أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خيري حمدان - من قتل الرقيب














المزيد.....

من قتل الرقيب


خيري حمدان

الحوار المتمدن-العدد: 3324 - 2011 / 4 / 2 - 01:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


راودني هذا السؤال: من قتل الرقيب في عقولنا وضمائرنا ووعينا؟ لا أحد يا صديقي! لأن الرقيب ما يزال على قيد الحياة، يجلدنا، يحاسبنا على خطواتنا التي لم نقم بها! لا يمكننا استخدام آليات الديمقراطية والحريات بالسرعة المرجوة. شاهدت العديد يركعون فوق صورة أحد دكاترة القرن الواحد والعشرين، لا لله ولكن لرجل لا يختلف في تركيبه العضوي عن أيّ منّا. كان من الممكن الهتاف بطول حياته وبقائه زعيمًا إلى ما شاء الله، دون الركوع فوق صورته وتأليهه بهذه الصورة المهينة للعقل البشري.

هل يمكننا التمتع بحرية التعبير عن الرأي دون الركوع هنا وهناك؟ نبدو كأننا كائنات كونية تنتمي لعوالم حجرية لا تعرف معنى الانعتاق من القيود التي ساعدنا نحن في وضعها بأيدينا. الدول الغربية تمهل حكوماتها ثلاثة أشهر فقط لإظهار قدرتها على الحكم قبل أن تسلط المعارضة نارها ضدّها وتضعها في "خانة اليَك" إذا خرجت عن الخطوط التي وضعتها ولم تعمل على تطوير الاقتصاد ومحاربة الفساد والمحافظة على الشفافية في إدارة الحكم، وبالكاد تكمل ولايتها لمدة 4 سنوات فقط لتسقط بعد ذلك وتسلم مقاليد الحكم لحزب آخر دون طرد الطاقم الوزاري من البلاد أو إراقة الدماء. بمعنى من يثبت فشله يتنحى بسلام ويترك الدفة لغيره دون أن يغادر المركب والوطن. لكن إذا ألقينا نظرة عاجلة إلى الرؤساء والملوك العرب لوجدنا بأن الفترات التي يجلسون فيها على كراسيهم ومناصبهم الرفيعة تستمرّ لعقود طويلة، دون حساب أو عقاب. بل يسارعون إلى تأسيس أجهزة أمنية قمعية تسهر ليل نهار على سلامة الحكم والحاكمين، في الوقت ذاته يهدرون مقدرات البلاد ويمتصون دماء الشعب دون مبالاة.

مجلس الأمة السوري الذي كان من المفروض أن يمثل الشعب ومصالحه، أظهر للعالم مدى قصوره وانحطاط توجهاته والتصفيق والتزمير للرجل الواحد الأوحد، الذي بدوره تحدى الشعب قائلاً "بأنه لها". لا يمكن لرئيس أو ملك أن يربح السباق مع شعبه مهما بلغ جبروته وقوة أجهزته الأمنية القمعية. وقد رأينا كيف انتفض الشعب التونسي والمصري ضدّ أعتى أجهزة الأمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

لا يوجد إنسان وطني يرغب في دعم الفتنة في سوريا أو في أية دولة عربية أخرى، وأعتقد بأن طبقة المثقفين والمفكرين يدعمون دون شك نهجًا إصلاحي يحارب الفساد، واحتكار الاقتصاد وإطلاق سراح السجناء السياسيين والسماح بتعدد الأحزاب، وإنهاء احتكار السلطة لحزب البعث دون غيره. لكن على ما يبدو بأن هذه المطالب الشرعية للشعب السوري تبدو مستحيلة، لأن حاشية الرئيس الشاب والمستفيدين في سوريا تخشى على مصالحها، وتعرف بأنها دون شك ستصبح خارج اللعبة، وسيتوقف نهر العسل المتدفق نحوهم دون غيرهم. سوريا الدولة التي أخرجت للعالم عقولاً متنورة، شعراء، كتاب، مفكرين، ممثلين، أخصائيين في الفلسفة، الاقتصاد، العلوم الإنسانية، العلوم الهندسية والاختراعات وأكثر من هذا بكثير. تقف سوريا اليوم مكتوفة الأيدي بحجة الخوف من العملاء الأجانب "سواد الشعب"، وبصفتها جبهة الممانعة. أي جبهة للممانعة وقد سقطت ورقة التوت يا آل يعرب؟ لم يعد هناك من هو على استعداد لإطلاق رصاص إلى الجنوب أو فتح جبهة تجاه إسرائيل. الجبهة المرشحة هي موجهة فقط نحو الشعب المسكين الذي فقد كرامته وصوته ورَكَعَ ورُكّعَ، وسجن وعذّب وأهين وقتل من رجال أمن يتحدثون بلغته وبلهجته.

لا تركعوا بالله عليكم، افعلوا ما شئتم من آيات الخنوع، لكن لا تركعوا واحتفظوا بما تبقى من كرامة الإنسان حتى وإن كان عربيًا، حتى وإن كان سوريًا.



#خيري_حمدان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقاويمي المغدورة
- حتى السنابل تتمرد
- على شفا هاوية
- قصور وأعراس -2- مسرحية في حلقات
- قصور وأعراس
- نساء مترو الأنفاق
- الطريق نحو الماضي
- وحدها ابتسامتك تهزمني
- توازن - قصص قصيرة
- انفرط العمر يا وردة
- سقوط القلم
- البيت العتيق
- قهوة العصر وامرأة
- الفاشلون
- ليموناتي الثلاث
- الغرفة البيضاء
- ما قاله صديقي الميت
- أليست هذه الجميلة زوجتي القبيحة؟
- الحبّ وهموم أخرى
- أوقات وردية للقلب


المزيد.....




- -نايكي- تُحيي فنًا عمره 5000 عام في أول تعاون لها مع علامة أ ...
- قتلى وجرحى ودمار جراء القصف الإيراني على إسرائيل
- مصر: الحكومة تضع حلولا بعد غلق إسرائيل أكبر حقولها للغاز.. و ...
- هل الهدف هو تغيير النظام الإيراني أو القضاء على البرنامج الن ...
- إيران وإسرائيل تعلنان أحدث حصيلة لقتلى الهجمات المتبادلة بين ...
- بعد أن أثار جدلا.. كاتس يتراجع عن تهديد سكان طهران
- حاملة الطائرات الأميركية -نيميتز- نحو الشرق الأوسط: هل تلوّح ...
- الجيش الإسرائيلي يسحب الفرقة 98 من غزة ويحشد عند حدود مصر وا ...
- فرقة -كوستروما- تؤدي عرضا بأوبرا القاهرة
- بن غفير يأمر الشرطة بإيقاف أشخاص يصورون أماكن سقوط الصواريخ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خيري حمدان - من قتل الرقيب