أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - حوار السيد والعبد















المزيد.....

حوار السيد والعبد


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 2377 - 2008 / 8 / 18 - 10:24
المحور: الادب والفن
    



{ يستلهم هذا النص روح وشكل النص البابلي القديم المسمى حوار السيد والعبد حيث عبث الحياة ولا جدواها ولا استقرار قيّمها عبر حوار سوفسطائي مثير للجدل بين سيد وعبده . كان جوزيف برودسكي قد صاغه على شكل قصيدة وقد قرأتها مترجمة الى اللغة العربية قبل 15 سنة }

السيد : اصغ إليّ أيها العبد
العبد : نعم سيدي . نعم
السيد : أعد لي المائدة بسرعة ، أريد أن أحتسي العسل العقيقي للخمر وآكلُ شواء
العبد : سأعد المائدة بسرعة ، سيدي ، سأعدها وأحضر لك أفضل خمورك
العقيقية وألذ الشواء
السيد : لا . لا تعد المائدة أيها العبد . لا أريد احتساء الخمر ، لا أريد الشواء
العبد : لن أعد المائدة سيدي . لن أعدها . لا تحتسي الخمر . لا تأكل الشواء . الخمر والشواء يهدمان نوافذ نومك . الشواء يصيبك بداء النقرس
السيد : أريد أن أذهب الى المدينة واحتسي الخمر في حانة
العبد : اذهب الى المدينة سيدي . الشراب في حانة أفضل من الشراب في البيت . الحانة مكان لطيف للتعارف بالناس ولقاء الأصدقاء
السيد : لا . لا أريد الذهاب الى المدينة أيها العبد ، ولا أريد الشراب في الحانة
العبد : يطبّك مرض . لا تذهب الى المدينة سيدي ولا الى الحانة .
السيد : اصغ إليّ يا عبد .
العبد : نعم سيدي . نعم
السيد : هيىء لي السيارة . أود الذهاب الى شاطىء البحر والشراب على الرمال
العبد : اذهب الى شاطىء البحر سيدي . اذهب واشرب على الرمال وعانق النسيم والأشجار
السيد : لن أذهب الى الشاطىء أيها العبد ولن أشرب على الرمال
العبد : لا تذهب الى الشاطىء ، سيدي ، لا تذهب . الرطوبة قوية الآن هناك والهواء مريض ويحتضر
السيد : اصغ إليّ أيها العبد
العبد : نعم سيدي . نعم
السيد : سأشرب الخمر الليلة في البيت
العبد : كس أختك سيدي . أشرب الخمر الليلة في البيت ، لكن تذكر ،
الكحولي هو من يشرب الخمر وحده
السيد : لا . لا أريد أن أشرب الخمر وحدي
العبد : لا تشرب الخمر الليلة في البيت ، سيدي . الشراب في البيت له تعقيداته ومضاره الصحية . بالاضافة الى ذلك فانه يعّجل السكر ويجعلك تشبه الديناصور

***

السيد : اصغ إليّ أيها العبد
العبد : نعم سيدي . نعم
السيد : سأسافر الى اسبانيا
العبد : سافر الى اسبانيا سيدي . ستعجبك الشواطىء والفتيات والحانات .
في السفر فوائد كثيرة . أنت بحاجة الى السفر سيدي ، لكي تتخلص من هذه الرتابة المقيتة والضجر المتعدد المناخات
السيد : لن أسافر الى اسبانيا
العبد : لا تسافر ، سيدي الى اسبانيا . ربما ينطحك ثور أو تسقط فوق رأسك قنبلة نووية
السفر متعب ويرهق أعصابك
السيد : سأسافر الى الهند
العبد : سافر سيدي الى الهند . انها بلاد السحر والغرائب
ستعجبك شموس وأقمار عاصمتها وسُمرة بشرة الناس ، ولطافاتهم وغناهم الروحي
السيد : لن أسافر الى الهند أيها العبد
العبد : لا تسافر الى الهند ، سيدي . لا تسافر . انها قارة كبيرة ولغات شعوبها المتعددة صعبة . صعبة جداً . ربما ستسرق القرود خصيتيك ومحفظتك
السيد : اصغ إليّ أيها العبد
العبد : نعم سيدي . نعم
السيد : سأسافر الى مصر
العبد : سافر يا سيدي الى مصر . مصر أم الدنيا . النيل والاهرامات والشمس الفرعونية الخضراء ، والجنائن العالية التي تحنو على سواد القطن
السيد : لن أسافر الى مصر
العبد : لا تسافر سيدي الى مصر . نهاراتها ملوثة ومياها متبخرة ولا شاعر فيها
السيد : سأسافر الى باريس
العبد : سافر الى باريس سيدي . ستدهشك الظلال والشوارع النظيفة والقناديل الذهبية للنور في وجوه الناس والليل وأشرعة الأطفال المعلقة فوق أبراج الطوابع والأسواق والمقاهي
السيد : لن أسافر الى باريس أيها العبد
العبد : لا تسافر الى باريس سيدي . لا تسافر . باريس امرأة ساحرة ، ستوبخك وتطهر أوساخك وسيوسع هواءها رئتيك وعافيتك .

***

السيد : اصغ إليّ أيها العبد
العبد : نعم سيدي . نعم
السيد : سأقدم أضحية الى إلهي
العبد : قدّم أضحية الى إلهك سيدي . سيزيد إلهك محاصيلك وينعم عليك بالصحة والعمر الطويل . سيجعل أيامك كلها منوّرة
السيد : لن أقدم أضحية الى إلهي أيها العبد
العبد : لا تقدم أضحية الى إلهك سيدي . لماذا تبدد مالك وتهدر وقتك في طقس تافه وحقير . لا يحتاج إلهك الأضاحي
السيد : سأشعل البخور في صلاتي
العبد : اشعل البخور في صلاتك سيدي . ستصعد صلاتك في المصباح الأخضر للظهيرة وسيحملها الملائكة الى السماء
السيد : لن اشعل البخور في صلاتي أيها العبد
العبد : لا تشعل البخور في صلاتك سيدي . ما جدوى اشعال البخور في الصلاة اذا كان معبودك الذي خلقته أوهامك لا يحس ولا يتنفس ؟
السيد : اصغ إليّ أيها العبد
العبد : نعم سيدي . نعم
السيد : سأدفع أموالي كلها الى الفقراء
العبد : ادفع أموالك سيدي كلها الى الفقراء . ستفعل مأثرة جميلة وسيخلّد ذكرك على مرّ العصور وسيباركك الإله ويمنحك المغفرة ، والرحمة العظيمة
السيد : لن أدفع أموالي أيها العبد الى الفقراء
العبد : لا تدفع أموالك سيدي الى الفقراء . لماذا تدفعها الى الكسالى الضغفاء الذين لا تحنو عليهم الآلهة ولا الطبيعة . احتفظ بأموالك الى ورثتك . ذالك أكثر جدوى .

***

السيد : اصغ إليّ أيها العبد
العبد : نعم سيدي . نعم
السيد : سأكتب الليلة قصيدة
العبد : اكتب قصيدة الليلة سيدي . اطلق احساساتك . أزح رعبك من الموت في الكتابة وصالح ظلام العالم . سيشيد بك قرّاء الشعر الأغبياء ، وستعجبهم طريقتك في التصعيدات المزدوجة لألم الحب ، والرطانة التافهة للحياة والوجود
السيد : لن أكتب الليلة قصيدة أيها العبد
العبد : إيري بكس أختك سيدي . لا تكتب الليلة قصيدة . ما تصير شاعر لو يجي الله الآن . لا تكتب الليلة قصيدة . لن يفهمها قرّاء الشعر البلهاء ، المحملون بروث معتقداتهم وثقافاتهم الآيديولوجية السخيفة . يعيشون في عصر العولمة ويرسّخون نفايات تراث البدو والاصولية في كل شيء .


15 / 8 / 2008 مالمو

* شاعر من العراق يقيم في السويد
[email protected]



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدتان
- صلوات الكاهن الغجري الى السيدة الشفيعة المعشوقة والفانية
- كتاب الحكمة الغجرية
- 3 قصائد
- 4 قصائد
- عبد الرحمن الماجدي في مجموعتيه الشعريتين { أختام هجرية } و { ...
- 10 قصائد
- 8 قصائد
- الجثث مجهولة الهوية ببغداد والإرث العراقي في القتل
- معرفة أساسية :الحرب . الشعر . الحب . الموت . الفصل 12 الأخير
- نجوم اسمكِ وهندباء مؤامرات شفته المكشوفة للعقيق
- الأرض الغنائية الشقراء لشفتكِ وقناديلها التراتبية
- صمتكِ الذي يتصدر الشجرة الكبيرة المحتاطة على هاويتها
- سهر الانسان المنبطح على ليل الغابة الفانية
- صقركِ المنقلب باتجاه اللحظة الأخيرة للرغبة
- الشاعر . الصعلوك . الشحاذ . الكحولي
- مجموعة جديدة للشاعر العُماني زاهر الغافري
- الحجارة الكريمة لانتظارك بين شواطئ الزمان المتهدمة
- سور المدينة خصرها ووجهها الباب
- 3 نجوم الصيف التي لأثدائها مذاق الشفاعات -قصائد


المزيد.....




- فيديو صادم.. الرصاص يخرس الموسيقى ويحول احتفالا إلى مأساة
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟
- يجتمعان في فيلم -Avengers: Doomsday-.. روبرت داوني جونيور يش ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - حوار السيد والعبد