أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - سهر الشجرة وعطورها المنذرة














المزيد.....

سهر الشجرة وعطورها المنذرة


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 2583 - 2009 / 3 / 12 - 09:24
المحور: الادب والفن
    



ماذا أبقت لنا صاعقة حبكِ يا ليليت بين الأشجار التي تحاصرها
التغضنات المشتعلة لحشرة الزوال على لحظتنا الحانية ؟
في القنديل الأزرق المتصالح للشمس . مالك حزين القصيدة ، يعانق
ثمرة الكستناء في وثبتها المدندنة صوب حبل الشنق المنير للتراب
وتتوهجُ صخرة الغفران الوسنانة لاحتضاركِ ، بين تموجات تضرعاتنا
وتواتر رصائع رحمتكِ الغفيرة . لا وميض الآن لأسلحتنا التي يتعذر علينا
حملها في الطريق الى الحلم ، ولا انجذابات لصلواتنا المترنحة صوب
النعمة الجريحة لآلهتنا ، ولا ايناع لثمار صيفنا عبر البوابات
العتيقة لأضرحة موتانا وشواطئها المغلقة . كتائب من الأمطار المسمومة
يستدرجها العويل الطويل للهفتنا الى سهر الشجرة وعطورها المنذرة .
في حيوات قادمة أخرى ، وفي معابد تنتظر مجيئنا . لن نقدم تقدمات
ولن ننحت ذبائحنا على الأعمدة المتثائبة للينابيع المتعانقة لسيدتنا الشفيعة .
كل شرارة حبّ . قصيدة ومجالدة مع الضجر العظيم في العالم
ومع الكينونة والماضي والحاضر . مع الأحلام والقلق الذي لانارته
يقوّض الانسان الهذيانات اللامتناهية لرغيف حياته ، من أجل الظفر
بأشواك النعمة المعفرة بالانزلاقات الرخوة للرجاء .
ليليت فيض نعمتنا عبر الأروقة القرمزية للقرون المقنعة بالقناديل
وقمح صلواتنا المنحني على الركيزة الخفيفة لصحراء حياتنا .




التحالفات الصلبة مع الشرائع الجليلة للسنبلة

ينسدلُ الظل المتغضن لذكرى الذين رحلوا في صمت أعماقنا
وتحجبُ عنا أبواب الغياب ، الينابيع المردومة لنومنا .
لكن مراكب الصيف بحجارتها الحادة ، تتلوى مترهلة في
احساساتنا المنوّمة .
هل الضعف والضعة هما ما يجعلان الانسان . يلهث في أحلامه
الملحية المهيّجة ، خلف الماوراء ؟
جيش من الإبر تمرّ كراديسه في أرض حياتي ، وما مِن قنديل
يعينني على انارة المفتاح الأسود لمصيري .
في مدن جرداء يتحطم فيها نيزك الفعل والكلمة . أضعتُ إلهي ونقيضه
وأفرطت في التحالفات الصلبة مع الشرائع الجليلة للسنبلة
وقلتُ للوردة :
أنتِ مرفأ ألمي
وظهيرة عوسج أيامي
لا الوهية تحت أهدابكِ
ولا سهر للعظمة وتضوعاتها المرصودة في نسيم الفاجعة الأبدية
ولا مجد للانسان الواقف تحت ليل أجنحة الفراشات المتصدعة
في الرماد وانهياراته التي تغطي الشواطىء المنثنية للنجوم .
البذرة المتنفسة للموت والمنعكسة على الاغماضة الرخوة للزمان
تكبر وتتقدم في كل آنٍ صوب الفتحات الحرّة لمصائرنا العليلة .
لماذا لا يتحركُ الهواء بين جدران أحلامنا المحمومة والمدوّية ؟
ولماذا لا تطن فيها اليعاسيب العتيقة ؟
نتوءات بعلو السهاد تصعد صوب وجوهنا وتهدم البراثن الخائرة لأحزاننا
التي يرصعها المساء بولائمه الجنائزية .
كيف لنا أن نحلّ اللغز المبعثر للثمرة الفظيعة للهاوية التي ستنجدنا وتنجد
شقائنا في النسيم المتقوس والمحمول في الصخور الصلدة للأرض ؟
النداءات العالية التي تحيّي موتنا
وتروّض تماثيل آلهتنا
أضعناها في طريقنا الى الموت
وفي الميزان الصافي في الطريق الى طروادة
وقفنا وعرّتنا الشهادة المصفحة بالرأفة
لكن ، لا الشرارة المتحفزة للوعد الإلهي
ولا بروق التمزقات الكبيرة لعصرنا
تهدىء الخوف المتوالد دائماً في الفوران العظيم لأسرارنا .


ميراث الانسان

ليست المقابر لأحد .
تتلاشى الروح في ضفة مرآة تعانق الظلمة وشحنتها المحظورة
وتنغلق الأبواب الخاوية بعصف أسود على لفائف وصايا آبائنا .
خشخشة أوراق تسقط من الأشجار في المنحدرات الشاطئية لسنواتنا
المضطرمة التي عشناها بين الغلالات الشفّافة للألم الطويل.
ينبغي أن نصعد الشعلة الصافية للتاريخ ونحمل قرابيننا الأكثر
ترنحاً من التقديس الخائر لصلواتنا المروضة .
وحدها الثمرة المتعفنة تنضج وتكلل بالرماد ميراث الانسان
ميراثنا الذي يحجّر دائماً لحظته المثقلة بطعم الزوال .
هل لنا وفاق مع العفة المتأرجحة
ما بين الطبيعة وما بين اللاوجود ، لزهرة الحلم ؟
لماذا لا يحصد الفجر في ارتواء حيواتنا المتململة
سنابل توحشاتنا الفولاذية في الأرض المنفتحة على العظام
والروائح الكريهة ؟
التنفسات في أسرتنا. نهر عتيق يسترجع نفسه ويسير
بمحاذاة المسلات المحطمة للزمن .
لا قرص العسل في الشجرة ينعطف على جروحنا
ولا الومضة الرصينة في القيثارة
ينبغي لنا أن نتقدم في امتنان عظيم صوب الأريج المصفوف لموتنا
ونفتح مزاميرنا المتلألئة على خلجان الأرض وعلى القناديل .
لا أشرعة في اضمحلال لحظتنا الأسيرة في الملح
ولا صمغ ، ولا علامات مقروءة تسهر في الجبين
أمضينا أزمان طويلة نتحرك على الحجارة الغريبة للشواطىء
وتحالفنا مع هياكل الأمطار في الزرقة الملائكية للمراكب .
الحاضر والمستقبل ينبوع احتضار طويل يقتلع الشرارة
المرفرفة في مرايا حيواتنا ، ولا يقدم لنا إلاّ ثقل ضجرنا الذي
يتعدد ويتمدد في اللهفة المدوخة لتحركاتنا وصرخاتنا المتلاشية .
معصم صاعقة كبيرة يلّف مصائرنا منذ بدء الخليقة
وما من محارات إلهية نعقدُ تحت ظلالها هدناتنا مع الكلمة
ولآلىء غفراناتها المظلمة .




#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أجمل العيش ، عيش التشاؤم والشقاء
- للخلاص من رطوبة السنوات التي عشناها
- عندما ارتعد عدي صدام من قصيدة دادائية
- حوار السيد والعبد
- قصيدتان
- صلوات الكاهن الغجري الى السيدة الشفيعة المعشوقة والفانية
- كتاب الحكمة الغجرية
- 3 قصائد
- 4 قصائد
- عبد الرحمن الماجدي في مجموعتيه الشعريتين { أختام هجرية } و { ...
- 10 قصائد
- 8 قصائد
- الجثث مجهولة الهوية ببغداد والإرث العراقي في القتل
- معرفة أساسية :الحرب . الشعر . الحب . الموت . الفصل 12 الأخير
- نجوم اسمكِ وهندباء مؤامرات شفته المكشوفة للعقيق
- الأرض الغنائية الشقراء لشفتكِ وقناديلها التراتبية
- صمتكِ الذي يتصدر الشجرة الكبيرة المحتاطة على هاويتها
- سهر الانسان المنبطح على ليل الغابة الفانية
- صقركِ المنقلب باتجاه اللحظة الأخيرة للرغبة
- الشاعر . الصعلوك . الشحاذ . الكحولي


المزيد.....




- الفنانة يسرا: فرحانة إني عملت -شقو- ودوري مليان شر (فيديو)
- حوار قديم مع الراحل صلاح السعدني يكشف عن حبه لرئيس مصري ساب ...
- تجربة الروائي الراحل إلياس فركوح.. السرد والسيرة والانعتاق م ...
- قصة علم النَّحو.. نشأته وأعلامه ومدارسه وتطوّره
- قريبه يكشف.. كيف دخل صلاح السعدني عالم التمثيل؟
- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - سهر الشجرة وعطورها المنذرة