أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيري حمدان - ما قاله صديقي الميت














المزيد.....

ما قاله صديقي الميت


خيري حمدان

الحوار المتمدن-العدد: 3076 - 2010 / 7 / 27 - 16:19
المحور: الادب والفن
    


خيري حمدان
ربما كنا نخشى نظراته المتحدية، كان ينظر في الفراغ بعناد غير مسبوق. لا يرمش، لا يدمع، لا يتأوّه! إنّه بالتأكيد قد فارق الحياة.
سارعنا بإغلاق عينيه خوفًا من نظراته بالطبع، كنّا نخشى انعكاس تلك النظرات، ومعرفة ما ينتظرنا خين تدقّ الساعة، كنّا نرغب بالهرب من ذلك الموعد الذي سيهز كياننا للمرّة الأخيرة. لكنه لم يعرنا أدنى انتباه، كان يرقد صاحبي بلا حراك، لم يعترض حين أغلقنا عينيه، بل ربما حاول في تلك اللحظة أن يسخر في سريرته، وقد يكون قد فعل ذلك دون أن ندري. كان صاحبي يحاول أن يفتح أعيننا في الوقت الذي أغلقنا عينيه! كان يحاول أن يداري مخاوفنا في الوقت الذي خفنا صمته وغيابه الشرعي. كان يرجو ثرثرتنا خوفا من صمت أبديّ ولن نفعل. كنّا حقيقة نقرأ حالة الغياب بحضورنا الوجل، وكنّا نحاول أن نعلن حالة من العصيان دون نتيجة تذكر.
كنت أنتظر رسالة من ميتّ واستلمتها، وصلت تلك الرسالة دون ساعي بريد، وصلت بعد طول انتظار، لم أحاور صديقي الميت خلال حياته كما حاورته اليوم وهو يرقد أمامي جثة هامدة!
قال لي: دعني أذهب وانظر إلى الخارج، هناك حيث المطر يبلّل ثوب الأبديّة. أنا الماضي وأنت المستقبل. كان بودّي يا صديقي أن أتحرر من رداء الصمت وأمضي نحو فضاءات الزمن وأسراره. كان بودّي أن أنعتق من صيرورة المستحيل وانسياب الحياة نحو منابع الشرق! قرأت رسالتك الصامتة وتطيرت من التطير ثم مضيت نحو الأفق. بقي أن نسكب بعض العطر والحنّاء خوفًا من روائحنا الخاصّة، ثمّ نودعك التراب ونمضي حيث كان طيفك يسمو فوق الثرى.



#خيري_حمدان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أليست هذه الجميلة زوجتي القبيحة؟
- الحبّ وهموم أخرى
- أوقات وردية للقلب
- مهادنة السلطة وانتحار الثروة
- الرسم بالشفاه
- الأدب الهنغاري وقصيدة هنا وهناك
- حين يفتح الشاعر روحه، يدخلها كل شيء إلا فهو فيخرج
- لم تنهِ أغنيتك بعدُ يا ولدي فلا تقطع الوتر!
- هل سبق لك أن هاتفت الموت يومًا؟
- غابرييل غارسيا ماركيس يتحدث عن ارنست همنغواي
- حين يصبح الزواج مشروع اغتصاب
- غابرييل غارسيا ماركيس يتحدث عن نفسه
- غابرييل غارسيا ماركِز يتحدث عن خوليو كورتسار
- فقدت سنّا في الوقت الذي فقدت فيه عذريتك
- ما بين الحلم واليقظة
- قصائد شريرة
- المرأة وقرن الموز
- تدركين دون شكّ .. سيدتي!
- من ذبح الحصان
- من خلف الكواليس


المزيد.....




- أبكى الجمهور... فيلم التونسية كوثر بن هنية حول غزة مرشح لنيل ...
- فيلم -هجرة- للسعودية شهد أمين يفوز بجائزة -NETPAC- في مهرجان ...
- مهرجان البندقية السينمائي: اختتام دورة تميزت بحضور قوي للسيا ...
- -التربية-: إعادة جلسة امتحان اللغة العربية لطلبة قطاع غزة في ...
- يوم في حياة صحيفة مكتوبة بخط اليد في بنغلاديش
- محطة القطارات التاريخية بإسطنبول تخوض صراع البقاء وسط تطلعات ...
- براءة متوحشة أو -أفيون الكرادلة- لمحمد الحباشة
- مصر.. فيلم ضي يتناول مرض -الألبينو- بمشاركة محمد منير
- أولريكة الخميس: الفنون الإسلامية جسر للتفاهم في متحف الآغا خ ...
- من -الغريب- إلى الشاشة.. الرواية بين النص والصورة


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيري حمدان - ما قاله صديقي الميت