وضع المراة عند العرب قبل الاسلام

وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3447 - 2011 / 8 / 4 - 09:22
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

الموضوع مأخوذ من كتاب ( أحوال المرأة في الإسلام ) تأليف منصور فهمي ترجمة رفيدة مقدادي / منشورات الجمل ط 1 / ألمانيا 1997 . و الكتاب هو أطروحة دكتوراه نوقشت في جامعة السوربون عام 1913 . لقد تعرض منصور فهمي للهجوم عليه و على أطروحته فور عودته إلى مصر . و قد تمت محاكمته و فصله من التدريس الجامعي في مصر . و لم يعد إلى الجامعة إلا بعد عام 1919 . لقد حطمته الرقابة الصارمة و الضغوط الاجتماعية و قضت على آماله و أحلامه في التقدم و البحث العلمي . يقول منصور فهمي عن المرأة قبل الإسلام إنها برغم سلطة الأب أو الزوج ألا أن لها دورا اجتماعيا . إذ كانت تستقبل الضيوف , و تتكلم و تقوم بواجب الضيافة في حال غياب زوجها . يشهد التاريخ بعدد من الوقائع التي تذكر تفوق و نشاط المرأة العربية القديمة . فكانت تشارك في الغزوات و تعمل في التجارة و لها الحرية بان تعتنق الدين الذي يناسبها دون أن تتبع إرادة زوجها سلبيا . و يضيف منصور فهمي قائلا : ( و إن قارنا دور المرأة المزدوج في تاريخ العرب القديم و دور المرأة الآن في المجتمع الإسلامي , يمكننا أن نقول مع رينان بان ( المرأة العربية في زمن محمد لا تشبه مطلقا هذا الكائن الغبي الذي يسكن قصور الحريم في عهد العثمانيين ) . كان دور المرأة قديما فعالا و ايجابيا . يكمل منصور فهمي ( فيما بعد جاء الإسلام , بمؤسساته المختلفة , و قوانينه الثيوقراطية و العواقب التي أسفرت عنها , جاء و غير المفاهيم و السلوك و هكذا شلت حرية المرأة ) . المرأة في الأزمنة القديمة كانت محمية الرجل و كانت تعتبر في نفس الوقت أدنى منه , و لكن عندما يكون الرجل هو رب العائلة , فان المرأة أم أولاده كانت تستطيع أن تظهر , ملكة البيت العائلي . يحميها الرجل و يحترمها . في آن واحد و لم يكن يقصر في تنظيم وضع شريكته المالي حسب عواطفه نحوها . قبل مجيء الإسلام كانت خاضعة لسلطة الأب أو الابن أو الزوج و هذه السلطة كانت تلطفها المحبة و العاطفة , أما الآن و مع الإسلام , فقدت وجدت المرأة نفسها خاضعة لسلطة الله , الله العادل , الذي حسب عدالته الفائقة , راح يصفع المرأة بالدونية .فالمرأة قبل الإسلام هي غير المرأة بعده . فالأولى كانت تلعب دورا اجتماعيا , بينما الثانية أصبح دورها محدودا في بيت العائلة . المرأة عند العرب القدماء كانت مرتبطة عاطفيا بعائلتها أكثر من عائلة زوجها , و بالنسبة لها فان مكانة الأخ هي أهم عاطفيا من الزوج . المثل السائر يفسر هذه الظاهرة بوضوح : ( موت الأخ لا يعوض , فهو ليس كالزوج الذي يمكن إيجاده أو الطفل الذي تمكن ولادته ) . ربما كانت هذه السمة المميزة هي إحدى مخلفات نظام الزواج اللحمي , الذي انتقل فيما بعد إلى الإسلام . كان سلوك الزوج تجاه زوجته يتحدد من خلال علاقته مع أهلها . إذ كان يخشى سلطة أهلها , و قوتهم أو ضعفهم كانت تفرض عليه موقفا تجاه زوجته . و قد لزم مرور وقت طويل لكي يخف ارتباط المرأة بقبيلتها , و تقوي علاقتها بزوجها . أما الطلاق أو حل الزواج , فكان يتم بطرق متعددة : تشير بعض الوثائق إن المرأة العربية كانت تستطيع أن تطلق زوجها . و بعضها الآخر يقول إن الزوج وحده له الحق بان يطلق زوجته و انه أحيانا كان يستغل هذا الحق . و لكن في بعض الأحيان كانت المرأة سيدة نفسها , و تختار زوجها , و لها الحق بان تهجره عندما يناسبها ذلك .

#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين