أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعدون محسن ضمد - أسلمة المجتمع














المزيد.....

أسلمة المجتمع


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 3237 - 2011 / 1 / 5 - 16:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا أعتقد أن هناك شعوباً دمرتها الشعارات كالشعوب الإسلامية، ومع ذلك لم تزل الشعارات أكثر السلع رواجاً بينها. وأظن حالها سيبقى كذلك ما بقيت مصِّرة على تطبيق (الآيديولوجية الدينية) التي لم تعد الكثير من مفرداتها مناسبة لمجتمعات الألفية الثالثة. قبل أيام صرح أحد السياسيين الإسلاميين بأنهم لن يتنازلوا عن أسلمة المجتمع العراقي ما داموا أغلبية في مجلس النواب، وسألت نفسي حينها، عن أي أسلمة يتحدث الرجل؟
منذ أن تأسست جمهورية إيران الإسلامية وإلى الآن وهي تراوح بمكانها بالنسبة لأسلمة مجتمعها، والدليل هو حاجتها لاستخدام القوة في عملية فرض الالتزام ببعض تفاصيل الشريعة، وإلا فهل تستطيع إيران أن تسمح بسفور النساء؟ الجواب لا، لأن مظهر شارعها لن يكون إسلامياً حينها.
طيب إذا كانت إيران ـ المغلقة شيعياً ـ والتي سخَّرت جميع مؤسساتها في مشروع الأسلمة لم تزل تعاني مشاكل معقدة. كيف يخرج علينا سياسي عراقي إسلامي (سني) ليرفع شعار أسلمة مجتمع ذو أغلبية شيعية وتعددية أثنية ودينية؟ ألا يدل هذا الشعار بأننا لم نزل نعاني مرض اللاواقعية؟ هل درس هذا السياسي تفاصيل مشروع الأسلمة قبل أن يطرحه بجمل فضفاضة لا تفعل أكثر من بلبلة الشارع وإعاقة العملية السياسية أكثر مما هي معاقة؟
بالتأكيد سترتكز عملية الأسلمة على نشر الثقافة الإسلامية بتفاصيل دقيقة. والسؤال الإشكالي هو: على أي طريقة سنؤسلم المجتمع، ووفقاً لأي مذهب، وتبعاً لفتاوى أي مرجع؟ ماذا سنكتب في المناهج الدراسية الخاصَّة بتعليم الشريعة، أقصد فيما يتعلق بـ(طرق) أداء الصلاة وكيفيات الوضوء؟ ماذا سنفعل بالنسبة لإعادة كتابة مادة التاريخ الإسلامي الدراسية؟ ماذا سنقول للطلبة عن حادثة السقيفة، وحروب الردة، ماذا سنكتب لهم عن الحروب الطاحنة التي حدثت بين صحابة الرسول؟ كيف سنبرر لهم ما حدث بين علي ومعاوية، والحسين ويزيد، والكاظم والرشيد، والرضا والمأمون؟ ماذا سنقول لهم عن الديانة الصابئية أو الإيزيدية، كيف سنشرح لهم مفاهيماً مثل (أهل الذمة، الجزية، الكافر الذمي... الخ). أم أننا سنؤسلم المجتمع دون الدخول بهذه التفاصيل؟
ثم لماذا لم يقبل الإسلاميون بمشروع الأسلمة الذي جائت به القاعدة؟ فهو أكثر وضوحاً وصراحة.. القاعدة تسعى لإقامة دولة إسلامية من ألفها إلى يائها؟ سيقول الإسلاميون رداً على مثل هذا السؤال: بأن مشروع القاعدة خاطئ ولا يمثل الإسلام، وسنقول لهم: طيب ومن نستفتي للتمييز بين من يمثل الإسلام ومن لا يمثله؟ ثم لماذا ألَّب الساسة السنة الجيش الأمريكي ضد جيش المهدي، مع أنه تسلح لمواجهة الأمريكان وفق ضوابط إسلامية؟ ومن جهة أخرى لماذا استخدم الساسة الشيعة كل قوى الدولة المسلحة للإطاحة بجيش الإسلام وجيش محمد وجيش عمر وغير ذلك من الجماعات المسلحة (السنية) التي أكدت مراراً وتكراراً أنها خرجت لمقاومة (المحتل) وأنها لن تقاتل غيره؟ الجواب واضح، لأن القوى الإسلامية لا تثق ببعضها حتى بالنسبة لموضوع المقاومة الذي هو موضوع لا يدعوا إلى الاختلاف!! إذن فكيف يمكن لها أن تتفق على مشروع أسلمة المجتمع وهو مشروع إشكالي ويثير الكثير من الأزمات الطائفية والسياسية والأمنية بينها؟



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد القبانجي
- ما بعد المحاصصة
- الثور الأبيض
- نموذج ميؤوس منه*
- بيان استنكار (هامس)*
- عندما نقتل القاضي*
- حفارو قبور*
- أربعة مقالات في الإيمان*: (3-4)
- اربعة مقالات في الإيمان: (2)
- اربعة مقالات في الإيمان (1)
- الوعي الانقلابي
- بغداد مهددة
- رصاصة المثقف
- ذنبكم لا يُغتفر
- بائعو ذمم
- ابو سفيان ومعاوية
- ثقافة التراضي
- حفلة تنكرية
- ميزوبوتاميا
- الفاسدون الكبار


المزيد.....




- آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى وسط قيود ...
- جولي دهقاني في بلا قيود: لدينا أفراد في الكنيسة لا يقبلون سل ...
- 40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى
- الإفراج عن خطيب المسجد الأقصى وقاضي قضاة مدينة القدس بعد أن ...
- رئيس تحرير جيروزالم بوست ليهود نيويورك: هذا دليلكم للإطاحة ب ...
- رئيس تحرير جيروزالم بوست: هكذا يمكن ليهود نيويورك إسقاط ممدا ...
- أوليفييه روا: الغرب لا يرى الإسلام مشكلة ثقافية بل كتهديد وج ...
- البيت الأبيض: واشنطن قد تدعم تصنيف جماعة الإخوان -إرهابية-
- المحامي العام يكشف تفاصيل تتعلق بوفاة شاب في الجامع الأموي
- من سوريا إلى ألمانيا .. العنف الطائفي وصل الشتات السوري


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعدون محسن ضمد - أسلمة المجتمع