أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعدون محسن ضمد - احزان علي الوردي














المزيد.....

احزان علي الوردي


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 2704 - 2009 / 7 / 11 - 09:32
المحور: حقوق الانسان
    


مالك مهووس بالألم ومجبول عليه.. مُكَرس للإيذاء ومعد للتعذيب؟ مابك يا عراق؟ بالأحرى مالنا نحن الذين نتجرع جنونك، دمارك، لا مبالاتك بنا، إنكارك لبنوتنا، رفضك احتضاننا؟ وإذا كنا نستنكر عليك هياجك وحروبك وجوعك وغبارك فمالنا نحن مولعون بصفات الألم فيك؟
تَحَدَث عن علي الوردي بعينين مفعمتين بحزن الكبار.. قال: ماذا فعل العراق بعلي الوردي؟ ماذا اعطاه؟ بماذا كافأه؟ لم يعترف به العراق إلا وهو على فراش الموت يوم دعي لاحتفالية الاحتفاء به، فرد على الدعوى برسالة تمثل خلالها قول الشاعر: (أتت وحياض الموت بيني وبينها، وجادت بوصل حيث لا ينفع الوصل)..
قال ذلك وهو يشير إلى نفسه ويتحدث عن حاله وحال بقية علماء العراق، قال أيضاً: كنت شاهداً على أحزان علي الوردي ولدي من ذكرياتها ما لو ترجمته لكتاب لاستطعت أن أملأ منه أكثر من أربعمائة صفحة كلها تشهد على قسوة العراق على أبنائه. العراق بلد أزمة، وكانت لدي الكثير من الفرص لمغادرة هذه الأزمة ومنذ أن كنت في السابعة والعشرين من عمري وأنا طالب في إحدى الجامعات الأميركية، لكنني لم أستطع أن أغلب حبي للعراق، ولا أعرف أسبابا منطقية لهذا الحب، لكنني على أقل تقدير أدرك أن لدي على هذه الأرض ذكريات طفولتي وشبابي، وهي لوحدها تستطيع أن تشد قلب أي كائن تؤثر فيه المشاعر والأحاسيس.
هذا ما قاله لي البروفسور قيس النوري عالم الانثروبولوجيا العراقي المعروف، وكنت قد نبشت أحزانه عندما سألته عن آخر ما وصلت إليه (الطريقة/ المهزلة) التي أحيل خلالها هو وبقية عقول العراق على التقاعد، صمت لبرهة ثم قال: طابور التقاعد مهين يا سعدون، مكلف وفاضح. محزن أن بلدك يكافئك على سنين خدمتك بأن يضطرك للاصطفاف بطابور فيه ما فيه مما يبعث على الخزي والعار، ومن أجل ماذا؟ من أجل أن تتذكر بنهاية هذا الطابور أن مكافأة تقاعدك أنت ـ ومهما كانت الإجازات العلمية التي تحملها فاخرة وعالمية ومهما كانت خبرتك العلمية محط عناية واعتزاز جامعات العالم ـ تتساوى ومكافأة تقاعد أي عامل خدمة!! لا فرق.. فالعراق لا يفهم الكفاءة وربما أنه لا يحترمها بل ويسعى جاهداً لقتلها.. مكلف أن العراق يحاصر بقية عقوله بهذا الشكل وكأنه يعاقب فيهم إصرارهم على البقاء فيه.. ثم ضحك قائلاً: المبكي أن هذا العراق مستمر باستدعاء العقول التي هجرته هربا من وباء الحزن فيه، وكأنه لا يكتفي بتعذيب اللاهثين على أرضه بل ويغري البقية التي استطاعت أن تفلت من كماشته من أجل أن يستمتع بإيذائها هي الأخرى.
قال كل ذلك دون أن يبدو عليه أنه مهزوز أو آيل للسقوط، أبدا.. قال شهادته تلك وهو كبير وواثق من خياره، واثق بأن أي شيء وأي حزن وأي إهمال لن يستطيع أن يهز ثقته باختياره العراق. نعم هو لم يهتز لكنني أنا الذي تهدمت من هول مصيره وفداحة أحزانه، حبه للعراق لم ينثلم لكن حبي أنا الذي تهشم.. نعم.. وخلال تلك السويعات أدركت بأن هذا البلد لم ولن يحتفي بغير اللصوص والقتلة والمأجورين. وأن أمامي خيارين، أن أكون لصاً ينهش بلده أو هارباً من أقداره البشعة.





#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة السادسة)
- عكازنا مكسور
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة الخامسة)
- موتنا الفاخر
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة الرابعة)*
- انتحار سياسي
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقة الثالثة)*
- خطر الكويت
- علامة تعجب
- لعنة ابليس
- أدباء ومعاول
- اعترافات آخر متصوفة بغداد الحلقة الثانية*
- افتى بها سعد وسعد مشتمل
- اعترافات آخر متصوفة بغداد* (الحلقة الأولى)
- حارس مرمى
- الدين والانثروبولوجيا
- أدونيس يبحث عن العراق.. ثلاث لقطات من مشهد كبير وواسع
- لقد ذهبت بعيدا
- من المسؤول عن عودتهم
- إحساس ومسؤولية


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعدون محسن ضمد - احزان علي الوردي