|
هل هناك سياسي عراقي يسمعني
أسعد البصري
الحوار المتمدن-العدد: 3510 - 2011 / 10 / 8 - 09:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يروي الأمير تركي الفيصل حكاية عن والده الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله ، أنه طلب مرة أن يأتوا إليه بالشباب السعوديين اليساريين المعارضين لحكومته . فحين جلسوا بين يديه طمأنهم و أعطاهم الأمان و طلب منهم أن يتكلموا بصراحة و حرية . فقالوا أفكارهم و سمعهم لساعتين . وحين آنتهوا من تلاوة أحلامهم قال لهم : يا أبنائي بالرغم من كل ما تقولون تبقى الحقيقة أنا ملك قويّ أضمن لكم وحدة البلاد وأمنها إذا ذهبتُ فإنّ أمراء القبائل و رجال الدين سيأكلونكم ولن يصغوا لكلامكم الطائش هذا . في الحقيقة ما يحدث في العراق اليوم هو بالضبط هذا . ذهبت وحدة البلاد و ذهب أمنها و انسحق المواطن أمام أمراء الطوائف والقبائل . أيها العراقي المسكين ما هي قيمتك أمام جبار عشائري كأمير الدليم علي الحاتم ؟ وما هي قيمتك أمام أمير طائفي ك عمار الحكيم ؟ . لا قيمة لك على الإطلاق أمام هؤلاء . المواطن في العراق بحاجة إلى دولة مدنية وليس إلى أحلاف قبائل أو محاصصة طائفية . عن أية ديمقراطية أو كلام فارغ تتحدث الحكومة العراقية ؟ . عندما تكون المقدمات خاطئة لا أهمية للنتائج والخطوات والتفاصيل ما يقع ضمن إطار اهتمامي هو المقدمات والمعنى الأساسي فقط ولا أهتم لأي تفصيل مهما كان حتى لو كان سرقة مئة مليار دولار أو قتل أمة من الناس . لأن التجريد يُغنيني عن التفاصيل وينزهني من كل غموض و تشويش قضية الشيعة والسنة في العراق تشبه المصارعة الحرة الأمريكية العوائل الثرية تتظاهر بوجود عداء فيما بينها بسبب الحسين و عُمر لكن المصارعة مُتفق عليها و كلها كذب لتهييج الغوغاء و استثمار ثرواتهم في الحقيقة هذه مصارعة حُرّة فريدة من نوعها كلّما ملّ الجمهور و أرادوا الإنصراف و شككوا بحقيقتها فإن إدارة الملعب تقتل بعض المشجعين لتدب الحماسة في بقية المشجعين مرة أخرى هناك مثقفون كثيرون و هناك سياسيون شرفاء كثيرون لكن هذا القش بحاجة إلى رجل واحد فقط يُشعل النار فيه المخيف هو ما أشعر به ، لأن رجلاً جباناً مثلي لا يمكن أن يكون هو الذي يخرج من راحتيه الحريق . يبدو أن بعض الجبناء يتمتعون بالقسوة اللازمة للقيام بعمل جليل ثم أن كل عمل جليل لا بد أن ينطوي على معجزة غير عقلية ربما أحدها أن يخرج الكلام الشجاع من فم رجلٍ جبان إبدأ بالغربة و انته بالغربة واحذر الحب لأنه يجلب الحذر و الرّجاء الحقيقة تأتي دائماً من غار حاراء وتأتي من الأديرة البعيدة و الرهبان الجائعين من ليل امريء القيس ومن بيداء المتنبي و يهمائه التي تكذبُ فيها العين والأُذُنُ الجماهير الغفيرة أقل من شخص واحد في حسبان الحقيقة لن يصل الشعب الى السعادة حتى يصل كتابه إلى الشقاء ولن يكفّ الناس عن التفكير حتى يَظهر رجالٌ يُثبتون لهم أن هذا أبعد منالاً من طاقتهم . لقد بلغ الأمر أن أصبح الجميع صحفيين و شعراء حتى المقالات تكتب بالعامية وليس الشعر فقط هذا يعني أن الشعب صار يحاول يائساً أن يجد معناه بنفسه لعدم وجود كتاب يجنبون الشعب هذا الشقاء والتخبط هل هناك سياسي عراقي يسمعني ؟ عدوكم الأول هو الديمقراطية لماذا ؟ لأن الديمقراطية لا تنجح إلا بعد سحب المعنى من المجتمع أنا أعيش في شمال أمريكا بمجتمع متقدم و أعرف الديمقراطية الغربية الدولة هي قانون وليس مهمتها إنتاج أي معنى ديني أو ثقافي للشعب وظيفة الدولة الديمقراطية حماية الشعب من الأفكار والأديان وليس الترويج لها ويشغلون العوام بعمل يومي يمتد ١٢ ساعة في اليوم لكي لا يفكروا بشيء آخر لا معنى للحياة ، على كل إنسان البحث عن المعنى الذي يناسبه في الحياة ولكن خارج الدولة والحكومة والسياسة في العراق المعنى موجود و ثقيل ، والهوية طاغية و متعددة لهذا لا يوجد تعبير سياسي آخر سوى القطعان الدينية والعشائرية والعصبية ، لهذا تصبح الديمقراطية أكثر تخلفاً من الستالينية ومن الدولة القاجارية والعثمانية . ما هو الحل ؟ الحل هو الحل . إلغاء الأحزاب الدينية و القبلية وإعلان دولة قوية مدنية و وطنية بالقوّة دولة مواطن و قانون ، لا يوجد حل آخر تقولُ لي حبيبتي وهي تجلبُ دوائي وإلى متى ستكتب و تظل على هذا الحال ؟ فقلتُ : إلى أن يظهر لي أتباع و مريدون أصوات غاضبة تكتب بكبرياء و بعمق إلى أن أرى في عشرات الأصوات شيئاً مني إلى أن تصدُقَ الرؤيا و أتفرّق في الناس عندها فقط أسقطُ عن فرسي يا حبيبتي وأكتب عن انعكاس هذا القمر على صدركِ العاري
[email protected]
#أسعد_البصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل كان صدام حسين ثأرنا
-
أنا عبدُ القاريء
-
فائق الشيخ علي مهاجر وطني ضد مهاجر شيطاني
-
دون أن نقصد ، نحن خونة
-
المثقف الهامشي وشلش العراقي
-
هكذا تخلى الجميع عن شعبي
-
نداء إلى الأستاذ فخري كريم
-
الشعب الإيراني يُحرّر العراقيين
-
فيلق بدر إهانة للشهداء
-
العراق الفارسي متى يحارب السعودية
-
بصراحة : أنا خائف
-
وصيّتي التي لا ورثة لها
-
رجال الدين خونة بطبيعتهم
-
ثورة علمانية في العراق
-
أنا علي شريعتي الثورة العراقية
-
خيبة الثقافة العراقية وانحطاطها
-
طبول الحرب
-
نَمْ يا هادي
-
دعوة لتأسيس معارضة عراقية خارج العراق
-
الكتابة والحُب لا يجتمعان
المزيد.....
-
-التهجير جريمة حرب-.. شاهد ما قاله سامح شكري لـCNN حول استقب
...
-
لافتة -تل أبيب هي ساحة معركتنا- في طهران تثير مخاوف الإيراني
...
-
مصر.. سر صورة الرئيس بوتين على محل الفضيات وسط القاهرة (فيدي
...
-
بايدن: الشركات الأمريكية ستستفيد بشراء الأسلحة في حال المواف
...
-
الحكومة الأردنية توجه رسالة للمواطنين بشأن طلعات سلاح الجو ا
...
-
إعلام بريطاني: انفجار في مصنع للذخيرة في ويلز
-
الجيش الإسرائيلي يشن غارات ضد أهداف -لحزب الله- في بعلبك
-
الفلسطينيون يحيون يوم الأسير
-
إلغاء مؤتمر تضامني مع فلسطين في جامعة ليل الفرنسية
-
على ماذا استند القضاء الأردني في حل حزب الشراكة والإنقاذ؟
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|