أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - (حزينيا أو نقص في كريات الفرح)














المزيد.....

(حزينيا أو نقص في كريات الفرح)


فليحة حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2746 - 2009 / 8 / 22 - 09:04
المحور: الادب والفن
    



عمَّ تتحدثون ؟؛
كنت أود لو سالت العصافير الثلاثة التي أخذت تقترب من فراشي متنقلة غير معنية بمن يحتل الغرفة من النائمين، حاولت أن ارفع راسي لأرقب عن كثب حركاتها غير إن خشيتي من إفزاعها سمرت جسدي الى الأرض التي أزعجها تقلبي ليلاً بحثاً عن جانب دفأ ،
حركة مفاجأة صدرت عنه جعلت العصافير تلوذ بالفرار، فانتهزتُ لحظة طيرانها وأسرعت الى ركن الغرفة وجعلت أقرفص جسدي محاولة منعه من أدنى حركة ،
مرة أخرى دخلت العصافير الى الغرفة لتجدني بانتظار بوحها، فرشتُ لها كل نشوتي وصرتُ ألقنها دروساً في إسعادي ،
تنقلت من مكان الى آخر وأنا ألم رفيف أجنحتها بعيون وسنا لما يزل النوم يجلس على أهدابها كملك متوج فتطرده ليضاف الى أوسمة رفضها وسام آخر،
كان هو الآخر لما يزل نائماً ، العاشرة أعلنت عن نفسها وهو لما يزل نائماً ، منتشياً ككل يوم بكسل اشتراه بعمري وصار أن تبادلنا الأدوار – قسراً- هو ينام الى ما تيسر له من وقت،
وأنا اركض لاقمة ذيل ثوبي فمي ، حتى لا أتعثر بالدقائق، فتهرب واحدة منهن دونما فائدة، هذا لا يعني إن لديَّ موهبة كسب المال أبدا، فقط لديَّ ثقافة إنفاقه ،
فراتبي المتواضع الذي يصيبه عطب الإنفاق لحظة استلامه قادر على إبقائنا حتى نهاية الشهر أحياء ونأكل ؛
وكثيراً ما أجده يتصبب عرقاً من شمس دخلت اكفها من شباك الغرفة لتتعاور على ضرب جسده الملتصق بمسامات الفراش عنوة؛
فأقول : - الظهيرة
ويجيب : لا تصرخي ، لم تنقلب الدنيا بعد ؛
هو الآن ينام مستلقياً على جانبه فيحتلني ، آيهٍ من هذه اللحظة ، إذ لا درع يقيني سيل ذاكرتي وكيف كنتُ انتشي بحضور طيفه وُأريق أمامه دموعاً طرية لم تستعمل بعد، وكثيرا ما تنتهي الإجازات بلسعة الحرق لنرسم دوامات أسئلتنا بلا أجوبة ؛
يقول :-
- لماذا حين نلتقي يبدو العمر اقصر مما ينبغي ؟
وأجيبه :
- كيف لي أن اجتمع بين يديك واحدة وأنا المتشظية كعمر محارب ؛
ونفترق هو الى وهم الانتصار وأنا الى حقيقة الانتظار ، وافزع كل حين إذ لا أريدك أن تعود ملفوفا بعلم ُألِصقت نجومه عنوة بصمغ اللاشيئية ؛
ابكي بل نبكي مطأطئين رؤوسنا ، أبدا لم يكن لنا حزن عالي نرتفع معه الى قمة التضحية ، بل أن أحزاننا منخفضة حدّ إنها تنتهي بنا دوماً الى حفرة نجهل قعرها يسمونها القبر ؛
ها قد أتعبه النوم على جهة واحدة ، هو ينقلب ليواجهني بوجه لا اعرفه فاصرخ بداخلي من هذا؟
أيعقل أن احتل مكاناً مع من لا أعي ملامحه ،وتضحك مني ذاكرتي لتقول انه هو ؟
(هو) لم يتغير، فقط لا يطابق ما أراه الآن من أحببت من صورة أمس ؛ ربما اختل الأمر قليلاً فقد كان حبي له متداخلاً مع ضبابية الخوف متزامناً مع دخان الحروب ؛
ولكن أيعقل إنني لا استطيع تذكر ولو همسة واحدة منه ؟
هل الحرب وحدها قادرة على لصق آذاننا بهمس العشاق ودوي القنابل معاً؟؛
فإذا رحلت سكن كل صوت ؟؛ وفرش الصمت برودة أجنحته بيننا ،ليحلنا تماثيل خواء ، إذا كان هذا الرجل هو من أحببت فِلمَ لم احتفظ بمكان واحد يشي بقشعريرة لمساته ؟؛؛
كيف لي أن أقارن بين خواء صدره الآن واحتراقي من وهج ضمته بالأمس ؟؛
أتذكره بقلب طاعن الحزن تقدم إليَّ ، رفض الأهل واستجبت، وكأنني ابرم صفقة مع الريح أن هبي وأنا سأحميني منكِ ؛؛ العاشرة والنصف صباحاً
استيقظ ليجدني متسمرة بمكاني ارقب هروب العصافير من غرفتنا وتكسر طيرانها ؛
- صباح الخير؛
( يقول)
فأغمض عينيَّ عن صباح لم نتشارك به من زمن ؛
( لأجيب)
- صباح النور
- يبدو انه يوم مختلف ، فلم يعد يجمعنا صباح واحد ،
(كان يقول وهو ينهض من فراشه)
- أنتَ كما أنتَ تكره أوائل الأشياء وصباح النهارات ؛
- وأنت لم تنتهي من حزنكِ بعد ؛؟
(يقول ذلك ويستدير خارجاً من الباب المفتوح)
- اهكذا تمرّ على جراحي المعتقة وكأنك غير معني بها ؛؟ بمن سببها ؟
يعود بسرعة ليقف ممسكا بالباب بكلتا يديه :
- لا اعرف ما الذي أصابكِ ؟؛ أنتِ التي اكتفيت بي حتى عن صديقاتكِ الم ترددي دوما الأصدقاء وحدهم قادرون على إصابتنا بحزن إضافي ، الم تقولي أنت أملي الأوحد وحدّ ابتساماتي ؛ فلماذا تسقطيه ؟؟، انه ولدي ، بعضي،
- الآن تذكرت بأنني عاطلة عن الأمل بدونك ؟،أنتَ الذي عقدت قراني على الحزن بيديك ، الآن فقط تدعي انك زوجي، وأنا اشتر مواعيداً قسريةً مع الكتب لأضع وهجاً لحياتي المتورمة بالصمت؛
ماذا تعرف عني الآن ؟؛
- اعرف انك زوجتي وكفى ؛
- لا تصرخ ؟؛
( تنهض)
هل تعلم .....مثلاًً
إنني امرأة متعودة على احتساء الشاي صباحا لاهظم ما تبقى من أحزان الليلة البائتة ؟،
أتعلم....مثلاً إنني اخرج كل يوم من غرفتي لأكنس البلاطات المتسخة بآهاتي؟؛
وما أن يحل المساء حتى أعود لأوراقي متهالكة لأدون على بصيص شمعة يتلوى حجوم خساراتي....أتعلم ....إنني قد تعبت من البحث عن شفاه الجدران كيما أقيم حديثاً لا ينتهي معها ؛
أنا واثقة بأنني أنام وكل مقتنيات بيتي ضاجة بصخبي إلا أنتَ، معنيُّ فقط بإشارات تجاهلي لا الدراية بما أشاء ؛
- ولكنكِ كنتِ تقولين أريدكَ أن تقيم في أحشائي ؛ اريدني أماً ولو لظلك ؛
- أبدا لم انسَ ولكن لم يعد صوتك عالمياً ليزرعني على باب ترقبك شجرة لم يعد بإمكان شذاك أن يحيلني طيات مسام ؛ كيف تعيدني إليك وأنت الذي صرت تراوغ كل شيء يجعلني أدور في فلكك ؟؛
- إذن أنتِ لن ترجعي عن قراركِ ؛
- كيف لي أن ارجع عنه وأنت تريديني أن اصنع لكَ طفلاً بمجرد حادثة ليل وان سُجلت بأوراق شرعية ؛؛آسفة لن أجسد بقايا حبِّ على شكل إنسان ولو جاء ببراءة طفل ؛



#فليحة_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصائد قصيرة
- قصة
- الرفض في بيت الطاعة
- ليس من حقك أن أتلاشى
- احتراقات


المزيد.....




- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...
- برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لجميع التخصصات عبر ...
- دورة استثنائية لمشروع سينما الشارع لأطفال غزة
- تصاعد الإسلاموفوبيا في أوروبا: معركة ضد مشروع استعماري متجدد ...
- انطلاق أولى جلسات صالون الجامعة العربية الثقافي حول دور السي ...
- محمد حليقاوي: الاستشراق الغربي والصهيوني اندمجا لإلغاء الهوي ...
- بعد 35 عاما من أول ترشّح.. توم كروز يُمنح جائزة الأوسكار أخي ...
- موقع إيطالي: هذه المؤسسة الفكرية الأميركية تضغط على إدارة تر ...
- وفاة الفنانة الروسية ناتاليا تينياكوفا نجمة فيلم -الحب والحم ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - (حزينيا أو نقص في كريات الفرح)