أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سعدون محسن ضمد - هذيان أسود














المزيد.....

هذيان أسود


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 2745 - 2009 / 8 / 21 - 08:44
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


عندما حلت بنا مصيبة النبيل كامل شياع كتبت عموداً نشرته الصباح، وحكمت خلال هذا العمود على كامل وعلى جميع الواقفين معه بصف واحد ـ ممن أحشر نفسي بينهم ـ بالفشل والهزيمة..
سألت كامل يومها جملة من الأسئلة وأجبت بالنيابة عنه عن تلك الأسئلة.. وخلصت لنتيجة مفادها أن المثقف العراقي الذي تصدى لمجموعة الوحوش الممسكين بخناق العراق، ثم دفع حياته ثمناً لهذا التصدي، هو مثقف مهزوم.. الأسئلة التي تضمنها المقال وأجوبتي اعتبرها الكثير من الزملاء أسئلة وأجوبة تعسفية، وسموها بالتشائمية التي لا تناسب ما يجب أن يتم إشاعته من تفائل يحتاجه البلد والمواطن ومصيرهما.. وأحسب أن ما أثار الزملاء ليس تشاؤمي وحسب، بل وإعادتي للتضحية إلى الرف الذي يليق بها، وهو رف الخسارة، لا الربح. وتسميتي من ثم لانتصاراتها بأسماء الهزيمة. وهذه التداعيات تنطلق عندي من فراغ اللاجدوى الذي بثه فيَّ إيماني بالعدم ووثوقي به؛ بعد مسلسل هزائمي في العراق. ولست وحدي المهزوم طبعاً، بل جميع من لا يحسن أن يكون وحشاً، أو لصاً، أو حتى متملقاً يهز ذيله، كما الكلب، أزاء كل مكسب رخيص. بالتأكيد أنا لا أدعو لواقع تنهار فيه القيم، ولا أريد للشرفاء أن يتهافتوا على الجيف التي يتهافت عليها المتهافتون.
لكنني وكلما وقع زميل لي أو صديق مضمخاً بدمه رحت إلى شاهد قبره أو قريباً من المكان الذي جفت عليه دماؤه وبحثت هناك عن انتصاره، وفي كل مرة لا أجد إلا الهزيمة.. وهناك وبمثل تلك المواقف كثيراً ما سألت نفسي: لماذا تخذل الفضيلة أتباعها؟
أليس من التعسف أن الفضيلة يجب أن تعني ـ فيما تعني ـ أن يحرم أمثال كامل شياع من مباهج الحياة، وتحرم عوائلهم من دفء بقائهم أحياء؟ أليس من الخطأ أننا نعتبر أن أمثال هذه النهايات هي نهايات منتصرين؟
حسن، وحتى لا أذهب بالموضوع بمتاهات التفلسف المظلمة، دعوني أطرحه بشكل أكثر وضوحاً وأقول: هل أمسكنا بقتلة كامل شياع؟ لا مع الأسف.. فهل سنفعل عما قريب؟ أعتقد لا، وأيضاً مع الأسف.. طيب، فهل سنتمكن من الحيلولة بين هؤلاء القتلة وبين التربع على مناصب الدولة العليا؟ خاصة مع تصاعد وتيرة التصالح مع (المقاومين)، لا لن نتمكن من الحيلولة دون حصول ذلك. وللمرة الثالثة مع الأسف.. إذن فتباً للفضيلة وتعساً لما تقدمه لأتباعها..
ما يجول بخلدي وأخاف دائماً من البوح به، هو أن الشيطان أكثر واقعية مع أتباعه من الرحمن، وأكثر كرماً منه!!
قتلة كامل شياع سيتمتعون بالحصانة البرلمانية عما قريب، وسَيُخلِّد التاريخ أسماءهم.. التاريخ سيفعل ذلك صدقوني، بالضبط كما فعل (مثلاً) مع الفراعنة.. ألم يكن الفراعنة ثلة من المستبدين السفاحين، الذين كانو يسوقون آلافاً من الفقراء لبناء قبورهم فضلاً عن قصورهم؟ طيب، ألم يسحق التاريخ بحذائه النتنة على رؤوس الآلاف المؤلفة من هؤلاء، وبنفس الوقت وبكل رخص ووضاعة راح يهز ذيله لقاتليهم، ألم يحفظ هذا التاريخ (جيف) المؤمنين بالرذيلة من الفراعنة بنعوش من ذهب مهملاً، بالمقابل، المؤمنين بالفضيلة الذين حرمهم حتى من شواهد هزيلة تشير لمأساتهم.. يالسخافة الفضيلة التي تضحي بأرواح المؤمنين بها في سبيل بناء صرح يُخلد جيفة مستبد لم يحسن في حياته شيئاً أكثر من قتل واضطهاد المساكين.. يا لغموضها ويالوضوح الرذيلة.



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيئة (مستقلة)
- صرخة الأتحاد المشرفة
- ذيل الناخب
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة التاسعة)
- احمد عبد الحسين
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة الثامنة)
- مدافع الجنرال
- طقوس وطوائف
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة السابعة)
- احزان علي الوردي
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة السادسة)
- عكازنا مكسور
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة الخامسة)
- موتنا الفاخر
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة الرابعة)*
- انتحار سياسي
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة الثالثة)*
- خطر الكويت
- علامة تعجب
- لعنة ابليس


المزيد.....




- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سعدون محسن ضمد - هذيان أسود