نصيف الناصري
الحوار المتمدن-العدد: 2937 - 2010 / 3 / 7 - 00:53
المحور:
الادب والفن
يحفزنا القلق من تهشم المرايا الصدئة لمصائرنا ، على أن نتنفس
في كل حين ، النسمة التي لا حدّ لها ، وبيوض جروحنا تتغطى
بعفافها فوق أعلى شجرة صفصاف الذاكرة .
لا ملجأ لنا في ليل الحاضر
ولا علامة في القرابين المحتضرة للريح .
تتعفنُ قرابين أعيادنا في أنهار بلا أجنحة
ويمرّ الزمان حاملاً جذوره المفسدة ، ويتسلق الزجاج المظلم
لسنوات حصادنا في أرض الرماد .
أيّة علامة منكّسة تحجبنا عن النار الوردية للمطلق ؟
- صحراء الموت والميلاد التي توازي الينابيع المسلحة للحياة .
لماذا نخلط في قطفنا للثمار بحقول محنتنا الفقيرة ، بين الخير والشرّ
وفي وعينا لموتنا تضيع منّا اللحظات
وتنسدلُ مصائرنا على الظلال المغلقة للهاوية التي لا ضفة لها
في الحلم أو في الغياب .
ليل انتظارنا في خريف الجرح ، يمتد كهجرة طيور في شواطىء
قاحلة ، وفي تضرعاتنا الى آلهتنا تحت سماء رغيف المنفى
نعاود الخديعة في كل لحظة سأم ، وفي الظلمة الجنائزية لمفاوضة
المرتجى ، نبحث عن الأنين الطويل لعلّة وجودنا المثقلة بالغياب
وتتشابه في أحلامنا أضواء القناديل والحدود الشرعية للظلام .
لماذا تصمت قبل الارتواء تنفسات مواثيقنا في الانخطافات التي تدمرّ
العالم ووحدته الكلية ؟
لهفاتنا ثمار متعفنة على الشواطىء المهدمة للزمن
تنخرها الدويبات اللزجة للّحظات المهمومة بعدالة زوالها .
#نصيف_الناصري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟