أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - سور المدينة خصرها ووجهها الباب















المزيد.....



سور المدينة خصرها ووجهها الباب


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1436 - 2006 / 1 / 20 - 09:49
المحور: الادب والفن
    


الرَبُّ ينَظرُ إلى مُستَقبلهِ مِن الأسَفل
الى عبد القادر الجنابي

1
يَقودُ عبد القادر الجنابي الله ويَتنَزهانِ بمحاذاة الساحل اللازوردي للأحلام . تَنهَضُ وَردَةٌ عندَ باب الأبَدَية وتُفاجئ الرَبُّ الذي ينَظرُ إلى مستَقبلهِ مِن الأسفَل . دَليلهُ المُعتاد على ارتياد الآفاق المتقيِّحة يَقولُ لَهُ مواسياً :{ لَدينا ظلالٌ كَثيرةٌ أيُها العَجوز . يتَوجَبُ عَليكَ الآنَ أن تَستَعيدَ أحلامكَ . لَستَ ضَحية عزلة . تسكنكَ الرموش وقبلة اللامكان ، وتَتنفَسُ بَركاتكَ أنثى الوقواق وصلاةُ اللاأحد } . يا أمينَة القناع ، يا ليَل وميثاق السر ، يا صَيفاً أكثر مِن أذرع ، يا ضَرع . أعطشُ وأغطسُ في صَدركِ باللمس . ليَل الموت وشَمس الجَسَد . لَن أسقط مِن شَجَرةٍ وأنتِ القَبر . عيونٌ في المراصد . لا مَلاك في الفضاء . عيونٌ لاهوتيةٌ ، ليسَ الصَخر ما يَحجبُ الهَمهَمة ، لكنَ الملوك ، الملوك شيّدوا حَديقَة في الذهن . أنتِ وأنا في ورطةٍ ، لا اسمك ِلا الغَنائم أغراها الصَيف . يَدخلُ الموتى مَعَ الذروة ، يغنون ويرصدون ، بأبواقٍ صَخريةٍ ، بأبواقٍ يَكسرونَ ليَل الخزانة . عطورٌ في الهواء تَكَتسحُ الظَهيرة ، تَكَتسحُ السر والمادة . في تلكَ اللحظة اقتَربنا مِن هاويةٍ وشمَمنا حَرارة . الحَديقَة الحَديقَة المتعفنة زَحَفَت صوبَ مستشفى الغَيم . طَبلٌ في بكاء الدَغل أكثر مَرَحاً منكِ . رَأسكِ الصَيدلي يَلوحُ في غابَةٍ ثم عشبكِ الهامس الطَليق يَغشُ الريش والأحلام . صيادونَ يَكنسون الفضاء ، انهم مِن أغصانٍ انهم مِن شَمعةٍ انهم مِن غَمامةٍ انهم مِن مرمرٍ ويَنطلقون مِن ريح . محُاطاً بالحَجَر . بالقَناديل ، بطيورعارية . عَهدٌ مِن نهَر . مِن طَواحين . أرقبُ اللهَب وشمسكِ أهدابي .

2
بأرنبَة نَهاركِ الطافح ، تَستيقظُ مَواثيق العشب وتُسمّي بالرَغبة ليَل الببغاء وموسيقى السلالات . كل الملوك المخلوعين يُجَرجرونَ كَبشاً ، أحلامهُ أصابعي . يَصرَخُ الياقوت في خَواتيم الأنهار . مَعَ الحيَوانات الروحية في غابَةِ النعاس أحَضرتُ شَجَرة وتَنكرتُ بأقنعةٍ عَديدَةٍ ، رَأيتُ السَماء قنديلٌ باضواء عَديدَة وحينَ داهَمتني الأفعال والأسماء عرفتُ اسمي ونَسيتُ الضَمائر . طفل الأهداب يَجلسُ فوقَ رخام القَلب ، طفل العاصفة وهندستها المتشكلة في الضَباب . تَحتَ الغَمامة ، عبر بخور الرغبة تَعلو التنهدات . يصبحُ الصَمغ تمثالاً بينَ الأفخاذ . لا النيران لا أكف الغُرباء أيقَظَت طاووس الشقرة وصَفيره المحُجب . عَينُ مَن هذا النائم في شُرفةِ الكتابة ؟ حينَ هَتفتُ ، قالَ : العالم الآنَ دَربَكة . محبوباً يا حُب الموت لا تَذهَب الى حَواجب الرقاد . مِن صَفيركَ ، يا للضراوة ، تَسقطُ عطور الليمون والنعناع وينَطحكَ ايل الكلمة . الحَزازات تَقفُ ناصحة ، ممسكة بطواويسكَ ذات الأصباغ الصوتية . سَتظل ملك العزلة المختارة ، تَعلو أقاليمكَ والتَماثيل تتَكسرُ . هاأنتَ واقفٌ تحَتَ شمس هَواء مَشروطة ، عيناكَ مطبعتان وللنسرين النهاري الضَئيل رائحة الروث . مَن يحُشدُ في الدَبابيس والأصابع والملاقط لهؤلاء الذينَ تهُيِّج غرائزهم الموائدُ الوَترية ؟ لهَب الابريق يفشي سر الملاك والنسرين النهاري ينَطَحُ بالبوق لحية الشَجرة الكَريمة ليؤرخ انكَ الراقد تحتَ شَمسٍ مَقهورةٍ . حتى تسلطات السيَف المربوطة على بَطنكَ تدغدغُ . احضر إلهكَ الدمية وتوغل في براري الحَليب . طَويلاً يَقولونَ سَيطلَعُ مِن رماد الأضرحة ، قلبكَ الثاني عَشر سيطلعُ مَعَ الهواء وزَنبق الألمنيوم حيَثُ الخشوع أمامَ زَهرة العَدل . ولأن غراباً أرخى فوقكَ سَحابةً ، فأنَّ سَماءً تشبهُ القَيلولة مَشّطَت سَريركَ ، مَضيتَ تائهاً ، تَختَفي خَلفَكَ ثَعابين المادة . يُعلَقُ الكائن في ليَلِ الأصوات مثل مشط . المَصائر مَفضوضَة . لا مجد له .

3
يُمشّطُ الجنابي الأسلاك ويَطردُ الشَلل الذي يُسِّيج ليَل قصائدنا . روح شاعر ما قبل التاريخ حَلَّت فيه ، وروحه الأَكثَر انطلاقاً مِن صاعقة الخشخاش سوفَ تحّلُ فيكم . سوفَ تَتخَمّرُ قَصائده متلألئة في ظلال القرون القادمة ، وسوفَ يَنسَحبُ الكَثير مِن نفايات الحاضر باتجاهِ ضفاف الاحتقار .
4
بأصواتِ فلزٍ يَستوطنُ بهو الليل ، بزَغبِ كَوكَب يَنفَخُ مَراياهُ . الزجاج حَديقَةٌ وميزانٌ مِن مهارة العتمة يتَأرجَحُ بَين الأدراج . ربَما أعدو . أدحرجُ الأدراج . عَهدٌ مِن العطور والأعمدَة الفَضائية يَفرُّ مِن بينَ يَدي ، أسمَعُ صَمتاً في جَرس الظَهيرة وأصغي حارساً للخَزائن فمٌ كَريم وأشمتُ مِن عطرٍ دَبقٍ في ابطِ اللغة . في قَعرِ العَمارة يَصطَفُ المَردة رعباً وأنانية . واحِدٌ بالفعل كانَ يمشّطُ شَعر الفَضيحة . حينَ شيِّدنا طلبوا قبُعَاتٌ للعمال فأحضَرنا لهمُ جياداً ورماحاً مِن البلاستِك . واحِدٌ بالفعل هكذا مفعَماً بمَحبَة الأفاعي استلقى على بَطنهِ رافعاً الخزانة الكَبيرة ، آنذاك مرّت نَجمَةٌ فوقَ العَظم طافحة بمياهٍ ونَقاوةٍ ، لولا العَربات . بينَ الفينة والفينة تَنامُ اليَقظة ، حينَ يَهبطُ مَلاك الخَميلة مطنطناً بابريقه . سوفَ نحُضر قُرباناً مِن ركائز البَلدية . خنصر أو بنصر النَهر هذا عَلامة الهبوط . يمَامَة المصباح تَتركُ للميَت في الشُرفةِ ريشَة . مَن منِكمُ يَزيحُ حَجراً عملاقاً بحَجم حَبة كُمثرى ؟ رَهينةٌ في بَراثن . فوقَ مياه تَطيرُ يَستقرُ الريش . لَسنا أعداء . في الدهليزِ يَدهَنُ الأمير مسدسهُ ويَتوَسل :
- عَلفٌ للجياد ، أرديَةٌ للحاشية .
- كلّ ما نملكُ بقايا مِن عَطَبٍ موروث
ارجع أيها السيد ، لا نملك لنعطي .
ذاتَ صَباحٍ ، في بَلَدٍ شَعبهُ تعيسٌ جداً . كانَ عبد القادر الجنابي يَقولُ وهوَ يغادرُ صوبَ الحقول المغناطيسية للضوء : أيهُا الأصدقاء أتمنى أن لا تصبح البلاد مملكة { كان يَتحَدثُ عَن أفشاءٍ ما ، عَن محنةٍ مَرّت }*. هنا جثة غَمامة على البَلاط . يَكسوكَ المطرُ عشباً لو تَتعرى. ومِن أجلكَ يُعددُ كاهن العَصف خَطاياه ويَعلِنُ التوبَة . مَشدوهاً مِن اللعثَمة يَصرَخُ البَحر قُربَ رياح عاطلة . يَسقطُ رَهطٌ وكآبة تَنهَزمُ في َشغبِ الدَمع . العَين حَربةٌ . كما للرموش وديعة . آخر النَهار يرتقُ البَلاط مَرمر أفعاله وخلال كوة الغروب تنَهَضُ شَفرة عالية مِن الايمان فألمَحُ وَردَة شَبيهَة ببرميلٍ منُقَلبٍ . لا دَهشاً يتَعطَرُ السائس مِن نفورِ الفَرس لأن السرج بوصَلة تَعضُ المَدى لينفتح الطَريق . تَلمَعُ الخوذة راطنة في الفراغ . لماذا يَميلُ الفعل في هَزَّةِ الشَجَرة ؟ الحارس بدلاء مَثقوبة يَرشُ ماء أسودَ في حَديقةِ البرص . الرَقص بساقٍ واحدةٍ لا يكفي ، منذُ زَمانٍ وَنحنُ نَسهَرُ تَحتَ نَسيم صَيف معوج . يكلمُنا الصَمت ويتعبنا المَشي . ذلكَ هو الوَهج في مَلامسةِ الشَجَرة . تذكارٌ لوداع البَجَعة . سَفرٌ قاصدٌ في الرَحمِ ينعَقدُ رباطهُ حولَ تلقحٍ قويّ ليؤسس ريشٌ عندَ رخامٍ يَقظٍ . الشَجرةُ الهنَدسية تُطيلُ نَسمة آثمة وتَفتكُ بغربة الملاك والمَساء يَعبرُ وهوَ أكثر بهَجة مِن مَطرٍ يَكشِفُ بقرمزيته رنَين العَناصر . أبداً كانَت أكثر صعوداً تلكَ الأغنية الصافية . لو تَنفتح تَعلم هكذا أزلية في نَغمة التوتر . يَترقبها تنفُس الموتى ولو تَحِّنُ الى زَهرَةٍ مَرئيَةٍ . الشعلة تَصنَعُ فيضاً بشغف الهالة . تَنتَظرُ زَرعاً قاهراً في القَلبِ ، لكن البَجعة لا تنسى كهولة الماء . في الأسلاك . في العري المتدفق ، مَن يَلتهمُ مَن ؟ أبداً حَول مرونة الجَوهر مِن برودةٍ ، هذهِ الأصابع وهي مفرومة باستدارة صَيفٍ يَغشُ . الخوف مربوط ، ليتوقد النَهد ، لتنظر الكوكَب وضياءه . في العزلة تلتَهبُ مقابلة الله وينسَكبُ في حِّدةٍ شَكل الوَردة . الظلال مترقبة حتى ولو آمناً يدخل المَهجور . ما مِن تَحوّل ، وأحياناً يختلّ التوازن مِن الزَخم الغامض لندَم الطَبيعة . ولأننا نَقطفُ الزهور مِن فَجر الموجَة ، نَكونُ قد بَعثَرنا أخوّة الرخام لأن العائد بلا رَجعَة يصبَغ المياه أو هكذا هوَ دائماً يشبهُ ثَمَرة ما لأنَ لنَا تَعزية مِن براعم ننعشها وتنعشنا دائماً . في معنى جرس اللحظة ، نَمرُ بقبور يَعزفُ فيها مَلاك العناق ، تمزقُنا اليَقظة المجدبة والنَجم لو يَهبط ناسياً تَسلق الوَعد . حتى المكرّس للموت لا يعطي . يَفكُ مَشابك ويَضيق ، انه الضَباب الأكثر نطقاً ، ولكن كيفَ يرى ما يظنهُ النائم ؟ لا تحّنُ حلاوة وبوفرةٍ تخَفت الدَهشَة . قفل العالم متُعباً مِن الرَبط مِن دون شَفَقةٍ لكنَ حلّ السر هوَ ما تَشطبُ الوَردَة في صورة النبع ثم تَفيضُ قشعريرة اللمس . تتألقُ ، والبَجعة لا تستهلك . مَن هذا الذي يَظّنُ أن للالوهية عَيناً نَقية ؟ حتى نُكلم العَطب ، مِن تحَطيم مؤجَج ، قُرب مَشّقة ظافرة ، على الرغبة أن تَصعدُ هادئة في صَرخة الانقاذ . مِن صَخرة الصعود لا مِن زرقة النجوم . وحدها البَجَعة أرهَقَت حَديقَة منظمة كَهذهِ . عندنا مَلبسُ الخشونة .

5
قَهقَهةُ عبد القادر الجنابي لحية أبي الهول . تكّسر الهَواء وتَنبش الأضرحة . كل ما حولكَ يتَفرّجُ ، الآلات ، الذكريات ، الطيور ، وأيضاً الأغصان التي تَستعطفكَ . لماذا كلّما تحضر نَشوَة ترتخي الطبول كذباً ؟ ايقظ الأولاد ، أولادكَ اللقطاء إوزاتٌ غَريقَةٌ واشعل دَمعة واكظم فيَضكَ . دَع الأولاد يتَنفَسون عطر النَهر مِن أجل الذكرى ، ابهرني أقودكَ ، سأجعَلكَ تَتوسط التَلويح ، يدكَ تَستطعم الكذب ، اتبعني سأخّفف ريشكَ . مِن الشظف أغلي حيرة ، انكَشفت ُوانصهرَ شحوبي . لهاثي مَنهوكٌ يرفرفُ مَعَ الليل فوقَ مَداخن المَدينة . أضرحة ، أضرحة عَظيمة عندَ حافة العالم . قططٌ مربعةٌ مِن الحَرير تموءُ في بَطانة الشَمس الأمينة . ما أجمَل الغش ، يوقف ويخلي الرونق . أيهُا الساعد أينَ رماحكَ المضمَدة ؟ لماذا لم يَعد المحّجَب يتَأرجَحُ وَسطَ كواكب الركبة ؟ العطور تتَحرَكُ في شَمسِ الهاوية . رقّة الميَت عَظمٌ مَعكوسٌ ، ثم رَهط القطط المربعة . ما فوق الصياح ماذا نَفعَلُ باسماء الأولاد ؟ هل نُسمي الحضن وننسى الأعشاش ؟ لنَمكث هنُا طوال مقنعات النهار . لكن بأي أعجوبة سَنسجد للبوح ؟ أنسَبُ في النومِ استغاثة مَرفوعَة . هَل هوَ الهياج ذلكَ الذي سَجَدَت لهُ الأصوات ؟ يشَرخُ القَبر وينبش العطاس .

6
لي أقنعة كَثيرة ، حينَ أحصي الشعوب يتَزيَنُ بأقواسٍ مبهورةٍ الطارق والطريق .
في الأيام الرومانسية تَلِد السَماء نقاباً بلون اللفافة ، والأرض العَدّوة تُلقمُ الفَقيد ضَرعاً مِن البلاستك ، هَل يأتي الآنَ أمراء التلغراف بقبعاتهم المزينة ؟ لِمَ لا يغلّف البيطري خصر رقصتنا الأخيرة ؟ متى نَضع ما بين المَهد واللحد دمية الآي سكريم ؟ شعلة موسى مطفأة . أذن بقرط واحد لا تَسمع جيداً . لا يوجد في هذهِ الحَديقة حليب . المهّرج بَقرة . لحية البَقرة في حَديقة الكاهن . واحدٌ بالساعد رَفَعَ أنقاضاً كَثيرةً مِن العَقل وصاحَ عندَ بناية المتُحف . الشارع تلفزيون . آنذاك جاءَت البَقَرة ، وحينَ ذَهبتُ أصطادُ في الثلاجة انكسرَ عنقي . هَتفتُ وأنا ميَتٌ عزيزَتي البَقراء ، أريدُ وَشماً مِن عَضل المَدينة .
النازلةُ مِن هَضَبةِ الليلِ . المالئةُ اللَيل بأرض البَلور أعانَت عليّ سقوطي . رَكضتُ اليكِ أيتُها الشَفرة وحَضَنتُ الهاوية صَخرة صَخرة وكما مِن تبَغ وشَتائم تَشبع نَفسي ، رأيتُ أعمدة غَريبة تَصعد اليكِ ، مخيلتي المنفلشة تَفيضُ بطاً وأسماكاً حينَ تَغبطينَ . يا امرأة الكَهف ، يا رعبي ، مَلفوفاً بأدناسي أتطَحلَبُ في بكورتكِ . جَسَدكِ مقصلة ونَفير أبواقكِ يُحرِّض الزوبَعة . هَل أرخي شعلَتكِ وأرخي المقبض ؟ عالية صَعدتكِ سَطحاً سَطحاً . أغنام المطافئ رَكَضَت صَوب انشادي . متى تَستأصلينَ ذعري ؟ بَطشكِ جَمرة تَغسل ضَراعتي المسلحة . كنتُ أربطُ سمنتكِ في مرايا الليل . أدخلُ فيكِ تَتكوكبينَ . أخرجُ منِكِ تَتنجسينَ . مِن الَقبرِ الى الرحم . المسَافة وَليمة عناق حار . نَسرقُ وتخفينا المهارة . مِن فطنةٍ ونَرجسٍ عَطسنا ورَكَضَ الصدى . نفَخَة في البوق . نَزوة للنحّات اللامرئي ، تَحلجُ الأيام والباقي ، قضبانٌ أكثر متَانة مِن دعائم الحُب . الثعابين كلماتٌ . الآنَ أعقر مخيلتي حَتى لا أرى العَسَل فوق الركبة ؟

7
زَعيم العذاب ، هنُا تنكراتٌ ، الليلة أفتَحُ لَكُم خَزائني . طَلباً للراحة مجّدت شعوباً منقرضة . رسمتها صَمغاً وعطراً في الأضرحة الكَبيرة . هلمّوا اليّ يا مَرضاي . السيرك علاجٌ لأمراضكم . لا خبز عندي ، لا دواء . وشاح الملاك في رَقبة الحصان . في مرات المقابر يتبعني نسرٌ بلون الحراسة . الحشرات الصَيفية تطفو فوقَ ماء العضل . في روما كانت العبادات أكثر خفة مِن القَتلِ . في المرأة حَقلٌ خَشخَشتهُ تَقرصكَ وتَجعلكَ تَغدرُ . وحدها الحيوانات الكهربائية تَلَدُ مِن دون مساعدة مِن أحد ، لكن الافادات زائلة . الصَبر الآنَ أطول مِن لحية القديس . الموسيقيون لا الجَنرالات مَن يُشعل النار في الحَديقَة . عندما تفقدون لطا فاتكم تشبّثوا بمرفقي . يَدي فوق رؤوسكم لكي أرفعكم وفي الكهوف أعضدكم . هناكَ ، لكن اسكت . العدالة وص ، وص ، وص ، وص ، قبعة ، العَقل عضو تناسلي مريض . انكَسرتُ مِن العافية . يا للديكورات . يا للألم المجهز العالي . سأواسيكم أيها الأنذال . لا أريدُ أن أكشر مِن نذالتكم المتلفعة . لو كانت العطايا حَتماً سأشفيكم . بَعيداً عن الأشجار يَذهَبُ سري صوب البَحر ويَطلب الغُفران ، مصيخاً للوَهن العَظيم ومُعرىً مِن الأقمار . جَسَدي الصَقيع ، والمياه التي تَغلي ، التَلويح . عندي مرثياتٌ للجَميع ولا بغل يَنقَرض .كانَ الألم في الحُبّ يَبدو لي شَبيهاً بثمَرةٍ مَركونةٍ تَحت العاصفة . مثلما للقتلى مشاجراتٌ في الليلِ . أرقصُ في جَميع الجهات ، تَحت الرخام ، حول المذبح ، فوق الأدراج ، أيتها الغازية ، لا أناديكِ . المقامرة بأسوار البَيت . الغالبة غُلِبَت . أسواركِ العالية ضَجَرت مِن التَرنح ، والانهدامات اصطفت مرتبكة . أهربُ وأحبكِ . عَطَستُ في الينابيع وأظهَرتكِ عزلة تَلِد الشَظف . عبدَتكِ في الجبال . يداي نشرتا اللبان فوقكِ . مِن الكهوف خَرجَ وخَرجتُ . أبي أعطاني اسماً ، أحبَبتُكِ حينَ لم تَكن الينابيع مَليئة بالمنِّي . فَمي أسّسَ القبلة ويَميني رَفعَت جَدائل الشَمس . عندما أتكَلمُ عَن الحَصاد تَقفزُ غزلانكِ وتربضُ في سري . أيامكِ فروجٌ موسيقيةٌ . لا أخالف . تاركاً للحكمة . الكيمياء حَديقة . لنتقارب أكثر . مواسمنا طاغيَة . القبلة أقلّ انخفاضاً هذا العام . ما يحدث للأرض لا نَسمَعهُ ، ما يَعرفهُ الطَبيب نُنكرهُ ، ما يلغزه الهواء شاهدٌ على الهاوية ، لكن كيفَ صَنعتُ مرايا وحَفرتُ أرضاً وشعائر ، وجنّدتُ زواحف وثدييات . فتَحتُ مدناً ورقصتُ وهَذيتُ وكان العسكر يقفزون كَعنزة داود . ليسَ لي سرٌ لألغز . نموٌ بَطيءٌ في الهذر بَعيداً عَن الموسيقى . رطانات إيديولوجية . قَهقَهةٌ ودردَشةٌ . ضقتُ وأمشي . العالمُ ينكرُ شريعتهُ . الأشجار العَسكرية انشادٌ لرمل السلالات . عندَ الهَضَبة الفجر . انشالت اليَنابيع . لا أرجو العودَة بمقبض الكوكَب ، اسكتوا انها الوثنية .

8
يا مغول الحاضر . أينَ المغول الآنَ ؟ ما هذا النَمش في طوابع الأهرامات ؟ هل الأحقاد ديوك ؟ ألقِ عَطستكَ على جنازة الليلة الماضية . وحدهم المغول يطبلون . غَطّاسٌ هذا الراكض صوب بلاطات البَحر يجَلبُ أسلحة . هنا أيضاً الصراخ ، الصراخ قبل النوم يصعدُ بحذاء ضَيقٍّ . الى الأسفل يا نبَيذ المهندس الفرعوني . لكن ثمة حارسٌ يخّططُ لاحتلال السَرقة . عَقيقٌ يَصعَدُ مَعَ أشجار الليل ويَمنح البَركة القَليلة للزوبعة . كلّما أنجزوا تابوتاً لفرعونٍ ما سَقَطَ نيزكٌ في الصَحراء وتَحطَمت الأدراج . ليسَ بالهتاف يصطادون الملائكة . يحرثون العَقل ويزرعون الكناية . مَن لا قبر له يرخي الكوكب . أيضاً ، امرأة ميتة تَرتَكبُ الخيانة دائماً . لا القفل لا السماء . العاصفة تَجلدُ الطّبال . أكثر نضجاً . نعم أكثر نضجاً تلك المخبولة التي هناك . رعب الترقبات مُقابل اسكات النافذة . لو نَعثرُ لو نَعثرُ فقط . لو كانَت الأرض ضَيقة فنتجَوف . اذن برعب نَظنُ حَقاً ، حَقاً ، سَنهتفُ والمهندس المخصي يَقبضُ بمهارَةٍ على الخَزانة . يَشّدُ بوق النَجمة بحاجب المروحة . هكذا تَحتَ درع اليَقظة . نَزرَعُ يَقطيناً وقَنقيناً ونرى بَقرة العلم تَلِد إوزة والارهاب يَرضَع فلاسفة وبمسدَس موسى نزيح الأنقاض مِن دهليز العقل ، حتى تَتحَطّم السَطوة . واسعٌ ، معشبٌ ، طَريق النجدة . الفَخفَخة ، الأجراس ، النَتنكر ، اننا لا نحصي الرَمل الواقف بغطرَسةٍ على قَمر الغَسيل . ليكُن رَقصٌ وَسط الفَضيحة . هذا الصَباح مَضغتُ دَنساً مِن ليل الدولة ، وأسندتُ المصابيح بقصدير صَيف شَهيد . صارعتُ مكياجي قبل أن أبقبق في نَهر الحائط . مِن أجل إوزة أو صخرة ، مَشَت خلفي الشعوب محمّلة بثمار فَرَح يتعاقَب في اللبلاب . لمسَةٌ إثر أخرى وتَنحَلّ الأصباغ عَن بَشرة الإله . المَغولُ عراةٌ أمام المرايا .في غبطة الظلام . تُغربلُ ميراث الكائن شَفافية خَفيفَة ، لكن الانهدام يشَغر التَناسل ويرفَع في كل رابية شعلة . الَبحر قارورة خَمر . شَدَقٌ يرسم حَديقة ويركلُ الميَت ، يركل الملك الجالس في موعظة الطاووس ، والمساء الصباحي مطرزٌ بغيوم وصيحات نسور . أينَ المغول الآنَ ؟ نُريدُ أن نحلق أذقاننا الريشية ونَنزل متأخرين الى الحَلبة . لماذا لا نَبتر أذرعنا ونتَعلم المصافحة ؟ هناكَ مَكائد مستمرة شَبيهة بنعاسٍ احتفالي منذُ غِياب الفرعون الأخير ثم هذا الهتاف اليافع كل ليلة . ناموسية تغطي النيل وأصدافه الغامضة . هل نُحنُ قردة حقاً يا إله البنوك ؟ انني أرفَعُ لَكم يَدي لكن حتى الصوت لا يَكفي لشدّكم إلى أعلى . هزّوا خصوركم الآنَ . أحضَرتُ طبولاً مِن مَوقع العَمل أحضَرتُ أبواقاً مِن سَرية الحراسة . هزّوا خصوركم الآنَ لأستمع إلى رَنين الطَبيعة .

9
حالماً بكهوف مؤنسة جبتُ أطلس الجبال وصافَحتُ الشمس كَظلٍ . مبخرتي أعرتها للرياح . عَطرت الخيالة . جَعَلت الجذور تَشمُ حَنان الأضرحة . في الجبال الرماح قبلة الظلام . يدي وقد بترها التَلويح ، دَفنَتُها في مغارةٍ . في هذا الموكب السري جنازة إله . الملائكة المسلحون هبطوا في حَديقة الاطفائية ، أشعلوا وَردة وأنشدوا مَديحاً للغروب . في الليالي المقمرة يَكتبُ الشعراء البراميل عَن لَهب الَمذابح ، لكنَ الريف بأعشابه الجنسية يَزحَفُ صوبهم وينكحهم واحداً واحداً . طروادةٌ جَديدة في مؤخرا اتهم . هذهِ القَصيدَة الحَربية المذمومة . هذه الأرواح - اللحى ، في حزن الفقراء في سقوط الانسان تنطفئ في هبوب الفَضيحة . حالما خَمَدت نيران الحرب ، حَلمتُ بحرير بركان يَتوَثبُ ويكافحُ ضد اللاعدالة . وردة وعيه تستطيع إدراك العالم مثل ظلال متُعرجة تعينُ الصخور على الطيران . كنُتُ أسمَعهُ يَقولُ قبلَ أن يَكتب { مرح الغربة الشرقية } و{ حياة ما بعد الياء } : في منعطفاتِ السَماء المسيّجة يوجَدُ الحضور المطلق لشرارات الموت . نَحنُ محاطون بظلال الواقع المزيّفة ، حيَثُ تَنزَلقُ تفاهات التاريخ كلها فوقَ أشجار وعينا المسوّدة . ثَقافَتنا التي غَطَسَت في رمال الغيبوبة ، ينبغي أن نعينها على الانحدار صوب الدهاليز القديمة لأمجادنا المقيتة . فضة المعجزات انسابَت منذ قرون متلألئة في تعاقب ميراثنا الفقير والصلب صلابة نسيمٍ بارد . ينبغي الآنَ أن نَتعلم الانصات الى أغنيةِ الصاعقةِ الشَجية .كثيرون يَجرَحون شمسنا ويكّسرون النجوم بترهاتهم عَن روث القومية ونفاية المستقبل ويَنامونَ تحت ناموسية أحزابهم التي مزقّتها سكاكين الآيديولوجيات ، وجوههم الكالحة لا تَغيب عَن الصحف الحكومية وأجهزة التلفاز والمهرجانات المريضة والنائمة مثل اخطبوطات تَمتَدُ مِن الدار البيضاء الى اللاذقية . يتزاحمون عندَ أبواب العطايا ولا يَتنَهدون حينَ تُصاب حياتنا بالشلل . يَجعلهم الخَيال يَتَرنَحونَ دائماَ بين ممرات هاوية صقيع قصائدهم .

10
مَناحاتٌ ، دَربكاتٌ ، ديكوراتٌ ، ديكوراتٌ ، دَبابيس الهواء فوق كَتف الميَت . تنكراتٌ في ليَلٍ ، سقوط البوق المعهود حيث لا ، بين اللقاح سقوط الطبول سقوط العري . في ظلال التوسلات عاقلة ومهربة الراية الانسانية ، دربكاتٌ ، لا تَصعَد ، الجبال تَتهَدَمُ ، زنابير البكاء تتناسل في الشَجرة الخائفة . بنداءاتٍ يا ألعاباً هَندَسية . ريش الحَجر المزيح حول الألم الكَبير وفي هاويةٍ يَصقل العَدَسات أمام السطوع . هذا هو البرق الذهني ليخرس ثغاء الكوكَب ورعبه المتجدد . إكشح ، إكشح العقل الملائكة الآن عاطلون عن القمل . البغال لنَحت الذاكرة ، الذاكرة تلاقي الميَت وهكذا هي النعاسات الكونية أمام مهارات العالم . تَعطفُ وتحشرجُ . كذلك النسيان يُعلقُ صارية فوق الحَواس العشر . حَواس الرقصة الشفهية ، حَواس الرَدف ، حَواس الكَذب ، حَواس التذكر . يا ضوء الجهنميات يا جَريمَة التنكر المعلنة أيتها الدَهشَة ، حَية الكَرنك في القَبرِ . في الغياباتِ . في شَدقِ الريح . يَتدلى الصوت حاجباً وسكيناً لكن في المعنى رَقصتُ ، لكن يا دبّاغ الطوفان ليس للثلج رَغبة . أكثر الأطباء يستعجلوننا دائماً . اللغط وخاتمه يعدد مَساراته للذاكرة ، للعالم .

11
العارية - شَعر الجسور . النَجمة الساهرة في فَمي ، سأفتحُ لَكِ برج الدعابة وصمغ التَنهد العريق . كل هذا الغطاء كانَ الى جانبي عاصفَة بينَ موجَتين وَقفتُ أنهلُ مِن ماء القشعريرة . الخزانة تَترجرجُ . الفارس يَهزُ الصولجان ، الريشة مَدسوسَة ،كم شعلة في الجَسد الآنَ ؟ كَم مأمورية في لغط الهدهد ؟ الليلة أدهشكِ . أغوي ، سَحرتُ اسمكِ في العطايا واستراحَت الهَندَسة . أحياناً أزرَع القَمح مَعَ الملائكة وأخفي أحزاني . أغرسُ السرور فوق الأضرحة وأدفن الرثاء بحناني . لأنوثتكِ عزلة حزيران . مِن رَنين الجسور كنُتُ أهزهزُ عروة الشوق سلطانكِ الأعمى يَلحظ نحلة المكان . وَجهكِ أجَمل مِن العيد وتكتبينَ الصوف زرافة . مليئة بالحظوظ وتتركيني أحَفرُ في الشامةِ مَلجَأً ، أنبشُ البخور وأعطر الصَيف ، لا أحد يَستدرجكِ صَوبَ الأنهار الداخلية . أسطَعُ مِن جَبروت الحيرة الحوت . شَمعَة الاعجاب في القافلة ، خاتم الصاعقة . أمامي الموت لذا لا أذهَب أبعَد مِن هذا الحين . في سَفينَة جَسَدكِ تمَرَحُ الأمواج . أيتها المعبودة الشامتة بحنان القَبر أمدَحكِ مَديح الطاغية .

12
أحرسُ حُبكِ في ليلِ الظَهيرة وأنهَشُ الكواسر لأحمي طاعتكِ الجَميلة ، لي أناملكِ . هَل تَسمَعينَ التحننّات ؟ يَداكِ ترتعشان أمام طَواحين الهواء ، في سهادكِ تتَجمع الغربان وتَطردُ الرَذيلة . أعيرُ يَديَّ للّيل ليستأنس بهما ،كل كَلمةٍ عَلامَة وصوتي طَريدة يتبعها الله والشيطان . بايماءةٍ أجعَلُ وَجهكِ المجدور يضيء . أثقبُ رَقبتكِ المصقولة كالمهر . كَم مرة رَتلّتُ أسمكِ في الصيدليات ؟ أنا الكبريت أشعل ثيابكِ لتبقين عارية . لو أن لي قوة مستشفى ، لو أن لي قلب مركز طوارئ لصنعتُ مِن عظامكِ كأساً وانتَشيتُ ،كيفَ أصل اليكِ وأهز هزُ ريشَة الجنون ؟ سَتجف الأنهار وأنتِ لاوية حواسي ، متى أراكِ كغبارٍ سَعيدٍ ، كَنارٍعَظيمة تَحمي الياقوت ؟ سَعيدٌ في شَعركِ ،كهذا الحطام تَسيَدتُ ونَشرتُ غباري ، هَل أقتلكِ قبل أن تَصعدي الألم بثوب الزَفاف ؟ الأبواق السَماوية تحُدِّقُ . عُريكِ البَهي يبهرها . في الغيابِ وَجهي مقبَرة حقيقية.

13
في ساحَة القَصر الكَبيرة كانَ القوقازي ينُادي على الفُقهاء والعاهرات وَطَلبَة مَدرَسَة الريح
كانَ يُريد أن يغِّير القَوانين ويَشطب تَسعيرَة الزواج . القوقازي وحاشيَته لئِّلا يُساورهم الشَك سرقوا المطبعة السرّية . كانَ الظَلام فوق الأعمدة يُكدِِّسُ أقنعة سَميكَة . في تلكَ اللحظة وَقَفَ الناس حائرين تَحتَ ظلال قَوانين جائرة . أيضاً ثمَّة طَبيبات بيطريات أحضَرنَ مقبرة وأسلحة الى حراس القوقازي ثم تواجَدَ أولئك الذينَ ينَظرونَ شَزراً صوبَ رأس الجَريمة ، ينصتون للتُرّهات حولَ شهور الحَمل عند اناث البَطيخ .كانَ البَغل يَقولُ للشَعب : اذهبوا ابحثوا عن الرَفاهية في ميداليات صَناديق الأسلحة ، ابحثوا عَن السَعادة في مراحيض الأحقاد . لا الوشم لا الأهرامات رَفَعَت رايَة استسلام أمام الله .

14
مندهشة تَنطلقُ اليمامات من شبّاك التذاكر ، الثَعلَب الأعرج بكمنجة يَنامُ تَحتَ كَنيسة القرنبيط . يا للهول يا للأقنعة ، في توسلات المَعدن تَنهَضُ وتَنطفئ أمطار الزئبق ، مخضَّرة في لعثمتها ، أحياناً في غياب الليل أتحدثُ مع نَجمة فوقَ بناية البلدية وأقولُ لها : متى سنصبح أفيالاً ؟ فتقول لي : بغغغغ تررررررررررررر ترر ترررر . هئ هئ ……….. السيد لا يَزربُ في المراحيض العامة . وَداعاَ للمزايا لا لمراوح الكَتف . الجوهَر يَحرسُ خَباثته . شَمعَة في شَدق الجرح شَمعَة . مظلات الموج . الرياح المزينة في اقطاعيات العالم . مجوهرات البيانو .كانت الآلام ترخي الشكوك دائماً . كانَ هناكَ المَزيد مِن معلبات الصلصال وبراعم بأدمغة كبَيرة . ربما العَض الأسود والَشتم باعاً باعاً ، ثم الأصابع الموزونة فوق الرخام . قلتُ لَكِ دائماً أحبُكِ من الجانب الأيمن . ايقظيني لأنام . السفرات معطلة الآنَ ، المعاطف ، الأكمام ، أقنعة البوح أقنعتني . حَيوانات مفترسة في بهو الكوكَب .

15
مستترينَ أموهُ أسرارهم ، لكنَ بَقبَقة المياه لا تُسمع ، أنفاسهم لم تَعُد تَستوعب الهواء البخاري . أعرفهم الأوباش ضرطوا في الحَديقة ، لهُم رائحة الزَرنيخ والحَنكليس . حارس الغصن نَهشَ في القشعريرة أنوفهم . أيها الملاك أيها الملاك المرابي هذا زَمن الشعراء الطراطير ، يَنهمرُ على جباههم البراز في كل لحظة . في المرحاض أفرَغتُ كل نذالتهم وغنيتُ للموت المحيط بالانسان . هل يصعدون ، وق ، وق ، وق ، وق ، صعودهم هاوية . زَربتُ فوق صلعاتهم وشبَكتني العناكب . أيها الملاك أيها الملاك المرابي يتبعونني بالسلاسل فأحمّلهم الروث والزقزقة وستغني كلابي أمام نوافذهم : مح ، مح ، مح ، بخ ، بخ عضهم طَويل . الذَهب والمعلبات والعواء لَهم . على الحَرير ينَامونَ وتحَرسهم الغابة ، لهَمُ السَماء والأَريكة . أيها الملاك أيها الملاك المرابي قصائدهم الحكومية تَعضُ الأطفال فلتصدأ أوزانهم الى الأبد . أحقادهم تهَبُ صوبَ الانسان .

16
موجة إثر موجة استرخَت تحتَ يَدي حواجب النار ، استرخَت النار المطفأة ، المطفأة
ثم خواتيم النهار ، لا تَعباً أمضَغُ الكراهية لكنَ العالم حمارٌ ، أمتطيه وأسفهه . العالم تَحتَ إليتي . جبيني يَصفرُّ مِن رائحة الدموع .كل الملوك تخلّوا عَني . رئتي ضاقَت مِن وَداع امرأة دُشِّنت ليَلاً . المرأة قاهرةٌ ولم أسمع مَدائح منها . على السطوح العالية يَهبطُ العَمّاش . الأبوابُ نائِمةٌ ، حيرتي غافية . أيها الملوك إقبلوا ليس في الصراخ يأتي الحَنين ، على الأكمام ، الأكمام وقفتُ أترَقَبُ مجيئكم . رَمتني إجاصَة وصرتُ أرنُ كالعافية . رجلاي تمقتان السير ما أضيق الفراق . يقلل السفر .

17
للأبراجُ ريشٌ وياقوتٌ ، تَنامُ هُنا وتَستيقظ هُناكَ أحلامكم المَرفوعة فوق رَنين الدراهم . اتركوا الشفافية تهرولُ صوبَ البرج ، برج الذَبيحة . الأبراج عندها الريش والياقوت لكن السيف لم يَعُد قادراً على قَطع الوَردة . كل ما شيّدهُ الانسان علب كرتون . مِن حرقة الصَقر أنشدّنا قداساً لأضرحة الريف وعلّقنا ديكورات ، الصَمغ تحَتَ الأدراج وسَجدنا للجنكيزخانات ، لا الثدي لَبط ولا جَرس الجَريمة . سَيراً على الأقزام نَجوبُ السهول . الله يرخي أعمدة ويَنسلُّ وهكذا الكركمي مقنعٌ بزخرفةٍ واستعاراتٍ ، يَشمُّ فَضيحَة ويَهربُ . يتَوجبُ عَليكُمُ الآنَ أن تربطوا حدائقكم فوقَ الأعمدة . ما أجمل أن نقايض الحظائر بالحدائق . الأبراج عندها الريش والياقوت . الأسلاف ما عادوا يبيضون بالبرج ، برج الذبيحة . في الجَحيم ثَمَةَ أمراء يَنتظرونَ خروج مَكيدة مِن الرياح ، لكن هوووووووووووهووووه أجل لا لي لالي لولي الغمامة انكَسرَت وحَيدة . امسَح العين أيتها العين ، العَين حزن الكناري . السفوح عالية وتَشمُ الحَنان . الحَنان لَقلَقٌ . أسعفني أيهُا الآن سأنكسر وأحضنُ خَميلة في البرج ، برج الذبيحة . حاضناً أهدابي تَحتَ ضخامة النور .

18
مَرَّةً في ليل الكتابة وَكنُتُ ملتحفاً بالأقارب والعَقارب ، فَتحتُ الباب وهربّتُ أحزاني . طوال الليل قماش صوتي لم يَكُف عن الهَفهَفة ، لكن المنازل الشَبيهة بعضة الكَلب تحَقَقّت مِن وقوفها وحَرَست الصفصاف . ما أكثر العطور الآن . تبُهجُ . شديني أعضّكِ عضّيني أشدكِ ، وشوشي وطرشي ثم ماذا ؟ خشخشي ، لا الزهرة لا البلاط ، عاصفة وتَشمُ خيانتي . وحَيدة كَطابور . حتى في الأنهار لم يَترك الجدري لمبة واحدة ، كهذا الرعب تَسلّحتُ وصرتُ قصَّاصاً . أحبَبتُكِ في الغابة وأحطتكِ بالأسلاك ، لقنتّكِ الموسلين والصوف . لا ، لا ليسَ الصَيف ،كنتُ أجهلُ الأكمام قبل حُبكِ . طَأطأتُ الشَجَرة
وكَبرتُ في رعبكِ الجَميل . ليسَ هنُاك وسَيلة لأكون غائباً . في الميداليات حَنطّتكِ ورفَعتُ المعامل في الريح . هبَطَت علي الأمواج وسَمّرت مناديلها المراكب ، دروب الصحراء أنذرتني ووجدتني أسخطُ ناقتكِ القطنية . لا أحد يحَتفل الليلة سواي . للشَجرة أغلالكِ . الصَحن زَوجة الجائع والحساء موسيقى حُبي . حُبي الاستعراضي المتمدن .

19
ما هذا - قبعة للبرص . مَن قالَ - ميَتٌ لا بَيت له ؟ هذه الجروح كلها أضرحة . سليني أيتها الغريبة ، سَيذهب القطار ويَدركُ المَدينة الظل ، سَتهبط الأفاعي الحُمر مِن جحور السماء . أيها الدُخان اقترب ، اقترب سَأشبع مِن وَليمتكَ . سَيدنو أنفٌ مِن تَحت السُرّة ويَشمُ الصوت . يا فَقرياتُ كَم أهزُزكِ يا فقرياتُ ؟ الحقد قَملة . يَجيء السلاح مِن غير ظِلٍ . أينَ الخصر - الخصر في المرقص . ليسَت الجثة هنُا - الجثة في الرَقص . حينَ َنزعتُ درعي لأفتش عَن جُرحٍ ،لم أجد إلاّ مقبضاً واحداً للخصوالجثة . الليلة الماضية صَعدتُ الى السَماء ، الى أقاليمها السَبعة . الحَشرات الرَطبة البيضاء التفّت حولي . الى نيران صَيف آخر ، فوق أضرحة مصرية صَعدتُ . العاصفة شَحَذت ذاتها على صَخرةٍ وانسابَ الصوت . مَن هذا المنتظر عندَ باب قَبري ؟ هوذا تَصفيقٌ يأتي مِن بهَو الفَجيعة . النَجم الأخرَس يمسكُ الظلام مِن قرنيهِ والقَمر يَزأرُ أمامَ الحيَوانات العَمياء . معادن السماء توشك أن تَنصَهرُ مِن نِدائي اليكِ . سَلامٌ يا وَديعَة الكوكَب سَلامٌ يا وَديعَة الكوكَب .

* من قصيدة لرامبو .

1 / 1 / 2005 مالمو- السويد


لماذا مدائحنا ثكلى يا الله ؟

الى ناصر مؤنس

بالأكمام ، بأسلحةٍ إلهيةٍ مركونة فوقَ سَفح الحلم كالأعلام ، بكتابٍ سومَري أضاعَت مقاليده الأدوار . أغسلُ الدَم الصاعد صوب الأدراج وأسمّي العضل النازف وشيعة . هل يَذعرُ مني رباط القَبر ؟ طائرٌ منكسرٌ وجَهي ، يفُججهُ الصَخر الركام . لماذا أسالَت دمعها السماوات وذَرّت غبارها الأرض حَشداً فحَشداً ؟ أمِن أجل موتي اتخذتُم اللهو ذَريعة ، أم هوَ ليل الفَجيعة أزاحَ نقابه فأشعَل لكُم الثريات ودَحرَج الرَماد في مسالك الطبيعة ؟ من أنقاض جُرحي وقشعريرته العالية ، أخرجُ متُسربلاً بميتاتٍ مؤجَلةٍ تظللُني خوذة وقذائف . أُدحرجُ قُدامي في الهَضباتِ المؤنسة أبواق عراكٍ قاهرٍ ، وأرمي بالشيح والقيصوم اضمومة اضمومة للأنعام . أمد يَدي للغَمام ، ينفَلقُ الصَخر ويقرضني ، وفي القَصف المدفعي الجَهنمي تتَرابطُ علي الترائك والسيول .
جبالٌ وكلمةٌ
شَغبٌ وحنيناتٌ
{ ديانا }
{ قليه سان }
{ سره جه نار }
{ كه لاله }
أيتُها الأميرات الأرامل ، يا هواء العراق الجَريح واليَنابيع غير المفطومة ، يا عَقيقنا المَرموق ومقابض عطورنا الرحيمة ، مُعرىً إلاّ مِن رمادي هَبطتُ مِن فَضاء الجَنوب فوقَ سفوحَكن الحاضنة تحَتَ أثدائها جثث أصهارنا الحكماء باحثاً في سَديمِ العرائنِ عن خواتيم غَزوات وريش طيور نحاسية ، لكني لم أعثر إلاّ على حموضات وعظام بغال صَخرية تتضَرعُ فوقها نيران المَدفَعية . لا حكمة فوق الجبال إلا حكمة القتل . أينَ الرعاة الذينَ ذَبحوا أغنامهم في أعراس الهجرات الكبرى وكلابهم الصلصالية يا باحاتُ ، يا باحاتُ العصور الأمينة ؟ صَدأت الأجراس واعشوشَب القَصف في بيوت المدينة . مِن أجلِ مَهرجانٍ ماكرٍ انحروا في الهاجرةِ الأنعام ، لوّحوا بسهامٍ باسلةٍ للموكب الذي يشِّيع الفريسة ، ويا مكائدنا الكُبرى انقسمي ، انقسمي يا مكائدنا الكبرى ، النساجون الروس والأمريكان تَحتَ الشَمس ينَسجون ورعاتنا نيامٌ . أنا المرَفوعُ في بُروقٍ مَسفوكةٍ على القبابِ ، سأنسَخُ الشَرائع وأجاهر مبُدداً هرَطقاتكم وترهاتكم بالشَغبِ والأباطيل . اتبعنني يا سفسطات سأبيح نَهب العقائد وأجَعلُ رَقص الوصيفات خَمائر للطَبائع . مِن أدناس ميراثي ، مِن روث لغتي عَرجتُ صوبَ أقاليم غَريبة ، مُمسكاً بخناق أبواقها الوَحشية وصَرختُ منُهدماً : يا مقاليدُ أيتُها الخزائن احضنيني في نفير العَصف ، ليل الحَرب بَلاط للعظام الغَريقة . ارفعنني يا مكائد اكذوبةً اكذوبةً تمزقها الديموقراطيات .
باسمِ سنبلةٍ انصَهرت بدَم الذَبيحة ، باسم قُداسٍ يُرتلهُ كاهن القَتل فوقَ الجبال ،أفتَحُ أضرحةً يُسيّجُها السَديم وأضللُ بنيران عامرة هَضبات شَعب الدموع ، سُلطانٌ ، تاجي الفَجيعة ومرقايَ صَليل الأسلحة ورونقها الضلولي صولجاني ، فلتمتلأنَ يا يَنابيع الدَم المسَفوح على السفوحِ ، سأحشِّدُ جَمعاً من الحَناناتِ واللطافاتِ واللمعاناتِ فوقَ صارية الليل ، وأمدُ يَدي لخاتم الدَم . الأنعامُ راكضةً تجيءُ . مبُاركٌ ، مبُاركٌ بَطشكِ يا أنعامُ ، أنا الدرع فالبسنني يا سَلاحفُ ، أنا الترس يوم لا عاصم إلاّ الطوفان . متُضرعاً خَلفَ الأنقاض بالأنقاضِ ورادماً بالهَديلِ الهَديل ، فلتنفلشنَ يا حصونُ لأرفع راية ميسَمها لهاث النَبع والنمر الغَريم . تعالَ يا عبءُ ، تعالَ جائعاً تُدلِسكَ الدبكات . حَشدتُ فَزعي لقدومكَ والكَواكب ضائعة خلفها الدَليل . مِن خَرنوب العرش مِن سفوحه العطاش ، تدرعتُ بالرياح وباسَلتُ نعاسي ، هبوباً هبوباً هبَّت علي الأرجاس وزَنابق الليل احتَرقَت في عناقِ الأسلحةِ وترفها المدوي ، أنا الذي سَويتُ من انهدامِ الكآبة هَضبة للانشاد ، التفت علي المراثي ، وشًّبابة الموت تَهتفُ لي أن أكون لصواريخ الراجمات فَريسة ، غير أني باسطاً يدَي للهروباتِ وللعاصفِ فرَيداً كمقبَض .
يا ياقوتُ
يا ليلُ الهاوية
يا عبئي المستفحل في ترقباتِ القَتل
هل ثمةَ أقنعة كأقنعتنا ؟
يا عبءُ هل في حواجبكَ الفَقيرة تمَاثيلٌ لمهازلنا ؟ ضارعاً الى القبرِ انطرَحتُ فوقَ قَذيفةٍ وهتفتُ :
يا طرائدُ
يا فرائسُ
يا أضاحي
هذا انشادي في هُبوبِ السَديمِ وودائعه الكوكَبية . أهبطُ من سَماءٍ مُطفأةٍ تدثرني فلزات فاتكة وصَليل ويصفَعني القَتل سرباً سرباً ، قيلَ انتَحَرت غَمامةٌ وطَرَبت سهولٌ ، قيلَ ماتَ إلهٌ وهَجمت فلول . لا فاتح لما انغلق ، حَصَّنتُ فَزعي برمادِ النَقيضِ ضد النَقيض ومَزجتُ أشداق الدروع ببراعم الأبواق وهبوبها القَبري . أمنٍ بَطرٍ استصعَبت صارية الذَبح ثقل النَجدة والأدراج ؟ مُعراةٌ سَمائي وبَطشي رمَاد الموتى حينَ يحُلَجُ رقاد الأجناس . أيتُها الحرَب يا صَخرةً أتشبثُ فيها بالهاوية ، سأصعَدُ أضرحة مِن تَعَبٍ وخشخاشٍ لأعبدكِ وأخسفُ أضرحة حَديدية لأحضنكِ ، حينَ يَعلو القَتل وينَقَسمُ الانشاد ،
سأحضنُ عَدَمكِ وليل الأقاليم ، سَفينة الدَمع استلانت ليمناي . لي المَدائح واليَد بأناملها ملكي . سُلطاني عَدمٌ ، وخزائني التي أرهَقتها الفخاخ تراخَت كالأقفال ، تعالي يا فَجائعُ ، هَديلكُ العالي انشادٌ للأسلحة الكُبرى ، وها الجَهشات شَجَرة مَليئة بأجراسٍ وأعشاش مَحروسةٍ ، وأصنام اندَلَقَت لتحضن العبادات في الكهوفِ ، اندَلَقت الرَغبات ، وكنتُ أفترشُ منُاخاتكِ اللهبية ، يصرَعني القَصف على بُعدِ أشبارٍ من حَنيني ، فألمحُ تذكاراتٍ وهالاتٍ فأنثَني لرطاناتها وأرمي خوذَتي وقَبري الى اليَنابيعِ المتُسربلةِ بالدم . في { أربيل } بينَ جبالها الشَبيهة بأعضاء تنَاسلية ، أنشَدتُ مَديحاً حاراً للصبايا الكرديات ، وكانت المَكيدة تَرقصُ تحتَ أدراج الهاوية وكنتُ أنا أول المنُشدين ، جَوقة الانشاد استدرَجتني لجنائز يُسربلُها الرخام ،هل أتَنكَر كأسقامٍ ؟ كَمياهٍ تَغزلها المياه ؟ سأمزقُ كَفني وأذعَنُ للعذوبة وللافادات وأعودُ للانشادِ كَفاسقٍ حَلِمت بهِ فلاسفة الهباء ، خائضاً بينَ مُنعَطفاتٍ سَديميةٍ تَنبتُ حولي الشَماتات . أهذا دَرج الدَينونة ؟ انقَسمي يا أدوارُ ، سأنثرُ جمَعاً من لقاحٍ فَحل السرور على أعذاق أنثاه العائدة ، وأكتبُ تاريخ الكائن ، أكسرُ طينَته الأولى وأشعلُ الأحقاد . قالت ليَ الأكمام : أنتَ الناجي لا مَجد
إلاّ للطاعن في الهر وبات . انزلي ، انزلي من صَهوةِ السريرِ أيتُها المَليكة ، امتَلأت يَنابيعنا بالمَني ولم يُولد الأمير . أعياد موتنا مَحت خواتيمها الريح وأغصان ظلامها تهزُها الرُعود وكَدويٍ قادم مِِن الهاوية أشعَلت الأجناس الغريبة هواء أحقادها وَزَنرت سيوفها في العَناصر . جَعَلت بهجَتنا عَضاً وقَرصاً . عم بَذَخاً أيهُا القُندس الراكض في دَغل وساوسنا . عم بَذَخاً أيُها الضَبع . رائحة التَرائك ضَببّت اليَنابيع وهدّمت حناء الأضرحة . في مخيلتي التي عَقرَتها طَرائد الخشخاش ، تَصدَعت الأدراج والسفوح فكأن جبال العراق ألقَت أحمالها في لهيبي ، واليَنابيع ، أرائك الطبيعة . ألقت الهَذيانات في وَجهي مخاوفها كردوساً كردوساً . لا هبوب الشَجن المهُيمن استَفزتهُ أسراب الغاق في المَساء ، لا طَنين الأضرحة أشعَلَ المراثي في الظَلام ، لا أريج الأسلحة عَلَقتهُ اليَعاسيب في ثيابِ الأقحوان لا القَناديل لا الدروع فَكت حصار الموت عَن موتنا . حاضناً مرثيتي وأغنيتي مقبَرة . بغداد فراغٌ باذخٌ ، جثمانٌ احتوتهُ الألفة في الدَم وفَهرَست الخَديعة ، والهَواء في { الناصرية } أطفأتهُ التُرهات . هل أتعرى في ينَابيعكم لعل الطَحالب تَعطي ما أعطَت القبور ؟ سأريكُم أقداري فوقَ السفوح وأغطيكم برِماد وجلود أسلحة حتى تَجيء مَدائحي صاهلة وتومئ للشَواهين وللبَلاشين . هذا هبُوب الأدناس . ما بينَ عطر الإسطبل وَرقصَة الجياد أقمتُ مملَكَتي وَرَفعتُ أدراجها الى الكهوف .
لا رماح
لا وشاح
جَرادٌ إلهيٌ يأتي حاملة هجراته الصخور والأشجار .
أنثى الغُداف استجمَعَت ريشها المَقاليد ، واللَهب العاجن خَزائن الدم اضمحلت
كواكبه في السَديم .
بكرسي مِن ماء وصندل
بمكيدة مِن حَجر وخردل
كََبرت في فطامِ القتلِ التَوابيت .
على الأقاليم التي تَزوَجت منعطفاتها السهام ، فوقَ قبور الأنهار
استَدارت الرياح الكونية حاملة الجَلال الأجل ، وها أنتُم تُهرولونَ خَلفَ بَعرالمَعاجم القَديمة ، تَخري الوَحشة فوقَ أعناقكم . نذالتكم دَمٌ تَسفكهُ الهَمزات . أنا الملدوغ يا ألمي واللدغة نذالاتهم والشَماتات ، زِنتكَ بانشاد جنود صَرعى وجَعلت طعناتكَ مراوح ودبكات وعلقت رقاب شياهكَ فوقَ حصن المساء .
عم شَجنَاً يا مَديحي بأبهةٍ سَيطمُركَ ياقوت الخميلة . شفقٌ عدوٌ يزخرفُ البلاد وميَسم عِراك قاهر وانهدام ، وكوكَب الخَميلة منُهكٌ تتَبعهُ الغربان ويؤنسهُ صمغ العَقائد ، فكأن أبواب الآلهة موصدةٌ ، والمنُاخ الجَهنَمي ينَتظر القَتلى ، كأن رائحة العَصف راية يَرفعها الملاك الأخير ، وهذهِ عرصاتنا العَظيمة امتلأت بالدمن وعَطانات عظام جيادنا التي قَتلها العَطش ، أهذا ما تبقى مِن هياكلنا ؟ لماذا مَدائحنا ثَكلى يا الله ؟ فوجاً فوجاً تعبر قَصيدتي قبائل الآلام ، ارخِ جَلالكَ يا ياقوت المسَغبة الكُبرى . فتياتنا تَحتَ أبواق الرَعد يَبكينَ في ظَلام المدينة ، عاريات إلاّ مِن المَشاعل والقبُلات الضَنينة ، وهذهِ أشجارنا مُعراةٌ لقَصف الأسلحة الثَقيلة . هل نرفو الموت بالموت ونَرفع الهَديل بالهَديل ؟ سَهواً تَطوفُ الملائكة حولَ منازلنا وخمائلنا ، وتبُاسِل الدوي طاعنَة بالمَديح المَديح . أينَ فضة الأدوار ، قناع الغَيبة الأولى ؟ ارخ يا لَهب يا ميَسم النَفير . شارداً كَقتيل أرتقُ ما تَبقى مِن رداء موتي ، وعَويلٌ تُنشِدهُ أمي القَتيلة ، وأمجدُ شَعباً باسلاً شَمسه الدروع والنَجمة الخَفيضة . أنا الوارث مَصائر الملوك ، سأزرَع البَيلسان في السقوف وأنتظر الأرحام ، فَتبرنَسي بأعمدةٍ محترقةٍ يا أمجادي الكاذبة تَبرنَسي . في مراوغة السلوقي تحتَ باحات الصفصاف
لا قَبر لي
لا أريكة
رَمَتني المذابح فوقَ جبال موحشة ، أقودُ البَغل وأسميه مَحفة المَليكة . عائشة في شَدق القَتل رايَتي ، والفَناء يَستدرجُها إلى حَنينه . هل هذا قَبري أم دَرَج الفَجيعة ؟ حَشدت جمَعها الحَزازات وهاجَرت بَعيداً اناث اليَمام واللقالق البديعة . أركضُ في بكورة القُراص ، تتَبعني الأدناس عارية ، وصورة الموت فوقَ الضَريح يَكشفُها العشب الصَديق ، بَطلٌ أنا وبطولتي العزلة الجَميلة . عَقدتُ صداقة معَ الريح . انتَسبتُ إلى عائلة الأكمام وعَلقتُ بيارق خضر على بابي لا الجبال لا الهاوية انَفتَحت لي حينَ اشتَعلت الشُهب في المنفى ، لكني سَأسرق الخَزائن مِن كهوف المَكيدة وأرمي رَطانة الشَمس للظَلام . لا حكمة فوقَ الجبال إلاّ حكمة القَتل . تَضرَعتُ وسَميتُ نفسي طَريدة . مِن أي تُخومٍ تَجيء هجرات النَحّام ؟ مَن هَذهِ المرأة التي تَهبطُ مِن سورِ الحصنِ وتُلقي إلي بالخوص والأناناس ؟
هل أبتَدعُ لها مَهرجانات للقَنص والقطاف ؟ ، وحينَ يشتَعِلُ غُبار الليل . الغبُار الذي تَتكوكبُ حولَ هَضبته الأجراس ، أحرِّضُ الجَمرات والأقفال وأشرطة التَوابيت التي تَضمُ عَراجين أسلافي ، وفي الهبوب النَجيلي أشوِّهُ بالرَجمِ ، برَمادٍ طاغٍ قوانينكم ومِن سَعادةٍ عُظمى إلى قَتلٍ وَبيلٍ أجرُ مصائركم وألحدُكم حينَ ينَجلي الضَباب ، وأصَعَدُ إلى الله حاملاً رمادي . ببَسالةِ ذئبٍ يُهرولُ صوبَ الطَريدة ببسالةِ شَرارةٍ تفتَرسُ الظلام . أجيءُ إليكُم بالعَصف مِن اليَنابيعِ القَصية ، لساني حَشدٌ من الأسلحةِ اللامعةِ كَخديعتكم . وَحدي تَحتَ قَصف الراجمات والدبابات أرعى قطعان قتَلي وأبكي لفِراق أحبابي وأرتلُ مَرثيتي أمام خَنادق تَطويها الرياح . هل أرى قتيلاً ما بين { وادي آينة وجبل حصار وست } ؟ هل يَزهرُ في نَحيبِ الطبيعةِ الدلبوث ؟ هل أرطنُ في الهجومِ المُقابلِ كتُدرجٍ ؟ هاأنا كَشفتُ السر ، رفَعتُ الغطاء ورأيتُ الخواتيم ، رَأيتُ فَجائع الخَليقة يَغزلهُا السَلاطين ، فتَدرعتُ بالهر وبات وَشربتُ مياه الأسرار ومَجدتُ الشاعر في تجوالاتهِ . اخَتبأتُ تحتَ ناموسية المَكائد وباسَلتُ فيالق النمور حينَ ترابَطت علي الفخاخ
غير اني لم أُقتل ولم يهُتك لي سترٌ
باسلٌ كالجَحيم
باسلٌ كالمَطر
باسلٌ كالكتابة
باسلٌ كالقَتل .
هذا مَيسَمي وآيتي رَقصة الريح في بهوِ الفَجيعة . أشردُ في الجبال وجَوادي محُملٌ بعذوبة الذَخائر والسَطوات . أصطادُ نيازك وقتلى قدُماء في سفوح جبل { زوزك } وأحفر لميتَتي كهوف خَبيئة وحينَ تُداهمني الوَحشَة أنادي الله مازجاً الدموع بالدموع وأصرخُ : يا بَطش الحَرب يا فتَاك ، ارجع مَعهُ وزحزحهُ ، مثُقَلٌ باستفحال الحَديد هذا الطائر المفجوع . الغَمام ، الغَمام ، مَددتُ يَدي عبر سهوب جَهنمية اعشوشَبت بالأقفال لألمس غَمامة تحنو على نَبعٍ ، فَلمستُ مستوطَنة عظام ، لكني في أعراسِ الليلِ سَمعتُ صيحات القَتلى ، وفي المراسيم ، مراسيم الذَبح رَأيتُ الظُلمة تُحرِّضُ الَمصائب حَيث رمال الصَحراء ، حَيث رَماد العَصف في تَشقق الأقفال التي ألقَت جواهرها لقَبائل الهبَاء ، ذاتَ مَساءٍ في ممراتِ قَلعةٍ مَحروسةٍ هَبطَ الهُدهُد حاملاً لمليكَتنا زَهرة الخَراب . أيتُها المَليكَة هل َشوشَت خاطركِ صَيحاتنا في البَراري ؟ أيتُها العَظيمة يا نمرتنا الأليفة ، هذا طائر السلالة المنقرضة يَهشُ بمهمازه الإلهي على قطعانِ القَذائف المغُيرة ، يَتذكر ميتَته الأولى في الأقاليمِ المَفتوحةِ كالقَبر ، هذا آخر الغَجر. لا الفخاخ لا الخواتيم تَفزَعهُ . هل تَستدرج الثَعلب للسَفح العالي أبواق الأجناد ؟ خَبلٌ أنتَ والأرض التي امتلأت معارجها بالعظام والهَديل لن تَفتَح لَكَ مسالكها ، تاجكَ معلقٌ فوقَ حوافر محكوكة ، اهبط يا أخر مَن حَبلت به الفَجائع ، سَنشعلُ أحقادنا ونستأصلُ فيكَ حَسرة القَتل الوَديعة ، وحينَ يَعشوشب الرَماد سَنتدرعُ بالعَصف ونَتوسد حكمة الأسلحة العُظمى . أيهُا الغَريم ، يا وَجه الكرَكَدن سَنبولُ فوقَ قَبركَ المسلح . ارتطامٌ في الحَجر والمرايا . بَشاشَتكِ حطامٌ يا زَهرة الأقحوان . لا الهَرم يُباسل الزَمان لا الغرانيق تُباسل المياه والكواكب المرفوعة حولَ مصائرنا تَمزجُ النَسيم بالأضرحة ، شاغلة النيران بمرمر أكفاننا ، فكأن نَفسي التي أرهَقتها الحَسرات أومأت لأبواقٍ آمنةٍ تنامُ في البَراري ، والهَرم ما باسَلَ الزَمان والغرنوق ما باسَلَ الماء ، لكن أنتِ ، أيتُها المرايا ، يا قناع الرَجعة الأولى ، هل رَأيتِ النَيازك التي أناخَت بَطشها فوقَ حمولة الظَلام ؟ ما هذا الارتطام في الصلصال ؟ هل لي أن أتوَسد غمامة الله بالمدينة ذات الأكمام ؟ كلانا يا ليلة الزَمهرير نحُاول رَجعة أو نحَيا فنموت ،كلانا والجبال ، الجبال التي نُسفت في القَصف . مَن يَموت مِن أجل روث الأمجاد ؟ أنا الشاهد الأخير أسلَمتني الحَرب لخديعتها فأحضرتُ ذَبيحتي وهتفتُ : أوسَعُ مِن مداكَ يا دَهرُ هذا النوم في الهشاشة . أوسعُ من مداكِ يا أدوارُ . وَحيداً في عزلتي أقِمتُ بينَ الروح والجَسد سياجاً وغَنيتُ موتي لا الخل بَكى ولا الزَمان استفاق . هل يَظل هذا الجَسد رافلاً بأبهته الوَديعة في الظَلام ؟ هل أنبش تراب السَماء وأبني قبراً للجَريمة ؟ أيهُا القَتل ، تَضرعتُ في غَيبتكَ للكَركرات ، أنثى القُندس مَعي والغبار الرَقرقان . بَكيتكَ في الصَحوِ وفي النوم صَعدت الي القَذائف . هل شَدقكَ المفتوح تفاحة لمصائرنا ؟ نيراني اشتَعلت ، وأشعَلت حطام ميراثي الأيام . هل تَسمعينَ قَرع الطبول ؟ احذري الشَماتة يا شَمس الرخام واستوقدي في الصَدعِ حَطَب الروح .كل مكاييلي كامنة حولَ نيران البَشاشة وأنتِ يا هالتي استجمعي الحطام وذريه للأباطيل ، ولتَدفَع يا نَفيرُ هذا الركام بَعيداً . أنا زَعيم الهَباء وليسَ مثلي ، سأكشفُ الساق والسماق وأصرَخُ فوقَ جبال العراق . آخذ نقمة ولا أصالح ، لا ميراث لي ، ورأسي فارغٌ ، سأربطُ القَتل حتى يَزولُ عَنكم رنَينه ، وسأجعلُ تُرهاتُكم عَلفاً للصقور والأسقمري . ولَِول يا دهرُ ويا فارعة الرأس اشتعلي غَيظا ً، فخُركِ رنة التابوت . عشبٌ يَلتفُ حولي ولا حارس . غَضبي العدالة والشَغب في أيديهم عَصاي. ماذا تَرونَ في قتلي والمَدائح دائخة كالهاوية ؟ مَهجورٌ جَمعتُ كل اليَعاسيب ولا مرفرف جناح . هل مِن أجل موتي اتخذتم اللهو ذَريعة . الأمواج أعطت ما تبقى من اللحم الحي للسلاطين والحيتان . مَن يُقاسمني فرسَخ فجيعة ويَشد بشرائط الدَم فراسخ تفصلني عن موتٍ في { كرده مند } ؟ رائحة الرماح ليلة تتويج للمَليكة . اشتعل ، اشتعل يا دَغل في الغروب . سَتنتَهي حَياتي في هاوية الأريكة . خلِني يا تُرجمانُ يا ألمَي في طَنينِ الخلدِ . سأقولُ بَعدَ حينٍ للأرامل ، اخلعنَ ثيابكنَ وتجردنَ لاطماتٍ على الخدودِ . لماذا يُعرش الخَرنوب على قبور سلالاتي وعظام آلهتي تَنزلُ علي في الأحلامِ كَذبيحةٍ ؟ هل أجني مصائركم جَني الرَماد ؟ هل قبوركم مأمونة ؟ ارتَخت حبالكَ يا دهرُ . لي التَرانيم ، تَرنمي ، تَرنمي يا حياتي العَصية ، لأنسى لغُتي . هل لي مأوى أم سأظل اختبئ في فرماناتٍ مُسلَطةٍ علي دائما ً؟ هل لي أن أهبط من أدراجٍ لا مرئيةٍ وأهشمُ بالقَهقَهات أصفادكم وأبهتكم وألويها وأفركها وأشردُ كابن آوى في البراري تغسلني شرارات النجدة ؟ أيتُها الأبواق ، يا دوي المَدافع في ليل العالم . هاأنني تَسربلتُ بالرفض ، فلتهبط السيول ، ويا جبال الله يا تويجتنا الفقيرة حمَلناكِ وديعَة لمصائرنا وجئناكِ صَرعى من الجَنوب ، ماذا تعطينَ قتلاكِ . أسرب من طيورك
جَمهرة من نجومك ؟
في السَماء حَمام صلصالي
في العشب خصرٌ وسكينٌ .
حينَ اشتد القَصف يَنشدُ موتي ، تحَصّنتُ بالأكمام واستنّجَدتُ بالشُهب والأحلام . هوَت في فخاخٍ منصوبةٍ نهاراتنا وشموسنا ، مبعثرة في الدهاليز الحاضنة تحتَ ظلامها اللهب. بالأيدي التي لوَحت للغَمام الملكي . بأسلحةٍ سريةٍ . بجمال الهاوية المرقط الوهاج. تسَربلتُ بهروبات واسَتترتُ ، مِن دَمٍ يَصعَدُ صوبَ المَساء ولهَب يرفو خرابي . شَيِّدتُ قَلعة مَنيفة ، وأَسكَنتُ معي آلامي ، وما بينَ تنكرات الغَمام ومراثي الهواء ، أنشَدتُ قُداسي ، وكانَ قَمح الأرحام ، المنارات ، مركونة فوقَ ركبتي ،
وهاانني أحَضرتُ وصيفات الخَريف ليرقصنني ويشافهنني . ماذا لو أُمنَح نقاب الحشمة ليجعَلني الحُب طَليقاً كحَبل ذلول ؟ تَذهللتُ مِن دَرجٍ يَنمو نيلوفره في الظَلام ، فكأنني غُصتُ في السهول واستَدت بوَجهي الأبواب ، والرياح ترفَعني من هاويةٍ تثغو وسط جنباتها سَطوات الصاعقة . متى تكون تمَاثيل الآلهة في حيازتي ؟ متى أدعو الغزلان اللاتي أرتبين في الزوابع لأحملهن النضائد والذخائر وأصفقُ لهن في الليلِ حينَ تترابطُ علي القَذائف ؟ سأصوت لهن كالزيز وكالجد جد وأمرجحهن بمرجيحة المدفعية . تَستيقظُ الحرَب راسمة في الجوِّ صور لاناث يتَعرين أمام المرايا وشعوب منكوبة
تَنهَضُ في السخام ِ. متى أطوفُ في السماء ولا أعودُ إلاّ بكوكب ؟ متى أسيحُ في الهاويةِ ولا أعودُ إلاّ باكليل قيقب ؟ متى أرى الغيُوم تتَدثرُ بالشظايا ؟
آ- جَسدٌ يرفو الخراب ويَسد باب الفجيعة
ل- مائدةٌ تَحضنُ تحتَ أهدابها ذَهب التخوم
ج- شاهينٌ يَطيرُ في ضراعة المراثي
ب- أوراكٌ تشُعشِعُ كالباشق
ا- رئةٌ تدُحرجُ الشماتة
ل- قَصيدةٌ كَنذور الأمراء
ببراءة الريح
أهربُ ولا أندم .
سور المدينة خصرها ووجهها الباب
العاشق
أيها الأمل الجميل ، اعضدني وليرفعني هبوب الغنائم صوب عرائن السماء . الهلال وزّان القلب . الأمطار نذور العشاق . شاهد الزور يجّفف الينابيع .{ أنتِ كوكبٌ . أنتِ إلهةٌ هذهِ الجبال لصعودكِ ، هذا الفرات لعطشكِ ، العالم كله أنتِ ترفعين عنه الرماد } محظوظون أولئك الذين تقدمين لهم الجروح .القلب العائش في العزلة يضيء وليس المصباح . أنتِ يا منَ تحملين ليل الأرض بأصابع نازفة وتطوقكِ السموات . يا مَن جئتِ اليّ في زمن القشعريرات . بعيدأ عنكِ كل العالم يصبح صحراء وتغطيه الظلمات . نازفاً من حبكِ القوي . حبكِ الكاسر . آخيتُ الموت الجميل الكامن في برعم الوردة . في انعكاس المرايا . في يد الفجر الصديقة . في أبوة الرخام . ميتة تطيرين في لازورد الليل وجرحكِ لا يمكن تضميده . شمس جبينكِ مجروحة من قرنفل الأعماق ، وروحكِ المرتعشة ، صومعة الكلمة في ملح سهراتنا التي بلا غفران . يا غابة بقناديل يحاصرها الموت والنشور . يا طنين الملاك بين أوراق الذهب . يا أزهار الكبريت في أرض العظم . يا شمعة ترطنُ في أروقة الهاوية . يا هجرة الدم وتشعباته في برق الغروب . يا كتابة خاطئة فوق رأس النحلة . يا وميض النجوم الممحو وسط ادغال القرون . ليل ألمكِ يتضرعُ لأشجار الزمن ، وفجركِ يشتبك ويتجذر مع الشعلة التي لها هذيان حيوات كثيرة . فجر الموسيقى أنتِ . فجر الباب المنزلق على حدّ الأبدية . تضرعتُ اليكِ طويلاً وكانت صلواتي تمحوها عدالة زئيركِ المستعدة لاقتلاع الجذور وصيف النسمة المنقلبة .

العاشقة
آهٍ، يا زهرة الخشخاش . يا كهف الكلمات وشفافية البوح . قلتُ لكَ : ما همّني أن قتلتني بهذا الحب وواريتني في أرض النبؤات . علّها تزهر بإلهٍ جديد . أغمضُ عيني فيموتُ النهار وحين أشمُ حضوركَ أفتحُ أجفاني ، فيذوي الليل ويطلقُ سراح الشمس ، كذلك أيها الشاعر الحزين والعجيب { أمرٌ كان ، وأمرٌ لايكون ، وأمرٌ كائن } وأنتَ تعرف ما تبقى من النفري . لنقتل الحزن والألم بالكتابة . أنا مثلكَ أعيش الآن هواجس الخسارات والندم والرغبة في العزلة ، والبكاء حدّ الصراخ بكل شيء . أريدُ أن أنجو مني . ربما غداً ستصلكَ رسالتي وفي الأيام القادمة رسالة أخرى . أريدُ أن أبوح لكَ بآلامي كلها ، علّها تمنحني الراحة ولو لدقائق . ثم أعيدها إلى الأوراق التي تحنو على جروحي . نم هانئاً ، مطمئناً لأن الشفيعة لا ترضى أن تكون هي الطعنة ، فهي مثلكَ على حدّ السيف من الفقدان والخيبة .
2 ديسمبر 1998
العاشق

لا الثمار
لا القناديل
لا الأسرار
أنتِ تسندين الليل في عذوبة السقطة ، فتفيض الأنهار وتمتلئ قلوب أولئك الحزانى على تخوم الفجر . لن يعّرش الضباب حين تموت الصحراء . لن يسطع لهب السيف حين يرحل نجم القطب . لن تنطفئ نار العاشق حين تغيبين . لن تستحق الحياة أن تعاش حين تموتين . يا شمس الماء ، يا صلوات البطريق المحترسة ، يا ضوء الزرقة في السماء الحانية .
انخيدوانا الشفيعة منفاي وقبري المدهون بعطر الأبدية الطويل . تحت الأنصاب ووجوهها الفارغة . عبر أمواج وأحجار السماء . في الينابيع المهشمة العميقة . تبقين حاضرة في سطوعكِ القوي .
في الظهيرة العدوة داهمني صيف الجحيم فاحتميت بنسيمكِ الإلهي الرحيم . بعض أولئك الذين يثرثرون ويهمسون سوف يقدمون لنا قمحهم حين يجف كل شيء . سوف تكون لنا مظلات وتحرسنا أسماك رغباتنا المستورة . عزلاتنا . مخاوفنا . ليلٌ ضنينٌ يطرزه العشاق بنجوم القرون الأخيرة .
نجمة وراء نجمة أشجار فضاء حبُكِ مستمرة بلا غيوم . سوف أمنحكِ ليل السنبلة . أمنحكِ سر النبع . سوف أجعلكِ تتحدين بعطر الأرض اليتيمة . سوف أدلكِ على رغباتكِ المنغلفة في الرماد . كثيفة هي الغابة التي تستر رغباتكِ يا شفيعتي . وجهكِ المزخرف بالأقمار والأسلحة العشقية سوف يسرق مني موتي . آملُ أن تكون الوعود الآن مطفأة لكي أنساكِ . بلا سراج أقبض على فراشات النوم .
{ سينتزع آخرون أقل لهفة مني ، قميصكِ المنسوج ويحتلون مضجعكِ } *
انخيدوانا أيتُها السيدة الجريحة . السيدة الأسيرة . يا وزّانة الرؤى . يا أم الألم . أم التنهدات . ما الذي بوسعي أن أقدمه لجروحكِ العميقة ؟ عادت شفاعاتكِ القديمة . عادت الوعول . عادت المدائح وكمنجاتها الذهب . ليلكِ المليء بالأشباح والعواء يمطرُ أدخنة وقشعريرة . غيابكِ آكل الصور بين الوهم والمرايا . هل ابتنى عشّاَ ؟ هل أدار مفتاحاً ؟ أحببتُكِ وموتي بين يدي يسيل وكانت المكائد تزيِّن لي المقتل . لا موتي . لا رمادي . لا الصخور المسننة فوق الجبال غطَّت بالدم سوادي .
كنتِ شجرة اجاص وشفاعاتكِ عشي . كنتِ مرآة تحتضن العالم وسره العميق وحينَ أيقظكِ قنديل الصيف بسفوحه الحارة ، أحرقتِ كل ندبة في ريش العندليب وجعلتِ للقلب سياجاً بين الوردة والقش . عادت قناديلكِ . عادت فضة المساء والمناديل . بينا الآن الباب والحديقة . بيننا اللعثمة وأنفاق عدوة والشفاعة شجرة يكسرها الهباء .

العاشقة
{ أيتُها الوردة ، يا لكِ من تناقض محض ، ورغبة في ألا تكوني نعاساً لأحد ، تحت الكثير من الأجفان } .
مساء القداسة
أيُها النبيل
هل تعرف هذهِ الكلمات المحفورة على شاهدة قبر ريلكة ؟
يا كاهن الكلمات ، تصوّر كلما أرسلتَ فاكساً . هبّت العاصفة . الأشجار الآن تكاد تنخلع كلها ومعها تنخلع روحي من عنفوانها ، ولا تدري بأي أرض ستكون ؟ انني أحزنُ حزناً غريباً كلما قرأتُ ما تكتبهُ لي . حزنٌ يرتفعُ الى سموات خلقها الله لي وحدي ، لذلك تبقى متوحدة ومتفردة بهذا السموّ . لا تخف أنه وجعٌ أعشقه ويكاد يزلزلُ فيَّ الشعر ، لكني لا أريدُ أن أكون معذبتكَ. جلادتكَ وورطتكَ التي لا تقدر أن تتخلص منها.
28 اكتوبر 1998
العاشق

الأبراج التي يصعد اليها الرماد ، الأبراج المنعطفة ، لم يعشش فيها مالك الحزين ولم تظللها شمس الليل . الأعشاش التي تستوطنها الفشعريرات ، الأعشاش السود ، لم تأوِ اليها العصافير ولم يحرسها الغمام . وأنتِ أيتُها السيدة الشفيعة ، يا سيدة السلوان وسليلة الأدوار المقدسة . مجيئكِ الجمرة التي تضيء أقاليمنا وجبالنا العارية .
لا الانشاد
لا القرنفل
لا المشاعل
لا نحاس الليالي .
قصوراً منيفة رفعنا في الظلام وانتظرنا الشفيعة . جاءت القنادس محمّلة بالذهب والأحجار الكريمة . جاءت الطيور وموسيقى المرمر وانفتحت الدهاليز في النجوم وذلُلت الكواكب تذليلا . لهبوبكِ هذا العراء المشع على ليالينا المعراة للغبار والأسلحة الخفيضة . انني أحيكِ . انني أحيكِ بطغيانٍ عادلٍ عدل فجيعة وأرفع صوتي بالمديح وبالانشاد .
{ سيدة جميع النواميس الإلهية . الضياء اللامع . المرأة النقية التي تتفيأ تحت الجلال . محبوبة الليل والنهار . أنتِ مَن احتضنت النواميس الى صدرها . أنتِ حارسة النواميس الإلهية العظيمة كلها
أنتِ كالسيل المنحدر من الجبال . يا صاحبة المقام الأول . انخيدوانا السموات والأرض . أنتِ مَن ينزل لهيب النار على الناس كالمطر . يا مخربة البلدان العشقية . أنتِ مَن أعطتها الرياح أجنحة . يا محبوبة نصيف الناصري . السيدة التي لا تهدأ ثورتها . يا ابنة الإله الكبرى . السيدة المعظمة في الأرض . أيتُها الإلهة مانحة الحياة . أيتُها الرحوم . أنتِ سامية مثل السماء . أنتِ واسعة مثل الأرض . أنتِ مَن تجعلين النشيد ينطلق من قيثارة الأحزان . مَن يستطيع نكران الولاء اليكِ ؟ أنا الكاهن الأعظم . أنا نصيف الناصري } . منعزلاً بآلامي أنصتُ لرنين أسلحة جمالكِ والشفافة . أنصتُ لرنين لطافاتكِ المشعة التي تحرسها الطواويس والوعول . أنصت لحناناتكِ التي ترطن تحت الرماد وتحت أنقاض العالم.
ثياب للغمام
طبول للريح
موجة وشبّابات
لمجيء السيدة الشفيعة .
أحييكِ أيتُها المالكة والمليكة بكل هذا الغفران الكبير ، وأرفع يدي ذبيحة ، وصراخي الرتاج . ميسمي الرباط وأدناسي السياج . أناديكِ يا عروس . يا شقيقة نفسي . يا سيدة النور والرجاء . يا فرساً تتشهى دفء الطبيعة وتحلم بخزائن الهاوية .
العاشقة
حارس الشفيعة .
{ الى القمر يجب أن يرفع رأسه ذلك الغارق في الخطايا } . قلتُ لكَ أنا لستُ تلك الشمس فلا تنتظر في ذات المكان يا ننشوبار الوفي . يا رسولي . انني لا أحب الرتابة والقدر الواحد ، والعشق الأوحد ، والجهة الواحدة ، وهذا الحريق . أنا المتبدلة كقمر . أقداري السبعة رَصّعت وجه الليل بالخواتم والشهب وكأنني لا أموت ، وكأنكَ تجرني الى بوابات جحيم الخسارات والوعي والندم . كلما آذتني الحياة ، رميتُ حجابي ومنحتُ كفي للمستحيل . قلتَ لي أينَ يكمنُ الموت ؟ أنا وتدٌ مغروسٌ في قلبكَ ، فهل نسيتَ ؟ يا حارس أكوابي وصندوق جثماني في البوابة المرصعة بالخلاص والسلطان ، يا مَن يرّدني الى صولجاني الهارب في الغيوم . أيُها الليل كُن رحيماً بي وإلاّ سوف أحجبُ عنكَ خطاياي . نوالي مرادكَ . في البأس . من دماري احتجّت الكواكب وضاقت عليكَ من الانتظار . اطلع أيُها الصوت . يا فضة محفورة في خسوف الدعاء والارث المهزوم .
1 اكتوبر 1998
العاشق

بيننا { كل هذا الفرات
بيننا سفر الخريف
بيننا سفر الشفيع المعصوم بقلبي }
ارفعيني من الهاوية
من ليل الهاوية
من لعثمة الظلام .
أقاليمي التي يصعد اليها الرمل والصبّار . تعوي بين عرصاتها الذئاب الجائعة والجريحة .
منعزلاً بصحرائي والحطام
منعزلاً بالأنقاض
أحلج الآلام
منعزلاً بحطام الجسد ورنيني رنينه
بالريح النوّاحة
بالأغصان الميتة
بالجروح
بالكهوف
بالليل الطاغية وسديمي سديمه . ارفعيني أيتُها الشافعة الشفيعة الشفوعة يا مَن ترفع العظام مِن الصخور ويدها الينابيع يا مَن تآخي الحجر الصلد ووجهها السهول . منعزلاً بأنقاضي أرقب شموسكِ لأدلها على برودة الأحلام . شموسكِ فضتنا وسرتكِ دفء الأنهار . سوسن وأقحوان لأقاليم السيدة الشفيعة . قمح وشعير لهضبات السيدة الشفيعة . أقفال وسلاسل لعشب السيدة الشفيعة . ذبائح ومحرقات لأعياد السيدة الشفيعة . عش وقواق من غيوم نووية للسيدة الشفيعة . أيتُها الشفوعة دلليني وشعشعيني وهزهزيني . سأدللكِ وأشعشكِ وفي الممرات السديمية سأفضضكِ وأعضضكِ كتفاح ، ككمثرى . يا درجاً من الصندل . من العطور والمرمر . يا قبراً مِن العشب . من الغناء . من اللمعانات والفضة . فراشة أطير وأنتِ النار . أنتِ الصاعقة والعصف . يا أمينة الخزائن والتخوم .
يا ماء النار
يا نار الماء
هيأتُ لقتلي الحلبة والأسلحة
هياتُ الحبال والأعمدة
هيأتُ الدموع الجيّاشة والإنشاد
والشواهد التي ترفع الأضرحة .
العاشقة
أعرف أن القداسة شيء يطمحُ البشر الى معانقته ، لكنهم يدفعون ضريبة الألم القاسي للوحدة . الحب هو مرشدي الى القداسة . يا إلهي ، هل تعرف أن الأجيال قد لعنت تيد هيوز عندما انتحرت زوجته الشاعرة الرائعة سيليفيا بلاث . وقد صمتَ مدة زادت على الثلاثين عاماً ، لكنه قبل أن يرحل بأيامٍ كتبَ أروع ديوان . ردَّ في الشعر على ذلك الفقدان الكبير . من يرأف بيّ أنا ؟ جروحي كثيرة ، وكبيرة في الوجع أيامي . { نحنُ مختلفان . كلٌ يشدّ طرف الحبل الى ضدهِ . نرقصُ لنحلم في الحلم ، ولكن جحيم الآلهة ينتظرنا في عالمه السفلي . أعرفُ لا رهبانية في قلبي }. المهم ، هذا جزء من نصٍ أشتغلُ فيه منذ يومين . سوف لا تموت قبلي . صدّقني ، لكنني أشعرُ أنني راحلة لا محالة . أريدُ أن أبكي الآن وأن أستمعُ الى صراخ اللبؤة الجريحة في هذا الليل . لا تحاسبني على هذه السوداوية ، فالحب ألم بالنسبة اليّ وكل شيء خارج الألم لا أستطيع مصالحته . نحنُ نكبر في المحنة ونسمو ونتركُ للعالم شيئاً فريداً ماكان موجوداً ولن يوجد . كم أريدكَ الآن قصيدة , ندم ، عويل ، حوار ، عواء وضراعة وقرار مجنون في الرجوع الى منابعنا الأولى . هناك لعنة كبيرة عليّ لو كنتُ المعشوقة التي تحصي كل يوم قتلاها بين خرائب بابل .
7 نوفمبر 2002
العاشق
أيتُها الشفيعة
السيدة الزئبقية
يا جوهراً معرى تحرسه المياه
يا نصل الليل
يا نمرة الكلام
يا وردة الفريسة
أيتُها الجميلة المعبودة المطاعة دائماَ . لينعشكِ الليلك والسفرجل . لتسندكِ الأدراج والغلبة
لتسندكِ السطوة والأبهة . أعطيتكِ قلبي تنور نار فلا تمنعي ينابيع شفتيكِ . أعطيتكِ النسيم فلا تدبري المكيدة . اعضديني يا مَن تعضد الأحلام وليكن بيننا دهش وقشعريرة . عطركِ شعشاع والعين تلتذ بالنظر . أشجار ودروب العقيق اللامعة فوق مياه الليل . سنبلة الحرير . الأدراج السرية المتعرجة الصاعدة صوب أرض الهلال . كلها فخورة بخطواتكِ الملائكية . أنتِ أيتُها السيدة الجميلة عديمة الرحمة يا مَن يسطع القمر والليل مِن عينيكِ . يا أم الأرض وتخومها . يا عذوبة الموت . يا إلهة المياه وسديمها . يا عين الصباح ومخلب الوردة . في الأرض التي كنّا نموتُ فيها ميتة حيوان . كانت مصائرنا تتشكل بالوراثة وكانت دموعنا تتلهف لزمرد دموع أخرى متسمرة ومضيئة . أين قمح حيواتنا الذي اكتمل في الدهاليز المضطرمة ؟ هل مازالت أعيادنا تصرخُ في الظهيرة التي لا تعقد ميثاقاً مع الشمس ؟
العاشقة
{ أينَ ولّى عمري ؟ لستُ أدري ...
فيليب لاركن
أنا الغريبة . كيف الطريق اليكِ يا أكدُ . جدران بابل قاسية ومالحة ، وقناديل العسس تنتهك حرمة ليلي . الأناشيد تكسر صمتي . كيف الطريق اليكِ وأنا ألعن التبرك بأضاحي العشاق ؟ أنتَ الذي دمرتني وهجرتني . مغلوبة بهذا العشق ، وأنيني يوقظ الأيائل في الوادي . معتمة كل أمطاري ويابسة أنفاسي. كيف الطريق ؟ تعالَ إليّ . سور المدينة خصري ووجهي الباب ولغتي بيت القداس ، والشمس محتجزة فوق مسلة قتلي ، وحبيبي هذا الوجع الإلهي . لا ترفعني الى الريح . الآلام هناك . ومعجزتي انني لا أسيء اليكَ حين أجيء ويدي فارغة إلا من نبضات قلبكَ . قلبكَ القائم في المحنة . بماذا سوف أبني هيكل حبكَ يا سيدي النبيل وأنا عاشقة حتى الموت ؟ أنا ضراعة ذهبوا بها في موكب جنائزي من قرابينكَ . حتى أبوابي التي غزاها الكهنة وذبحوها في معبد الخطيئة . عادت إليّ مع اليعاسيب في المساء . غريبة أنا يا حبيبي . لم يبقَ لي سوى هذا السرير . تئنُ فيه الوحشة ، ويثقلهُ ليل الشتات .
2 اكتوبر 1998
العاشق
وجهكِ الذي يشفي الجروح ويشع بالبهاء ، يرفع الأورام مِن جسد الحديقة . الكلمات التي تخرج مِن فمكِ ، مصابيح سطوعها يعري سر السنبلة . أنتِ نهار ، تستدرجين الدليل وتطفئين ظلام الفجيعة .
{ قدماكِ دمعتان
غرقتُ فيهما عندما هبطتُ من الجبال
لا يوجد عتاب في عينيكِ الرائعتين
كلانا سينام في القبر
مثل أخ وأخت صغيرين } .
الغيوم . غيومكِ العطرة تشعُ فوق أقاليم مدائحنا .


العاشقة
من انخيدوانا
الى الشاعر الغجري نصيف الناصري
يا صديقي في الألم . لقد صدق حدسكَ ، فقد عشتَ وأصدرتَ مشرّعاً أبوابكَ لأرض خضراء ، وشهدتَ بدلاً من تفسخي ، موتي . أشجاركَ تكبر في الحزن ، واذا كان ثمة خطأ ، فمن المؤكد أن كل شيء غير مثمر ، يكبر في العزلة والشعر مرٌّ . قبل أن أموتُ لا توغل في محبتي . ماذا فعلتَ بي وأنا أتصفحُ كتابكَ ، أعني ألمكَ الكبير . أيُها الصعلوك النبيل . لا شيء سوف يبقى غير الشعر . كل الهوامش زائلة قبل موتي . هل تعرف أيُها الصديق ماذا يعني العيش في نخوة المحبة ؟ قبل أن أموت . صدقنّي لم أذبحُ أحداً ما إلاّ حياتي . كيف لي أن أذبحكَ ؟ قلبكَ هو الذي سالَ فوق السفوح ، لأنهُ أكبر من الشفاعة. حتى حينما تلعنّي أكاد لا أملك إلا أن أبكي من الأعماق . من كهف هذا الشتات والنفي الدائم في ملكوت الوعي والخلاص . لا خلاص لي ، غير أنني الآن وكما كنتُ دائماً . أصلي الى الشعر . أموتُ عليه وأشهق فيه . أمسكُ بعروته الوثقى . أفتحُ ذراعي وأستقبلُ حزنكَ حيث بابل القديمة . قبور الطوفان الأول . الشتات الأخير . كل ذلك سوف تجدهُ في مخطوطة لدى {ملائكة} اذا ما التقيتها فوق أرض التنهدات . ليلي هو المثلوم وناقص ، وصخرتي كبيرة . لا يبقى سوى الشعر ، فاذا متُّ فسوف أعودُ مثل أخت . هل تذكرُ ؟ اكتب حتى نكسر العزلة . حتى نقهر الموت . العدم . أحييكَ بدفء العراق حينما تتمرد الطبيعة على حدوسنا . أيُها النبيل . المطر يهطلُ . انني أغسلكَ من كل تراب المدن وأنّات الوحدة ، وأرّشُ عليكَ ماء الورد . هل تذكر هذا الماء السماوي ورائحته التي تتسربلُ في الروح ؟ اكتب . استمر لتقتل فيَّ هذا الندم وهذه الحسرة . معافاة كل الهضاب التي ستوصلكَ اليكَ ، ومعافى نشيدكَ المقتلع من كل انكسار .
في يوم ما .
العاشق
صوتكِ المدهون مثل شجرة وفية لأنقاضها المترنحة ، حديقة فيروز بلا أضواء ، تتمطى فيها أوراق الساعات المثقلة بشهبها المنحوتة والمطفأة . في صراخنا اليكِ يتمددُ الزمن ويختلس النظرة المرفرفة في انعطافات الشمس . ظلال حيرتنا تنثر بذورها في أرض الأيام والسنوات التي عشناها مخبأة وساهرة تحت ينابيع تقهر النور وايماءاته المهفهفة في الهاوية مابين الرماد والحرير . دمعتكِ المسترخية والمشحوذة في الغياب . أغنية ينبثقُ من رمادها فجرنا الخشن الضرعين . نداوة الأحلام وبساتينها الوهّاجة كما مراكب كحّلها الابحار .
العاشقة
تحيات بحجم الشفاعة اذا كانت هناك صداقة حقيقية في هذا العالم . أحسستُ بالخيبة وأنا أتصفحُ رسائلكَ الأخيرة . يا لوعتي . لم تختلف عن الآخرين وأنا التي كنتُ أصّدق كلماتكَ وأخافها ، لأنها انفعال لحظة هاربة أو مؤجلة ، ثم وبعد كل ذلك التهجد من الشعر والألم والحلم ، تشّنُ عليّ هذه القسوة . لماذا ؟ ألا تستطيع أن تعرف انني امرأة محكومة بالقدر ؟ { كلّما اعتليتُ هذه الوحشة . وقف الله يؤجل لي رغبتي } . المهم ، كنتَ حاضراً هناك في مهرجان الكتاب بالقاهرة . خاصة في الليلة الأخيرة التي قضيناها بمنزل أحمد الشهاوي وزوجته الرائعة الروائية ميرال الطحاوي . لقد قصَّ عليهم عباس بيضون بمحبة من دون أخذ الاذن منّي كيف هرب نصيف الناصري من الخدمة العسكرية عندما عرف أن شفيعته مريضة . كانت ليالي القاهرة جميلة ولطيفة . تحدثنا أنا والبياتي عنكَ ولكن يا لحزني . البياتي لن تطول به الأيام فلقد صدمتني صحته ويبدو أن نهاية التسعينات ستقطف الكثير من أعمار الأصدقاء . نم أنتَ مرتاح البال فسوف لن يجئ الوقت الذي أقرأ فيه وصية موتكَ . سأموتُ قبلكَ وستخلدني في مرثية . أقولُ هذا الكلام الآن حتى لا تستغرب من الذي سيحدث في الأيام القادمة . بَل هذا ما تحقق الآن بالفعل .
في يوم ما
ترنيمة وصلاة الكاهن الأخيرة
إلهتي الشفيعة
غدوتُ بحولكِ وقوتكِ ، وغدوتُ وحدي بلا حول ولا قوة . أنني أصلي اليك مع العصافير تحت أشجار رمّان ليل الصيف ، ومع النميمة في السرّ . أعبدكِ في سري ونجواي وألتمسُ الياقوت من ينابيع شفتيكِ كما أمرتني فيسّري لي ذلك وأنا خافض في حدائق سرتكِ المنقطة بالذهب والزعفران . شفيعتي ، لا يواري منكِ ليل ساجٍ ولا سماء ذات أبراجٍ ولا أرض ذات مهادٍ ولا ظلماتٍ بعضها فوق بعض ولا بحر لجّي . تدلجين بين يديّ المدلج من خلقكِ . تدلجين النسمة على من تشائين من عشاقكِ ، وتعلمين خائنة الأعين وما تخفي الصدور . غارت النجوم ونامت الأوتاد وأنتِ المعشوقة . غفرانكِ . إلهة للعاشقين وصاعقة للمحبين وللساهرين . أنتِ السفينة وفضة الأمل . أنتِ نار الحب في أمنية الكاهن الكهل . وأنتِ الليل اذا اشتمل . أنتِ كسرتِ لي ظهري ، وأيبست لي نهري ، وجعلتني من الساهرين . ثلة من العاشقين . ابهذا الحب تشرك مع انخيدوانا أحدا . ألم نختم لكَ حظكَ . في الليل اذا كظكَ ، وأبدلنا نشيدكَ بقصيدة ، حمراء كأنها نخلة ، فهل من حب الشفيعة تشفى . كلاّ والفيل الطيّار ، والفقدان الفوّار ، والفلفل والبهار ، أن الشفيع لفي أخطار . لقد أنزلناكَ في المهلكة . جرثومة العشق والتهلكة . وما أدراكَ ما التركة . مرجان مرض نحلة ملكة . في نهديها عسل الغابة الحلكة . ولقد أجلستكَ في مقعد السهر . اذ تقول لنفسكَ يا ويلتي ، أحببتُ أمرأة واحدة طوال الدهر . قُل أن الشفاعة لأنخيدوانا ربَّة الارجوان والشجر . لقد جعلتكَ للعشاق سراجا ، ووضعت في طرقكَ أقفالاً ورتاجا ، وقدّرت أن لن تنسها لحظة واحدة ، فهل من بعد هذا تريدُ لجاجا.
* رينيه شار
كلمات وأمثال


تقبلي يا روح السياب المستمرة تقدمات محاصيلنا . كلمة من الشاعر . كلمة لامعة كاللهب فوق الذهب . تمزقُ الصمت المظلم للبوق الذي يرفض العزاء .
*** *** ***
الماضي من أيامي الذهبية
يجرحُ نفسي بكآبات ضخمة وطويلة ويخنقني بحبل دموع .
*** *** ***
خاتم الشيطان للذين يتزوجون سرّأً .
*** *** ***
في فص خاتم كاهن من الأزتيك . رأيتُ قطرات من دمعكِ تتململُ في سجنها .
منابع أنهارنا .
*** *** ***
الزواج المبكر يرعبُ الملك .
*** *** ***
يدي التي لم تنظر قبركَ
ولم تضع فوقه الزهور
ستبقى تومئ اليكَ حتى نهاية العالم .
*** *** ***
في يوم بليتي قصَّت الشمس شَعر ليلي.
*** *** ***
الملك والشحاذ يسكران في حانة المقبرة .
*** *** ***
عكاز السياب رابية .
*** *** ***
ينبح الكلب عندما يفلس اللص .
*** *** ***
الحكيم يلاقيه أسد والأحمق يلاقيه حمار .
*** *** ***
يد الرجل في الحقل ويد المرأة في القفاز .
*** *** ***
القصيدة ذبيحة .
*** *** ***
اسمعي كلمة الله يا نيويورك .
*** *** ***
الخروف منجل ابراهيم .
*** *** ***
الماضي اعلان الحرب على الحاضر .
*** *** ***
طعام الملك في صحن الجريدة
جواد الملك في اصطبل الجريدة
حذاء الملك في خزانة الجريدة
سجائر الملك في قمامة الجريدة
جوارب الملك فوق حبل الجريدة
- أين الملك ؟
- في المتحف .
*** *** ***
يسرق النار من الآلهة ليحرق العالم .
*** *** ***
التوبيخ يحّرض على الجريمة .
*** *** ***
في المسرح ، كان السيد يذرعُ الخشبة جيئة وذهاباً . كان السافل يخططُ لاحتلال امبراطوريات ويحلمُ بنهب خزائن كثيرة ، لكنه حين امتلأت القاعة بالجمهور
ارتدى قناعاً معطوباً وأخاف نفسه .
*** *** ***
مبغض الصمت تطول رقبته .
*** *** ***
يدي مشلولة ورأسي دائخ وكآبتي أعمقُ من بئر . منكِ جئتُ أطلبُ العزاء يا شفيعتي .
ارفعيني من الهاوية . من سديمها الدامي والشراسات . سنوات شبابي اضمحّلت والذين
أحبهم ماتوا والدرب وعرٌ وضيقة مسالكه .
لا أهل
لا أحباب
لا أرض رحيمة تأويني .
*** *** ***
مهيب في قبره غير ملتفت الى الفضاءات .
*** *** ***
الشاعر أعرج وعكازه الشعر .
*** *** ***
حياتي وأنا حرٌ أيها الملك .
*** *** ***
لا غيمة في النعش
لا عطر في السيدة
لا درج في الكنيسة
لا عشب على الهضبة
لا رقص في الشارع
لا حليب للقطط
لا أصباغ
لا أعراس
لا قهقهة .
*** *** ***
معصيتي مختوم عليها في صرّة .
*** *** ***
هنا تحت ظلال مسلحة . رياح كونية عظيمة . هل أقبض على حلم الجوهر ؟
في ذهني فلسفات ولغات . رموز من حضارات الريح . الفلكيون الأحباش لكي
يرصدوا ملاك الصيف ، عبروا البحر مستصحبين معهم خرائط ومراصد لاهوتية .
أيُتها الصدفة . يا كهف الحشرة .
اهذهِ جواهر أم أسلحة ؟
موسيقى ذهنية أم دويّ عاصف ؟
*** *** ***
موت لذيد العناق .
*** *** ***
{عن شاعر اسباني}
كزار حنتوش
أيُها الصعلوك
أحبكَ كأسد جائع
أنتَ آكل اللحوم
أنا الغجري ناقر الدفّ .
عاشت أيامنا بين البارات والمعسكرات .
أنتَ أشقر كعنترة بن شدّاد
شعركَ من شجرة ليف
وقلبكَ خوخة .
أيُها اللص
أحبكَ كأسد جائع .
*** *** ***
ينام الشبعان واللص يحرسه .
*** *** ***
حديقة المعلم مزبلة .
*** *** ***
معرى من الألقاب ويسّمي نفسه السيد .
*** *** ***
بأبواق وطبول يستقبلون صمتنا .
*** *** ***
الساهر في الريح ابن الظلمة .
*** *** ***
يموت الملك على شراشف بيض والجندي في الطين .
*** *** ***
الغشّاش ينظمُ الفوضى .
*** *** ***
يد الصديق عقرب ويد العدو شمعة .
*** *** ***
لا تقّلدني يا مقلّد .
*** *** ***
ليتذكر المتسلط أيام الظلمة .
*** *** ***
التذ عيشاً مع القصيدة التي تنتظرها .
*** *** ***
الظلمة تفتحُ ولا أحد يغلق .
*** *** ***
زوجة الشاعر تكّسر آنية من كلمات .
*** *** ***
أكتبُ اليكِ من قمة البرج وقلبي شعلة . يدي التي لم تشّم عطر عودتكِ . تجّزُ صوف الكواكب . تبقين دمية أسيرة في مرمركِ البارد . لا نار توقظكِ ، لا ربيع
يضيء نهديكِ ، لا هواء ينعش روحكِ القش .
*** *** ***
كلام الفقيد لا أحد يفّك ختومه .
*** *** ***
هذا زمن فقاعات
زمن قرود وبول قرود .
الكل هنا فقاعة
كل الأشياء فقاعات
الماء فقاعة
الهواء فقاعة
اليد
السطوة
الكلام
القبلة .
*** *** ***
النوم تحت القافية كسيف ذي حدّين .
*** *** ***
ليت سروري وزن كآبتي .
*** *** ***
عند قبركَ الأخضر أيُها الصديق
يستريح صيف القناديل في الفجر
ويزرع يقطينة .
*** *** ***
تدلهم السماء فتمطر علينا ديوناً .
*** *** ***
يستمني الاطفائي عندما تشرق الشمس .
*** *** ***
الخال أخ الأب .
*** *** ***
تصفعني أصفعكَ .
*** *** ***
تحارب المرأة الرجل من أجل قشرة بيض .
*** *** ***
خيانة الزوجة سجن مفتوح .
*** *** ***
أعيشُ هنا في عمّان منذ أكثر من عامين . ذكرياتي التي تركتها ببغداد . تئنُ وتتألمُ دائماً . في سنوات خدمتي العسكرية الطويلة كانت الدولة تزربُ فوق رأسي كل يوم . قلتُ أجيء الى عمّان لعلها تعيد أليّ ما انقطع من ماضيّ المهدم . كافافي الذي كان يتسكع مثلي في الجحيم هناك ، حيّاني وقرأ لي قصيدته {المدينة}.
قلتُ : في كل المدن يسطعُ الخراب القديم للانسان .
*** *** ***
موجتان تسافران برفقة غيمة : حبكِ وموتي .
*** *** ***
تمتع أيُها التراب ، تمتع بهذهِ الملذات قبل وصول النسور والضباع .
الحياة ريشة
والموت صخرة .
*** *** ***
الجرح بين السنابل العاشقة يفتحُ بّواباته لليعاسيب التي ترضعُ أطفالها تحت الأمطار
*** *** ***
غرباء نمّدُ أصابعنا في النبع من أجل الذهب المعذب . القوة الاستثنائية التي نمتلكها
التخاذل الدائم .
*** *** ***
نار السر التي أطفأتها الليالي . انزوت خائفة تحت طحالب الماضي
تقرأ تاريخ حروبنا .
*** *** ***
أدخلُ في الظلمة
ترفعني جمرة صوتكِ من قبر لا يكف عن الصراخ .
*** *** ***
يا للأسف ، حدث ذلك في أحد أيام خريف السنة الماضية . كنتُ أصغي الى كلماتها الغريبة : لن تعثر عليّ بعد الآن . قالت / عطرها الشيطاني وقبعتها السريالية وبنطالها الجينز المزيِّن بنيران رغبات وجواهرها كثيرة اللهب . جعلتني
أرطنُ كمهندس في صيدلية . طوقتها حانقاً واضطجعتُ بشراهة فوق قبرها .
تنهدت كبرميل ورفعت أعمدتها الأثرية .
لا العطور
لا الأصباغ
ترمم برج بابل .
كان يجب اسكات الصرخات الرنّانة وعدم إدامة النظر الى هذه الجثة .
دائماً كنتُ أبحثُ عن متعة مناسبة . تصادفني في الدروب الموحشة
نساء قبيحات ، فتتكسّر أسلحتي .
*** *** ***
زوجة المختار لا تطحن القمح إلا في العيد .
*** *** ***
حشرجة انسان
أم طنين حشرات في ليل الشجرة ؟
اللوعة التي انحفرت في أرض الروح
لوعة اليأس الذي يعلو في كل آنٍ
هي نحيبنا المتكسر في المدن الغريبة .
*** *** ***
خرجنا من ليل يمّدُ أذرعه فيحضنه ليل أشدّ لوعة منه للقاء عويلنا ونحنُ في الظلمة الحانية علينا حنوّ أمّ . نتثاءب . نتمطى في بيوت العناكب. موتى من دون موت أو عصف رؤوم ، نترقبُ ضوء الصاعقة ونحلمُ بأرض جديدة .
*** *** ***
لا معة وسط الخراب شاهدة قبري .
*** *** ***
الشعراء أطفأوا نيرانهم وغادروا البلاد . أغلقوا أبواب الحدائق وتركوا أحلامهم وتراب قصائدهم . البلاد / الجنة . تهدمت وعصفت فوق عرصاتها الرياح .
ماذا تفعل البلاد حين يغادرها الشعراء ؟
ماذا يفعل الشعراء حين يغادرون البلاد ؟
- يحفرون أرضاً جديدة ويبنون المدن / اللهب ، لا تأوي اليها الخفافيش ولا الصرخات المكممة . تباركت مدن يبنيها الشعراء وتباركت جنة هدّمها القتلة .
*** *** ***
دمٌ / وفي ضفافه المتكسرة تتهدمُ نظرة الصقر للطريدة المعلقة مابين السقف والهاوية .
دم الشجرة
الرقبة المقطوعة .
*** *** ***
لريح الليل وهي تنوح خارج بيتي . لأغنية شجية أسمعها تأتيني من شمس العراق .
أمّد حبلاً يوصلني بدموعكِ ، وزهرة تمشي فوق نورها سنوات فراقنا القسري
وأنصتُ الى طنين النحلة في قصيدتكِ التي تحترق بصمتها المعذب .
*** *** ***
صوب القبر يسيلُ هذا الغناء
هاهي العظام صعدت في السديم .
*** *** ***
رجل وامرأة في الظل يعتنقان
رجل وامرأة في السرير يحتطبان
رجل وامرأة في الباب ينتظران
رجل وامرأة وحيدين يموتان .
*** *** ***
الضيف الثقيل يكسر السراج .
*** *** ***
اشرب خمرك في بيتك
يتجلى لكَ الله .
*** *** ***
شتاء العام الماضي كتبتُ في ملجأ قصيدة ولم أتممها . اليوم هربتُ من موتي . صارعتُ وانتصرتُ على قتلة . في حانة بكركوك حدّثني رجل تركماني عن رجال استخبارات
ينتظرون قدومي ، فتذكرتُ امرأة أودعتُ لديها قصيدة حبّ . الآن كل شيء يوحي بحدوث مجزرة . فوق جبل{ تاتان } أثناء خدمتي العسكرية ربيتُ في قصائدي دببة ودمامل
مرةً رأيتُ برودسكي يبول على حائط الدولة . كان يحملُ كتبه وعصاه ويتعثر في الثلج .
قواميسه ومحنته ذكّرتني برحلة طويلة سرقها منّي سركون بولص . النهار جنرال الصيف .
يفتح النوافذ ويدل النمور على قنديل الشاعر . يكسر سموات فوق الطاولة ويعبثُ بممتلكات فقيرة . الآن أحتاج صاعقة لأسترد عافيتي . أحتاج جهشات مدّوية لأسترد
صور أصدقائي القتلى . يدي وقد سقط منها الوشم ، سأبترها بمصافحة سرقة . سأغش اللاهوت أستعير استغاثة لص يغرق ، وعبر حشد سأصفر لحصان يعبر السكك الحديد .



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 3 نجوم الصيف التي لأثدائها مذاق الشفاعات -قصائد
- تمهيدات عظيمة للصعود الى ضوء القرابين
- معرفة أساسية .الحرب . الشعر . الحب الموت . 11 فصل من سيرة قي ...
- أرض خضراء مثل أبواب السنة
- 22 قصيدة
- نشيدُ محنتِنا الشَّبيهُ بالصَّلواتِ المزدوجةِ لنساءِ الإغريق
- أحلامٌ تذبلُ من شدّةِ الدّوي
- في ضوء السنبلة المعدة للقربان
- ولاء إلى جان دمو
- قصيدة عن عبقرية وحياة حسن النواب المقدسة والشجية


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - سور المدينة خصرها ووجهها الباب