أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعدون محسن ضمد - نموذج ميؤوس منه*














المزيد.....

نموذج ميؤوس منه*


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 3210 - 2010 / 12 / 9 - 19:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا لم تستفز عملية إغلاق نادي الاتحاد العام للأدباء والكتاب قادتنا السياسيين (العلمانيين) وتجعلهم ينددون بها ويواجهونها بشكل يليق بمن يُقدِّر حقيقة التهديدات التي تستهدف وجوده؟ سؤال لم أجد عليه إلا جواباً واحداً، هو:
لأنهم فاشلون لهذه الدرجة وأكثر.
أن تزحف جحافل الساسة الإسلاميون لمحاصرة النادي الذي تلتقي فيه النخبة التي تغذي خطابك وتحشد لك ناخبيك ولا يستفزك الأمر، فهذا يعني بأنك فاشل ومهزوم ومستسلم. وأن تُعامل طقوسك التي تحب ممارستها، وعاداتك التي تريد الاستمرار باتباعها، على أنها تصرفات مخالفة للقانون ومجانبة للذوق وموجبة للمحاسبة والمعاقبة والإبعاد، ولا يحرك فيك هذا التعامل ساكناً، فهذا يعني بأن الشجاعة قد خانتك لدرجة تستحق معها الشفقة والرحمة. وأن تكون خائفاً ومرتبكاً ومنزوياً في الظلام، فهذا يعني بأنك تحتضر وسيغادرك الأطباء عما قليل وهم يائسون من شفائك.
الكارثة التي نزلت على رؤوس التيار العلماني في العراق أنه مبتلى بقادة سياسيين يخافون الشرائح الاجتماعية الإسلامية من جهة، ويتملقون قيادات هذه الشرائح من جهة أخرى. وفي كلا الحالين تكشف تصرفاتهم عن خلوهم من المشروع وافتقارهم إلى الحكمة. إذ ليس هناك تصرف يجعلك صغيراً بنظر الجماهير قدر خوفك منها وتجنبك الدفاع عن إيمانك بقوة ووضوح أمامها. وليس هناك تصرف يجعلك عرضة لاستهزاء نظرائك ومن ثم اضطهادهم لك، مثل تملقك لهم وتزلفك إليهم.
ما يدركه سياسيونا (العلمانيون) جيداً أن نظرائهم الإسلاميون لن يشركوهم بكعكة السلطة ما داموا بلا شريحة تجعلهم أنداداً أكفاء وتؤهلهم لمنافسة تستحق الاحترام والخوف. ومع أنهم يدركون هذه الحقيقة (السياسية البديهية) إلا أنهم يتعاملون مع التحركات التي تستهدف خنق شريحة ناخبيهم ببرود مخجل ولا أبالية مهينة. على عكس ما حصل ويحصل من تساند بين البعثيين وشريحة ناخبيهم؛ فلم يكن صوت البعثيين قُبيل الانتخابات عالياً وخطابهم صاخباً ومستفزاً ومغامراً لأنهم يؤمنون بحزب البعث وقدرته ـ وهو الحزب المحضور دستورياً ـ على الانبعاث. بل لأنهم أرادوا أن يعيدوا الدماء لجماهيرهم. أرادوا أن ينتجوا خطاباً واضحاً وشجاعاً بقدر يكفي لإقناع الناخبين بقدرتهم على ترجمة الوعود إلى منجزات, ما يقنع هؤلاء الناخبين بالالتفاف حولهم والتصويت لهم. وجاءت نتائج الانتخابات لتكشف عن وعي القادة البعثيين وقدرتهم على فهم الجماهير والتواصل معها بشكل واضح ومباشر. لكن ـ بهذا الصدد ـ ماذا فعل الساسة العلمانيون قبيل الانتخابات؟ لم يفعلوا أكثر من أنهم أنجزوا خطاباً لا هو إسلامي ولا هو علماني ولا هو جامع مقنع بين الخطابين، وهكذا نفخوا بكومة تراب الذهب الذي كان يمثل رصيدهم وسبيلهم الوحيد للوصول إلى السلطة وتركوه نهباً لغرمائهم، ما جعلني أكرههم منذ ذلك الوقت وأصنفهم تحت مرتبة: (النموذج الميؤوس منه).



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان استنكار (هامس)*
- عندما نقتل القاضي*
- حفارو قبور*
- أربعة مقالات في الإيمان*: (3-4)
- اربعة مقالات في الإيمان: (2)
- اربعة مقالات في الإيمان (1)
- الوعي الانقلابي
- بغداد مهددة
- رصاصة المثقف
- ذنبكم لا يُغتفر
- بائعو ذمم
- ابو سفيان ومعاوية
- ثقافة التراضي
- حفلة تنكرية
- ميزوبوتاميا
- الفاسدون الكبار
- مفوضية حقوق الإنسان
- كرامات
- الاخلاق
- حكاية عن لص واعمى


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعدون محسن ضمد - نموذج ميؤوس منه*