أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيري حمدان - تقاويمي المغدورة














المزيد.....

تقاويمي المغدورة


خيري حمدان

الحوار المتمدن-العدد: 3309 - 2011 / 3 / 18 - 17:12
المحور: الادب والفن
    


تقاويمي المغدوؤة
خيري حمدان
السبت
لم أكن أجرؤ على مغادرة حدود المنزل خوفًا من الغربان، النسور الكاسرة، الثعابين، انكسار الذات، موت الضمير عند مدخل البنك الخلفي، ضحكات غانية بعد الفراغ من مجامعة صاحب قرار، النوم مغمض العينين، قراءة الصحيفة اليومية!
لم أكن أجرؤ اعلى الرد على رسائل بريدي، لأنني لا أعرف من يجلس أمام الحاسوب في الجهة الأخرى وما يكنه لي من عداء، محبة، محاولة للنفاذ إلى كلمات السرّ لحساباتي الفارغة في البنوك المتخمة بالمال والأصول المالية.

الأحد
أحاول جاهدًا تذكر اسم رئيس أقْصِيَ عن منصبه قبل فترة وجيزة من الزمن، لكن امتدادها طال حتى بداية الإنسانية. اسمه غير موجود في تقاويم الإنسانية! أبحث عنه حثيثًا، أتساءل يا تُرى: ما الذي خلفه بعد أن مضى في طريق مظلم؟ شاهدت في نهاية النفق دموع ثكلاء وصراخ رضيع يبحث عن أبيه المغدور في غرف التعذيب. يا لهذا التاريخ! يا لقدرته العجيبة على مسح الأسماء والدموع ودغدغة الغدّ المجهول بعنفوان وقع الزمن المتقدم في جميع الاتجاهات!.

الاثنين
يوم آخر من التقاويم التائهة في حضرة الغياب. لم أنس تسجيل واقعة أخرى، هنا تزوج فتى في ساحة الحنّاء، لكن رصاصة عاجلته بعد أن قبّل فاها بلحظات، مضى تاركًا خلفه مقاولا وقّع اتفاقية مع شياطين المرحلة لبناء ضريح للشهيد وعشرة ملاهي وكازينو.

الثلاثاء
إنه منتصف الأسبوع المهدور، أدركت يوم الثلاثاء بأنّي قد خسرت نصف عمري، بعد أن تيقنت بأن الديمقراطية المحرمة شرعًا في بلادي شرّفت شعوب الأرض إلا عالمي العربي الصغير، بعد أن عرفت بأن الدفء ليس حكرًا على الأثرياء والميسورين خارج عالمي العربي الصغير، بعد أن تيقنت بأنني أحتاج إلى عشرين سنة أخرى لأشفى من عملية غسل دماغي يوم كنت رضيعًا، مرورًا بمراهقتي المعذبة وحتى عتبات الوعي المتأخرة عن ركب الحضارات، والاندفاع الغبيّ نحو القهر والفقر والجهل.

الأربعاء
لا لزوم له في تقويمي المغدور. يمكن حذفه دون أن يلاحظ ذلك أحد، دون أن يشعر باغتياله أحد!

الخميس
صاحبي تزوج يوم الخميس، أمضى سنوات طويلة في تسديد ثمن شهوته الشرعية. طالبته أم العروس ببضعة آلاف من الدنانير وذهبًا يغطي جيدها ويديها ويعري صرتها ودون ذلك بكثير.

الجمعة
اختلف إمامان في أحقية إقامة الصلاة، اصطفا في جماعتين متناحرتين في قلب المسجد. أنا ذاهب للصلاة في صومعتي والتوحد طوال النصف الآخر من تقويمي المغدور.



#خيري_حمدان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى السنابل تتمرد
- على شفا هاوية
- قصور وأعراس -2- مسرحية في حلقات
- قصور وأعراس
- نساء مترو الأنفاق
- الطريق نحو الماضي
- وحدها ابتسامتك تهزمني
- توازن - قصص قصيرة
- انفرط العمر يا وردة
- سقوط القلم
- البيت العتيق
- قهوة العصر وامرأة
- الفاشلون
- ليموناتي الثلاث
- الغرفة البيضاء
- ما قاله صديقي الميت
- أليست هذه الجميلة زوجتي القبيحة؟
- الحبّ وهموم أخرى
- أوقات وردية للقلب
- مهادنة السلطة وانتحار الثروة


المزيد.....




- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...
- بغداد السينمائي يحتفي برائدات الفن السابع وتونس ضيف الشرف
- أبرز محطات حياة الفنان الأمريكي الراحل روبرت ريدفورد
- حوار
- ماري عجمي.. الأديبة السورية التي وصفت بأنها -مي وزيادة-
- مشاهدة الأفلام الأجنبية تُعاقب بالموت.. تقرير أممي يوثق إعدا ...
- وفاة الممثل والناشط البيئي روبرت ريدفورد عن عمر يناهز 89 عام ...
- نجم الفنون القتالية توبوريا يعرب عن تضامنه مع غزة ويدعو إسرا ...
- نجم الفنون القتالية توبوريا يعرب عن تضامنه مع غزة ويدعو إسرا ...
- عودة قوية للسينما البحرينية إلى الصالات الخليجية بـ-سمبوسة ج ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيري حمدان - تقاويمي المغدورة