لا كونية عند استيعاب الكون ؛

فليحة حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3407 - 2011 / 6 / 25 - 18:08
المحور: الادب والفن
    

يجرنا الحديث احيانا مع بعض الادباء الى كلمة( كونية) فتأتي هذه الكلمة كصفة لاحقة لعمل ادبي اولشخص ما،وتبدو وكأنها مسار يخطه من يشاء بسهولة الرسم على الورق ليصل الى نهاية نقطة تسمى كون ؛
والحقيقة ان مصطلح ((globalization الذي ُنقل الى العربية على انه (كونية) يعني باللغة الانكليزية مايتصل بالكرة الارضية ولايتعدى حدودها ،
لان (glob) تعني الكرة الارضية ليس الا،
وقد ترجمه الفرنسيون ايضاً بمعنى العالم ، بعيدا عن الكون بمجراته غير المتناهية،
فلماذا لانفهمه نحن على انه شمولية ، وان هذه الشمولية تتطلب ثورة كتابية ، بمعنى الكتابة خارج سجون الايدلوجيات وتطويع اللغة والكتابة في المقدس والتعبير المطلق عن الذات والكينونة ، والبحث عن اماكن بوح اخرى ،
اي ان نستوعب هذا المصطلح ونعيه وعياً فاعلاً نصل به حدّ الممارسة الفعلية له ،وليس اتخاذه بمعنى الانتشار ،
اذ ان الانتشار مرهون بقضايا مهمة منها على سبيل المثال لا الحصر
( الترجمة ، التسويق ،الاعلام ، التلقي ، المؤسسة الادبية ، وغيرها )
اما اذا كان المقصود بالكونية هو انتاج نص جمالي يقف بمصاف الكون او يستوعبه ، فهذا يتطلب وجود مميزات وشروط معينة تميز ذلك النص عن سواه، وبغياب تلك المميزات يصبح وجود ذلك النص مستحيلاً.
ومن المفروض قبل ان نتعامل مع الكونية كمصطلح قار ان نجد اجوبة لاسئلة ملحة منها :
• اذا مافرضنا وجود ابداع كوني فماهي ملامح ذلك الابداع، ومن يحدد كونيته؟
• ماالفرق بين عالمية الابداع وكونيته؟
• هل هناك نقد خاص يميز ظاهرة ابداعية معينة ويضعها في خانة الكونية؟
• هل يمكن للمبدع النزيه ان يصبح كونياً؟
• الا يفترض بنا كمبدعين وبدلاً من البحث عن كونية الانتشار ان نعمل اولا على انتاج نصوص جمالية تقف بمصاف النصوص الابداعية العالمية ؟
• اوفي الاقل نتبنى (الكونية الاخلاقية) التي تتوافر على قيم مهمة ابسطها احترام الاختلاف ؟
• واخيراً هل الكونية حلم قابل للتبني والرفض، ام هي وهم يمكن ان يفضي الى جنون العظمة ؟

#فليحة_حسن (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل