أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - كل نبع يوثقُ الغرقى الى ثقل سهاده














المزيد.....

كل نبع يوثقُ الغرقى الى ثقل سهاده


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 3418 - 2011 / 7 / 6 - 07:12
المحور: الادب والفن
    


الى صلاح حسن



1


لايكتملُ سعي الانسان الى الكمال ، إلاّ بالتخلص من زهرة حياته النائمة .
مصير بائس ، وخرائب يموت فيها العليق الأصفر للنجوم . الأشخاص
الذين واسيتهم في الماضي . ماتوا بعذوبة في انخطافات محمومة ، وما
عاد ملمس نومهم وسط الحجارة المهشمة ، يوقظ الجروح الحانقة للذكرى .
كل سعي الى نصر ، يتغطى بالتصلبات الضخمة لنجوم العناكب ، وكل
طريق يوصلُ الى الفردوس ، تسدّهُ ابر مصفوفة من لحاء الليل . أنهار
كثيرة غاصت في الرنّات الحادّة لسهاد المنتحرين ، لكن الشجرة التي تحطم
مراكب الصاعقة ، وتخفي قناع الزمن في أغصانها . تحنو على الاله الكئيب .
متاهات تتطاير فيها فوانيس الألغاز ، نعبر أرضها غير الموطوءة ، من أجل
الذهب في منازل الأيام ، وعلى الرغم من احساساتنا باللاجدوى ، نواصل
التعاقب في الأروقة العالية للعلامات .



2


يكافحُ ضوء وجوه الذين يموتون في نومهم ، في الاشارات المطهرة تحت
صنوبرة الشمس ، ويخفي النظرات الشاحبة في الجادات المسوّدة للأفق .
تنزلُ الأجفان نزول الخطّاف في الشقاء ، ويتسللُ عبر المسامير المتفتحة
للانصات ، التغريد المعتم لاعتدال الرياح . الانسان يصلي في نافذة الخدمة .
صلاته يضببها الافتقاد الى الايمان بشيء ما . تقوى بديلة يحفرُ في أرضها
طوال الليل ، بحثاً عن نسيان ترفعه الى الهاوية سكاكين مجهولة .


3


يمنحنا الانتحار الوقت للوصول الى الهضاب اللازوردية للعدم . الظلال
الداكنة للسنة ، استعارة سوداء نعلقُ على شجرتها الصامتة عبء حياتنا
المربوطة الى الفراغ . حشرات وطحالب تتدرب فوق أجفاننا المنسدلة على
الشعير المحترق للظلمة ، وكل لحظة تمرُّ . تتمزقُ مخالبها بلا حراك .
صخور معقودة تنزلقُ بخفة وتطمرُّ الشعلة التي تدل على أصواتنا المشنوقة .
كل نبع يوثقُ الغرقى الى ثقل سهاده ، وفي مرايا السأم ، يشعلُ العدو النار
في حقول خشخاشنا . ظل قليل هو ما نفتقر اليه في خلاء الصيف ، قبل
وصولنا الى الغيمة السامة للنوم . طراز جديد يشهر أسلحته صوبنا ويهشمنا .


4


المنتحرون يتلمسون في أحلامهم فراء النجوم . يتقدمون في صفوف تبارك
ظلالها المواقد العالية لمؤاساة الخزف الصيني . حزن العام الماضي ينعطفُ
في التجاويف المغمضة للأشجار ، ويتبدلُ في الاستعادة المزودوجة للاشارة .
حديقة يتيمة من خرائب النهار ، يجرحها سهر الوقواق . نغفوا بين مراياها
الزئبقية ، وننصتُ الى الضمادات اللامعة في الفضاء . تحومُ حول شواطىء
أغطيتنا ، رياح محملّة بايمان لا يسندنا في عبورنا للجسور .


5


مؤلمة حياة من دفنوا في الاهرامات . في انتظارهم الطويل بين الهياكل الغامضة
لدخان الفناء ، استمرّ سقوطهم في الوحشات الليل كله . الملل يغطي مباخرهم في
الصلاة ، وقططهم تتكاثر في الألىء المستفسرة عن أصدافها . كل قربان يتناثر في
الضفة المهتزة لأوهام الخلود ، وكل سعي الى البعث ، أحلام لاهبة تتدثر بالأحاجي .
دويبات مزهوة ، أكثر صفاء من تعجبات أعراقنا ، تنتظر سقوطنا ونومنا في الاهرامات .






6 / 7 / 2011

مالمو



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العتمة . الفناء
- صلاتنا الى الرغبة
- الايماءة البطيئة لموتي
- 17 قصيدة
- الطاقة العظيمة للمادة
- مجموعة جديدة { في سطوع نذورنا تحت ضوء الأصداف }
- أبواب الزمن
- في خرائب الفايكينغ
- الأشجار الحامضة لصيف مخاوفنا الأمومي
- أشجار الدفن العالية
- حوار مع نصيف الناصري { وكالة كردستان للانباء( آكانيوز ) }
- تحطمات هائلة
- تعهدات ملزمة
- مخططات للحفاظ على القانون
- الحبّ . الزمن
- بلدي السويد
- ايمان الحيوانات
- الصيرورة المتعاقبة لمرايا التاريخ
- مقدمات في الكلام الجسماني عند أهل البصرة
- طقس ختان القنبلة النووية


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - كل نبع يوثقُ الغرقى الى ثقل سهاده