أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - موسيقى السلاح وانسانية القلم.. قصتان قصيرتان














المزيد.....

موسيقى السلاح وانسانية القلم.. قصتان قصيرتان


نهار حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 3326 - 2011 / 4 / 4 - 20:28
المحور: الادب والفن
    


1.موسيقى السلاح
تجهل الحياة العسكرية وتحتقر لغة السلاح.. كانت تعشق الآلات الموسيقية، تجيد العزف على اكثر من آلة، غير انها كانت تحمل نداء الوطن مما جعلها تقدم نفسها طوعاً الى ميدان الحرب ضمن الصفوف الاولى للجيش.
دخلت معسكر التدريب حاملةً مدفعها الرشاش في يمينها، وعلقت آلة موسيقية على كتفها الايسر.
لم تكن مؤمنة بهذه المعادلة.. إلا ان حاجة البلاد ارغمتها على تنفس معاني الحرب..
وفي اصبوحة كانت الاكثر شراسة في الجبهة.. تصاعدت اصوات القذائف والمدافع، وتعالت صافرات الانذار مع كتل الدخان السوداء.. صار الدم يشكل فناً بذيئاً، وباتت رائحة الموت تخاطب الجميع..
قوة الانفجارات.. اخفت عدداً كبيراً من المقاتلين وغص المكان بأحذية الجنود الراكضين واصوات الجرحى الباحثين عن اشلائهم المتناثرة.
تركت مكانها وتوجهت الى مقر الطبابة العسكرية.. أهملت أصوات السلاح غير آبهة بالموت.. وراحت تعزف ألحانها العذبة للجرحى والمصابين، في محاولة منها لنقلهم الى اجواء اخرى.
اندمج اللحن مع صافرات الانذار المدوية ورهبة القنابل بنغماتها المتقطعة، وتعالت الموسيقى ممتزجة مع اصوات الجرحى المرددين لها بمزاج واندماج عاليين.
وهو الامر الذي أجبر طرفي النزاع على اصدار أمر لايقاف إطلاق النار.

2.انسانية القلم
كانت حياته قطاراً كهربائياً يمر بسرعة، ينتقل من محطة لاخرى من دون اي تكليف او تأخير، كانت حياة مرة ينتابها العوز.. حياة احرقتها نيران الحروب وتخلفات المجتمع.. إلا إنه كان محظوظاً.. يمتلك موهبة الكتابة ويسطر احاسيسه وهمومه على الورق.
كان يجالس الورقة والقلم لساعات طوال، مجسداً أصعب المشاهد والمواقف التي يشهدها في وقائعه اليومية.
استمرت به الحال هكذا، وبات يشعر بعدم جدوى كتاباته، وفي إحدى الليالي..
استغل هدوء الليل وركز نظره في قلمه الذي بات يعاني الشيخوخة.. وخاطبه قائلاً:
-يا من سَطر أحزاني امام انظار الناس، يامن افشى كل اسراري وانفعالاتي..
هل انت من يصف العالم بسلبية وعدوانية، ام ان العالم يعاني من التشوهات ويعمد الى ارتكاب الاخطاء؟
حاولت ان اصنع منك مشرطاً لاستئصال كل تلك الامراض التي استشرت بنفسي وعقول الخلق.. إلا انك مزقتني وعملت كمادة مخدرة سرعان ما كانت تتلاشى ويزداد فيها الالم.
أرجوك ان تتحول الى رمح مسموم يخترق صدري وينهي معاناتي وآلامي.
انتفض القلم كاتباً في اروقة الظلام وبصورة تلقائية من دون توجيهات الكاتب:
-ما دمت يائساً فانت لا تستحق الحياة..
ما دمت تسيء استخدامي معبراً عن تفاهاتك الانشائية.. اتركني اخاطب الانسانية وانير عتمة الليل، فانا لا اجيد التعامل بعدوانية.



#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفاؤل في زمن مشؤوم.. قصص قصيرة جداً
- التعبير الصامت.. قصتان قصيرتان
- منجز وطني.. قصة قصيرة
- عصفورة في ميدان الحرب والقلم.. قصتان قصيرتان
- صور..قصص قصيرة جداً
- الباحثات عن الحب.. قصص قصيرة جداً
- دماء كنيسة سيدة النجاة بريشة فنانة عراقية
- ستة قصص قصيرة جداً
- الالوان.. قصص قصيرة جداً
- قصص خبرية ساخرة
- كلب الملك وحكمة دجلة.. قصتان قصيرتان
- عذراً ياسيدي ابليس وثوب الزفاف.. قصتان قصيرتان
- صلاة الميت.. قصة قصيرة
- ألم أم وغائبون.. قصتان قصيرتان
- العقل وقانون السكوت.. قصتان قصيرتان
- قصتان قصيرتان جداً
- قرارات.. قصرة قصيرة
- 5 قصص قصيرة جداً
- 3 قصص قصيرة
- سبع قصص قصرة جداً


المزيد.....




- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - موسيقى السلاح وانسانية القلم.. قصتان قصيرتان