أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - وضع المرأة عند العرب قبل الاسلام ج2














المزيد.....

وضع المرأة عند العرب قبل الاسلام ج2


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3455 - 2011 / 8 / 13 - 10:31
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في هذا الجزء سأنقل بتصرف من كتاب ( فصول عن المرأة ) تأليف المفكر و الباحث هادي العلوي إصدار دار المدى للثقافة و النشر ط 2 – 2003 سوريا – دمشق .
يكتب العلوي أن وضع المرأة يتعين ضمن الوقائع التالية :
1- حريتها كفرد غير محكوم بدولة . و كانت سافرة مع غطاء الشعر التقليدي الذي يستعمله الرجال أيضا . إنما محتشمة على النهج السائد و تختلط بالرجال و تسافر وحدها و لا يمنعها سوى شرط الأمان في الطريق . و كانت تركب الخيل و لم تخضع في تحركها لشرط المحرم و كان لها أن تساير الرجل الغريب أو تستقبله في منزلها مع غياب أهلها و هي ملزمة بأداء حقوق الضيافة لمن ينزل عليها من الرجال إن كانت وحدها , و تعفى منه إذا وجد الرجل من أهلها في المنزل .
2- و كان لها موقع في الحياة الثقافية و قد ظهر من الجاهليات شواعر كبيرات و حكيمات و كاهنات .
3- كانت تملك حق الطلاق كما يملكه الرجل .
4- و كان لها الحق في إقامة علاقة حب مع رجل تختاره و تخلو به بشرط عدم المساس بجسدها . و الحب الجاهلي يتحدد بلقاء منفرد للحديث و الغزل و أقصى ما يسمح به التقبيل كما تقول امرأة سالت عن الحب ما هو ؟ فأجابت ( مص الربقة و لثم العشيقة و الكف عما دون ذلك ) . و كانوا يقولون أن للصديق ما فوق السرة و للزوج ما تحتها . و لا يفهم من هذا اجتماع الزوج و الصديق . فالصداقة حق للايم ( التي لا زوج لها ) و لا يجوز لها اتخاذ أكثر من صديق في وقت واحد و التي تخالف هذا تسمى ( الضنوط ) و هي التي يكون لها صديقان أو أكثر . و يسمى فعلها ( ضمد ) .
يقول احدهم يخاطب صديقته :
تريدين كما تضمديني و خالدا
و هل يجمع السيفان ويحك في غمد ؟
5- كانت المرأة قبل الإسلام محرومة من نصيبها في الإرث الذي يوزع حسب مشيئة الأب على الأبناء و من غير حصص مقننة للأبناء أنفسهم و إذا مات الأب عن بنات و لم يكن له وريث من الذكور ذهب ميراثه إلى من يبادر للاستيلاء عليه من الإخوة و الأعمام و أبناء العم .
6- كان الزواج الضرائري عاديا و غير خاضع لحد أعلى من الزوجات . لكن النساء من فئات معينة تقع ضمن قبيلة أو عشيرة أو بطن أو فخذ كن يتزوجن أكثر من رجل واحد . و هذا الزواج يسميه الجاهليون ( نكاح الرهط ) و الرهط من الرجال ما بين ثلاثة إلى تسعة و قد وردت أخبار عن نساء كان لهن تسعة أزواج في وقت واحد . و قد منع نكاح الرهط في بلاد الرافدين بقرار من الملك السومري أوركا جينا المتوفى عام 2371 ق . م .
7- و في الزيجات السفاحية عند الجاهليين ( نكاح المقت ) و هو استيلاء الابن على زوجة أبيه بعد موت الأب و كان شائعا . و استيلاؤه عليها يعني وضعها تحت وصايته يتزوجها إن شاء أو يزوجها لآخر و يستولي على مهرها . و يكتب العلوي أن وجود النساء مع المقاتلين كان ضروريا لدعم المعنويات . لان الفرار في المعركة يكون عندئذ مزدوجا : فرار من الحرب , و ترك المرأة للعدو . و في معركة فتح البصرة كان عدد العرب قليلا بالقياس إلى الجيش الساساني فخرجت النساء تقودهن زوجة عتبة بن غزوان و هي ترتجز :
إن يغلبوكم يولجوا فينا الغلف
فاستقتلوا حتى أزاحوا الجيش الساساني عن موقعه و استكملوا فتح البصرة بأقل كلفة . و وجد عند العرب قبل الإسلام نكاح العمرة و هو انتقال الزوج إلى بيت الزوجة و هو من بقايا الزواج الامومي . و يسميه العراقيون ( قعيدي ) وعانت المرأة الجاهلية من العضل و هو المنع من الزواج من جانب الأب أو الأخ . و عرفت هذه العادة عند الفقهاء بالعصرة و هي محرمة عندهم . و يسميها العراقيون ( نهوة ) و تشددوا في زواج ( الأكفاء ) و يعني زواج العربية من العربي و عدم السماح بزواجها من أعجمي . و زواج الصغيرة مألوف في الجاهلية و يسمى ( الاهتجان ) و هو الزواج قبل البلوغ بالنسبة للبنت و الالتباء بالنسبة للولد . و كان المهر في الغالب من الأنعام ( الإبل بخاصة ) و قلما يستعمل النقد إلا في المدن التجارية مثل مكة و منه سمي المهر ( سياق ) أخذا من قولهم ساق إليها مهرها أي ساق إليها الإبل التي اتفقوا على أن تكون مهرها . و الكلمة لا تزال مستعملة في اللهجات العراقية بلفظها الجاهلي . و قد ظهر بين العرب طبيبات منهن رفيدة من بني اسلم اتخذت لها خيمة في المسجد الأول لمداواة المسلمين و جرحاهم في حروب العهد النبوي .
الخلاصة : رأينا في هذا العرض الموجز إن المرأة قبل الإسلام كانت تتمتع بحرية واسعة و قد تبدل هذا الحال في الإسلام ففقدت المرأة كثيرا من حريتها و فرضت عليها قيود لا يعرفها أهل الجاهلية . و يتصل هذا التحول باكتمال تطور المجتمع العربي في الإسلام نحو المجتمع الأبوي الذكوري الناجز مع نشوء الدولة القائمة في جوهرها السياسي و التشريعي على اقتصاد التملك الخاص و يعني وجود الدولة كمظهر شامل وجود القيد على حرية الأفراد رجالا و نساء لكن قيود المرأة كانت اشد . فقد تعرضت النسوة لتقييد الاختلاط حيث لم تمنع المرأة في صدر الإسلام من حضور المسجد و المساهمة في فعالياته و كان النساء و الرجال يتوضؤن معا في زمن الرسول محمد . و كان الاختلاط يجري أيضا في الطواف حول الكعبة . ثم اخذ المسلمون بتقييد حرية المرأة بعد نهاية الأوان الأموي . و وضع الغزالي هذه القضية في نصاب محسوم و محدد فقال في إحياء علوم الدين ( أذن رسول الله للنساء في حضور المسجد و الصواب الآن المنع إلا للعجائز ) . و قد وصلتنا لوحة للرسام يحيى الواسطي من القرن السابع تصور امرأة تلقي دروسا على الرجال و هي مكشوفة الوجه محجبة الشعر . لكن رجال الدين تشددوا في المنع . و كان النبي محمد يسلم على المرأة إذا صادفها في الطريق ثم صار السلام عليها من المحظورات . و كان الخاطب يرى مخطوبته و تراه قبل إجراء الخطوبة ثم صارت تزف إليه مقنعة و لا يراها إلا في غرفة النوم ليلة الدخلة . يرجع هذا التطور إلى العصر العباسي الثاني حوالي القرن الثالث الهجري . و دخلت المرأة العصر الحديث على و ضعها ذاك .
في الجزء الثالث و الأخير مقارنة بين وضع المرأة العربية في الجاهلية و الإسلام .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حجاب المرأة في الاسلام
- ايها المصريون ... أحذروا من تكرار تجربة الدستور العراقي
- العلمانيون المتطرفون والسلفيون المتطرفون وجهان لعملة واحدة
- الحزب الشيوعي العراقي وازدواجية السلوك
- لماذ الاصرار على تدمير ليبيا ؟
- وضع المراة عند العرب قبل الاسلام
- امة عربية كردستانية واحدة
- قدس اقداس الاكراد
- الرسول بولس ليس جاسوساً ايها السادة ج3
- الرسول بولس ليس جاسوساً ايها السادة ج2
- الاكراد وحق تقرير المصير
- الروح القدس وابليس
- الرسول بولس ليس جاسوساً ايها السادة
- يسوع والاسينيون ج2
- يسوع والاسينيون ج1
- في الطريق الى بناء البيت الشيوعي والتيار اليساري الديمقراطي
- اخي سالم ... شجرة الكرز المثمرة !!!
- الرسول بولس ، الرجل الذي احدث القطيعة مع اليهودية
- موقف الرسول بولس من المرأة
- محبة الاعداء


المزيد.....




- صور تكشف ما حل بكهوف قريبة من جبال -أفاتار-الشهيرة بالصين بع ...
- سياحة ريفية بالأردن..هكذا تُقدم أطباق الأجداد في بيوت ضيافة ...
- شاهد كيف يعيش سكان إيران وسط فرارهم من الغارات الجوية الإسرا ...
- ضربة إيران في سوروكا.. ما قد لا تعلمه عن الهدف القريب من غزة ...
- طهران: ننصح واشنطن بأن تختار بين وقف العدوان أو أن تبقى متفر ...
- الولايات المتحدة تراجع موقفها من الكحول: الدعوة للاعتدال بدل ...
- ثوران بركاني هائل في إندونيسيا يُطلق سحابة من الرماد بارتفاع ...
- القناة 12: إصابة منزل وزير إسرائيلي سابق بصاروخ إيراني (فيدي ...
- روسيا تسلم المغرب مطلوبا في قضية احتيال وتزوير
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي ينوي تحويل الأصول الروسية المجم ...


المزيد.....

- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - وضع المرأة عند العرب قبل الاسلام ج2