أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - ولاء إلى جان دمو















المزيد.....



ولاء إلى جان دمو


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 964 - 2004 / 9 / 22 - 11:29
المحور: الادب والفن
    


تقديم: كمال سبتي
شعر نصيف الناصري..تقديم كمال سبتي
هذه القصائد ، من أجلِكَ أيُّها العزيز..

في ظهيرة أحد أيام الحربِ مع إيران، كنا أنا وجان دمو جالسيْن في مقهى حسن عجمي ببغداد حين جاء الشاعر نصيف الناصريّ بدفتر شعر.قال هذه قصائد عن جان،فاقترحتُ عليه قراءتها في المقهى حتى نستمعَ إليها كلنا. بدأ نصيف قراءة شعره عن جان وتجمّعَ الأصدقاءُ من روّاد المقهى ليستمعوا إليه.كنت أمعنُ النظرَ في وجه جان وقد بدأتْ ملامحُه تتغيّر حسب تعاقب حالات الدهشة والفرح والإعجاب بوجود صديقٍ شعريّ ، صديقٍ روحيّ يستطيع أن يقتنصَ حالة من حالات جان الغامضة شعورياً ويكتبَها في قصيدة نثر. تلك اللحظة كانت جلسة شعرية حقاً ، ولا أدري لماذا أحسبُ أنَّ تاريخها أبعد من العام الذي وضعه نصيف أسفلَ قصائده ،ووضعته أنا أسفلَ عنوانه الرئيس ؟
كانت بين القصائد ، قصيدة يقول فيها نصيف : جان دمو لا تذهبْ إلى المغرب/ ستعضُّكَ سميرة سعيد ، وجان دمو لا تذهبْ إلى لندن/ ستعضُّكَ مارغريت تاتشر. لكنني لم أجد هذه الجمل هنا ، وأحسب أن نصيفاً قد أهملها وهو الذي لا يهمل شيئاً يكتبه في قصيدة. هذه الإشارة تقودني ،أيضاً، إلى أنَّ نصيفاً ربما يكون قد أعاد اشتغاله الشعريّ ببعض قصائد دفتره ذاك لاحقاً.
كتبتُ مرة عن نصيف :
{ يستطيع نصيف أن يقول في شعرِهِ أيّ شيءٍ ، وتراه موَّظَفاً توظيفاً فنيّاً.
ويكتب نصيف شعره بقلبه - إِيقاع قصيدته هو دقاتُ نبض قلبه - وثمة فكرة في ذهنه : ألاّ يُشبهَ الشعراءَ الذين يسمّيهم الناسُ محافظين .
يسفّهُ نصيف هؤلاء الناسَ في شعره.
لكنَّ نصيف وهو يكتب بقلبه ، لا يتخلّى عن حساسية شخصية في اِختيار المفردة.. فهو يراقب قاموسه باستمرار.. أو قد يكون قلبه نفسه هو الذي يراقب قاموسَه باستمرار.
لقد خلق لنفسه ، بسببٍ من فهمٍ تلقائيّ للشعر ، وبسببٍ من طبيعة حياته الصعبة على الدوام ، قاموساً شعريّاً خاصاً لا يذكّر بالنمط الشائع من قصيدة النثر..ولن يجد القارىء كبيرَ عناءٍ في الإمساك بخصوصيّة نصيف في أية قصيدة كتبها.
مفردات نصيف الناصريّ ، هي قلبُهُ وهي أمُّهُ التي لم يرَها منذ زمانٍ ، وهي المرأة التي يُحبّها بقوّة ، لكنّها لا تحبّه ، خوفاً من حياته الصعبة.
وهي بضعة أصدقاء يحبّهم بقوة أيضاً.
وهي قراءاته.. ونصيف كان قارئاً للسريالية ، وللحداثة ، و للتصوف ، ولمنتخبات أخرى من التراث ، وقد لا يمرّ الآن يومٌ بدون أن يقرأ شيئاً من أبي نؤاس.}
ونصيف الناصري ..من مواليد إحدى قرى قضاء الرفاعي {مدينة الناصرية} عامَ 1960 ، جاءت أمّه حاملاً به من الأحياء الفقيرة في مدينة الثورة ببغداد إلى تلك القرية في قضاء الرفاعي لتُنجِبَه عند أمها القابلة المأذونة للقرية و لتغادر به مسقطَ رأسِهِ إلى بغداد ثانيةً بعد شهر من ولادته.
دخل مدرسةً لمحو الأمية، في مدينة الثورة ، عندما كان عمره خمسةَ عَشَرَ عاماً ، أنهى كورساً واحداً وأصبحَ شاعراً.
وينتمي نصيف الناصري إلى {خبطة} الجماعات السريالية والمسيحية والتركمانية وشعراء قصيدة النثر الستينية ، في الشعر العراقيّ ، التي لم تُنجِبْ ،على الرغم من كلّ صَخَبِها ، أبناءَ بررةً لها ، عديدينَ ، ويُحْسَبونَ في الشّعراءِ حقاً . وقد كنا شارفنا على القول بنهاية امتدادها الفنيّ والتاريخيّ في الأجيال فظهر نصيفُ الناصريّ،وشاء القدرُ الشعريّ أن يكونَ خريجُ مدرسةِ محو الأميّةِ هذا أشعرَ من غالبيّةِ آبائِهِ أولئكَ وأخلصَهم كلهم لدمهم الأول..
حين مات جان في مايس عام 2003 بإستراليا، اِنتظَرَ الأصدقاءُ مني أن أقولَ شيئاً ، ولم أقلْه.وكنت كلما أقرأ شيئاً لأديبٍ عراقيّ محبّ لجان العذراء{ لم يمارس الجنسَ مع أحدٍ ، قطّ ، في حياته كلها} أتشجّع على كتابة حياتي المشتركة معه، منذ تعرفتُ إليه في مقهى البرلمان عام 1975 ببغداد ، وبعد أن ترك الشقة المحاذية للمقهى ، التي كان يسكنها مع الصديق طالب حسن {المقيم الآن في ألمانيا} ، فالتَجَأ بعد سكنٍ هنا وسكنٍ هناك ، إلى قسمي الداخلي شتاءً وإلى غرفةٍ نبيتُ فيها معاً بفندق صيفاً.
لكنّ شجاعتي في الكتابة عنه تُشبِهُ شِهاباً يخطفُ أمامَ عينيَّ خطفاً.
قال لي نصيف بأنَّ جان بكى عندما عرف بأمر هربي من العراق في أواخر الثمانينيات فدمعتْ عيناي، فأقرأ هذه القصائدَ الآن فتدمع عينايَ وأشارك نصيفاً ولاءَه.


كمال سبتي



ولاءٌ إلى جان دمّو
- 1987 -

نصيف الناصري


{ ربما خلَّفوا وراءَهم اسماً مشرّفاً
ولكنه كلَّفهم حياةً من الحرمان }
تاو تسيان


1-العمودُ الطّوطميّ

تظللُ الراياتُ والمشاعلُ في ليلِ العراق قبرَ السياب
ولا تظللُ قبورَ الشّعراءِ الآخرين ،
أنحتُ اسمي في صاريةِ العمودِ الطوطميّ وأنتسبُ إلى القبيلة
تاركاً خلفي ميراثَ بلادي ومهاتراتِ أحزابِها الجليلة ،
بعد رحلةٍ طويلةٍ تحت الأهدابِ المُصفِرةِ للرعودِ والزلازل
بحثتُ عن النورِ العظيم للإيمان في [ أنشودة المطر ]
في [ أسمال الملوك ]، في لحاءِ شجرةِ الكستناء
في برق الياقوت ،
ينبغي أنْ نُصغي إلى صمتِ البراكين في قلبِ الشاعر
إلى تعثّر الأنهارِ وتعرجاتِها في جبينِهِ ، إلى نبضِ الصّخرة
على امتدادِ القانونِ الذي يزنُ رمادَ أسلافِنا وعباداتِهم المستريحة ،
جان دمو ، تقدمتُنا الأخيرة
عروقُ ذهبِنا القاسيةُ المنحدرةُ من أعماقِ انقساماتِنا المتصدِّعة
بين النورِ والظلمةِ ، والقبلةِ والمخلب .

السويد ، 2003 ، بعد موت جان دمو
القصائد الباقية كُتِبَتْ عام 1987



2-بورتريت

لا درايةَ له بالأوزانِ الشعرية
لأنَّ حياتَه [ حمّى مستمرّة ]
لا درايةَ له بالنساء
لأنَّ أمَّهُ التي أضاعَها في متاهةٍ تخشى عليهِ من القبر
لا يطمحُ إلى اِمتلاكِ شيءٍ ما
لأنَّ أحلامَهُ مسروقة
لا يُحبّ الملوك
لأنَّ شرطتَهم تُشبهُهم تماما
لا يُحبّ القوافي
لأنها تذكّرُهُ بالبعران
لا يحترمُ نفسَه
لأنه يحترمُ نفسَه .




3-أين أجدُكَ الليلةَ يا جان دمّو ؟


أين أجدُكَ الليلةَ يا جان دمو ؟
ها إنني مشيتُ النهرَ كلَّه ، أحرثُ أرصفةَ شوارعِ بغدادَ تحت
الأنقاضِ ، ومعي قصائدُ وشعلةُ جوعٍ ، محتقراً نفسي / ناظراً
إلى البيوتِ / النفايةِ / في ثيابي السودِ ، تحنّ إليكَ الثيابُ والأشجارُ
والمصاطبُ والأرصفةُ / نهارُ بغداد الآنَ مزركشٌ بالنساءِ وضحكاتهنَّ
السودِ / وحياتُكَ / حياتكَ مكتبةٌ تفوحُ منها عطورُ التشرّدِ والعوزِ
والفاقةِ / أين تنامُ الليلةَ يا جان دمو وجميعُ بيوتِ العالمِ تطردُكَ كما
طردتَني / وأنتَ بلا نقودٍ ولا حقيبة ؟[ صعلوكُ ، متشردٌ ، عجوز ]
أمسِ _ رأيتُ كتيبةَ خيالةٍ فتذكرتُ شبابَكَ في بيروت /
رأيتُ دبابةً فغنيتُ قصائدكَ للطيورِ والقططِ ، مهووساً بضجيجِكَ
وشتائمِكَ دخلتُ[ سوقَ السّراي ] / أيةُ كتبٍ ؟ وأيةُ ثقافات ؟
[ موسوعاتٌ ملأى بالقرود
نساءٌ بجمالِ الكلبات
أطفالٌ في الباذنجان ]
وأنتَ / يا جان دمو / ما الذي تفعلُهُ بجانبِ جريدةِ [ الجمهورية ]
تنبشُ بين الأطعمةِ المتعفنةِ في الشمسِ السوداءِ وترمقُ بحذرِ رجالَ
البلديةِ ؟ إلى أين ستذهبُ يا جان ؟
[ الأبوابُ ستغلقُ في مدى ساعةٍ
إلى أينَ تُشيرُ لحيتُكَ الليلة ] ؟
هل ستتعثرُ بقناديلَ وسجّاد ؟
هل ستتدثرُ بفراءٍ وروائحِ نساء ؟
جان / لا أستطيعُ العيشَ من دونِكَ / حياتي وحياتُكَ خلفَ سياجات
حظائرِ الخنازير / [ ولأننا لم نستطع التوقفَ للموتِ ] سآخذُكَ الليلةَ
إلى فندقِ [ عشتار _ شيراتون ] وستسخر ُمن بدلةِ النادلِ الذي يقدّمُ
الطعامَ / ستستغربُ من تسريحةِ شعرِهِ وأنتَ تطردُ العصافيرَ من صلعتكَ
الوارفةِ الظلال / ستنظرُ إلى ساعتهِ الكبيرةِ البرّاقةِ وينظرُ إلى حذائِكَ الجائعِ
كقبر / أهكذا قُضِيَ علينا أن نموتَ جوعاً هنا يا جان ؟
سأرافقكَ أيها القديسُ لتدلَّني على شمسِ الأبدية .






4-رسالةٌ إلى جان من الجبهة

شاعرٌ عموديٌّ في بغداد
يتأبطُ ساعدَ امرأةٍ فارغةِ البال
في شقة تتضوعُ بتعهراتِ وعطورٍ يكتبُ قصائدَ للحرب
شاعرٌ عموديٌّ محكومٌ بالأشغالِ الكلاسيكية في جيبه مسدسٌ
ومفاتيحُ ، عزيزي جان لا تستمعُ إلى الأناشيد الحربيةِ ، ترقّبْ
عودتَنا نحن الجنودَ الحزانى ، سنعودُ مثقلينَ بأغانٍ حيةٍ ونحدثكَ
عن الموتِ المجانيّ وقصفِ المدافعِ والطائراتِ ، ونهاراتِ الخنادقِ
الغائبةِ ، سنحكي لكَ عن مدنٍ وقرى ترفعُها القذائفُ الثقيلةُ
في الهواءِ ، لا عن رماحٍ وسيوفٍ وخيولٍ لفظيةٍ تغيرُ ،
هل تريد هدايا من الجبهة ؟
سنجلبُ لك أقلاماً ودفاترَ مجلدةً بشظايا قذائفَ لتكتبَ تأريخَ ليالينا .







5-جان ، أكملْ ، أكملِ القراءةَ الآن

جان ، أكملْ ، أكمل القراءةَ الآن
لقد جاءَ الليلُ بأعيادِهِ الكبيرة
يا لها من فرصةٍ جديدة
هنا لا يجيءُ المطرُ عاطلاً
سأطلبُ منه أن يمرَّ على [ كركوك ]
جان ، يمكنكَ أن تأتي الآن
سأسمعُكَ قصيدتي الجديدةَ ، وستقول لي :
[ كفى ، كفى ، اصمتْ يا مرحاض ]
سأحدثكَ وتحدثني عن سركون بولص وصلاح فائق والأب يوسف
سعيد ومؤيد الراوي ووالخ ،
جان ، هل يؤلمُكَ رأسُكَ الآن ؟
أكملْ ، أكمل القراءةَ الآن .



6-جان دمّو يذهبُ إلى أمريكا

جان ها جان هانانا
جان كا جان كانانا
كركوك ، بغداد ، بيروت ، هافانا
في نيويورك جان سكرن بيرارا
جغ : جغ : جغ : جغ : جغ :
جغ : جغ : جغ : جغ : جغ :
ميري ماري ميرارا را را را را را
بانك بانك كانك كانك
ديلي ديلي بيلي بيلي
دلدل دلدل ولول ولول سوانا .





7-من أجلِكَ أيّها العزيز

جان دمو ، هذا الغليونُ اشتريتُهُ منذُ عامٍ ونصف
من أجلكَ أيها العزيز
هذا السمكُ النهريُّ طبخته جيداً
من أجلكَ أيها العزيز
هذه العملاتُ الذهبيةُ الكثيرةُ ، سرقتُها
من أجلكَ أيها العزيز
هذه المجلداتُ الهيروغليفيةُ الضخمةُ ، ترجمتُها
من أجلكَ أيها العزيز
هذه الخطاباتُ الألفُ ، كتبتُها كلَّها
من أجلكَ أيها العزيز
هذه الفتاةُ الجميلةُ ، آويتُها الليلة
من أجلكَ أيها العزيز .




8-جان دمّو والجلاد

جان دمو : إنها أغنيةٌ يا سيدي
الجلاد : بل اِنها قنبلة
جان دمو : ولكنها أغنيةٌ لي سيدي
الجلاد : قلتُ لكَ انها قنبلة
جان دمو : لماذا لا نغني معا ؟
الجلاد : أخشى أنْ تنفجر
جان دمو : لن تنفجرَ ، أستطيعُ أن أؤكدَ ذلك
الجلاد : هيا ، ابدأ أنتَ أولاً
جان دمو: [ بامتعاض وهمس ، عيرْ بالحكومة ] اشتريتُ بنطالاً من الصّوف
الجلاد : [ مقاطعاً ومقهقهاً ] ونطَحكَ الخروف .



9-جان وصوفي

صوفي : اللعنةُ ، هيا ضاجِعْني
جان دمو : أوه ، يا إلهي ، اِذهبي إلى الجحيم
صوفي : ضاجعْني ، لماذا لا تضاجعُني ؟
جان دمو : اذهبي ضاجعي نفسَكَ بقضيبِ حصان
صوفي : اللعنةُ ، ولكنَّ الحصانَ يرفس
جان دمو : ضاجعي نفسَكَ بقنبلةٍ نووية
صوفي : أوه ، اللعنة ، مهبلي سينفجر
جان دمو : اِدهنيه
صوفي : دهنتُه
جان دمو : اِفركيه
صوفي : فركتُه .





10-جان دمّو يكلِّمُ الكلابَ المسعورة



جان دمو الوقور
جان دمو صاحبُ الفخامة
جان رجلُ الحصافة
يسيرُ متباطئاً ويسحلُ مؤخرتَهُ التي عضَّها كلبٌ مسعور
في الحديقةِ المجاورةِ لدائرةِ الإطفاء ، يحاولُ الجلوسَ بصعوبةٍ بالغة
جان صاحبُ الفخامةِ يتأوَّه
رأسُهُ مصدوعٌ ومستعر
رقبتُهُ النحيلةُ تكادُ تنفجر
ظهرُهُ الشبيهُ بأرضيةِ محطةِ وقودٍ ، مقوَّس
جان دمو يكلِّمُ الكلابَ المسعورة ، عوعو عوعو عوعو عوعو عوعو .




11-جان دمّو يُمثِّل


جان دمو في مدرجِ الجامعةِ ، يلقي الحَبَّ للحمام
جان دمو يُمنَحُ شهادةَ دكتوراه
جان دمو يُخرجُ فيلماً
جان دمو يخلصُ من السّجن
جان دمو زعيماً مرةً أخرى
جان دمو على شجرةٍ يقطّعُهُ الجنودُ بالحراب
ماتَ الجنود
جان دمو يُحضِرُ الزهورَ لقبورِهم .






12-ملوكُ جان دمّو الخردة

لأنَّ عهودَهم انقضَتْ
وسطواتِهم لم تعدْ تخيف
لأنَّ أمجادَهم أصبحتْ شواهدَ قبورٍ وعروشَهم تحطَّمتْ
لأن صولجاناتِهم أصبحتْ فزاعات
اشترى جان دمو ثلاثةَ ملوكٍ من سوقِ الخردة
صاحبُ الجلالةِ الأولُ من العهودِ السومريةِ ، شبهُ إله
وصاحبُ الجلالة الثاني ، رومانيّ ، دكتاتورٌ متسلط
والثالث ، جلالتُهُ هنديٌّ أحمرُ من الأزتيك ، يضعُ فوق رأسِهِ
ريشَ نسور ،
والآن _ جان دمو مبتهجٌ بملوكِهِ الثلاثةِ ، يربطُهم فيتشقلبون
يضربُ بالطبلِ فيرقصون
يحاولُ سرقةَ جارِهِ متنكراً فيعوون
وحين يطلبُ منهم النزولَ إلى النهرِ لاصطيادِ السمكِ يهرولونَ عراة
لكنهم يخفقونَ فيصطادونَ إطاراتٍ معطوبة ،
ملوكُ جان عهودُهم انقضتْ
وآلهتُهم اندثرتْ
وشعوبُهم أبيدتْ
وأمجادُهم انتهت
وسطواتُهم لم تعدْ تخيف .







13-جان دمو ، لا تذهبْ إلى بيروت

جان دمو ، لا تذهبْ إلى بيروت
ستلقي القبضَ عليكَ جماعةُ الأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المُنكَر
لا تذهبْ إلى بكين
ستضيعُ في زحمةِ البشرِ وطبعاتِهم المكرَّرة
لا تذهبْ إلى موسكو
سيحقدُ عليك مومياءاتُ الكرملين
لا تذهبْ إلى موريتانيا
ستسألكَ شرطةُ الجوازاتِ في المطارِ عن أوزانِ الخليلِ والشعرِ البدويّ
لا تذهبْ إلى أثينا
سيسرقكَ تجارُ الآثارِ الآشورية
لا تذهبْ إلى تدمر
سترسلكَ الملكةُ زنوبيا في حملةٍ عسكرية
لا تذهبْ إلى روما
سيعتقدُ البابا إنكَ التجلّي الأخير للسيد المسيح .





14-جان دمو ، لا تذهبْ إلى القبر

جان دمو ، لا تذهبْ إلى القبر
اِتركِ القبرَ للبراميلِ الكلاسيكيةِ وكتّابِ العرائض
تعالَ بأسمالكَ المتهرّئةِ لنتوّجَكَ ملكاً
سنحتفلُ راقصينَ في العراءِ يسبقُنا سكرُنا وصخبُنا
سندلكَ على شعراءَ تركمانيينَ مسيحيينَ وشيعةٍ وقصائدَ مخفية
سنُريكَ نموراً وجنرالاتٍ يتنزهونَ بملابسَ من القرنِ الثاني للهجرة
سنرقبُ تكشيرَكَ الغنائيَّ تحتَ شمسِ الصّيف
وفي فندقٍ شعبيٍّ [ بالباب المعظَّم ]
سنتضرَّعُ طالبينَ حنانات
نصطادُ من خلالها أيائلَ وإوزّات ،

جان ، لماذا تبدو جواربُكَ في النهارِ شبيهةً
بمشداّتِ الصدر ؟


15-زيارة إلى بيت جان دمو
ذهبتُ إلى جان دمو
قالَ لي جان : { كيف حالُك } ؟
وأنا أيضا قلتُ : { كيفَ حالك } ؟
بعدَ لحظاتٍ قال لي : { ادخلْ إلى البيتِ الخ}
قلت : { يا جان / نادِ أولادَكَ ليأكلوا معي هذه المعكرونة }
قال جان : { أوه / الأولاد أكلوا وذهبوا ليناموا }
قلت : { أوه / أنتَ هكذا دائماً يا جان / نادِ كلبَك الكبير }
قال جان : { أوه / لقد أكلَ الكلبُ وذهبَ لينام الخ } .

16_ كلبُ جان دمو

كلبُ جان دمو المربوطُ بجذعِ صفصافة
يبدو غاضباً هذا اليوم
لم ندرِ لماذا رفضَ الطّعامَ الذي أحضرناه
ولم يهزَّ ذيله ؟
تضرَّعْنا وتوسَّلنا كثيراً
لكن من دونِ فائدةٍ تُرْجى /
حينَ همَمْنا في الذهابِ / نظرَ إلينا جان بغضبٍ وقال مزمجراً :
_ { يا أولادَ 331 عاهرةً / لماذا لم تجلبوا معكم قارورةَ خمر } ؟

17_ جان في الكنيسة

جان دمو يجلسُ على الكرسيِّ في الكنيسة
ويعترفُ للكاهن
كانت الدموعُ الغزيرةُ تنهمرُ من عينيه
وهو يُدلي باعترافاتِهِ
_ { لا تخفْ يا بُني }
قال الكاهن
_ { الكلُّ مجرمون
الملكُ والأم
وأنا وجميعُ القاذورات } .

18-جان دمو والكهنة
كهنةٌ من كركوك
حضروا لتشييعِ جنازةِ راهبة
اغتالَها لصوصٌ عند نبع /
في الطَّريق
قربَ منزلٍ يعرّشُ فوقه الضّباب
استوقَفَهم جان دمو وقال :
_ { أين تذهبونَ بهذه العاهرةِ يا كلاب } ؟

19-جان دمو ومؤتمرُ الحيواناتِ البرية

العام الماضي
تعوَّدَ جان دمو أن يذهبَ كلَّ مساءٍ إلى حديقةِ الحيوانات
يجلسُ على مصطبتِهِ المفضَّلةِ ويقرأ مجلةً أو كتاباً
وحين تجلسُ امرأةٌ قربَهُ / يتظاهرُ بعدمِ الاكتراث /
ذاتَ يوم / أثناء مؤتمرٍ للحيواناتِ البرية
جلستْ إلى جانبِهِ زرافة
صفعَها جان دمو صفعةً قويةً وذهبَ يقهقُهُ منتصرا .

20- مرضُ جان دمو

بعد مرضِهِ الأخير
ذهبَ جان دمو إلى كركوكَ ليشتري بطيخةً وزجاجةَ خمر
في الطَّريق
صادَفَتْهُ فلاحةٌ عجوزٌ تبحثُ عن ابنٍ لها فُقِدَ في الحرب
قالت : { أيها السيِّدُ هل رأيتَ وحيدي } ؟
قال جان : { أيَّةُ بطّيخة } ؟

21-احتراقُ بيتِ جان دمو

الإطفائيّونَ مرَّةً أخرى
يا للنكبة
من المؤكدِ إنَّ بيتَ جان دمو قد احتَرقَ الليلة
جلبنا مياهاً من النهر
أحضرَنا أكياسَ رملٍ من الشاطئ
هكذا جان دمو دائماً
كلما يلمحُ امرأةً ترتدي الميني جوب
تشبُّ النارَ في مرحاضِ بيته .

22-جان دمو يستعيدُ ذاكرته

أمامَ قبرٍ ربَّما من العهودِ السومرية
وقفَ جان دمو يعدُّ الأيام:
أمسِ الاثنين
غداً الأحد
اليوم الجمعة .

23-جان دمو يُعرِّفُ الحب

في بيروت
حين كانَ جان دمو يتسكَّعُ من دونِ جوازِ سفر
أو أوراقٍ ثبوتية
ألقت القبضَ عليه الشرطةُ اللبنانية
وبدلاً من تسفيرهِ إلى العراق
طلبوا منه أن يُعرِّفَ الحبَّ /
شحذَ المسكينُ انتباهَهُ طويلاً لكي يجدَ الجواب
فكَّرَ طويلاً
أخيراً
جرحَ أحدَ أصابعِهِ واستأنفَ يعالجُ نفسَه .

24-بقرةُ جان الهائجة

تنطحُ الفضاءَ والكنيسة
تنطحُ النظامَ والفوضى
قرناها يهرسانِ السنبلة
وعظمةَ الكلبِ الوحيدة /
معذورةٌ بقرتُكَ الجليلةُ يا جان
معذورة
معذورة
معذورة
تعبتْ خلفَ الركضِ وراءَ الحكمة
وانتظرتْ حتى فرغَ الكهنةُ والساسةُ من جميعِ الطقوس .

25-موعظةُ جان دمو

قال جان يعظُني
_ { يا مرحاض / المالُ يستفزُّ اليدَ ويصيبُها بالحمّى
المالُ يحرِّضُ العينَ الصّافيةَ على الخزر
المالُ يجلبُ المرضَ ويقصرُ النفس /
يا مرحاضُ / اِلقِ بالذهبِ في هوَّةٍ عميقة
سوف ينبتُ اللبلابُ في الصّخور
ويغيّر الحمارُ نهيقَه /
المالُ يوقظُ الديك
ويجعلُ الكلابَ تعوي في ليلِ الحديقة /
يا مرحاضُ / هذه الحجرُ الصَّلد
هذه القبلةُ الوحيدةُ من الفم
أجملُ وأرقُّ ملامسةٍ من الذهبِ وبريقِه .



26-يدُ جان دمو
يدُ جان المُعلَّقة / ترقبُ النملَ والظلام
والزهورَ الناشفةَ فوقَ الأضرحة
يدٌ وحيدةٌ في شجرة
ترقبُ صعودَ الأكمام
طائرٌ / سيأتي هذا المساءَ من كركوك
ويقول لها : { احفري قبراً / سترحلُ أصابعُكِ إلى
صحراءَ لا مرئية }
لكنَّ يدَ جان المسكينة / تودُّ لو تحيا يوماً آخر
لترى الصيفَ والشمس /
أيامُها خيوطُ دخانٍ تتدلى من وشيعةٍ قديمة
_ لماذا تموتُ مبكّرة ؟
_ لأنَّ الشمسَ تهزُّها /

بدلاً من غصن
يدٌ مقطوعة .



27-رسالةٌ من شاعرٍ ألماني إلى جان دمو

جان دمو / جان دمو / أيّها الذي بلغَ الخمسمائة من العمر
على جمجمتِكَ الصَّلبة أضعُ هذه الباقةَ الجافةَ من الكلمات
وليكنْ سراً بيننا / إنَّ لدينا كلَّ المبرراتِ للإعجابِ بك
وأنتَ متعبٌ وضامرٌ التَهَمَتْكَ النَّظريات /
جان / أيها الوغد
انك آدمُ العتيقُ الذي ذهبَ في الناس مثلاً
هكذا أشيدُ بقصائدِك /
أيها الأخُ جان / سأضعُ هذا على الدوام موضعَ الاعتبار
ولما كانت أكاذيبُكَ تحدثُ غالباً في الحقيقة
فإنني سألعنُ يدَكَ المهيضة .


28-أعداءُ جان دمو

أعداءُ جان دمو طحالبُ طحالبُ طحالبُ
طحالبُ طحالبُ
طحالب
لا مصابيحُ ، لا عطورٌ
لا مدافعُ يسطعُ وميضُها فوق جحورِهم العفنة
أرواحُهم تلفُّها الطحالب
أفكارُهم المستورةُ تحتَ رمادِ التكهناتِ طحالبُ
طحالبُ طحالبُ طحالبُ
طحالبُ طحالبُ
طحالب
بيوتُهم تسيّجها الطحالب
قبلاتُهم
أسرّتُهم
أيامُهم
كتبُهم
خزاناتُهم تلفُّها الطحالب
ترصدُهم النار
وكلماتُهم طحالب
طحالبُ طحالبُ طحالبُ
طحالبُ طحالبُ
طحالب .



29-المروحةُ ، رأس جان دمو

اضطجعتُ على فراشي
وفكَّرتُ في هذه المروحة التي تحرّكُ الهواءَ في الغرفة
من أينَ جاءت ؟
من الذي وضعَها هنا ؟
وفجأةً تذكرتُ إنها رأسُ جان دمو /
داهمتُهُ ليلةَ البارحةِ وهو يهمُّ بسرقةِ نقودي
فرَّ هارباً وتركَ لي رأسَهُ
علامةَ تذكار .



30-بركاتُ جان دمو

جان دمو يباركُ النارَ والعظمَ والسنديان
يباركُ الفضاءَ والكهفَ واللاهوت
لأنه لا يملكُ حفنةَ تراب /

جان دمو يباركُ الصباحَ والقبرَ والحقيقة / والطبيعةُ يباركُها
لأنَّ العالمَ يغرقُ في الخطيئة / ولأنه يحلمُ بالحرائقِ والطوفانات /

جان دمو يباركُ الرحمَ والشمسَ والليل / والوردةُ يباركُها
لأنها تمنحُ روحَه السأم
ولأنه يحلمُ بالجحيم والعذاب الأزليِّ /

جان دمو يباركُ الطيرَ والصحراء / والغنائمُ يباركُها
لأنه يحلمُ بعهودٍ جديدة تغسلُ خمولَ العالم
وتعيدُ للحياةِ بكارتَها المنهوبة .


31-تركاتُ جان دمو

يذهبُ جان دمو إلى القبر تاركاً قصائدَهُ وشتائمَهُ وتجديفا تِه
يذهبُ جان دمو إلى القبرِ تاركاً خمرتَهُ وسهراتِهِ ومراصدَهُ
يذهبُ جان دمو إلى القبرِ تاركاً معاجمَهُ وتراجمَهُ وأسلحتَهُ
يذهبُ جان دمو إلى القبرِ تاركاً قطتَّهُ وأسمالَهُ وديعةً عندَ الصعاليك .


32- مديح إلى جان دمو

الأبُ الرحيمُ بلحيتِهِ الذهبية
بثدييهِ اللذينِ يُشبهانِ الينابيع
ينامُ في حديقةِ الآلهة
عيناهُ كوكبان
يداهُ غيمتان
الطيورُ / الطيورُ الزّرقُ حارسةُ وجهِهِ الإلهيّ
تشعلُ اللهبَ حولَ الحديقة
تطيرُ اليعاسيبُ فوقَ وجهِهِ
تصعدُ الزهورُ فوقَ رقبتِهِ
وتكبرُ الحقيقة .


33-ملائكة جان دمو

قال لي عندَ مدخلِ الجحيم
_ { أنا السيدُ السرياليُّ الوحيدُ / أنا جان دمو } /
وكنتَ لا أزالُ أفكِّرُ في الملائكةِ ومدى شَبَهِها به
وبسرعةٍ أدركتُ لماذا يريدُ كلُّ شخصٍ أن يذهبَ
إلى الفردوس /
وأخيراً سألتُهُ _ { هل تعرف الملائكة ؟}
أجابَ : { أجلْ ، لماذا ؟}



34-جان دمو والشيطان

جان دمو في ليلِ الوردة
الشيطانُ في العطر
جان دمو في البحر
الشيطانُ في السَّفينة
جان دمو في الصَّحراء
الشيطان في الواحة
جان دمو في الظَّلام
الشيطانُ في النّور
جان دمو في الطّفل
الشيطانُ في الأب
الشيطانُ في البئر
جان دمو في الدّلو
جان دمو في السّماء
الشّيطان في الأرض .

35-امتحانُ جان دمو

1 _ ما هوَ القبر ؟
2 _ القبرُ منفى لاهوتيّ
1 _ ما هيَ الظلمة ؟
2 _ الظلمة باخرةٌ تغرق
1 _ ما هيَ الدمعة ؟
2 _ الدمعة سدٌّ يجرفُهُ الطّوفان
1 _ ما هو العش ؟
2 _ العشُّ مستشفى
1 _ ما هي الزَّهرة ؟
2 _ الزهرةُ ذبيحة
1 _ ما هو الجسد ؟
2 _ الجسدُ غيمة
1 _ ما هيَ الحرب ؟
2 _ الحربُ زريبة .



36- وصايا جان دمو العشر


لا تصطدْ في الذكرى
ربما يَعْرى الميّت /
لا تلمسْ قبرا
ربما تخونكَ امرأة /
لا تتعرَّ في نهر
ربما يغتالكَ رجالُ المطافئ /
لا تسافرْ في النهار
ربما تصلُ متأخراً /
لا تركبْ دراجة
ربما تدهسُ غيمة /
لا تصبغْ منزلا
ربما يسطو عليهِ اللصوص /
لا تتزوجْ
ربما تُصبحُ لوطيّا /
لا تطمحْ أن تكونَ شاعرا
ربما تطاردُكَ في أحلامِكَ النمور /
لا تكنْ فندقاً
ربما تُصبحُ مرحاضا /
لا تكشفْ عورتكَ في الحمّام
ربما يمارسُ جارُكَ العادةَ السرية .


37- أحلام جان دمو

في الحربِ / وسطَ حقولِ الألغام
يتنزَّهُ جان مع القتلى
القتلى في الرّماد / الرّمادُ في القتلى
يسمعُهم
يسمعُ همساتِهم الذهنية
موتاهُ المفتونونَ بالأطوارِ الغريبة
{ س } { ن } { ع }
هو يقولُ أنا أقولُ هي تقولُ أنا أقولُ هو يقول
عزيزي { س } في أيِّ مستشفى تشربونَ الشايَ اليوم ؟
الرجلُ ضبع سكر دقيق سمك أزرق ألوان سمكاء
سكر كرس كسر كرت كرررررررررت كرررررركت /
جان دمو يغني مع القتلى في الحرب /
صباحُ الخيرِ يا روابي
صباح الخير يا طرائد
صباح الخير يا كنايات /
يموتُ الجنديُّ حزيناً في الحرب
والمجنونُ فوق شجرة
يموتُ المغني في السجن
والحدّادُ في المرحاض
يموتُ الضابطُ في أستِ بغَل
والقابلةُ في كهف /
كانت الأحلامُ معروفةً لدى قدماءِ الآشوريين
وكان جان دمو يصعَدُ من دخانِها خفيفاً كالحلزون ،



38-مرثية إلى جان دمو

لا يوجدُ حارسٌ لحمايةِ جثتكَ يا جان دمو
أنت الأكثرُ شبَهاً بالشّيطان
كنتَ رجلاً مريضاً على الدوام
تبكي كلَّ يومِ أحدٍ عندما تشاهدُ نفسَكَ في التلفاز
[ وعلى الرغمِ من أقوالِ الصحف / فأنك لم تكنْ مثقفاً أبدا ]
الآن أبكي حداداً عليك
البكاء يغسلُ الأحقاد /
وداعاً يا صديقي الإله
موتكَ كانَ له أثرٌ بالغٌ في مسارِ الشعر الحديث
وأنتَ تمثلُ دورَ السيدِ البدينِ صاحبِ دار النشر
لكنك كنتَ متورطاً بأشياء يعاقبُ عليها الرئيس /
وداعا أيها الطفل
يا من كنتَ لا تعترفُ إلاّ بعبقريتين :
التجديف والجحيم
وبدلاً من أن يخنقَكَ عطيل / ذهبتَ إلى الهاوية وحيداً /
وداعاً / وداعاً / وداعاً /
لماذا ذهبتَ إلى الأبديةِ وفي جيبِكَ أقراصُ فاليوم ؟

كانت مراسيمُ الدفنِ حزينةً جداً / جدا
بكى الجيرانُ قائلينَ : { آه / أيها السّيدُ اللطيف / كم كان يحبُّ
الشكولاته / مسكين / مسكين / مسكين /
كم كان يحبُّ الشكولاته } /
ويقالُ أنَّ عانساً عدوةً لقصيدةِ النثر / اشترتْ أربعةَ أطقمِ أسنان
من النيكل / لتهزأ من مراسيمِ الدفن .

القصائد كُتِبت في عام 1987 بغداد/ أربيل


* قصائد { ولاء إلى جان دمو} جزء من مجموعة مهيَّأة للنشر بعنوان:{في ضوءِ السنبلةِ المعدّةِ للقربان}..



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة عن عبقرية وحياة حسن النواب المقدسة والشجية


المزيد.....




- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-
- أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة
- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...
- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - ولاء إلى جان دمو