أو التفلت من حبل المشنقة التى تنتظره ، فالتحامي بحق الفيتو بهدف تمديد فرصته الأخيرة في قمع المتظاهرين وسليلتهم أين تواجدوا بيحث التنكيل أصبح فرداً فرداً ، لن تجدي نفعاً ، لأن الشعب مطالبه مشروعة وعادلة ومحقة ولا يمكن لمجلس الأمن أن يفرض حاكماً أو نظاماً قال الشعب كلمته فيه بل أنه يدفع كل يوم أغلى ما لديه كي يتخلص من وطأته الثقيلة وعذاباته التى لاتعرف نهاية ، ولم نسمع من قبل بأن هناك شعباً قد إنتصر من خلال الأمم المتحدة ولكنه يدرك أن إيمانه ووعيه الكاملان بأن المعركة قاسية والليل طويل والتخلص من الشقاء يحتاج إلى صبر ساعة والتضحيات باهظة وتخيلها صعب وليس أمام من صرخ في وجه الإستبداد أن يتراجع متراً واحداً أو المراوحة في ذات المكان لأنه يعني شيىء واحد هو المشي على جثامين لمن سقطوا وأصروا على المضي قدماً حتى الحرية . المفاجىء لدينا بأن روسيا والصين كانتا من الدول الممانعة ولكن كما يبدو في السر وهذا ما يفسره عدم تخليهم عن نظام تجلى وتفانى في قتل شعبه مما يدعونا أن نراجع ما قالته تلك الدول التى أفنت سنواتها وهي تحرض الشعوب بحثها على التقدم إلى طريق الحرية والديمقراطية والرفض الكامل لتلك الديكتاتوريات التى تعيش بأقدامها فوق القانون وأن الحرية معركة واحدة لا تتجزأ ، لكن أخلاقنا تفرض علينا أن نقارع الحجة بالحجة والرأي بالرأي وليس بأساليب التجريح وأن نَنزل من السطح إلى الغوص في أبعاد تلك الدولة الكامنة لقوتها التى أظهرتها في وقت يأتي البلوغ الرشد لشعب مورس بحقه أبشع الإهانات بحيث تجاسرة عليه أقدام الحقد طيلة الأربع عقود ، فما الجديد لدى الصين وروسيا وما السر الحقيقي وراء محاولات وقف عقارب الساعة بل ترغبان بعودتهم إلى الوراء ، في حين أن الجميع يحيط علماً بأن النظام السوري متهاوي لا محالة وأعمدة عرشه قد ضربها السوس منذ زمن ، لا هو حليف إقتصادي ولا يؤثر بشكل حقيقي على الدولة العبرية بل العكس تماماً لقد أمن حدودها لعقود بحيث لم تطلق رصاصة واحدة بإتجاه الجولان ، بل إستطاع ان ينجز إنجاز تاريخي بإفساد الساحة الوحيدة التى تقاوم الإحتلال في المنطقة وأدخل لبنان في حروب عدة داخلية ولجاء دائماً إلى لغة التهديد والوعيد وإغتيال الشخصيات لِأناس لا حول ولا قوة إلا أنهم عبروا عن وجهة نظرهم بكل حرية وكان شعاره على الدوام الكاتم للصوت ورصاصاته القاتلة ، وكل ما يقال عن المصالح المشتركة تقلق داعمين النظام هي خديعة تجعلنا نشعر بالخجل والأجدر بنا أن نضحك لأنها لا تقنع طفل مازال في حضن أمه ولقد أدى الإفراط الكلامي عن إهتزاز الإقتصادي لصين وروسيا إلى إفراز ثقافة حولها ، الأمر الذي يعكس حجم المؤامرة على شعب أعزل وخطورتها ، لسياسات إنقاذ حملت من المزيد من المعاناة لمن يطالب بحقه بالعيش بكرامة وإنقاذ القطط السمان الذي لا تزيد نسبتهم عن واحد في المئة . مهما تواطأت الدول وإستهانة بالألم لن تُفلح بإنتشال نظام يقتل شعباً أراد العزة والحرية ، من الغرق والسقوط لأن الوطن إنتهى عندما أصبح القتل عشوائي وتفكك المجتمع عندما صارت المدن والقرى سجوناً مسيجة بالخوف والرهبة والشعور بعدم الأمان بحيث كسرت الثورة أبواب الخوف وأدركت أنها لن تخسر سوى قيودها ، وسيسير عن ما قريب المنافقون الدوليون والكذابون والإنتهازيون خلف جنازة ذلك النظام المجرم يبكون مصالحهم التى باعوا من أجلها ضمائرهم ، فالشعب السورى سيرد على هذه الجريمة الدولية بشكل تلقائي وسيستعيد بعد أن إندلعت الشرارة وطنه المسلوب وجميع الجمال التى تركهم في الماضي بما حملوا بل سيطالب بعودة أموال دفعت من أجل شراء سلاح لم يُستخدم إلا في قتله . والسلام كاتب عربي عضو اللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني
#مروان_صباح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من لا يؤتمن على أبيه لا يؤتمن على تراب بلاده
-
التحالف بلغ ذروته بين الشقاء والشعور بحرقة القلب
-
خطاب أسمع من في القبور
-
هويات متناحرة
-
لا الطفولة ولا الشيخوخة محصنة
-
حنيناً إلى الحرية
-
ذوي القربى أشد جوعاً
-
أقذام إحتلوا حياتنا
-
الديمقراطية الناقصة
-
التلفح في الماضي
-
أنت في عداد الهالكين
-
موجات تتسابق نحو الشاطىء ... لا تمكث
-
عصيّ على الخداع
-
لا قوة كقوة الضمير
-
ويمكرونَ ويمكرُاللهُ واللهُ خيرُ الماكِرِينَ
-
ما حدا أحسن من حدا
-
تساوا في الجنون
-
اوباما وخطابه المتكسر
-
نكبتنا ولبكتهم
-
المصالحة رغم أنف بيبي نتنياهو
المزيد.....
-
كيف صُنع مضاد سم للأفاعي -لا مثيل له- من دم رجل لُدغ 200 مرة
...
-
الأمير هاري بعد خسارة دعوى امتيازاته الأمنية: العمر قصير وأر
...
-
ترامب ينشر صورة له أثارت زوبعة: -الرجل الذي خرق الوصايا الـع
...
-
مقتل عدة أشخاص في خان يونس والجوع يهدد حياة أطفال غزة
-
تركيا .. استخدام القضاء كسلاح ضد الصحفيين
-
موقع: فيتسو أجرى تعديلات مفاجئة في جدول أعماله مؤخرا
-
الولايات المتحدة.. انقلاب شاحنة محملة بعملات معدنية
-
7 قتلى إثر اصطدام شاحنة بحافلة سياحية في الولايات المتحدة
-
الجيش الباكستاني ينفذ تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ باليستي
-
سوريا.. آثار القصف الإسرائيلي على مدينة إزرع
المزيد.....
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
المزيد.....
|