أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعدون محسن ضمد - مدافع الجنرال














المزيد.....

مدافع الجنرال


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 2725 - 2009 / 8 / 1 - 03:46
المحور: كتابات ساخرة
    


أكثر ما يخيف في الآيديولوجيا أن لديها قدرة هائلة على تبرير جرائمها، وأخطر ما في هذه القدرة أنها يمكن أن تقنع حتى ضحاياها. خطر الفرس القادم من البوابة الشرقية للأمة العربية كان خدعة آيديولوجية استخدمت لتبرير مجازر ومقابر وحروب واضطهادات ومطاردات صدام، وهي خدعة استخدمت لتبرير انفراد الدكتاتور بالقرار السياسي لكنها انطلت حتى على من تحولوا لحطب في نار حروبه المستعرة.
وما يؤكد قدرة الآيديولوجيات على الكذب والتضليل أن أغلب الأحزاب الآيديولوجية ـ دينية وغير دينية ـ التي عانت من اضطهاد صدام وكافحت من أجل الخلاص منه وقعت بنفس فخه الذي وقع فيه. فخ الكذب والتضليل من أجل الانفراد بالسلطة. هذا ما تبادر إلى ذهني على الأقل وأنا أسأل الاكراد في أربيل، خلال الأيام القليلة التي سبقت الانتخابات البرلمانية والرئاسية هناك، عن ميولهم الانتخابية، وفوجئت أن عددا لا يستهان به ممن سألتهم يخافون من التصريح بهذه الميول، بل أن بعضهم تحدث عن مساءلات تعرضوا لها من قبل قوى الأمن، بسبب إعلانهم عن ولائهم السياسي المناوئ للأحزاب الحاكمة. والبعض الآخر تحدث عن إجباره ـ بصورة غير مباشرة ربما ـ على رفع صور وملصقات دعائية خاصة بجهات نافذة. وهذا أمر أشعرني بالاحباط الكبير. فما الذي يدفع أحزاباً عانت من دموية الاستبداد وناضلت للخلاص من جوره إلى ممارسة نفس أخطائه، إن لم نقل جرائمه؟ وهل يعني تكرار هذه الظاهرة أن النضال كذبة وأن جميع المناضلين كَذَبَة؟
أعتقد أن الجواب على هذا السؤال مرسوم على ملامح العراقيين المحاصرين بالمفخخات والأحزمة الناسفة والكتل الكونكريتية ومشاكل الكهرباء والبطالة والاتصالات ووووو الخ. فملامح هذه الجماهير تكشف عن كذبة النضال لأنها جماهير مناضلة انتخبت مناضليها وهي تعاني الآن من استئثار هؤلاء المناضلين وفسادهم وربما حتى بطشهم.
قصة الجماهير وكذبة النضال من أجل الآيديولوجيا لن تنتهي، وأبو ذر الذي آمن (بالآيديولوجيا الإسلامية) وانقلبت عليه يوم مكنت منه عتاة قريش وجلاوزتها، عاد للإيمان بالآيديولوجيا القومية أو الشيوعية أو البعثية أو العنصرية أو (الميليشياوية) وكل هذه الآيديولوجيات انقلبت عليه عندما تمكنت من السلطة، لكنه مع ذلك لا يكف عن الإيمان بها، ومايزال يمسك بسلاحه ويقف في الميدان للدفاع عنها، يفعل ذلك بينما قائده في النضال ينتظر بمكان بارد وآمن فرصة الوصول إلى السلطة لينقلب عليه من جديد ويبعده في صحراء الحرمان والفقر والتشرد..
رجل الأمن الكردي الذي يمنع الأكراد من التعبير عن ميولهم السياسية بحرية ويجبرهم على رفع ملصقات محددة مثال صارخ على أبي ذر جديد، فهو مؤمن بآيديولوجيا سرعان ما ستنقلب عليه عندما يقف في طريق (نضالها) الذي لاينتهي. نعم فنضال الآيديولوجيات وقادتها لا ينتهي، وإذا انتهت حرب القائد (الضرورة) في يوم ما فإنه سيكون مضطراً لخلق كذبة حرب جديدة تقنع الجماهير بأن الخطر محدق بها وبأن بقاءه على هرم السلطة سبيلها الوحيد لمنع إبادة (كيمياوية) موشكة على التهامها. وهذا يعني بأن جنرالات الشرق وقادة نضاله لا يفهمون فكرة التقاعد وأنهم بعد نهاية النضال من أجل الحرية يتحولون إلى مرض قمع واستبداد، وأن مدافعهم التي كانت موجهة ضد المستبد قد تحول فوهاتها بين ليلة وضحاها إلى صدور الجماهير.



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طقوس وطوائف
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة السابعة)
- احزان علي الوردي
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة السادسة)
- عكازنا مكسور
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة الخامسة)
- موتنا الفاخر
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة الرابعة)*
- انتحار سياسي
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة الثالثة)*
- خطر الكويت
- علامة تعجب
- لعنة ابليس
- أدباء ومعاول
- اعترافات آخر متصوفة بغداد الحلقة الثانية*
- افتى بها سعد وسعد مشتمل
- اعترافات آخر متصوفة بغداد* (الحلقة الأولى)
- حارس مرمى
- الدين والانثروبولوجيا
- أدونيس يبحث عن العراق.. ثلاث لقطات من مشهد كبير وواسع


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعدون محسن ضمد - مدافع الجنرال