أحمد بسمار
الحوار المتمدن-العدد: 3309 - 2011 / 3 / 18 - 17:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نعم.. محاكمة الأنتليجنسيا الصامتة. الأنتليجنسيا الحيادية. الأنتليجنسيا الخائفة المرعوبة الجامدة. التي ترى وتسمع ولا تنطق بحرف ولا بأية كلمة. كأنما ما يحدث في بلادها من طغيان وترهيب وقتل وتعذيب وسجون, فيلم هوليودي خيالي يمثل في جزر الواق الواق. وليس في بلادهم العربية. وحتى بعضهم يتغزل بالحكام العرب أو المسلمين كأنهم عشيقاتهم. منهم من يتغنى بالملوك والسلاطين الورثة, كأنهم حقا ورثاء نبي الإسلام أو من فخذ علي. دون أي إثبات علمي أو تحليل A D N
أقترح أن يحاكم هؤلاء قبل الحكام الطغاة الذين سوف تخلعهم حتما ثورات شعوبهم المقهورة المظلومة من سنين طويلة. عاجلا أم آجلا. أن تشكل لهم محاكم شعبية خاصة مؤلفة من مساجين سياسيين سابقين, يحاكمونهم عن أسباب صمتهم وبقائهم كل الوقت, تحت موائد الطغاة, بانتظار وظيفة, أو بقية من سبايا السلاطين.
جريمتهم أشنع من جرائم الطغاة. لأنهم كانوا أول شهود الطغيان والفساد.. وصمتوا.. ولم يفتحوا أفواههم المذلولة سوى لمديح كاذب أو طلب وظيفة.
هل رأيتم واحدا منهم في الأيام الأولى لأية مظاهرة؟ هل قرأتم لهم كلمة يحلل فيها طغيان الملك أو رئيس أبدي؟ إنهم دائما متربصون.. متربصون لاتجاه الريح أو العاصفة.. مثلهم مثل تجار الفتاوي.. اما رأيتم تاجر الفتاوي العالمي القرضاوي يفتي ويفتي ويرأس الصلوات الجماعية في ساحة التحرير.. ولكن بعد أن أثمرت الثورة وتبين اتجاه الإعصار..
هؤلاء هم مفترسو كل ثورة وكل نجاح خطوة إيجابية... وهؤلاء هم الذين يجب أن يحاكموا قبل الذين مارسوا معنا التعذيب والظلم والقهر, وقبل الطاغية وخصيانه.
يا شباب الثورات العربية, يا شباب كل ثورة في العالم.. إحذروا منهم. لأنهم سيقطفون ثمن الدم والعناء الذي تبذلونه, ويبيعونه لكل وزير جديد أو حاكم قادم, لقاء منصب أو وظيفة.. حاكموهم فور نجاح ثوراتكم عن صمتهم. لأن صمتهم خلال سنين مريرة طويلة ساهم في كل جلدة سجان
وفي تعذيب كل سجين وقهر كل عائلة مظلومة...
رغم الألم.. رغم تهديد الطغاة سوف نتحرر من الخوف والإرهاب.. وسوف تنتصر كل ثورات شعوبنا. يكفي أن نثور على القدر وانتظار الحلول من السماء.. أو من أمريكا..
نحن نستحق الحياة ككل شعوب الأسرة الإنسانية. يكفي أن نفكر ونختار أي حياة نرغب وأية حريات لنا ولأولادنا.. لأننا سئمنا الذل والموت والخوف..الحياة لنا.. لأنها حق إنساني... ولتحيا الحياة.. ولتحيا الحـريـة.
مع تحياتي المهذبة لجميع الأحرار في كل شوارع المدن العربية.. اليوم وغدا وبعد غد..
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الثائرة.
#أحمد_بسمار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟