أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيري حمدان - لم تنهِ أغنيتك بعدُ يا ولدي فلا تقطع الوتر!














المزيد.....

لم تنهِ أغنيتك بعدُ يا ولدي فلا تقطع الوتر!


خيري حمدان

الحوار المتمدن-العدد: 2987 - 2010 / 4 / 26 - 14:10
المحور: الادب والفن
    



انعطفت الأغنية بعد أن انقطع الوتر على حين غفلة، وتر صغير شد بعناية في رحم البيانو، تلك القطعة الخشبية المصقولة. كان النغم يتسامى نحو فضاء الروح، استشعرت بأنّ مسامات الجلد ترطبت. بللها عرق انداح من ينابيع العمر المنقضي خلف التلال المغبرة بمخلفات الذاكرة.

أكاد أتحسس رجع صوت الحياة من حولي، أشعر بأن مسامات جلدي تكاد تنفجر، ربما قرر الربيع أن يسحب بساط الشتاء مبكّرًا. مهلاً يا آذار، ما زال الثلج متعلقًا بأذيال روحي، كيف يمكنني طرد كوابيس دببة الشمال الساكنة في مهجعها بانتظار لحظة الصفر. آخر مرة قابلت خلالها دبًّا أرعنًا كانت قبل عقدين من الزمان، كان يقف على قدميه في التلّ المقابل وكانت صحراء وبحر المتوسط يقفان ما بيننا. لوّحت له فزمجر غاضبًا. وضحكت في سرّي، كنت بعيدا عن مرمى نظره وأنيابه وجسده الثقيل. مضيت بعد ذلك نحو أربعينيات العمر قلقًا ولكن دون تردّد!

يا ولدي .. لماذا قطعت الغناء الآن وقد شارف الفجر على الانبعاث ثانية؟ أكمل غناءك، توحّد مع نسغ الحياة، واعلم بأنك الغد المتفجر من رحم العتمة. تخطّى هذه الصخرة، لا تدع حصاة تقلب موازين حياتك! أنت يا بنيّ لم تعد يافعًا، احترق الزغب عن جناحيك فانطلق وحلّق مع النسر المغامر، فالكرة الأرضية تبدو ضحلة بين ناظريك. ارتفع مجددًا ولا تنظر إلى الخلف مطولاً، ولكن .. لا تنسَ قلب أمّك فسيبقى دائمًا فزعًا عليك. أمّك تخشى عليك مكر النساء وبعض العشق الذي قد يطيح بسقف بيتك!

لا توقف الغناء، فللربابة حقّها فلا تهضمه يا صغير! اقتحم الليل لا تفزع إذا طاردك شبحٌ يتعاط التسوّل وعيناه تقدح شرًّا، تسلّح بالقصيدة، قدّم له فتات الحياة ولا تلعن العتمة فالشموع في انتظارك! واعلم بأن هناك في المدى قصّةُ حبّ لم يكتبها أديبٌ بعد، وضربةُ حظّ خصّك بها القدرُ الشبقِ فانتهزها واعتلِ الغيمَ .. دَع مراكبك تبحر ليل نهار، فهناك جوهرة قد وهبت ذاتها للحظة لقاءٍ برجولتك، ولا تبخل يا بنيّ على البحر بموالٍّ وقصة حبّ .. فهل تفعل!



#خيري_حمدان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سبق لك أن هاتفت الموت يومًا؟
- غابرييل غارسيا ماركيس يتحدث عن ارنست همنغواي
- حين يصبح الزواج مشروع اغتصاب
- غابرييل غارسيا ماركيس يتحدث عن نفسه
- غابرييل غارسيا ماركِز يتحدث عن خوليو كورتسار
- فقدت سنّا في الوقت الذي فقدت فيه عذريتك
- ما بين الحلم واليقظة
- قصائد شريرة
- المرأة وقرن الموز
- تدركين دون شكّ .. سيدتي!
- من ذبح الحصان
- من خلف الكواليس
- قبعة ومعطف شتويّ
- يُحْكى أنّ الليلَ تمرّدَ فبَكى
- فواصل ونقاط 5
- بحقّ الموت لا ترحلْ!
- نقاط وفواصل 4
- نقاط وفواصل 3
- نقاط وفواصل 2
- نقاط وفواصل 1


المزيد.....




- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيري حمدان - لم تنهِ أغنيتك بعدُ يا ولدي فلا تقطع الوتر!