أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيري حمدان - توازن - قصص قصيرة














المزيد.....

توازن - قصص قصيرة


خيري حمدان

الحوار المتمدن-العدد: 3243 - 2011 / 1 / 11 - 20:12
المحور: الادب والفن
    


* * *
توازن
انتقل لمسافة أمتار، تمكن من بيع علبتين من السجائر المهربة، شعر بنشوة لأن المكان الذي كان يقف فيه سابقًا سيء للغاية ولا توجد في أرجائه حركة كبيرة من المواطنين.
شعر بأذنه تكاد تنفصل عن رأسه، أتبعها زعيم المنطقة بصفعة قوية على الوجه. كان يعرف الدرس جيدًا، كان زعيمه قصير القامة قاسي القلب لا يعرف الرحمة، سرعان ما أخرج الأوراق النقدية التي ربحها قبل لحظات وقدمها للزعيم. أخذها الأخير وابتعد خطوة واحدة لكنه بقي يحدق في وجهه بحنق وغضب. لم يحرك ساكنًا لم يجرؤ على النظر في عيني الزعيم الذي صفعه مجددًا، شعر بالسرور وأدار بوجهه الآخر ليتلقى المزيد من الصفعات. كان يتمنى كل أنواع العقاب في الشارع العام على أن يذهب إلى هناك، كان يعرف جيدًا تبعات ذهابه إلى المنطقة الخلفية من السوق المعروفة "بالمطهر". فكر الزعيم قليلاً، كانت تلك الخطيئة الأولى للشاب لكنه أرادها بأن تكون الأخيرة لم يتلكأ لحظة واحدة، جرّه إلى المطهر تحت أنظار المارة ورواد السوق.

* * *
من أنتِ؟
كان قد أصيب بفقدان جزئي للذاكرة، شعر بالراحة والامتنان للموهبة الجديدة التي منت عليه الطبيعة بها! نسي الكثير من الخلافات والإساءات، وتناسى المزيد منها مع مرّ الأيام. لكنه للأسف لم يكن قادرًا على متابعة عمله السابق واضطر لممارسة أعمال طارئة متدنية الأجر ما أدى إلى برم زوجته وعدم قدرته على تحمل الوضع الجديد. لم تعد تقدم له القهوة كالمعتاد أخذت تشتم وتتضايق من كل صغيرة وكبيرة، بل أخذت تتمنع في الفراش وتتحلى بأعذار كثيرة.
في صباح يوم آخر نظرت إليه بعصبية وقبل أن تلقي عليه بتحية الصباح طلبت منه بعض النقود لشراء مستحضرات التجميل، عندها تنحنح قليلاً، فرك عينيه طويلاً وقال: أليس من الأفضل أن تطلبي حاجاتك من زوجك يا سيدتي؟ أنا كما ترين عابر طريق، صحيح بأنني أتشرف بمعرفتك لكني لا أملك ما يكفي من المال لبعثرته على الأجانب، بالمناسبة "من أنتِ؟.

* * *
الضريبة
دخل العمدة إلى مكتب طبيب الأسنان أحد أبناء القرية. قال العمدة:
- لم أشكُ يومًا من وجع الأسنان يا عامر .. ساعدني بالله عليك!
- افتح فمك يا عمدة. نظر عامر مطولاً في فم العمدة وقال:
- لا بد من خلع الضرس يا عمدة، الورم كبير وهناك خراج.
- لا بأس .. المخدر قادر على كبت الألم يا عامر!
- لا يا عمدة، لا يمكن استخدام المخدر لوجود خراج! افتح فمك ولا تتحرك كثيرًا، لقد غليت الأجهزة والكماشة .. صحيح بأنك ستشعر ببعض الألم ولكن .. لا تتحرك يا عمدة بالله عليك.
كان الدمع قد طفر من عيني العمدة من شدة الألم ولم يكن قادرًا على التفوه بكلمة واحدة.
- هذه يا عمدة ضريبة خطفك حبيبة قلبي حورية، كنت تعرف بأنني أحبها لكنك أصريت على الزواج منها. ما رأيك!
شدّ عامر الكماشة إلى الأسفل وتمكن من خلع الضرس المدمي. كانت الدموع قد أغرقت لحية العمدة. حين قام عن الكرسي أصلح هندامه وقال متألمًا:
- لم أتوقع بأن تكون ضريبة حورية باهظة إلى هذا الحدّ يا عامر!



#خيري_حمدان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انفرط العمر يا وردة
- سقوط القلم
- البيت العتيق
- قهوة العصر وامرأة
- الفاشلون
- ليموناتي الثلاث
- الغرفة البيضاء
- ما قاله صديقي الميت
- أليست هذه الجميلة زوجتي القبيحة؟
- الحبّ وهموم أخرى
- أوقات وردية للقلب
- مهادنة السلطة وانتحار الثروة
- الرسم بالشفاه
- الأدب الهنغاري وقصيدة هنا وهناك
- حين يفتح الشاعر روحه، يدخلها كل شيء إلا فهو فيخرج
- لم تنهِ أغنيتك بعدُ يا ولدي فلا تقطع الوتر!
- هل سبق لك أن هاتفت الموت يومًا؟
- غابرييل غارسيا ماركيس يتحدث عن ارنست همنغواي
- حين يصبح الزواج مشروع اغتصاب
- غابرييل غارسيا ماركيس يتحدث عن نفسه


المزيد.....




- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيري حمدان - توازن - قصص قصيرة