أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - عكازنا مكسور














المزيد.....

عكازنا مكسور


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 2698 - 2009 / 7 / 5 - 00:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن أثيرت قضية وزارة التجارة وأنا مسكون بفزع يضطرني للكتابة عن الفساد، وللأسبوع الرابع على التوالي كلما حاولت الكتابة خارج إطار هذا الموضوع أجدني في النهاية اكتب في لبه.. وأعتقد بأن منشأ ذلك هو عقدة من الألم والخذلان والهزيمة انعقدت داخل وجداني، وسببها أن الثورة على الفساد حدثت كومضة برق، كفقاعة اختفت يوم انفجرت بشكل مفاجئ ودون أن تترك آثاراً أو تؤذي أحداً. أنا متاكد أن هذه العقدة انعقدت في وعي ووجدان أغلب العراقيين، وأن أكثرهم يائس ومحبط بسبب الهزيمة التي مني بها مخطط محاصرة الفاسدين. وهي هزيمة تكشف عن إن الأمور عندنا تدار من قبل السياسي وحده وأنه وحده القادر على تأجيج النيران وعلى إخمادها تبعاً لمصالحه وغاياته.
ما حدث مع موضوع الفساد يكشف عن أسلوب يستخدمه السياسي للتلاعب بقضايانا التي يؤججها بنهار ساخن ويدفنها بليل بارد. وإلا كيف حدث وأن الجدل الذي احتدم لأسابيع حول فساد قيل بأنه يعشعش بأكثر المؤسسات ارتباطاً بحياة المواطن انطفأ كما ينطفئ المصباح؟
حقيقة دوراننا بفلك السياسي مُرة، وأشد ما يؤلم بها، أنها تكشف عن أن الإعلامي في العراق يكاد أن يتحول لتابع ذليل للسياسي، ببغاء يقف على كتفه ويردد أقواله.. وإلا فما معنى أن نغط بسبات لا يوقضنا منه إلا صراخ سياسي مأزوم يريد أن يصرِّح أو يتهم أو يشتم. لماذا لا نتحرك من وحي الواقع، ونؤجج القضايا انطلاقاً من أهميتها وتأثيرها على حياتنا نحن وباعتبارنا أكثر الرؤوس عرضة لمصائب السياسة. لماذا لا يمسك الإعلامي بدفة الإعلام، ويديرها بيده وحده فإذا فعل ذلك لا يعود متاحاً للسياسي أن يفتح الملفات ويغلقها تبعاً لمصالحه..
عندما زار النائب مثال الآلوسي إسرائيل رفعت الحصانة عنه خلال ساعات معدودات، حدث ذلك وسط جدل كان يحتدم حول ضرورة رفع الحصانة عن نواب متورطين بقضايا إرهاب وفساد. لكن انطفأ الموضوع فجأة وما عادنا نتذكره أبداً، وكأن رُقيَة سحرية، تليت على رؤسنا ومسحته من ذاكرتنا جميعاً، لكن وبشكل مفاجئ عاد الموضوع ذاته من جديد، وذلك يوم أراد السياسي أن يستخدمه في لعبة مساومات استهدفت الإحاطة بموضوع الفساد. إن تحكم السياسي بنا كاعلاميين يجعلني أتخيل أن حال مجتمعنا معنا كحال أعمى يتلمس طريقه بعكاز مكسور.
لا يجوز لنا، أن نتهاون بواجبات الرقابة المناطة بنا، ونترك السياسي يحكم البلد وحده. لأنه سيأخذه ويأخذنا معه إلى الدمار.. إذا أردنا أن نركز دعائم سلطتنا الرابعة فعلينا أن نصنع الخبر بمصانع الواقع وبحسب مقتضيات الناس، علينا أن نقول الخبر كما يفهم الناس لا كما يشوه السياسي، علينا أن نوجه أنظار الجمهور إلى حيث تكمن مصالحهم فقط، علينا أن نفتح الملفات التي نريد ولا نغلقها إلا في الوقت الذي نريد. يكفي السياسي أن القرار والقوة بيده، وليس من الإنصاف لا لنا ولا للناس ولا حتى له نفسه أن نمكنه من الإعلام أيضاً، لأننا إن فعلنا ذلك فسنمكنه من ارتكاب الجريمة ومن القدرة على تبريرها أو إخفاء آثارها. وهذا ما حصل مع الفساد، فهو جريمة ارتكبها السياسي بقوته وأخفى آثارها بقوتنا نحن، لكن بعد أن سرقنا من مهامنا وحولنا لأدوات بيده. مجموعة أبواق يضخم بها صوته ثم يلقي بها في زواياه المعتمة.




#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة الخامسة)
- موتنا الفاخر
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة الرابعة)*
- انتحار سياسي
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة الثالثة)*
- خطر الكويت
- علامة تعجب
- لعنة ابليس
- أدباء ومعاول
- اعترافات آخر متصوفة بغداد الحلقة الثانية*
- افتى بها سعد وسعد مشتمل
- اعترافات آخر متصوفة بغداد* (الحلقة الأولى)
- حارس مرمى
- الدين والانثروبولوجيا
- أدونيس يبحث عن العراق.. ثلاث لقطات من مشهد كبير وواسع
- لقد ذهبت بعيدا
- من المسؤول عن عودتهم
- إحساس ومسؤولية
- ناقل كُفْر
- اسمه الوحي


المزيد.....




- أمريكا تعلن عن نشر -قدرات إضافية- في الشرق الأوسط
- الإسرائيليون يهرعون لتخزين الطعام والمؤن تحسبا لأيام صعبة بس ...
- لوس أنجلوس: تفريق الاحتجاجات ضد ترامب بقنابل الصوت والغازات ...
- قمة مجموعة ال7: كارني يحذّر من عالم منقسم وترامب يستذكر الحس ...
- -أكسيوس-: الولايات المتحدة تبلغ حلفاءها أنها لن تنضم إلى الح ...
- هل تتجه إيران وإسرائيل لحرب طويلة الأمد؟
- شاهد.. إسرائيل تدين إغلاق جناحها في -معرض باريس الجوي- على ط ...
- أغلقت جميع مرافقها.. شركة -بازان- الإسرائيلية تعلن مقتل 3 من ...
- ترامب: على الجميع مغادرة طهران على الفور
- +++ هجمات إيران وإسرائيل.. تطورات متلاحقة وتصعيد مستمر+++


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - عكازنا مكسور