أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - إغفاءة على هدب عينيها














المزيد.....

إغفاءة على هدب عينيها


فليحة حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2775 - 2009 / 9 / 20 - 15:37
المحور: الادب والفن
    



ليست كبيرة مع هذا يسمونها السيدة ، وسميتها السيدة الصغيرة ، سيدتي تجلس في منتصف الدهشة ، تفرش شعرها لرجالها فيبدؤون بقص حكايتهم ، ويشيخون ، تهدهدهم فينامون/ موتى
هؤلاء الذين أراهم كلّ يوم وهم يركضون بهياكلهم العظيمة حاملين (صرر) ذنوبهم فوق رؤوسهم خوفاً من طغيان الإسفلت، صدقوني الهياكل تخاف (الحادلات) ؟
- ها ، جدتي ما الذي يحدث ؟
- لم يتبقى لنا مكان ، لقد (سحو) قبورنا ، ابحث عن قبر جدك ، علّه ما زال في مكانه سيدتي غير معنية بالذي يحدث ، فأهلها يريدون تجميلها لذا يشذبون ثأليلها / القبور(بالحادلات) ويصنعون الطرق .
مذ ولدت وهي تشعر بالعطش حدّ يباس الزهور لذا فأن بناتها تعودنَّ أن يسقينها بدموع العزلة ، أما صغارها فلما يزالون يريقون الماء بين مساماتها الجافة مرتلين : - اشرب الماء واذكر عطش أمنا ؛
لم أجد غيرها ووجدت مثلي الكثير كلهم حين يطّلقونها أحياءً ، يعودون فتتزوجهم /موتى ،
لذا يسمونها سيدة الموت ، وحده هو قرر أن يطلقها بالثلاثة ،
وان لم يكن كبيراً اخذ حقيبته ملأها بكل شيء ، بصق في وجهها ورحل .
بعد حنين وألم أعادوه محمولاً على الأكتاف،
وقفت تشير إليهم أن ادخلوه بسلام ، كان احدهم ينتظره – ومثل كلّ العائدين – على باب المغتسل ، خلع عنه ثيابه ووضعه على (الدكة) وبدأ يسكب عليه رذاذ الأدعية :
- تعيذك سيدتي من شرور نفسها ومن شرور ما كان من وسخ وما سيكون من هموم ؛
ثم وضع له بعض من لعاب السيدة وقال له :
سترقيك هذه من شرور الدود وضيق اللحود ومن حفرة لا يولد فيها مولود ؛
ثم قمطه بقطعة كانت السيدة تحتفظ له بها من زفراتها - مثل كلّ رجالها النادمين / العائدين –
أتموا مراسيم بداية الرحيل وأخذوه إليها ،
كان الآخر / الدفان
ينتظره – ومثل كلّ المهزومين – أمام وجه السيدة رأته أشار إليها أن استقبليه ،
رفعت (شيلتها ) وفتحت صدرها وضمته في إحدى مسامها ،وبدأت تنيمه قائلة :-
- مني خلقت واليّ تعود يا ولدي يا بعضي ؛
هكذا هي سيدتي دائماً تطرد أبنائها صغاراً وترجعهم إليها نائمين
لذا يسمونها الوفية .



#فليحة_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى الآخر الذي لن يسكنني أبدا
- الى محمود درويش حيا
- (حزينيا أو نقص في كريات الفرح)
- قصائد قصيرة
- قصة
- الرفض في بيت الطاعة
- ليس من حقك أن أتلاشى
- احتراقات


المزيد.....




- حضور فلسطيني قوي في النسخة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي ...
- للمرة الثانية خلال شهور.. تعرض الفنان محمد صبحي لأزمة صحية
- -كان فظيعًا-.. سيسي سبيسك تتذكر كواليس مشهد -أسطوري- في فيلم ...
- اشتهر بدوره في -محارب الظل-.. وفاة الممثل الياباني تاتسويا ن ...
- عرف النجومية متأخرا وشارك في أعمال عالمية.. وفاة الممثل الإي ...
- السيسي يوجّه بمتابعة الحالة الصحية للفنان محمد صبحي
- الفنان المصري إسماعيل الليثي يرحل بعد عام على وفاة ابنه
- الشاهنامة.. ملحمة الفردوسي التي ما زالت تلهم الأفغان
- من الفراعنة إلى الذكاء الاصطناعي، كيف تطورت الكوميكس المصرية ...
- -حرب المعلومات-.. كيف أصبح المحتوى أقوى من القنبلة؟


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فليحة حسن - إغفاءة على هدب عينيها