أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - مجرد رأي














المزيد.....

مجرد رأي


فليحة حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3353 - 2011 / 5 / 2 - 22:28
المحور: الادب والفن
    


• مجرد رأي
منذ زمن ليس بالبعيد جداً كنت مدعوة لإحدى المهرجانات الشعرية في بغداد والتي لم تكن تتم إقامتها آنذاك إلا برعاية رسمية من قبل الدولة،وكان ذلك المهرجان يقام تحت رعاية وزارية عادة، وكم أفرحني ان كان من بين الحاضرين الشاعر الكبير محمد الفيتوري الذي احتل المقعد الأمامي بجانب الوزير لحظة الافتتاح وحين أنهيت قراءتي التي جاءت ماقبل آخر المشاركين أسرعت نازلة من المنصة متوجهة الى الشاعر محمد الفيتوري وسلمته نسخة من أول مجموعة شعرية لي وهي" لأنني فتاة" والذي قام بدوره بتناولها مني بفرح كبير وتقبيلها ووضعها فوق رأسه تعبيراً عن احترامه وامتنانه أما الوزير فلم اعرف ما العلامات التي ُرسمت على ملامح وجهه لأنني لم انظر إليه قط ،
وحين انتهت الجلسة اقترب مني احد الشعراء الذين كانوا ضمن اللجنة التنظيمية للمهرجان وهمس في أذني قائلاً بان الوزير أوعز بعدم مشاركتك في العام القادم ورّد سبب ذلك الى كون قصائدي تحمل طابعاً سوداوياً وإنها غير متفائلة ؛
فما كان مني إلا ان التفع بالصمت وأغادر القاعة مثل الآخرين ، وفعلاً لم تتم دعوتي الى ذلك المهرجان بعدها ،
وقبل أيام التقيت بذلك الشاعر عائداً من المنفى واسترجعنا بعض الذكريات ومنها حادثة المهرجان تلك وما فعله الشاعر محمد الفيتوري اتجاه ما قدمت له ،
تذكرنا كل حركاته وملامح وجهه والفرح الذي بدا عليه حينها واستحضرنا أسماء كل من شارك في تلك الجلسة غير إننا نسينا اسم الوزير الذي كان المهرجان تحت رعايته ولم نفلح باستحضار اسمه مطلقاً على الرغم من محاولات التذكر غير المجدية التي قمنا بها ،
هذه القصة التي مررت بها تجعلني استغرب وأنا أرى قوائم الترشيح لانتخابات البرلمان أو مجالس المحافظات وهي تعج بأسماء الأدباء والشعراء منهم على وجه الخصوص واستغرب كيف صار الشاعر يطمح بالحصول على مقعد في البرلمان ؟
و أتساءل الى ماذا يسعى الشاعر من وراء ترشيحه ذلك ؟
الى مجد يخلّده وهو الخالد بقصائده ؟
وهل ُيذكر الساسة إلا حين تكتبهم القصائد هاجية أو مادحة ؟
فمن منا مثلاً يعرف أو يخطر بباله ان يعرف أسماء الحكام أو الولاة أو الوزراء الذين عاصرهم الشاعر المتنبي لو لم يمن عليهم ذلك الشاعر بذكرهم مادحاً أو تذكرهم أفعالهم الشائنة فيذكرهم قادحا ؟
ومن منّا يتذكر أسماء المحافظين الذين عاش في زمنهم السياب ؟
ثم من يضمن ان السياسية لا تفسد الشاعرية كما فعلت مع بعض الشعراء ؟
وهل بالضرورة ان يكون الشاعر مبدعاً في قصائده وفي عمله السياسي أيضاً؟
وهذا أمر مستبعد إذ بين التفكير الإبداعي والتفكير السياسي بون شاسع ،
فالتفكير الابدعي كما يعرفه أحد الباحثين العرب : (على أنه قدرة الفرد على الإنتاج إنتاجا يتميز بأكبر قدر من الطلاقة الفكرية، والمرونة التلقائية، والأصالة)
تحكمه وأين العمل السياسي من طلاقة الفكر والمرونة والتلقائية ونحن نعيش في زمن قبضة الاستبداد المتبرجة بأصباغ الديمقراطية الزائفة؟؛
أما الحديث عن التفكير السياسي فهو حديث عن تدبير أمور المجتمع والشؤون العامة والتحكم في تسييرها وتحقيق المصالح بطريقة عقلانية بحته وفيه (يكون العقل السياسي مشتغلاً بأدوات عامة ومنطق موضوعي ليس بذاتي.)
والذاتية تعد غالباً سمة من سمات المبدع وان حاول تخطيها الى ماهو موضوعي أو ماهو عام ،
أم تكمن وراء ذلك الترشيح طموحات مادية ، كان الأجدر بالدولة ان توفرها لمواطنيها ومنهم المبدع حتى لا يلتفت الى غير إبداعه منشغلا فيه ومحاولا صقله وإنضاجه، أليس المبدع ثروة الوطن القومية التي لا تنضب ؟ - كما يدعي الساسة - أم إنها مجرد شعارات تُخط على بوابات القصور وتُجمل بها الخطب كي لا تكون شوهاء ؟
ولكن يبدو ان من رشح نفسه من الأدباء تجاهل لذة الإبداع التي أكدها كلام الجاحظ - رحمه الله - حين قال (لو عرف الملوك لذة ما نكتب لقتلونا ) ،




#فليحة_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شوارعنا وتكريس الحزن
- العمامة و(البوشية ) لهما الاولوية؛
- شعر
- منهم (مطاية)
- بعيدا عن التهميش ، محاولة للسطوع
- قصيدة ذكرى
- إغفاءة على هدب عينيها
- الى الآخر الذي لن يسكنني أبدا
- الى محمود درويش حيا
- (حزينيا أو نقص في كريات الفرح)
- قصائد قصيرة
- قصة
- الرفض في بيت الطاعة
- ليس من حقك أن أتلاشى
- احتراقات


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - مجرد رأي