أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - لاعالمية بالمصادفة ؛














المزيد.....

لاعالمية بالمصادفة ؛


فليحة حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3409 - 2011 / 6 / 27 - 15:01
المحور: الادب والفن
    


• لا عالمية بالمصادفة ؛

يعد الشاعر الألماني جوته من أوائل الذين روجو لمصطلح ( الأدب العالمي) ومنذ عام 1827 حين قال : " أنا مقتنع بان أدباً عالمياً تشكل وبأن جميع الأمم ميالة إليه ، وتبذل جهوداً ثمينة في هذا الاتجاه "، وبعيداً عن الغائية السياسية الكامنة وراء هذا المصطلح والتي أراد من ورائه جوته إلاعلاء من شان الأدب الألماني وجعله بمصاف الأدب العالمي آنذاك- كما يذهب المحللون- فان الأدب العربي بقيّ رهين محبس خارطته ومتكلميه ،
ولم يقترب من فضاء العالمية إلا مؤخراً وعند انتصاف القرن العشرين تحديداً ، اي حين ولج ذلك الأدب وخصوصاً الرواية منه مكامن السرية المهموس بها والكلام غير المباح ،وعبرعن حقيقة تجارب معيشة لا تخلو من الجرأة مستعيناً بالذات الفاعلة كراوٍ لها ، فظهرت روايات عربية خاضت في منطقة الأحاسيس البشرية المخفية ،وجاءت كتدشين للغة معبرة عن ذات مبدعها، بمعنى إن الوعي بالذات بلغ حدّ التعبير عنها وصياغتها على شكل ألفاظ، وذلك التعبيراضفى عليها نوعاً من التناسق مع الوجود الإنساني الذي ألغى الاختلافات بأنواعها وأكد على ذلك الوجود مانحاً إياه قيمة عليا أولى ، إذ إن الولوج الى مكامن الذات ومحاورتها يسحبنا الى تتبع أسئلة تتعلق بالوجود اولاًوتفضي الى التأمل في الكون ثانياً ،
كما إن من العوامل التي أسهمت في تقريب الأدب العربي من فضاء العالمية هو ترجمته الى اللغات الحية، وخاصة الانكليزية والفرنسية فاللغة العربية- بعيداً عن سمة القداسة المتشحة بها- مع الأسف الشديد قاصرة عن التسويق الإبداعي أي إن عدم انتشارها دوليا يقف عقبة كأداء أمام انتشار من يكتب بها ،
فالترجمة تتيح للكاتب قدرة على الوصول به الى أصقاع واسعة من العالم ، ناهيك عن سوء توزيع المطبوع العربي أصلاً،
مضافاً الى ذلك إن البعض من روائينا العرب لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن مناطق أخرى صالحة للتعبير الكتابي وأصروا على البقاء في ماهو مكتشف من مناطق بوح ، بحجة الحفر من اجل التعمق ، حتى صارت غالبية الروايات العربية مكررة في طروحاتها وفي شكلها الكتابي،
ولو تساءلنا مثلاً لماذا حلقت روايات من مثل ( اسمي احمر أو اسم الوردة أو العطر أو شفرة دافنشي ) على اختلاف مشارب كتابها بأجنحة العالمية ؟
والجواب على ذلك عائد- في اعتقادي- الى ولوج كتابها الى مناطق جديدة في الكتابة،بالمقابل نرى الروائي العربي يتهيب البحث عن مناطق كتابية غير مكتشفة ، وربما هذا عائد –كما أظن ايضاً- لخوفه من سوء الفهم ،ومن ثم خسارته لمتلقي مدمن عليه ، متناسياً إن الرواية منطقة إبداعية متحولة لاتقف على أرضية ثابتة يمكن الاطمئنان إليها،
هذا لا يعني مطلقاً الابتعاد عن التراث ونبذه جانبا بل على العكس من ذلك إن الاطلاع على تراث العربي ومحاولة استيعابه واستكناه خباياه يمنح المبدع ركيزة مانحه للقوة أشبه ما تكون بدرعٍ واقٍ من السقوط في هوة الاغتراب عن عالمه العربي،
ولو تساءلنا بعد ذلك هل تولد الرواية العالمية في الوطن العربي ؟
بمعنى اخر هل الوطن العربي تربة صالحة لتلك الولادة ؟
خصوصاً وان ان ملامح المحلية ليست نقية تماماً في الرواية العربية اذ ان كاتبها العربي لم يترك له الاستعمار افكاراً مستقلة ومستقرة ليحيا تلك المحلية او يفكر بها ؛
وان العالمية لاتعني تبني طرق تفكير الاخر في الكتابة لان هذا الامر ترفضه الخصوصية ،
وانها -كما ارى - تاثير في الاسلوب ليس الا ،
فالادب العربي يمكنه بعد ذلك ان يصبح عالمياً اذاما صار له عوامل تاثيرعلى من حوله، فليس من الصعوبة بمكان ان نجد البساط السحري محلقاً في سماء القطب الشمالي شرط ان نقنع ساكنيه بتماسك نسجه وقدرته الفائقة على حمل ركابه والرحيل بهم الى افق اعلى.



#فليحة_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا كونية عند استيعاب الكون ؛
- عنوانات
- مهرجانات
- الذاتية
- انطباعية ام .....مرآة الناقد؟
- نكتب نطبع نوزع
- القصة القصيرة والنقد
- رواية معاصرة
- موت البطل
- أين المتلقي..؟
- التفاعلية
- هل نحن مثقفون...؟
- لجان تحكيمية
- دراما الامعقول...لماذا..؟
- غير معلن
- نقد بايلوجي
- الايروتك
- أنتِ خارج اللجنة
- الادب والاثنية
- الابداع والحجاب


المزيد.....




- وفاة الفنانة ديالا الوادي في حادثة سرقة بدمشق
- مشروع قانون فرنسي لتعجيل استعادة الممتلكات الثقافية المنهوبة ...
- أكثر 10 لغات انتشارا في العالم بعام 2025.. ما ترتيب اللغة ال ...
- مشروع قانون فرنسي لتسريع إعادة منهوبات الحقبة الاستعمارية
- خلال سطو مسلح على شقتها.. مقتل الفنانة ديالا الوادي بدمشق
- فن الشارع في سراييفو: جسور من الألوان في مواجهة الانقسامات ا ...
- مسرحية تل أبيب.. حين يغيب العلم وتنكشف النوايا
- فيلم -جمعة أغرب-.. محاولة ليندسي لوهان لإعادة تعريف ذاتها
- جدل لوحة عزل ترامب يفتح ملف -الحرب الثقافية- على متاحف واشنط ...
- عودة الثنائيات إلى السينما المصرية بحجم إنتاج ضخم وتنافس إقل ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - لاعالمية بالمصادفة ؛