أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعدون محسن ضمد - ذنبكم لا يُغتفر














المزيد.....

ذنبكم لا يُغتفر


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 2926 - 2010 / 2 / 24 - 22:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يثير استغرابي بشكل كبير غياب الخطاب العلماني في الدعاية الانتخابية بمقابل حضور واضح ومباشر للخطاب الديني فيها، وهذا ذنب كبير يقترفه السياسيون العلمانيون بحق العملية السياسية في العراق، والمفارقة أن العذر الذي يقدمه القادة العلمانيون لتبرير هذا الذنب أقبح من ذنبهم نفسه، فبعض من سألتهم عن سر هذا الغياب من هؤلاء السياسيين قالوا لي إن تدين الشعب العراقي هو الذي يمنعهم من إظهار خطابهم العلماني.
وهذا عذر قبيح جداً ويكشف عن عدم ثقة مركَّبة لدى هؤلاء السياسيين، فهم من جهة فاقدو الثقة بالشريحة العلمانية الواسعة من الناخبين العراقيين، وهناك بالتأكيد شريحة كبيرة من الشعب العراقي تريد الفصل بين الدين والسياسة.. وإن لم تكن هناك شريحة كبيرة بهذا الوصف فهناك في الأقل شريحة كبيرة لا تريد أن يكون الجهد السياسي الإسلامي هو الغالب على المشهد العراقي.
وهم من جهة أخرى ـ أي السياسيون العلمانيون ـ فاقدو الثقة بأنفسهم، وبقدرتهم على إحداث التغييرات وقلب موازين القوى. ولذلك تراهم يتقلبون بحسب إرادة الناس وميولهم، ولا يمتلكون الجرأة الكافية لإعلان مواقفهم الحقيقية بخصوص ما يجري في العراق.
هناك دائماً نوعان من السياسيين: سياسيو المغانم وسياسيو المشاريع، الأول منهما هو السياسي الذي يعتقد أن السياسة مهنة، بالأحرى باب يَسْتَرزق منه ويحصل من خلاله على كم هائل من الامتيازات والمكاسب، ولدينا في العراق من هذا الصنف عدد كبير جداً.
النوع الثاني هو السياسي الذي يؤمن بمشروع ويسعى لتحقيقه، هو السياسي المهموم بالتغيير الذي يسعى لإحداثه مهما كان الثمن باهظاً. والفرق بين هذين الصنفين، هو: أن الصنف الأول ليس له وجه محدد، فهو يتقلب بحسب مزاج الجمهور فإذا وجد أن هذا المزاج يميل تجاه التدين ارتمى من فوره تحت أقدام مراجع الدين طلباً للبركة، وإذا تلمس تغيراً معاكساً في هذا المزاج راح يتصرف بحسب هذا التغيير.
وشر هؤلاء أكثر من خيرهم وانتفاؤهم أكثر فائدة من بقائهم لأنهم لا يضيفون للمشهد السياسي إلا مزيداً من التعقيد.
الصنف الثاني هو الصنف الذي له وجه واحد يؤمن به ويسعى لتعميمه، ولا يهمه بعد ذلك إن كان هذا الوجه مرغوباً به من قبل الجمهور أم لا؛ لأنه لا يتبع مزاج الجمهور بل يسعى لتبديل هذا المزاج.
ومن هذا الصنف خرج القادة التاريخيون ممن استطاعوا أن يقلبوا موازين القوى ويحدثوا الانعطافات الحادة في سيرورة المجتمعات. ونحن مع الأسف الشديد نفتقر لهذا الصنف مع أننا نمر بمرحلة تاريخية نكون معها بأمس الحاجة لأمثالهم.
هناك انقلاب فكري واسع لدى شريحة كبيرة جداً من الشعب العراقي، هذا الانقلاب حدث على هامش فشل التجربة السياسية التي خاضتها الأحزاب الإسلامية العراقية. وهذا الانقلاب وتلك الشريحة بحاجة لسياسيين يمتلكون قدراً كافياً من الثقة بالنفس من أجل أن يعلنوا خطاباً علمانياً واضحاً ومباشراً يستطيع أن يكسب ثقة تلك الشريحة وينظم صفوفها لتكون قوة قادرة على إحداث فرق في صناديق الاقتراع. لكن انعدام الثقة لدى أغلب السياسيين غير الإسلاميين ضيع مثل هذه الفرصة المهمة، وأثر بالتالي بشكل سلبي على فرص استثمار إرادة التغيير لدى العراقيين.



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بائعو ذمم
- ابو سفيان ومعاوية
- ثقافة التراضي
- حفلة تنكرية
- ميزوبوتاميا
- الفاسدون الكبار
- مفوضية حقوق الإنسان
- كرامات
- الاخلاق
- حكاية عن لص واعمى
- مسرحية الزعيم
- لماذا يا سيدي الكريم؟
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (14)
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (12-13)
- بمن نؤمن؟*
- يا إلهي.. ما أرخصكم
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقات 10-11)
- هذيان أسود
- هيئة (مستقلة)
- صرخة الأتحاد المشرفة


المزيد.....




- وسط ذهول مصليين.. رد رسمي بعد ضجة فيديو سيارة مرسيدس تتجول ب ...
- يهود ضد الصهيونية
- الرهبان الكمبوديون يكرمون قتلى الاشتباكات الحدودية مع تايلان ...
- -الأوقاف السورية- تعلّق على فيديو السيارة في الجامع الأموي
- منظمتان يهوديتان أمريكيتان: احتلال غزة بالكامل سيؤدي إلى خسا ...
- منظمتان يهوديتان أمريكيتان: احتلال غزة بالكامل سيؤدي إلى خسا ...
- حاخام يهودي: ندمت لتأخري في وصف ما يجري في غزة بالإبادة
- كيف يدان اليهودي إذا نطق بالإبادة في غزة؟
- دول عربية وإسلامية ترفض سيطرة إسرائيل على غزة
- فيديو يثير الغضب.. شخص يتجول بسيارة داخل الجامع الأموي


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعدون محسن ضمد - ذنبكم لا يُغتفر