أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - قداس جنائزي الى السيدة الشفيعة














المزيد.....

قداس جنائزي الى السيدة الشفيعة


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 2960 - 2010 / 3 / 30 - 00:40
المحور: الادب والفن
    



حشرات المساء اللزجة تطنُ في سقوف شجرة نومكِ ، وتشعرين بالاشمئزاز
من حاضركِ عند النافذة المتصدعة لأحلامك الفقيرة . هل تنتظرين تلويحة ما ،
أو نسمة شاطىء غريب من عشاقكِ القدامى ؟ ربيع سنوات شبابكِ المتأرجحة
ما بين قرنفل الينابيع ونار الحجارة الكريمة ، أطفأت مصابيحها قوارب محملّة
بعطايا قراصنة عجائز . في يدكِ الآن سكين فضة حادة ، لكن الفاكهة متعفنة
وشراع العمر يغطس في الظلال المعتمة للكهولة . لا الترقبات الشفيفة للأمل
ولا النسيان يفتحان لكِ الأبواب الخضر للحديقة المفتوحة صوب الأبدية .
بعد 12 عاماً تحت أضواء غيوم أرض البارفاريين ، ذبلت الأوراد الإلهية
لجبينكِ المرصع بالجزر والنجوم الغريبة ، وأطفأت نيرانها الأحلام .
لماذا تنزفين حجارة دموعكِ على أسوار القصور ، وتخفين نيران قصيدتكِ
ما بين خزانات المال والركض ما وراء لا فائدة ترجى منه ؟ تغريدات طيور
اوبرالية صعدت معي الحافات الحادّة للصلاة ، وأنا أتضرعُ الى الصيف من أجل
أن يمنحكِ اشارة أو ايماءة تدلكِ على الينبوع المتدفق للحياة . في الرزم المصفوفة
الكبيرة للمال ، نضيع أغصان طفولتنا ويهجرنا الحلم المقتول للحمامة . هل تحتاجين
الآن في ضفتكِ المعزولة الى ضمادات لروحك المحدقة في فراغ الماضي ؟
صفرة أشجار حياتكِ وساعاتها المتعجلة ، تتسع في انغلاق الظلام على منحدرات
موتكِ وأشواكه العالية . عيناكِ تحدقان في النسيج الغامض للنهاية التي يجرحها العدم .


29 / 3 / 2010 مالمو






في لحظة الحضور


يضيء نور وجهكِ الألاء ، الشواطىء المتغضنة لليل محنتنا في الهاوية المستلقية للعالم
وغيومكِ المرصعة بالفضة المشعشة للفصول ، تسهر فوق الرمال الخضر لنهود فتيات الموتى
الذين أضاعتهم هجراتهم ما بين البحر والصحراء . أنتِ قنديل صيف يتوغل في الممالح الكبيرة لدموعنا ، ونحنُ ننتظر مواثيق شريعتكِ ، وهي شريعة الحبّ في المنتجعات الموزونة التي
تحرسها الطيور البحرية ، ومثل برق أحلام يزيح الصموغ عن نوافذ شجر كستناء تلهفاتنا في
الظهيرة المقنعة والمتعفنة ، نحاول الامساك دائماً بما تتعذر رؤيته ، والنبضات المقيدة للزمن
في الظلمة العتيقة لساعاتنا التي يلفها الرعب ، هي ما نأمل أن تكون الأكثر صفاء في لحظة
الحضور . لا أصداء الآن . لا صرخات يمتصها الفراغ اللامع للحظاتنا ما بين الأضلاع المتحطمة
للعالم . الموتى هنا ، يتقدمون فجر الينبوع ، وحصادهم تنبهات أجنحة تخفق في برد الصوان .


24 / 3 / 2010 مالمو



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشواطىء المهدمة للزمن
- النوم الأبدي
- تجربة مع الموت
- كتاب { العودة الى الهاوية } في الشعر العربي الراهن
- مجموعة { في ضوء السنبلة المعدة للقربان }
- مجموعة { نار عظيمة تحمي الياقوت }
- مجموعة { الأمل . أضداده . خيّاط الموت . نار الأبدية }
- كتاب { الأنهار الكبيرة المتعرجة } ردّات واندفاعات الشعر العر ...
- كتاب { خديعة السنبلة . شهادات } في شؤون وشجون اللحظة الراهنة
- كتاب { معرفة أساسية . الحرب . الشعر . الحب . الموت }
- أشياء ما بعد الموت
- مرثيتان
- ما ينشده الشيوخ المحقى
- كتاب صوت سنبلة قمح لم تولد
- مرضعات الموتى
- العتمة اللامتناهية للفناء
- يموت الدكتاتور ويبقى الشاعر
- سهر الشجرة وعطورها المنذرة
- أجمل العيش ، عيش التشاؤم والشقاء
- للخلاص من رطوبة السنوات التي عشناها


المزيد.....




- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - قداس جنائزي الى السيدة الشفيعة