أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيري حمدان - قصور وأعراس














المزيد.....

قصور وأعراس


خيري حمدان

الحوار المتمدن-العدد: 3276 - 2011 / 2 / 13 - 19:07
المحور: الادب والفن
    


قصور وأعراس
-1-
غرفة نوم فاخرة، ملاءات حريرية، وسرير يتسع لعدة أشخاص، يتثاءب الرئيس بتثاقل، ثم يرفع سماعة الهاتف.
الرئيس: أينك يا رجل .. تعال بسرعة. (يغادر الرئيس سريره ويقف وسط المكان، يرفع يديه إلى الأعلى في محاولة لممارسة بعض الألعاب الرياضية لكنه يتوقف على الفور.) غريب .. أنا غير قادر على رفع يدي إلى الأعلى، يبدو بأنني قد شخت حقًا! آه .. كم الساعة الآن. (يستمع إلى صوت قادم من جهاز آلي "الثالثة بعد ظهر يوم الخميس الموافق .." اسكت. يخرب بيتك .. كم أنت ثرثار، سآمر بقطع لسانك ودكّ بطاريتك يا مجرم. رأسي تؤلمني .. أين أنا .. من أنا؟ يلعن أبو الرئاسة! كان من المفروض أن أتقاعد منذ عشرين سنة يا مولانا. معقول .. كل هذا العمر في الكرسي! لا يوجد من ينافسني عليه سوى مؤخرتي! (يضحك بحرقة واستهتار، يصطدم بعد قليل بطاولة صغيرة تقع إلى جانب السرير ) آه .. أنا أعمى، لقد نسيت هذه الكرسي يا عالم، أنا عجوز .. لحظة، دعني أتأكد من أنني ما زلت على قيد الحياة (ينظر إلى المرآة الكبيرة التي تحتل أحد الجدران) يا سلام، والله أنا في منتهى الأناقة وشعري أسود وجميل. لكن لماذا تؤلمني قدمي، لقد أجريت عشرة عمليات جراحية في أثناء هذا العام. عملية لقدمي .. لكتفي .. استأصلت المرارة، عملية في القلب وأخرى لإطالة العمر وأعضاء أخرى، عملية لإعادة الصبا والفحولة. (يسمع طرق على الباب) ادخل يا رجل، عليك الأمان .. ادخل!
يدخل السكرتير الخاص إلى غرفة الرئيس، يبدو صاغرًا مطأطئ الرأس وقد اعتمر بقلنسوة كبيرة أخفت معظم تقاطيع وجهه. ينحني بإكبار ويهمس.
السكرتير: سيادة الرئيس .. لا بدّ لفخامتكم من الحصول على حقنة الصباح .. الطبيب المختص قال بأنه يجب الحفاظ على المواعيد بدقة.
الرئيس: حقنة الصباح يا مجرم! كم الساعة الآن؟
السكرتير: الثالثة بعد الظهر فخامتكم.
الرئيس: وتسميها حقنة الصباح يا عامر؟
السكرتير: لا يجرؤ كائن حيّ على قطع حبل أفكاركم وتوحدكم، أنتم يا سيادة الرئيس الشمعة الأخيرة القادرة على إنقاذ هذه الأمة من مصائبها وتخليصها من مخاضها التاريخي! أنتم يا سيادة الرئيس ..
الرئيس: كفى يا عامر .. كفاك نفاقًا يا رجل، الحقنة بسرعة! لا أريد أن أشعر بالألم .. مفهوم؟
السكرتير: خضعت لدورة خاصة فخامتكم لحقن الإبر، أعتقد بأن يدي خفيفة فلا تقلق يا سيادة الرئيس!
الرئيس: أنت الوحيد الذي شاهد مؤخرتي يا عامر .. حتى زوجتي لم تتمكن من مشاهدتها بالرغم من محاولاتها الكثيرة.
السكرتير: هذا شرف كبير لي سيادتكم. مؤخرة سيادتكم بمثابة تاج لكل شريف في هذه الأمة المكابرة.
الرئيس (يكاد أن يقع على ظهره من شدّة الضحك): يخرب بيتك يا عامر، أنا طوال حياتي لم أشاهد منافق بحجمك يا كافر. خلصني .. ضع هذه الحقنة ولننته! حقنة بمليون دولار! يا سلام يا ألمان! ما هي محتويات هذه الحقنة حتى تبلغ كلفتها مليون دولار؟ أشعر يا عامر بالحياة تتفجر في كافة أنحاء جسدي بعد الحقنة، أشعر بالشوق والمحبة العارمة لبلادي ولشعبي العظيم. كم أنت سخيًا يا ربي، لقد ضحيت بأجمل أيام حياتي لخدمة هذا الشعب العظيم، وها هو يردّ لي الجميل ويمنحني المزيد والمزيد من المحبة والعرفان.
السكرتير: برنامج اليوم خفيف يا سيادة الرئيس أخذت بعين الاعتبار العطلة الأسبوعية، غدًا الجمعة كما علمتنا فخامتك أن نحترم السبت والأحد أيضًا. أؤكد لك يا سيادة الرئيس بأن البلاد تعيش في حالة آمنة ولا خوف من تغيبك في أثناء أوقات الراحة والاستجمام. كما أن درجات الحرارة مرتفعة للغاية، والحرّ شديد يا سيادة الرئيس. صحيح سيادتك، لقد قمنا بتجديد المياه وتعقيمها في كافة مسابح الرئاسة .. حرم سيادتك تريد موعد لمقابلتك .. أخبرتني بذلك قبل الدخول إلى استراحتك!
الرئيس: دع وزير الشؤون الاجتماعية يدخل حال حضوره يا عامر، أنا بانتظار وزير الدفاع ووزير الثقافة أيضًا .. الله يقصر عمره ويلعن وزارته! لقد جعلني أكره الثقافة والإعلام وأهلها وجميع العاملين في هذا القطاع .. أخبر زوجتي بأن تحضر لطرفي يوم غد الساعة الثامنة مساءً، اكتب هذا الموعد في المذكرة يا عامر!
السكرتير: حاضر يا سعادة الرئيس. لو سمحت الآن مؤخرة حضركم حتى ننتهي من الحقنة (يحقن الرئيس بحذر شديد) بالشفاء والعافية يا سيادة الرئيس.
يتبع



#خيري_حمدان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء مترو الأنفاق
- الطريق نحو الماضي
- وحدها ابتسامتك تهزمني
- توازن - قصص قصيرة
- انفرط العمر يا وردة
- سقوط القلم
- البيت العتيق
- قهوة العصر وامرأة
- الفاشلون
- ليموناتي الثلاث
- الغرفة البيضاء
- ما قاله صديقي الميت
- أليست هذه الجميلة زوجتي القبيحة؟
- الحبّ وهموم أخرى
- أوقات وردية للقلب
- مهادنة السلطة وانتحار الثروة
- الرسم بالشفاه
- الأدب الهنغاري وقصيدة هنا وهناك
- حين يفتح الشاعر روحه، يدخلها كل شيء إلا فهو فيخرج
- لم تنهِ أغنيتك بعدُ يا ولدي فلا تقطع الوتر!


المزيد.....




- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيري حمدان - قصور وأعراس