أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أحمد بسمار - عودة إلى التلفزيون السوري














المزيد.....

عودة إلى التلفزيون السوري


أحمد بسمار

الحوار المتمدن-العدد: 3326 - 2011 / 4 / 4 - 19:05
المحور: الصحافة والاعلام
    


عــودة.. عودة إلى التلفزيون السوري.
منذ أسبوعين وسوريا في دوامة وقلق. مظاهرات ومطالب.
رصاص ودماء. خطابات ووعود. ضحكات مزيفة وبـكـاء وقتلى.
كل شيء في حالة قلق وتغيير. ما عدا التلفزيون السوري. دائما وأبدا في حالة تمجيد. كأنما الأسبوعين الماضيين محيا من الزمن الحقيقي. استمرار استقبال التمجيد والتأليه للسلطان باتجاه ببغائي واحد. قصائد وزجليات ومدائح دينية وعبادة تدويخية مستمرة, مائة بالمائة. لا شيء سوى الموافقة والتأييد. دون ذكر كلمة إصلاح مرة واحدة. ولا حتى كلمة محاربة الفساد, ولا شيء عن القتلى. كل شيء على أفضل وأحسن ما يرام يا سيدتي. سوى عبادة السلطان والإله. لا يوجد مطلب بسيط واحد. لا يوجد صوت معارض واحد في البلد. القطيع يمشي كله, بلا استثناء باتجاه واحد على نغمات الهتافات والتعييشات والتأييدات والفدائيات.. كلهم..كلهم مع الرئيس الواحد والتلفزيون الواحد...100%..وأكثر. مؤسسات الإحصاء العالمية يجب أن تأتي إلى التلفزيون السوري لاتباع دورات في علوم الإحصاء.. هنا الفن.. هنا المصداقية.. هنا الحقيقة الإلهية الوحيدة الفريدة.
تحزنني هذه المذيعات وأبكي على هؤلاء المذيعين الذين يشبهون قواعد الأشجار المقطوعة, بلا روح, بلا نفس, يرددون كالببغاوات العتيقة عمرا, كلمات فارغة من كل معنى, دافشين المطيبين المراسلين من كافة المحافظات تأييدا كرتونيا مطبوعا, لا روح فيه ولا أية معارضة.
إذا كان الشعب كله موافقا مع السلطة. إذا كان كل السوريين موافقين على كل العتمة المهيمنة على البلد من خمسين سنة حتى اليوم. ولا معارض واحد. ولا مطالب واحد في كل البلد بأي مطلب إيجابي, مهما كان نوعه وبساطته وإيجابيته. إذن كل شيء تمام تمام يا سيدتي. ولا حاجة لأي إصلاح أو ما يحزنون... لا حاجة لإلغاء أية حالة طوارئ, بالعكس يجب مضاعفتها وزيادتها..لأن الشعب كله يطالب بها.
وحسبما أفتى احد الشيوخ الدمشقيين, كل مطالب الحرية فـتـنـة!...
هل من المعقول كل هذا؟؟؟
هل من المعقول أن كل الشعب السوري راض. لا مطلب معيشي أو اجتماعي أو سياسي له. هل هو قطيع غنم أو مـاعـز كما يصوره التلفزيون السوري بشكل إعلامي فاشل.. وفـاشـل كليا. ألا يوجد فيه اختصاصيو إعلام غير هؤلاء المخضرمين كأننا ما زلنا قي زمن السلطان عبد الحميد؟؟؟ ألا يوجد بينهم وبين المسؤولين الذين يحركونهم كالكراكوزات إنسان عاقل فهيم, يقول لهم يجب أن نسمع الرأي الآخر.. الصوت الآخر. صوت الديمقراطيين الحقيقيين أو من تبقى منهم حــيــا, داخل البلد وخارجه؟؟؟ علنا ننقذ هذا البلد ووحدته وديمومته, من براثن الطغيان أو الفوضى. علنا ننقذه من الفساد الذي أصبح قاعدة ودستورا وثقافة وديانة..
علنا ننقذ البلد من الخوف من أية حقيقة إنسانية.. من الصراحة.. من الحياة بشكل طبيعي, بلا رعب أو خوف أن يدق على بابنا رجال المخابرات, لأننا تفوهنا بكلمة إصلاح أو محاربة الفساد.. أو حتى أبسط كلمة لــمــاذا؟؟؟!!!...
يا تلفزيون سوريا.. أنت لست تلفزيون السلطة.. أنت تلفزيون ســوريــا وشعب سوريا... أسمعنا صوت من لا صوت لهم.. ولو مرة واحدة.. وهكذا قد تغسل ماضيك المنبطح وجميع أساليب إعلامك عن استقبل وودع.. وكل شيء تمام تمام يا سيدتي.. بعيدا عن كل حقيقة حقيقية.
أخرجوا من دوركم كقواميع شمعية صفراء, أو استقيلوا. طالبوا بحق إعطاء المايكروفون للرأي الآخر, بكل مصداقية. دون تخوين, دون وصم كل من لا يؤمن مثلكم بالعمالة والمؤامرة والخيانة.
لو تسمعون ما يتحدث العالم عن مجلس شعبكم وتهريجاته المخجلة لدى زيارة بشار الأسد له آخر مرة. مـأسـاة إعلامية هذه المسرحية التي لا يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم.. سوى في سوريا اليوم.. يا ألف ألف أسفي على بلدي...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة

*يرجى النشر في زاوية تحافظ على المقال أكثر من 24 ساعة



#أحمد_بسمار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعن التلفزيون السوري اليوم
- سوريا.. مات ورد الأمل.. واستمر الشوك
- يا من تلومينني..أنا أرفض الأصنام
- سوريا.. يا حبيبتي القديمة
- آخر رسالة إلى رئيس عربي
- يحيا الشعب
- حلم إفلاطوني معقول..هديتي للشباب
- محاكمة الأنتليجنسيا العربية...
- كرت أصفر.. يا حوار!!!
- رسالة عاجلة إلى الرئيس شافيز
- رسالة انتقاد وعتاب إلى الحوار
- نداء عاجل إلى جميع أحرار العالم
- الشعب يريد تغيير نظام.. الطائفية!!!...
- العار.. العار.. ولماذا؟؟؟
- أيها النائمون من سنين مريرة طويلة
- يعيش يعيش.. يسقط يسقط!!!
- هذا المساء.. نيرون و دراكولا
- العودة إلى نيرون..آمل لآخر مرة
- نيرون في طرابلس ليبيا
- Vive Saint VALENTIN


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أحمد بسمار - عودة إلى التلفزيون السوري