أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - لقاء الرئيس














المزيد.....

لقاء الرئيس


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 3308 - 2011 / 3 / 17 - 00:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك أمل يعقده المستبدون على بعضهم البعض، وأمل من جهة أخرى يعقده دعاة التحرر على بعضهم البعض، وكل خسارة يقدمها أي طرف في إحدى هاتين الجبهتين هي ـ وفوق كونها خساره لنفس الطرف ـ بمثابة خيانة من قبله للجهات التي تعقد آمالها عليه. في العراق هناك مشروع معارضة بدأت تتشكل من جماهير المحتجين، ومن الداعمين والمشاركين باحتجاجهم من المثقفين. هذه الجبهة من شأنها أن تعوض النقص المشين الذي تعانيه الحياة السياسية في العراق بسبب اشتراك جميع الكتل السياسية بتشكيلة الحكومة. لكن ما يحز بالنفس أن هناك علامات ضعف، بدأت تلوح في جسد هذه المعارضة، ناشئ مما يمكن اعتباره تخاذلاً بموقف النخب المثقفة. فمنذ أكثر من أسبوع والنقاش يحتدم حول كيفية التعامل مع دعوة تقدمت بها الحكومة لعقد لقاء بين رئيس الوزراء وبين رموز هذه النخبة، وكانت الآراء المطروحة تتراوح بين القبول بهذه الدعوة بحجة مواجهة الحكومة بأخطائها، وبين رفضها بمبرر أن الحكومة لم تثبت حسن نواياها بمقدار يكفي تبرير اللقاء بها.
شخصياً أقف مع الرأي الثاني لعدم قناعتي بالمبررات التي قدمها الساعين لتحقيق اللقاء، فنحن كنخبة لا نمثل المتظاهرين لنلتقي رئيس الوزراء باسمهم. كما أن رئيس الوزراء لم يسمع منّا سابقاً ـ أو اهتم بالسماع منّا ـ حتى نطمع في إقناعه بضرورة التعامل الجاد مع مطالب المحتجين، وما حدث في موضوع تقييد الحريات أكد تعالي الحكومة على المثقفين وعدم احترامها لآرائهم. كما أنني استنكر أن يلتقي مثقفي العراق برئيس حكومة اعتدت على المتظاهرين لمجرد أنهم مارسوا حقهم الدستوري بالتظاهر، واختطفت الإعلاميين واعتدت عليهم بالضرب والإهانة لمجرد أنهم مارسوا دورهم بتغطية هذه الاحتجاجات.
كان على الداعين لتحقيق اللقاء من المثقفين أن يطالبوا رئيس الحكومة الاعتراف بجرائم القتل التي ارتكبتها حكومته بحق المحتجين، والاعتراف بمخالفة هذه الحكومة للدستور وهي تعتقل وتختطف المتظاهرين، وتحول بينهم وبين حقهم بالتظاهر من خلال حضر تجوال المركبات قبيل الاحتجاجات. وكان عليهم أن يطالبوه أيضاً بالاعتذار عن هذه الجرائم والمخالفات الدستورية، كعربون حسن نية يبرر لهم اللقاء به أمام الجماهير التي ستشعر بالخذلان بسبب هذا اللقاء.
بحسب معلوماتي فان الحكومة لم تعترف بأن سقوط الضحايا في الاحتجاجات يمثل خرقاً دستورياً وقانونياً، وأنه بمثابة جريمة بشعة يجب أن يتم التحقيق فيها بشكل جاد وسريع، كما أن معلوماتي تؤكد أن الحكومة لم تتحرك ازاء اتخاذ خطوات حقيقية وصارمة لضمان عدم تكرار هذه الجرائم، ولضمان حرية التظاهر وحماية المتظاهرين، ولا هي سعت للاعتذار بشكل رسمي للإعلاميين الذي اختطفتهم وروعتهم وهددتهم وأجبرتهم على توقيع تعهدات خطية يؤكدون عدم معرفتهم بمضمونها.
من وجهة نظري وبحسب معادلة التساند التي أشرت إليها بمقدمة المقال فأن لقاء أي من المثقفين برئيس الوزراء في هذا الوقت الحرج يعد خيانة للمتظاهرين فضلاً عن كونه خيانة للضحايا الذين سقطوا من بينهم، كما أنه سيمنح الحكومة فرصة لمزيد من التسويف والمماطلة بشأن تحقيق مطالب المتظاهرين، وكلنا يعرف أنها لم تتقدم ولا خطوة حقيقية بهذا الصدد.



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الفيس بوك
- نريد أن نعرف
- مراسلو الفيس بوك
- الجياع يتجمعون
- أقل الثلاثة شراً
- مشنقة لمبارك في بغداد
- ديدن المناضلين
- شراكة الاضعف
- تعالوا نؤسلم المجتمع
- الملثمون
- أسلمة المجتمع
- أحمد القبانجي
- ما بعد المحاصصة
- الثور الأبيض
- نموذج ميؤوس منه*
- بيان استنكار (هامس)*
- عندما نقتل القاضي*
- حفارو قبور*
- أربعة مقالات في الإيمان*: (3-4)
- اربعة مقالات في الإيمان: (2)


المزيد.....




- سلوم حدّاد يعيد تجسيد -الزير سالم-
- روبيو: القادة الأوروبيون لن يأتوا للبيت الأبيض -لحماية زيلين ...
- ولي عهد الأردن يعلن إعادة تفعيل -برنامج خدمة العلم- قريبًا
- شاهد لحظة إعلان ولي عهد الأردن قرب إعادة تفعيل -برنامج خدمة ...
- إسبانيا والبرتغال: حرائق الغابات تلتهم مساحات واسعة والسلطا ...
- ترامب يتحدث عن -تقدم كبير- مع روسيا.. وويتكوف يكشف: موسكو قد ...
- عن الاحتفاء الحكومي بالفائض الأولي: الصورة لا تكتمل بدون الد ...
- الكوليرا في اليمن: تسع وفيات وآلاف الإصابات في تعز
- الجيش الإسرائيلي يعلن مرحلة جديدة: -تركيز- العمليات في مدينة ...
- العودة للقوقاز.. ملفات ساخنة على أجندة زيارة بزشكيان إلى يري ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - لقاء الرئيس