أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيري حمدان - هل سبق لك أن هاتفت الموت يومًا؟














المزيد.....

هل سبق لك أن هاتفت الموت يومًا؟


خيري حمدان

الحوار المتمدن-العدد: 2977 - 2010 / 4 / 16 - 16:55
المحور: الادب والفن
    


هل سبق لك أن رفعت سماعة الهاتف لتطلب صديقا مضى على رؤيته عام أو يزيد، لتفاجأ بأن الهاتف مغلق وصوت جليديّ مسجّل يعتذر لك بأن الرقم المطلوب غير مستعمل. يصيبك الفضول لأنك تعلم جيدًا بأن صديقك الكاتب لا يغير رقم هاتفه أينما تواجد في هذه المعمورة، تضع اسمه على الباحث العملاق لتعلم بأنه ببساطة .. قد مات!
هل سبق لك أن شعرت بأن قلبك يثب محاولاً التحرر من جحيم صدرك، والقفص الصدريّ سجنٌ لا تقدر على فتح طاقة صغيرة فيه! يا لعبث الطبيعة يا صاحبي، يندلق الحبر من قلمك، يغرق الأوراق برجع الروح وصدى الذكريات. تاه الصوت عن آذان الخليقة، لا تعتب على رائحة الموت لأنها تأتي بعد الرحيل بلحظة، لا يشعر بها سوى المحكوم بالحياة، وحده في رواية الخلق والبعث.
هل سبق لك أن شعرت بالاختناق وأن حيز الهواء لا يكفي لملء رئتيك؟ ابْحثْ عن صاحبك قبل أن تحين تلك اللحظة، من يدري .. قد يرفع سماعة الهاتف ويصيح: مرحى، أنا ما زلت على قيد الحياة، وقد يأتي صوت الأبدية مبحوحًا من العدم. اليوم قمت بإلغاء رقم هاتف صديقي الكاتب فيكتور باسكوف، والذي نشرت أعماله وترجمت إلى جميع اللغات الأوروبية ولغات أخرى باستثناء العربية طبعا، طلبت أبديته من خلال رقمه فاعتذر مني صوت جليديّ. هاجس ما حدثني بأنني تأخرت بعض الوقت، أخبرني بأن الكاتب والموسيقي والفنان والإنسان قد ترك هذه الدنيا قبل أن يبلغ الستين بعام.

* فيكتور باسكوف: كاتب بلغاري معاصر، تركت أعماله ضجة كبيرة في الأوساط الأدبية ابتداءً من مرحلة دراسته الثانوية وحتى المراحل المتأخرة من حياته. من أهم الأعمال التي ألفها رواية "قصيدة لغورغ هينيخ" وهو موسيقار تشيكي عاش وحيدا وفقيرا حتى مماته في العاصمة صوفيا، وترجمت هذه الرواية إلى جميع اللغات الأوروبية، وحازت على الكثير من الجوائز الوطنية والعالمية وحوّلت إلى فيلم سينمائي شارك فيه الممثل التشيكي جوزيف كرونير تحت عنوان "أنتَ الذي في السماء". ومن أعماله الشهيرة أيضًا "تشريح قصة حب" طبعا العنوان غريب بعض الشيء لأن جميع شخصيات الرواية دون استثناء أموات. صدرت الرواية عام 2005 وترجمت للعديد من اللغات. أذكر بأنه كان مشغولا حين قابلته مؤخرا بتوقيع عقد مع جهة فرنسية لاستخدام روايته في فيلم سينمائي، تحدثت معه مطولا عن إمكانية ترجمة هذه الرواية للغة العربية. باسكوف يعزف على البيانو والأوكورديون ويكتب الموسيقى ويغني الجاز والأوبرا ويتمتع بذاكرة قوية جدا وكان يكفيه بضعة ثوان فقط لقراءة صفحة كاملة. لكنه أيضًا محكومٌ مثلنا بالفناء، مضى نحو الأبدية بعد صراع مع سرطان الرئة خطف منه بريق الحياة قبل عام تقريبا في مدينة بيرن الألمانية، لكنه بقي خالدا من خلال أعماله وكتاباته ومؤلفاته الموسيقية.



#خيري_حمدان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غابرييل غارسيا ماركيس يتحدث عن ارنست همنغواي
- حين يصبح الزواج مشروع اغتصاب
- غابرييل غارسيا ماركيس يتحدث عن نفسه
- غابرييل غارسيا ماركِز يتحدث عن خوليو كورتسار
- فقدت سنّا في الوقت الذي فقدت فيه عذريتك
- ما بين الحلم واليقظة
- قصائد شريرة
- المرأة وقرن الموز
- تدركين دون شكّ .. سيدتي!
- من ذبح الحصان
- من خلف الكواليس
- قبعة ومعطف شتويّ
- يُحْكى أنّ الليلَ تمرّدَ فبَكى
- فواصل ونقاط 5
- بحقّ الموت لا ترحلْ!
- نقاط وفواصل 4
- نقاط وفواصل 3
- نقاط وفواصل 2
- نقاط وفواصل 1
- بصحبة زوربا


المزيد.....




- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيري حمدان - هل سبق لك أن هاتفت الموت يومًا؟