أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - قفشات والدي مع الفنان عمر اسحق














المزيد.....

قفشات والدي مع الفنان عمر اسحق


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3341 - 2011 / 4 / 19 - 22:06
المحور: الادب والفن
    


قفشات والدي مع الفنان عمر اسحق



عزيزي الحميم الفنّان عمر اسحق

أنتَ فنّان شفاف في ريشتكَ، تحبُّ اللون بعمق والأنثى بعمق أكثر هاهاهاهاها، هنا بإمكانكَ أن تضحكَ ضحكتكَ الرائعة يا صديقي فضحكتكَ أشبه ما تكون قصيدة مقتطفة من جبهة الزّمن. نصوصي، قصصي، أشعاري، هدية للإنسان، لأصدقائي، لأحبّائي المبعثرين على وجه الدنيا!

أيام ولا أجمل، كأسات الشاي ولا أحلى، حوارات عن الفن والأدب والفقر والفرح واللوحة والحياة، ومشاريع متزاحمة على قارعة الروح!

هناك عدة مواقف رائعة حصلت معنا في سياق فرحنا في محطّاتنا عبر منعرجات صداقتنا! الموقف الأوّل هو أنّكَ كنتَ ترغبُ أن تزور المالكية، وتزور خلالها كنيسة (مارتشموني) التي ظهر فيها الميرون!

وهذا ما حصل فنزلتم ضيفا مدلَّلاً عندي في بيتي العتيق القريب من الكنيسة! وهناك في بيتي العتيق حصل أطْرَف القصص عبر حوارات والدي معك! والطريف بالأمر أنكَ كنتَ تستطيع أن تفكّ طلاسم بعض مفرداته الأزخينية القحّة عبر سياق الجملة، كنتُ غائصاً في ترتيبات العشاء والبيت، وأنتما كنتما غائصان في حواركما بل كنتَ تصغي إلى والدي وهو يحكي لكَ عن قصصه ورجولاته وبطولاته التي لا تقهر! وأنتَ كنت تضحكُ ضحكاً طازجاً! وأكثر ما لفتَ إنتباهي جملة في منتهى الرّوعة ستبقى مخلّدة في ذاكرتي طويلاً، وتصلح لمشروع قصصي أو أن تكون في مهاميز رواية في مستقبل الأيام، حيث كان والدي يركّز عندما كان يسرد لكَ قصصه على أنّه تمكّن أن ينالَ من منازليه ومَن تحدّاه وتوقّف أمامه حتّى إذا كان أطول منه بشبر ، سرعان ما كان (يظربه كوبالاً ويحلّقه على الأرظ بظربة واحدة، وأحياناً كان يظربه بكساً ويحلّقه على الأرظ)! مركّزاً على أن غريمه دائماً كان من طويلي القامة! ممّا ولّد عندكَ تصوّراً أنه على الأرجح لو تعارضه في وجهة نظر ما فإنه ليس من المستبعد أن يرفع كوباله عليكَ ويظربكَ ظربة من ظرباته ويحلّقكَ على الأرظ لأنّكَ كنتَ تماماً الغريم المطلوب من حيث الطول، تماماً أطول منه بشبر، ثمّ جئتَ مستنجداً بي وأنتَ تضحكُ ضحكاً رائعاً، فقلتُ من المؤكّد أن الوالد العزيز قد دخل مع عمر في سرد قصصٍ من العيار الثقيل وإلا كيف لعمر أن يعبر أبهج القهقهات! وعندما قلتَ لي : وقفتُ بجانب والدكَ ومن دون أن يشعر ممّا أقوم به ونظرتُ إلى فارق الطول وإذ بي أجدني فعلاً أطول منه بشبر، فقلت، النجدة، الخلاص من هذا الكوبال، أين أنتَ يا صبري! ثم تابعتَ قائلاً، على ما يبدو أن والدكَ يا أستاذ مصاب بعقدة النقص من طويلي القامة وخاصة لو كانوا أطول منه بشبر فهو لا يتوانى أن (يظربهم ظربةً ويحلّقهم على الأرظ) على حدِّ قوله! فأرجوك خلّينا من هذه التحليقة وخلّينا نروح على الكنيسة وننفّذ نذرنا أولاً لعلنا ننفذ في جلدنا! وقبل أن نخرج من المنزل، سألتُ الوالد، أش عقلك يقطع من طول رفيقي عمر؟ فقال لي بطريقته الطريفة، ياما ظربتو ناس من طوله وأطول منه وحلقتوهم على الأرظ! فضحكنا وهو الآخر ضحكَ وهو في قمة طرافته! قلتُ عمر! فقال أيوه صبري ، تفضّل، انفذ بريشك! وخرجنا ونحن نضحكُ ضحكاً رائعاً، أظنُّ أن تلكَ القهقهات طهّرت عذابات عقود من الزمن!

وفيما كنّا على باب الهيكل ونحن نصلّي وإذ بمصلٍّ يدخل إلى الكنسية، فكنتَ تقول، طلّع! اِتأكدْ لي منه أليس والدكَ! فكنتُ أنظر إلى الخلف والضحكة على وشك الانفجار، لكني كنتُ أضبط نفسي! خرجنا متوجّهين إلى بيت الصديق الفنان كابي سارة وهناك كنّا نستعرض هذه القفشات فانضمَّ إلينا أبو الكاب بضحكته البيلسانية الصاخبة التي ملأت الحيّ فرحاً لا يخطر على بال!

وتمرُّ الأيام والشُّهور والسُّنون وتبقى هذه الذكريات ضحكة مجلجلة على خدود الزمن كي ننسج منها قصصاً وأشعاراً ولوحات من لون الفرح المتلألئ في خميلة الذَّاكرة!


صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]





#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشبهينَ حلماً هائجاً 48
- صوتُكِ متلألئٌ بنداوةِ الحنينِ 47
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 10
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 9
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 8
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير7
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 6
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير4
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 3
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 5
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 1
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 2
- ترتِّلُ لأمواجِ البحرِ ترتيلةَ العيدِ 46
- بوح شفيف يصبّ في الذَّاكرة البعيدة
- زهرةٌ مسترخية بينَ ربوعِ الأقاحي!
- ننثرُ السنابلَ فوقَ خدودِ المروجِ 45
- تأمُّلات متعانقة مع تجلِّياتِ الخيالِ
- تعالي نزرعُ رحيقَ الخيرِ 44
- وجعٌ يتنامى في سماءِ حلقي!
- من فصيلة البحر


المزيد.....




- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...
- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - قفشات والدي مع الفنان عمر اسحق