أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - الحبّ . الزمن














المزيد.....

الحبّ . الزمن


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 3002 - 2010 / 5 / 12 - 17:29
المحور: الادب والفن
    





الحبّ نغم عميق في الصخرة العالية للزمان
والحبّ مرض عضال ، تنعش غدرانه الجليلة النار والطبيعة .
لا يموت ولا يغوص في أجفان النسيان
وأحلامه المتماثلة والخاشعة لا تنفرد بالنواح
على ذكرى من ماتوا ومن غابوا .
مقاصده المتتابعة في تجدداتها ، تشبك أناملها دائماً وتحنو
على جروحنا وعلى النبضات الحيّة للسكون والحركة في الخليقة .
تستند انخيدوانا شاحبة على الوردة الأخيرة في حلم موتي ،
وتعبر برقصها الفلامنكو المتعثر الضفاف الجافّة لليل لهفتي .
تحترق في غبطة عريها تنهدات الغابات ، والضفاف المحجّبة بفورات القناديل ،
والمساء المرصّع برحمة القرب ، يفتح لجبينها شواطىء أبوابه المأهولة بتضجرات
الجمال ، وتدخل العصور كلها بودائعها والانخطافات .
يعرّي صمتها شطآن البروق ويغطي الزمن بالأغصان المتوسلة .
ذاكرتها شجرة تين تتمرأى بين سقوفها الخطاطيف في أعراسها
وفي تتابع الهجرات . حَملنا لها جمرتنا الغافية في وميض الفضيلة
وكانت تغرق في التشابهات الفقيرة للمرمر ، عارية الصيف كله
تحت نجمة اللاشيء ، وتتعاطف معها الانصاتات المعذبة للثمرة النعسانة .
يحيا الحبّ في زمنه الأزلي عبر الحضور والغياب ،
وتظل فضة شرارته راسخة في الديمومة وهياكلها المتكئة على رياح الأزل .
كل ذكرى حبّ في دالية الزمان ، هي اشارة غرق عتيقة
لهنيهة نامت في رماد البيت ، وللعاشق ينبوع سرور دائم لا ينتهي ولا يتغير .
تغطي قبري في أريج الفجر لبلابة من نسيم العصور
ويركن الليل مذنباته الشراعية فوق الغبار المشؤوم لتهدمات نومي ،
وتشعشع الرأفة الصديقة في مدخل السنة .
كل عصف يسبقه عصف
وكل موت يسبقه موت
وكل يوم يسبقه يوم
وينعطف المستقبل على النحلة المحتضرة للحاضر ،
وما بين أصداء التويجات المحترقة للحظاته
يذوب فيه ، والعاشق يقطف في كل آنٍ تفحمات برهته ويركنها
على الشمعة الذائبة للماضي .
ليس للحبّ ابتداء وانتهاء
ولا وجود لزمنه إلاّ في التيهانات المترجرجة والدائمة للعاشق
لكن احساساتنا المنعطفة في الجريان السريع للّحظة
يسرّع النبضات المنقادة وعلاماتها صوب الزوال ،
ويترك رصائع أيامنا تذبل بسرعة في حرائق أدغال الساعات .
هل تضمحل حواسنا في الملامسة البغيضة لسنبلة النهار
أم انها الجروح المخرّبة للانزلاقات الرخوة للشيخوخة ؟
حدائق انخيدوانا العقيق
حدائقها العالية العليلة
تَعلمنا ما بين شواطئها أسرار الحركة في المتاهات والعذوبات النقية ،
وَتعلمنا الفضائل المضحّية للسهر في زنابق الأسرار
هذا الزهد الذي اصطفته الكآبة ، هو زهدنا لانعاش سهادكِ انخيدوانا
هو تضحياتنا بخيوط مصائرنا في ظلال عبّاد شمس الوجود من أجل مجدكِ
وثغاء عطوركِ وضياء أمشاطكِ المبشرة بالربيع .
لا نوبخ غموضكِ أيتها السيدة الشفيعة الجميلة ، يا من أضاع ليمون
روحها المروّع وجودها ، وانخطفت وتجمدت في ما وراء العدم .
لا نوبخ الخزامى يا حبنا الشراع ، ولا نعانق صفاء الندم . في شقائنا نحتاج الوداعات
من أجل صيانة وجودنا في هذيان العوالم المطبقة على جحيمنا المأتمي .
لماذا يسرّع الزمن خطواتكِ كلما تقدمتِ صوب الهاوية ؟
يتلألأ القمر الجنائزي في أنقاض وجهكِ الشاحب
ويتعثر في الأشجار الزرق لظلال صوتكِ المدلهمة
لكن زمنكِ يتحدّ مع الفراغ في الحجارة المنتظرة عند عتبة الزوال
ولا تستطيعين اجتياز التحديدات المنتصبة لهرمكِ مفقوء العينين.
سهادنا كله في أعماق ذرّات الرمل المرتعشة ،
من أجل نهوضكِ من التغضنات الصلبة للماضي .

11 / 5 / 2010 مالمو



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلدي السويد
- ايمان الحيوانات
- الصيرورة المتعاقبة لمرايا التاريخ
- مقدمات في الكلام الجسماني عند أهل البصرة
- طقس ختان القنبلة النووية
- مدينة الفيل
- قداس جنائزي الى السيدة الشفيعة
- الشواطىء المهدمة للزمن
- النوم الأبدي
- تجربة مع الموت
- كتاب { العودة الى الهاوية } في الشعر العربي الراهن
- مجموعة { في ضوء السنبلة المعدة للقربان }
- مجموعة { نار عظيمة تحمي الياقوت }
- مجموعة { الأمل . أضداده . خيّاط الموت . نار الأبدية }
- كتاب { الأنهار الكبيرة المتعرجة } ردّات واندفاعات الشعر العر ...
- كتاب { خديعة السنبلة . شهادات } في شؤون وشجون اللحظة الراهنة
- كتاب { معرفة أساسية . الحرب . الشعر . الحب . الموت }
- أشياء ما بعد الموت
- مرثيتان
- ما ينشده الشيوخ المحقى


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - الحبّ . الزمن