أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بسمار - يا من تلومينني..أنا أرفض الأصنام














المزيد.....

يا من تلومينني..أنا أرفض الأصنام


أحمد بسمار

الحوار المتمدن-العدد: 3320 - 2011 / 3 / 29 - 16:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما أرى هذه الجماهير الألفية, هذه الحشود الملايينية, هذه القطعان الغنمية, هائجة, صارخة, دائخة, دائرة, تصرخ بغيبوبة مخدرة.. بالروح بالدم نفديك يا.......يغلف فكري وجسدي الخجل, لأنني أعطيت نصف عمري لهذا الشعب. يجمد إحساسي. لا أستطيع حتى البكاء. ما هذه السادومازوشية الجماهيرية.. أمة بكاملها تقدس جلاديها وتمنح رقبتها لمن يـخـنـقـهـا!!!...
نعم نحن أمة متخلفة.. وأتساءل هل نستحق أن نسمى أمـة؟؟؟...
أتساءل وأفهم لماذا استطاع من سمتهم الكتب أنبياء, أن يسوقوننا إلى عتمات الجهل والجهالة, وأن نجمد في عبادة الأصنام والرؤساء والأولياء والآلهة.
كيف تقبل أمة نصف شعبها يبني ويحمي قصور السلطان, ونصفه الآخر يتجسس على النصف الأول. والنصفان مرؤوسان بخصيان همهم الوحيد تعليمنا كيف نفدي الرئيس, وكيف نفديه بالروح وبالدم... لا يطلب منا أن نحمي الوطن. كلا وألف مرة كلا. لأن حماية الرئيس وفداءه بالروح والدم, واجب ديني. ألم يقل لنا إمام المسجد أن نطيع الله وأولي الأمر منا؟؟؟ الوطن؟ لماذا نحميه؟؟؟ الوطن هو قصر الرئيس.. وقصر الرئيس فقط؟؟؟ وباقي البلد أحجار ومربعات أرض ضيقة. تباع وتشترى من تجار تقسيم هذا الوطن, وهم وحدهم يحددون أين وكيف تباع, وما هي أسعارها...
اليوم أبكي.. أخجل.. أنزوي وابتعد.. لا أستطيع أن أفكر.. لأنني إذا فكرت لحظات قصيرة سأبكي وأخجل. إذ كيف تستطيع أمة ولدت فيها من زمن طويل, وأعطيتها زهرة فكري وأحاسيسي وشبابي, يمكن أن تختنق هائجة بهذه السادومازوشية الجماعية الجماهيرية, وتساق كالغنم إلى حفرة الجهل واستمراره.
هل نستحق الحرية؟ هل نستحق الديمقراطية؟ هذان الرمزان اللذان كانا وما يزالان ممنوعين حتى في الفكر والكتب, واللذان لم نعرف عنهما أي شيء, سوى في بعض الخطابات الخشبية, عندما يتحدث إعلامنا المتخصص بالتجحيش الجماهيري, عن أمريكا اللاتينية أو جزر الواق الواق.
ألا يحق لي أيتها الأخت التي تلومينني, بأني لا أقبل جنسيتي ولا أقبل الوطن الذي ولدت فيه. ماذا أقول لك سوى أنني أعطيت وطن الغنم الذي تتحدثين عنه نصف عمري سجنا وفكرا لكي يكون أفضل بلد في العالم..فمنع عني الخبز والفكر والأوكسيجين ودفعني إلى الهجرة بلا هدف سوى الهجرة.. لكيلا أختنق قرب أصنامه التي تملأ الشوارع كآلهة الرومان... فالأصنام تخنقني..وأنا أرفض كل الألهة.. ولا أقبل سوى الإنسان.. الإنسان الذي يفكر ويعترض.. الإنسان الذي لا يقبل أن تقرر الآلهة والأصنام مصيره وترسم له حدود حريته...
سوف ترين اليوم وغدا وبعد غد أن شعبك سوف يشيد من جديد آلاف الأصنام لرئيسه, في المدن والقرى وفي أضيق الشوارع الترابية..وسوف ترفع صوره بجانب القرآن والإنجيل.. عبادة مهلوسة جديدة. لأننا شعب تعود على الغيبيات والهلوسات والعبادة, ولم يعرف من خمسة عشر قرن حتى اليوم سوى الأكل والنكاح والتفريخ والصلاة خمسة مرات في اليوم والنوم المطمئن الآمن.. لأنـه لا يفكر.. هناك من يفكر عنه.. ويخطط لـه متى يأكل, متى ينكح, متى يفرخ, ويحدد له بالمايكروفونات الصاخبة متى يصلي..ومتى متى يــنــام!!!...
اليوم..اليوم تشاؤمي الإيجابي..لم يبق منه سوى اليأس والألم. ولم يتبق عندي حتى تحية عادية أهديها لأحد...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية النائمة



#أحمد_بسمار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا.. يا حبيبتي القديمة
- آخر رسالة إلى رئيس عربي
- يحيا الشعب
- حلم إفلاطوني معقول..هديتي للشباب
- محاكمة الأنتليجنسيا العربية...
- كرت أصفر.. يا حوار!!!
- رسالة عاجلة إلى الرئيس شافيز
- رسالة انتقاد وعتاب إلى الحوار
- نداء عاجل إلى جميع أحرار العالم
- الشعب يريد تغيير نظام.. الطائفية!!!...
- العار.. العار.. ولماذا؟؟؟
- أيها النائمون من سنين مريرة طويلة
- يعيش يعيش.. يسقط يسقط!!!
- هذا المساء.. نيرون و دراكولا
- العودة إلى نيرون..آمل لآخر مرة
- نيرون في طرابلس ليبيا
- Vive Saint VALENTIN
- وعن الديمقراطية
- بلطجي وبلطجية.. وعن الثورة المصرية
- تشاؤم إيجابي


المزيد.....




- مصور إماراتي في أبوظبي يسعى لتوثيق -الهوية المعمارية- لبلاده ...
- مهلة الأسبوعين والحرب الإسرائيلية الإيرانية.. هل يمكن الوثوق ...
- إيران وإسرائيل: جهود التهدئة تسابق الطائرات والصواريخ
- خبير عسكري: إيران تعتمد مناورة صاروخية ذكية والمفاجآت معياره ...
- إندبندنت: كيف تمكّنت إيران من اختراق نظام القبة الحديدية الإ ...
- إسرائيل.. 30 ألف مطالبة بالتعويض جراء هجمات إيران
- محللون إسرائيليون: قصف سوروكا غير مؤكد والهدف قد يكون عسكريا ...
- الصورة الكبرى لتغير المناخ والذكاء الاصطناعي
- لقاء جنيف.. ماذا بجعبة الترويكا لخفض التصعيد بين إيران وإسرا ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: شركة الطيران العالمية إيزي جت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بسمار - يا من تلومينني..أنا أرفض الأصنام