أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - قصيدتان














المزيد.....

قصيدتان


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 2371 - 2008 / 8 / 12 - 10:38
المحور: الادب والفن
    


العودة الى النوم
أريدُ أن أبدل زوجتي العزيزة بفتاة أجملُ منها طقساً
وأكثر ربيعاً ، لكنني أعاني من مشاكل كثيرة في تقلبات
عاطفتي وفي العادات .
في الجميلة الصغيرة والشقراء ، بعد أن جرّبتها مرات عديدة
اكتشفتُ ما كنتُ أبحث عنه منذ سنوات ،
النجوم الخضر لسرتها الإلهية في سماء السرير
وحرير جسدها اللمّاع مثل الخوخ
ولهاثها العنيف وتنفساتها النووية
ونفخها الوحشي للنيران في الأعماق الخطرة للرغبة ،
وفي زوجتي ، تكمنُ أولى مصائبي ، في خوفي من فقدانها و تعوّدي عليها
وعلى مناكداتها المستمرة .
بعد أن غاصت في نسيم النوم ليلة البارحة الى العنق وراحت
تشخرُ مثل الخنزير . انسللتُ من تحت هاوية الغطاء وذهبت ُ
الى المطبخ كاللص . أغلقتُ ليل الباب وشربتُ الكثير
من كواكب البيرة الثقيلة وهجمتُ على الثلاجة وأكلتُ قناديل الرز
ونصف دجاجة مشوية . هي تمنعني دائماً من تناول الطعام
بعد الساعة التاسعة مساء حتى لا يظهر لي كرش كبير .
لكن صخور الطعام التي هوت في جوفي ، والبيرة الثقيلة 7 فوليم جعلاني
أشعر بالتخمة ولم أستطع الاخلاد الى النوم .
كنتُ أفكر في ماضي حياتي ولمع في ذهني نشيج
قصيدة . ما أن بدأت كتابة السطر الأول منها ، حتى جاءت مكفهرة
مثل سماء الافلاس
تطلبُ مني العودة الى صخور النوم
أعرفُ لماذا تريدني أن أنام
لكنني لا أستطيع أن اضطجع الى جانبها وأنا متخم وسكران .
غداً ستسافر مع مجموعة من السياح الى فيتنام لمدة اسبوعين .
أحاولُ بعد أن جاهدتُ وأشبعتها مكرهاً ، أن أدخر بقايا طاقتي الى الجميلة الصغيرة .
يا إلهي
اللعنة على وشيعة أيام حياتي التي احترقت في ظلام العراق .
20 سنة أمضيتها في الاستخدام اليومي للعادة السرية في
الثكنات والسجون والبارات والمقاهي
وفي السويد 3 سنوات على أولئك الذين يكتبون تعليقات
سيئة ضدي في موقع ايلاف كلما نشرت قصيدة جديدة .

7 / 8 / 2008 مالمو

نسيان الأشياء الثمينة المسروقة مني

يزيدني المنفى في كل يوم جمالاً وغرابة .
ويموت العواء خارج نوافذ حياتي
وفي كل حين ، يزيدني التقدم في السن القدرة على
نسيان الأشياء الثمينة المسروقة مني .
في طفولتي وشبابي عانيتُ من قبح شكلي وهزالي
وفي جحيم الحروب كنتُ أشبه الجنود الذين خدمتُ معهم
في الخنادق والثكنات .
في شمس { مالمو } اللازوردية . ثالث مدن السويد حيث أعيش منذ 10
سنوات . تقطنُ أجناس من البشر من 165 دولة . لا صعلوك أشعث فيهم
ولا شاعر بوهيمي يشبهني . الآن بعد أن أطلتُ شعر رأسي
بسبب العقوبات العسكرية الدائمة التي مورست ضدي في سنوات الحرب
والأطعمة والأشربة التي تأتي من كل دول العالم ،
وأنواع العطور و الشامبو ، والمراهم المغذية للجسد والبشرة والاستحمام
اليومي أكثر من مرة في البانيو .
تغيرت صورتي
وتغير شكلي.
قبل أيام كنتُ قد نثرتُ شَعري بعد أن صبغتهُ ودهنتهُ على الطريقة
الأمريكية اللاتينية وارتديت تي شيرت فيه كتابات لا أفهمها .
صعدتُ فضاء الباص أريد الشراب بحانة في وسط المدينة .
رآني شخصان عراقيان يبدو انهما قدما حديثاً الى هنا ولم
يحصلا على الاقامة الدائمة بعد .
استفزهما شكلي وملابسي وشعري النكَرو الطويل والبيرية .
- لَك هسه هذا القواد مو تقوم له بالقندرة هو وبيريته ؟
- لَك إي بشرفي .
ما أن تخطيتهما بمقعدين حتى رأيتُ زوجة صديق جالسة
فألقيتُ عيها التحية وسألتني عن الحال وتحليق طائر السنونو الى الأعشاش القديمة .
العراقيان اللذان استفزهما شكلي وشَعري وحسباني من بلاد غريبة
نزلا بسرعة من الباص والأول يقول الى الثاني :
- لك انزل . انزل هذا عراقي وليس من أمريكا اللاتينية .
نزلا من الباص واختفيا بسرعة .
متُّ من الحزن
ومتُّ من الفرح .
كان بودي التعرف اليهما ودعوتهما الى ضحى حانة أو الى البيت .

يزيدني المنفى جمالاً وغرابة في كل يوم
وتزيدني حياتي في العراق أسىً ولوعة .

7 / 8 / 2008 مالمو



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلوات الكاهن الغجري الى السيدة الشفيعة المعشوقة والفانية
- كتاب الحكمة الغجرية
- 3 قصائد
- 4 قصائد
- عبد الرحمن الماجدي في مجموعتيه الشعريتين { أختام هجرية } و { ...
- 10 قصائد
- 8 قصائد
- الجثث مجهولة الهوية ببغداد والإرث العراقي في القتل
- معرفة أساسية :الحرب . الشعر . الحب . الموت . الفصل 12 الأخير
- نجوم اسمكِ وهندباء مؤامرات شفته المكشوفة للعقيق
- الأرض الغنائية الشقراء لشفتكِ وقناديلها التراتبية
- صمتكِ الذي يتصدر الشجرة الكبيرة المحتاطة على هاويتها
- سهر الانسان المنبطح على ليل الغابة الفانية
- صقركِ المنقلب باتجاه اللحظة الأخيرة للرغبة
- الشاعر . الصعلوك . الشحاذ . الكحولي
- مجموعة جديدة للشاعر العُماني زاهر الغافري
- الحجارة الكريمة لانتظارك بين شواطئ الزمان المتهدمة
- سور المدينة خصرها ووجهها الباب
- 3 نجوم الصيف التي لأثدائها مذاق الشفاعات -قصائد
- تمهيدات عظيمة للصعود الى ضوء القرابين


المزيد.....




- إبراهيم قالن.. أكاديمي وفنان يقود الاستخبارات التركية
- صناعة النفاق الثقافي في فكر ماركس وروسو
- بين شبرا والمطار
- العجيلي... الكاتب الذي جعل من الحياة كتاباً
- في مهرجان سياسي لنجم سينمائي.. تدافع في الهند يخلف عشرات الض ...
- ماكي صال يُحيّي ذكرى بن عيسى -رجل الدولة- و-خادم الثقافة بل ...
- الأمير بندر بن سلطان عن بن عيسى: كان خير العضيد ونعم الرفيق ...
- -للقصة بقية- يحقق أول ترشّح لقناة الجزيرة الإخبارية في جوائز ...
- الكاتبة السورية الكردية مها حسن تعيد -آن فرانك- إلى الحياة
- إصفهان، رائعة الفن والثقافة الزاخرة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - قصيدتان