نصيف الناصري
الحوار المتمدن-العدد: 2982 - 2010 / 4 / 21 - 23:18
المحور:
الادب والفن
اكتشفت الحيوانات في عصور الزمن الجيولوجي الالوهة قبل الانسان
وصلّت لمعبوداتها في هجراتها الكبرى بين التغيرات العظيمة لمناخ العالم
كل صلاة فراشة عذراء ، والقرابين في الهواء المصفرّ للخلجان ، ضباب
يتفتح في التحرك الهائل للحرارة التي تصهر الحجارة . يفلتُ ايمان الأسد
من لحظة زئيره في سهاد الفريسة ويشعل العظام في برص الجمجمة
المتصدعة . التيروداكتايل والديناصور والماموث لاذوا بنسيم البراكين
وأطلقوا الرجاء في صيحة متدلية على الجبال وبروقها المدوية اللامرئية .
الماستودونات فتحت ومدّت خراطيمها عند المنحدرات الأخيرة لوميض
المحيطات ، وانكمشت الأصوات في سيول وجليد الكوكب وغلافه المتقرح .
وحدها النمور البدائية والحيتان والقشريات انطوت ساهرة بين الزلازل
تنتظر في العصف ودوّاماته نعمة الولادة القرمزية للزمن . الاله الليمور
بقبضتيه الفولاذيتين أنزل شجرة قنديله على الضعفاء ، وسنَّ شريعة الغاب
{ فاستحال هو والضحية الى أشكال من خطوط } 1 .
الطوفان نسغ الزمان
والنايات ملح العالم .
العبادات ثقيلة كفكرة طوطمية في قوس قزح عين السنبلة
والايمان يقترب دائماً من شاطىء ظلمته .
عبثاً تصارع الحيوانات من أجل الاحتفاظ بآلهتها بين الحرارة السرمدية
للأرض وبين العشب في التمايلات المتضادة للجليد الذي يغطي الجذور وأنفاسها .
1 . من قصيدة { المدينة المغلقة } للشاعرة السويدية ايفا ستروم
21 / 4 / 2010 مالمو
#نصيف_الناصري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟