أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - غبار عظيم في ثيابنا القربانية














المزيد.....

غبار عظيم في ثيابنا القربانية


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 3420 - 2011 / 7 / 8 - 18:38
المحور: الادب والفن
    


1



امكانيات عظيمة نضيعها في زحفنا وراء اللواحم الغطّاسة على امتداد النهار ،
وأحلامنا المتعفنة والمتماثلة في سجنها ، توهنُ كل أمل ، ولا شيء يرتجى من
ملاقاة اللهب في أريج صيفها الطويل . تشعبات . رجّات تضاعفُ آلامنا في
ضغائن الهاوية وظلمتها الصيّاحة . كل لهفة للساعة المغزولة لغصينات الشمس
تحطمها خياناتنا لعهودنا الموزونة . تواطؤات مع الملح ، تحجبُ عنّا موتنا
المحضون بسنبلة التضحية .


2


أجيال كثيرة حررتها من مناحاتها الخائرة مذابح الحروب ، والأنهار المعادية هشّمت
العظمة المنقبضة لقبورنا المتطايرة في الوحشات الطويلة لليل . ينغلقُ عمل الانسان
في أرض تشعل العظام ، ويطبق عليه فراغ اللحظة المتكلسة . غبار عظيم في ثيابنا
القربانية ، يسند أوراق موتنا ومداخن الأحلام .


3


{ يقول العالمون بالنجوم *
انني قصير العمر
انني كذلك " يا حسن النوّاب "
ولكن ذلك لايهمني !
ليس هناك سوى طريق واحدة
الى العالم الأسفل
وهي التي يسلكها الجميع ، فاذا كانت طريقي أسرع
سأرى " جان دمو وكزار حنتوش " بسرعة .
دعنا نشرب
لأنه صحيح جداً أن الخمر حصان الطريق ،
بينما يتبع المشاة طريقاً جانبية
الى العالم الأسفل } .


* " انتيباتروس الصيداوي . شاعر سوري . 150 ق . م 80 ق . م "


4


افتقارنا الى البراهين ونحنُ نحمل قرابيننا في أعقاب كل معركة ، يجعلنا ننسى
التبجيل الضروري لمصيرنا الحتمي في رحائبه اللانهائية . الخليقة مبتلاة دائماً
بخمائر عفونتها ، والعظمة التي نتبجح بها ، ماهيّ إلاّ شهادة مزوّرة نقدمها مع
أسانيد تنكشف منذ اللحظة الأولى في محاولاتنا للتخلص من الشقاء . لا مجد
للفاني في ميتته التي يدرجها تحت أسفل شجرة صمته الذي تتولاه الاهانات .


5


متحرّراً من بليتي ، أتبعُ طنين نحلة موتي التي تكافحُ ضد براثن { لا هيّ حيّة *
ولا هيّ ميتة } . انفجارات أنهار تحت أشعة الشجرة ، تحرّك كل مالا يتغيّر في
اللحظة الخالية من مظاهر الديمومة . جرعة ناتئة من ثقل الصخرة ، أتنفسها في
الهياكل المنتصبة لليل وأذوبُ في جلال البرق . أزمان طويلة ملقاة بمحاذاة
المشاعل المنغلقة للظهيرة ، نضطجع بين أطلالها بانتظار الغبطة المرجوّة التي
توصلنا الى القناديل اليقظة للأبدية .


* اوكتافيو باث . قصيدة { امتحان ليلي }


6

في موازين مصنوعة من خشب الساج ، نزن أفعالنا في الظلمة اللؤلؤية للنهار
لكن ترتيباتنا غير المتماسكة في التعزيات القليلة لنومنا بين قيثارات الحجارة ،
تجبرنا على الغوص البطيء في المغلفات الضخمة لسموم العيش بين العظام
المصفرّة .


8 / 7 / 2011 مالمو



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل نبع يوثقُ الغرقى الى ثقل سهاده
- العتمة . الفناء
- صلاتنا الى الرغبة
- الايماءة البطيئة لموتي
- 17 قصيدة
- الطاقة العظيمة للمادة
- مجموعة جديدة { في سطوع نذورنا تحت ضوء الأصداف }
- أبواب الزمن
- في خرائب الفايكينغ
- الأشجار الحامضة لصيف مخاوفنا الأمومي
- أشجار الدفن العالية
- حوار مع نصيف الناصري { وكالة كردستان للانباء( آكانيوز ) }
- تحطمات هائلة
- تعهدات ملزمة
- مخططات للحفاظ على القانون
- الحبّ . الزمن
- بلدي السويد
- ايمان الحيوانات
- الصيرورة المتعاقبة لمرايا التاريخ
- مقدمات في الكلام الجسماني عند أهل البصرة


المزيد.....




- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - غبار عظيم في ثيابنا القربانية