أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - من يحمل مفاتيح السماء ؟














المزيد.....

من يحمل مفاتيح السماء ؟


حافظ آل بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 3451 - 2011 / 8 / 9 - 11:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يحمل مفاتيح السماء ؟ / حافظ آل بشارة
شهر رمضان يقدم للصائمين مفاتيح ابواب السماء ، ويدعوهم الى اغلاق ابواب الشهوات ، مشروع الهي متكرر للاندماج مع الغيب وتحقيق الكمال ، وهنا يكشف الشيطان مشروعه المضاد في اطار سياسة (لاغوينهم) ، ويتواصل الصراع بين الذين يريدون ان يبقى رمضان من اشهر السماء ، ومن يريدون ان يجعلوه من أشهر الارض ، منذ نزلت الآية : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) اصبح هذا الشهر مشروعا لتحصيل صفة التقوى والتضحية من أجل المعشوق الأكبر ، مناسبة يراجع فيها العباد انفسهم ليقمعوا الشهوات ، ويخرجوا النفس من سلطانها لتتذوق الحرية ، عبودية الانسان لغير الله تعالى بكل ما يترتب عليها من مواقف ذليلة انما تأتي من شهواته ، لذا فشهر رمضان متصل بمعان ملكوتية فاغلاق باب الشهوات لساعات يفتح ابواب السماء ، وهذه لغة لا يدركها المنغمسون في مظاهر الحياة البهيمية وملذاتها المتراكمة التي رانت على الافئدة ، ما نشاهده في القنوات الفضائية اليوم من برامج رمضانية يعد محاولات لتجريد هذا الشهر من صفته الروحية وتحويله الى مناسبة وطنية سنوية تعلم الناس الابتعاد عن القيم المعنوية ، اي تحويل رمضان من صلته بأحد فروع الدين وهو الصوم وما يرمز اليه من البناء الروحي والأخلاقي الى شهر للطبخ وابتكار الأكلات واعداد الحلوى والتفنن والتندر في تحريض شهوة البطن ودفع الناس الى المزيد من الأكل حد التخمة والأذى واثارة الشهوات الجنسية باستعراض حشد من النساء اشباه العاريات من مقدمات البرامج والمذيعات والممثلات بدون مراعاة لحرمة الشهر ضمن برامج استعراضية تافهة بلا مضمون حافلة باللغو الفارغ والتهريج ، انها محاولة خطيرة لترويج الفهم اللاديني لشهر رمضان اي اخراجه من رمزيته الروحية الملكوتية وتحويله الى مفردة تراثية ضمن عادات وتقاليد المجتمع التي تكرس الاهتمامات المادية وتستبعد اخلاقية العفة والتقوى وتشحذ الرغبات المتدنية التي جاء شهر رمضان لتحرير الانسان من سيطرتها ولو بشكل مؤقت . حاولت بعض القنوات الاسلامية مواجهة هذا الانتهاك والتغريد خارج السرب فقدمت محاضرات لعلماء مغمورين لم يكن اغلبهم موفقا ، احاديث قديمة وباردة يقدمونها لاسقاط الواجب ، الامر الذي عزز اقاويل البعض بأن هذا الدين اصبح قديما وليس بوسع الانسان ان يأتي بجديد بعد 14 قرنا ، وهو قول متهافت فالدين يتجدد بتجدد الحياة وهو عامل رئيس في التطور والارتقاء ، وهذه هي معجزة الاديان ، اين ذهب اؤلئك العلماء الكبار الذين في حديثهم حياة القلوب ؟ هل هزموا وتواروا امام برامج الطبخ والتسوق والتمثيليات المفسدة والمسابقات التهريجية ، كيف يختفون الآن ؟ هذا هو وقت المواجهة بين من يريدون الاطاحة بروح شهر رمضان وتحويله الى مناسبة لاثارة الشهوات وذكريات للأكل والتهريج ومن يريدون ان يبقى رمضان شهرا يضع بين ايدي اتباعه مفاتيح السماء .



#حافظ_آل_بشارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الترشيق انقاذ لابد من
- الصوم في الربع الخالي
- جمهورية الارامل والايتام
- القطاع الزراعي الى اين ؟
- الخريجون (مضروبين بوري)
- اعدام السلطة القضائية
- النخبة والشعب ... لكل معركته
- اساطير الاعمار والتنمية
- ارشيف الحرائق الذكية
- اعادة تعريف الانسحاب الأمريكي
- لكي يستعيد المواطن سلطته
- ملاعين ... ينتظرون التقرير
- كيفية ابتكار ازمة
- حقائق خطيرة في الازمة الاخيرة
- أي صحافة وأي عيد ؟
- الصلح سيد الحلول
- وطن المهاترات
- تأملات فدرالية
- قرابين التوبة السياسية
- نهايات متعددة للمئة يوم


المزيد.....




- زلزال بقوة 5.4 درجة يضرب تكساس الأمريكية
- ترامب يجب أن يتراجع عن الرسوم الجمركية
- تلاسن واتهامات بين إسرائيل وقطر، والجيش يستدعي جنود الاحتياط ...
- جيش الاحتلال يستدعي آلافا من جنود الاحتياط
- سوريا.. الشرع يؤكد أهمية تعزيز الخطاب الديني الوسطي
- الخارجية القطرية تردّ على تصريحات مكتب نتنياهو -التحريضية-
- نيران وأضرار جراء هجوم روسي بطائرات مسيرة على كييف
- وسط تعبئة عسكرية ضخمة.. هل اقترب قرار توسيع الحرب على غزة؟
- بالصور.. زعيم كوريا الشمالية يزور مصنعا -مهما- للدبابات
- -لا، أيها الرئيس-.. رئيسة المكسيك ترفض عرض ترامب


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - من يحمل مفاتيح السماء ؟