أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - الصوم في الربع الخالي














المزيد.....

الصوم في الربع الخالي


حافظ آل بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 3445 - 2011 / 8 / 2 - 10:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كلما حل شهر رمضان في العراق شن الناس هجماتهم الكلامية السنوية المكررة على المسؤولين يتهمونهم فيها بشتى الاتهامات التي اصبحت هي الأخرى قديمة ومملة ، المسؤولون صغارا وكبارا يبتلعون التقريع الرمضاني السنوي المتجدد بحجة التواضع الديني او الديمقراطي وهم يرددون اللهم انا صائمون وان كان اغلبهم لا يصومون ، يعتقد جمهور واسع من الناس ان اعراف العمل السياسي فسدت واصبحت الاهداف التافهة تحتل اذهان كثير من الساسة ، وحذفت منها مفردات الوطن والدين والانسانية والمروءة ، الصوم مدرسة تربي البشرية على تجاهل نداء الشهوات والاصغاء الى متطلبات الروح ، كثير من الناس يتسامون على عادة تقريع واتهام المسؤولين ، لأن السنن التأريخية الربانية التي لا تخطئ تقول : كيفما تكونوا يول عليكم ، فولاتنا تعبير عنا وهم قدرنا فلنلم انفسنا اولا ، الامم تنتج حكوماتها لتكون نسخة مصغرة عنها ، معارك رمضان الكلامية تتناول دائما المشكلات نفسها المخلدة التي ليس لها حل وابرزها : فشل البطاقة التموينية ، وانقطاع الكهرباء ، المواطن يصوم تحت حرارة تصل الى 51 درجة مئوية ، وجل طموحه شربة ماء بارد ونسمة من مروحة او مبردة ، غياب الكهرباء يعني ترك الانسان يواجه مصيره في اجواء جهنمية النفحات تشبه اجواء الربع الخالي ، يعود الناس في هذه الاجواء المرعبة يلوكون بانفعال كل الاحاديث القديمة عن ازمة الكهرباء والحصة وكأنها احاديث قيلت اليوم ، يلهثون وتحمر وجوههم وتتصاعد انفاسهم وتتساقط المهفات من ايديهم اعياء ، وتنضح اجسادهم عرقا ساخنا يتساقط على ارض ملتهبة ، ولا تكل السنتهم عن ذكر المليارات التي انفقت في اصلاح قطاع الكهرباء ، أما الحصة التموينية فقد اعتاد الناس على سماع كذبة صرف حصة غذائية استثنائية لشهر رمضان ، في هذه الأجواء قال فنان معروف انه سيقاضي الجهات المختصة بالبطاقة التموينية ، قال سوف اواجههم بصيد الكاميرا وعندما سأله الجالسون عن صيد الكاميرا قال : التقطت صورا فنية رائعة وبالالوان الطبيعية لقصور بنيت حديثا في بعض احياء بغداد صورتها بعد ان لاحظت تداخلا غير مستساغ بين ذوق المدن القرى في عمارة تلك القصور وطراز زخارفها وشرفاتها والوان طلاءها الفاقعة وتشكيلات الاضاءة فيها وقبل ان اكتب عمودا نقديا في العمارة والبناء اوضح فيها دور تلك القصور في تخريب الاطلالة العمرانية لبغداد سألت عن اصحابها وقد صعقتني الحقيقة ، قال ذلك الفنان : عرفت ان تلك القصور الفخمة اصحابها ما بين وكيل حصة تموينية ومأمور جمارك ! انهت قصة ذلك الناقد ، اشفقت عليه وانا اعلم انه عاجز عن اثبات سرقة اي سارق وهو اعجز عن الدفاع عن نفسه عندما يتهم ذات يوم بانه يعمل لصالح منظمات ارهابية لا تريد الخير للعراق ، سيعلم عند وقوفه في المحكمة ان جميع الناس متهمون ، أما اللصوص فهم الوحيدون الذين يريدون الخير للعراق .



#حافظ_آل_بشارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمهورية الارامل والايتام
- القطاع الزراعي الى اين ؟
- الخريجون (مضروبين بوري)
- اعدام السلطة القضائية
- النخبة والشعب ... لكل معركته
- اساطير الاعمار والتنمية
- ارشيف الحرائق الذكية
- اعادة تعريف الانسحاب الأمريكي
- لكي يستعيد المواطن سلطته
- ملاعين ... ينتظرون التقرير
- كيفية ابتكار ازمة
- حقائق خطيرة في الازمة الاخيرة
- أي صحافة وأي عيد ؟
- الصلح سيد الحلول
- وطن المهاترات
- تأملات فدرالية
- قرابين التوبة السياسية
- نهايات متعددة للمئة يوم
- بورصة الاعتقال والتهريب
- تحديات السلم الاجتماعي


المزيد.....




- زلزال بقوة 5.4 درجة يضرب تكساس الأمريكية
- ترامب يجب أن يتراجع عن الرسوم الجمركية
- تلاسن واتهامات بين إسرائيل وقطر، والجيش يستدعي جنود الاحتياط ...
- جيش الاحتلال يستدعي آلافا من جنود الاحتياط
- سوريا.. الشرع يؤكد أهمية تعزيز الخطاب الديني الوسطي
- الخارجية القطرية تردّ على تصريحات مكتب نتنياهو -التحريضية-
- نيران وأضرار جراء هجوم روسي بطائرات مسيرة على كييف
- وسط تعبئة عسكرية ضخمة.. هل اقترب قرار توسيع الحرب على غزة؟
- بالصور.. زعيم كوريا الشمالية يزور مصنعا -مهما- للدبابات
- -لا، أيها الرئيس-.. رئيسة المكسيك ترفض عرض ترامب


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - الصوم في الربع الخالي