أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بسمار - هذا اليوم.. أعلن الحداد














المزيد.....

هذا اليوم.. أعلن الحداد


أحمد بسمار

الحوار المتمدن-العدد: 3352 - 2011 / 5 / 1 - 12:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بمناسبة أول أيـار. هذه السنة أعلن الحداد. أعلن الحداد على بلد مولدي ســوريـا. أعلن الحداد على موتى هذين الشهرين الماضيين. من جميع الأطراف..أعلن الحداد والانعزال على نفسي لمدة 24 ساعة مفكرا بالضحايا وفي هذا البلد الذي ما زلت أحبه كأولى تجربة غرامية, تبقى محفورة مخبوءة في أعمق أعماق المشاعر.
يلومني العديد من أصدقائي السوريين وغير السوريين, الملتزمين منهم مع السلطة الحالية والمعارضين لها, لأسباب عديدة لا تحصى من الطرفين.. يلومونني وبإلحاح متواصل, يصل حينا لحدود الإثارة والمشاجرة, كعادة جميع المشرقيين بأي نقاش سياسي أو اجتماعي. عن حيادي التام ما بين الطرفين. حتى أن بعضهم ممن يجهل اعتقادي الراديكالي العلماني, أو مذهب عائلتي الذي لا التزم بــه على الإطلاق, يعتقد أن حيادي أسبابه مذهبية أو طائفية.. وهنا عقدة العقد. لأن تربيتنا الاجتماعية والقليل السياسي المتبقي منها, كان غالبا طائفيا. بسبب السياسات القمعية التي هيمنت على البلد خلال السنين البعثية, واعتمدت دائما على التحريض والتفضيل الطائفي, سرا أو علنا, بشكل مباشر أو غير مباشر غالبا. وحتى أن بعض الأقليات كانت تفكر أن هذه السلطة الآتية من أقلية مذهبية أخرى سوف تحميها ضد أي تحركات تعصبية تتفجر من الغالبية المذهبية للبلد. هذه العادة العفنة التي ورثناها من الحكم العثماني. كما مارسها نسبيا الحكام الفرنسيون خلال ربع قرن من الانتداب الفرنسي.
ولكنني عشت طفولتي وأولى أيام شبابي ضمن عائلة فكرية يسود فيها الإحساس القومي السوري, ولا شيء آخر سوى القومية السورية العلمانية.. والعلمانية فقط. لهذا السبب عندما هاجرت ـ قسرا ـ نهائيا إلى أوروبا, ترعرعت وازدادت ونمت وازدهرت أفكاري العلمانية, فاحتضنت الفولتيرية والأفكار الإنسانية, وما تبقى من روابطي الفكرية مع سوريا, لم يكن من ضمن التعصب القومي, إنما من خلال دراساتي وتحاليلي الإنسانية. بالإضافة إلى ما يربطني مع سوريا من ذكريات ناعمة حلوة, ومريرة, مريرة جدا...
لهذا السبب وبكل تجرد سياسي علمي واقعي, أرى أن الشعب السوري حرم سنينا طويلة مريرة, من كل الحريات العامة ومن أبسط الممارسات الديمقراطية فكرا أو تطبيقا. حتى أن جيل آبائنا وجيلنا وجيل أولادنا لم يعرفوا ولم نعرف أي معنى حقيقي واقعي علمي منطقي لهذه القيم الإنسانية, مما أورد العديد من الأمثال الشعبية التي تربينا عليها, والتي تدل على ضعف ومرض تربيتنا السياسية.. مثلا : اللي بياخد أمي بسميه عمي!!!...
والعشرات من هذه الأمثال المخجلة التي تدل على الخمول الفكري المتقوقع الذي تربينا عليه غالبا.
لهذا عندما أرى اليوم هذه المطالب الطبيعية الإنسانية, تخرج من المساجد موجهة من بعض رجال الدين. أبدي تحفظات ممزوجة بالقلق. وخاصة عندما نرى ما آلت إليه الحكومات والتحزبات التي تحيط بسوريا, وحتى البعيدة عنها, والتي يقودها ملالي ومشايخ, نرى كيف حوربت فيها الحريات العامة والديمقراطية, وكيف ضاعت إلى الأبد...وكم كنت أتمنى أن يقود هذه الانتفاضات رجال فكر جامعيون أو غير جامعيين, أو سجناء فكر ما زالوا في السجون أو خارجها. سيرتهم السياسية والفكرية والإنسانية لا تشوبها أية شائبة...
لهذا السبب, وفي هذا اليوم بالذات, أعلن الحداد, لوحدي, دون مشاركة, مفكرا بهذا الوطن الحزين الذي ولدت فيه, آمـلا أن يعود إليه الهدوء والعقل والمنطق, وأن نبدأ تعلم وممارسة الديمقراطية والحريات العامة.
هذا الوطن يجب أن يحيا..لأنه جزء من تاريخ الإنسانية...ولـه كل الحق والضرورة أن يــحــيــا!!!...
مع تحية مهذبة للقارئ...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة



#أحمد_بسمار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السفير السوري.. والأمير وليام!...
- الشعب يريد إنقاذ البلد!...
- رد قصير..على رسالة قصيرة
- الجمعة العظيمة (الحزينة).. وقناصة الشر
- رد..تصريح..توضيح.. وأمل
- إدانة.. وأمل...
- رسالة شخصية إلى الشيخ القرضاوي
- رسالة من مواطن عادي إلى الرئيس بشار الأسد
- المشعوذون.. القذافي.. والناتو...
- مسطرة من (الجب) الذي أخشاه!...
- رسالة قصيرة إلى أصدقائي.. وغيرهم
- لا أريد الاختيار بين الدب والجب
- آخر رسالة إلى نساء ورجال الإعلام السوري
- خواطر سورية
- عودة إلى التلفزيون السوري
- وعن التلفزيون السوري اليوم
- سوريا.. مات ورد الأمل.. واستمر الشوك
- يا من تلومينني..أنا أرفض الأصنام
- سوريا.. يا حبيبتي القديمة
- آخر رسالة إلى رئيس عربي


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بسمار - هذا اليوم.. أعلن الحداد